الفصل الثاني والثمانون - ظلّان في مرآة الدم
الموقع: سراديب قصر الوحوش - غرفة مظلمة مضاءة بضوء أحمر
رفرفت شعلة باهتة في زاوية القبو، تلقي ظلالًا متكسّرة على الجدران.
جلس ريفان على عرش من الحجر الأسود، أمامه مرآة من الدم تتراقص فيها صور القتل الذي عمّ كريفا.
لكن خلفه...
انبعثت خطوات حافية، خفيفة، لكنها باردة كأنها تحمل صقيع الموت.
---
ريفان (بهدوء دون أن يلتفت):
"كنت أراقبك... خمس سنوات، وأنت تصقل جسدك حتى صار شيئًا آخر."
وقف فيكتور، الآن أطول قليلًا، لكن ملامحه لا تزال تحمل براءة مخيفة...
إلا أن عينيه السوداوين كانتا تلمعان بخيطين من الفضة، مثل شفق شيطاني يختبئ في الظلام.
---
فيكتور (بابتسامة صغيرة):
"أبي... الدماء التي سقطت الليلة، جعلتني أسمع أصواتًا.
أريد المزيد."
---
انعكس الضوء على يديه الصغيرتين...
لكن الأصابع كانت مغطاة بطبقة رقيقة من قشور سوداء معدنية، مثل مخالب شيطانية.
ريفان لاحظ ذلك، وعيناه ضاقتا:
> "لقد فتحتَ القيد الثالث... بدون إذني."
---
فيكتور (يمسح الدم عن شفتيه):
"لم أحتج إذنك، أبي.
كنتَ مشغولًا، فتعلمت من الكتاب... صفحة لم ترها بعد."
---
ظهر الكتاب السماوي فجأة في الظلال، لكنه كان ينبض الآن بنور أحمر داكن، كأنه استيقظ على كيان آخر.
الصفحة المفتوحة كتبت نفسها بدم جديد:
"باب الدم الثالث...
يُفتح بضحكة طفل."
---
ريفان صمت لثوانٍ... ثم ابتسم ابتسامة شيطانية لأول مرة منذ سنوات:
"حسنًا... إن كنت عطشانًا للدماء،
فسأمنحك نهرًا كاملًا."
ألقى إليه خريطة سرية، وعليها علامة حمراء على موقع محدد في قلب القارة:
"اذهب يا فيكتور...
وأحضر لي رؤوس عشيرة الرمح الأسود. لا تترك أي قلب ينبض."
---
فيكتور أمسك الخريطة، ثم قال بصوت خافت، مغمور بالظلال:
"سيصرخون كثيرًا... أحب الأصوات العالية."
ثم اختفى في الظلام... بخطوة واحدة، وكأنه تبخر مع الهواء.
---
ريفان (ينظر إلى المرآة):
"أحسنت... صغيري.
لكن... إلى أي مدى ستذهب قبل أن تتحول إلى شيءٍ لا حتى أنا أستطيع التحكم به؟"
وفي العمق، بين حواف المرآة، ظهر ظل غامض آخر يبتسم بخبث...
أميرة الظلام كانت تراقب، وعيناها تتوهجان:
"طفل بدم شيطان؟
يبدو أن اللعبة ستصبح ممتعة."
---