الفصل الثمانون – عهد الدم: ولادة وحدة الظل

الموقع: قبو السوق السوداء – تحت مدينة كريفا

كان الظلام مطبقًا، والرائحة نفاذة كالجثث المتعفنة.

شعلات خافتة تلقي أضواء متقطعة على جدران ملطخة بالدماء القديمة.

وسط هذا الجحيم، جلس ريفان على عرش حجري محفور برموز قديمة، أمامه صف كامل من الرجال والنساء، يركعون برؤوس منحنية حتى تلامس الأرض.

---

ريفان (بصوت منخفض لكن قاتل):

"أنتم من نجوا من الغربلة.

أقذر القتلة… أشرس الصيادين… من باعوا أرواحهم منذ زمن.

اليوم… لن تعود أرواحكم ملكًا لكم."

رفع يده اليمنى، وانبثق من أصابعه ضوء رمادي تحوّل إلى رمح من الظل، يلمع بوميض فضي داكن.

رمى به على الأرض أمامهم، فانفتحت دائرة سحرية غارقة في دماء متوهجة.

---

ريفان:

"من يشرب من هذا الدم… يصبح ظلًا.

بلا اسم… بلا قلب… بلا خيانة.

لكن… إن حاول أحدكم التمرد… عينه ستنفجر قبل أن يرفع رأسه."

همساته ارتدت في القبو مثل نبوءة موت.

---

أول من تقدّم كان قاتل ضخم يدعى غاروك، يحمل ندبة تمتد من فكه إلى صدره.

انحنى على الركبة، مد يده داخل الدم السحري، ثم شرب حتى غمر فمه اللون القرمزي المائل للسواد.

صرخ فجأة!

عروقه احترقت، جلده بدأ يتشقق، حتى وُسمت على صدره علامة الظل:

(رمز عين مظلمة وسط دائرة رمادية.)

---

ريفان (بابتسامة شيطانية):

"واحد…"

---

تبعه الآخرون واحدًا تلو الآخر.

كل صرخة كانت موسيقى في أذن ريفان.

كل وشم جديد يعني ولاءً لا يمكن كسره إلا بالموت.

---

حين انتهى الطقس، وقف أمامه سبعة

رجال وامرأتان، عيونهم فارغة إلا من وهج

رمادي قاتل.

كانوا النواة الأولى لـ وحدة الظل.

---

ريفان (ينهض ببطء):

"ابتداءً من اليوم… أنتم خناجر في الظلام.

لا رحمة… لا أسماء… فقط الظل."

ثم استدار نحو داركرو:

"أول مهمة… أريد رأس كل من تعامل مع كرود.

اقطعوا أعناقهم… وعلّقوها في ساحة السوق."

---

ابتسم غاروك وهو يلعق الدم من يده، وقال بصوت أجش:

> "كما تأمر… سيدي الظل."

---

ريفان (يتمتم في نفسه):

"هذا… مجرد البداية."

لكن لم يكن وحده من يراقب…

من خلال مرآة من الدم في قصر مظلم

بعيد، كانت أميرة الظلام تتابع الطقس

بابتسامة، وصوتها يهمس في الفراغ:

"هل ستُدرك أنني أملك خناجر أطول من ظلك يا وريث؟"

------

2025/09/16 · 5 مشاهدة · 342 كلمة
نادي الروايات - 2025