الفصل الثالث والثمانون - ولادة الوحش الصغير

الموقع: أطلال قلعة الرمح الأسود - قارة الظلال

الليل كان ساكنًا، كأن السماء نفسها حابست أنفاسها.

وسط الضباب، وقف طفل صغير، حافي القدمين، يحمل خريطة دامية في يد، وسكينًا من العظم في اليد الأخرى.

فيكتور... لم يعد مجرد طفل.

---

المشهد الأول - بداية الصيد

أمام القلعة، كان الحراس يسكرون تحت أضواء الفوانيس الحمراء، يضحكون بصوت مرتفع.

فجأة...

انطفأت الفوانيس واحدة تلو الأخرى، كأن الليل ابتلع الضوء.

همس أحدهم وهو يمد يده نحو سيفه:

"من هناك؟!"

لم يأتِ جواب...

لكن سمعوا ضحكة صغيرة، طفولية، لكنها غارقة في الجنون.

---

المشهد الثاني - اللحظة التي تجمد فيها الدم

قبل أن يسحب أول حارس سيفه،

ظهر ظل خلفه، وبحركة واحدة...

طار رأسه عاليًا، بينما بقي جسده واقفًا لثانيتين قبل أن ينهار مثل دمية مقطوعة الخيوط.

الدم تناثر مثل زخات المطر على وجوه الحراس الآخرين.

ثم سمعوا الصوت مرة أخرى...

ضحكة خافتة، أقرب إلى الهمس:

"أحب صوت الدم حين يسقط..."

---

المجزرة تبدأ

انقضّ فيكتور مثل ذئب صغير، لكن خطواته لم تُصدر أي صوت.

كل حركة كانت سريعة بشكل لا يراه حتى المحاربون المخضرمون.

واحد تلو الآخر،

الحناجر تُقطع،

الأعين تُفقأ،

والرؤوس تُعلّق على الرماح.

في النهاية،

سقط زعيم العشيرة على ركبتيه وهو يصرخ:

"توقف! سنعطيك كل شيء! المال! العبيد!"

اقترب فيكتور ببطء،

رفع رأسه، والدم يقطر من ذقنه، وابتسم:

"أبي قال... لا أترك أي قلب ينبض."

وغرس السكين في صدره حتى اختفى النصل.

---

اللحظة الشيطانية

بينما كانت الجثث تغطي الأرض،

ظهر كتاب السماوي فجأة أمام فيكتور، يطفو في الظلام مثل عين شيطانية.

الصفحة التالية كتبت نفسها بدم الضحايا:

"باب الدم الرابع - افتح طريق المجزرة، وستنال نواة الظل الحية."

شعر فيكتور بحرارة في صدره،

صرخ صرخة طفولية لكنها هزت أركان القلعة،

وانفجر جسده بطاقة سوداء رمادية، غلفته كدرع حيّ يلتهم الدماء من حوله.

---

النهاية المشؤومة

بعد ساعات،

دخلت وحدة الظل القلعة...

لم يجدوا سوى أكوام لحم معلّقة على السقف مثل الذبائح،

ووسطها...

جلس فيكتور بهدوء، يلعق الدم من أصابعه،

وعيناه تتوهجان بخيوط فضية أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.

"أبي سيبتسم... عندما يرى هذا."

----

2025/10/06 · 3 مشاهدة · 332 كلمة
نادي الروايات - 2025