الفصل الرابع والثمانون – ثمن الدم الرابع

الموقع: قصر الوحوش – قاعة الظلال

جلس ريفان على العرش الحجري، أمامه مرآة الدم التي تعكس صور المجزرة في قصر الرمح الأسود.

كل جثة كانت تُعرض كأنها لوحة فنية في صرح من الرعب.

ابتسامة باردة ارتسمت على شفتيه… لكنها لم تدم طويلًا.

---

المشهد الأول – عودة فيكتور

فتح الباب الثقيل،

دخل فيكتور بخطوات بطيئة،

ملابسه ممزقة، ودماء سوداء وجافة تغطي نصف جسده.

لكن عيناه…

عينان لا تشبهان عيني طفل.

فيهما بريق وحشي، كأنه وحش تعلم كيف يبتسم.

وقف أمام ريفان، ثم انحنى بهدوء، وقال بصوت رتيب:

"أبي… لقد أحضرت لك صمتهم الأبدي."

وألقى عند قدميه قلادة زعيم العشيرة، ملطخة بالدم.

---

ريفان (بصوت منخفض):

"أحسنت… لكن قل لي، كم قلبًا تركت ينبض؟"

رفع فيكتور رأسه ببطء، وابتسم ابتسامة صغيرة:

"لم أجد قلوبًا بعد أن انتهيت."

---

المشهد الثاني – التغيير المرعب

اقترب ريفان بخطوة، وضع يده على صدر الصبي ليفحص نواته…

فتفاجأ بنبض غريب، كأنه قلب إضافي ينبض تحت الجلد، لكن ليس بشريًا.

مع كل نبضة، شعر بهالة باردة تحاول التهام أصابعه.

"هذا… ليس مجرد صقل. لقد ابتلعت شيئًا."

ضحك فيكتور ضحكة طفولية قصيرة، ثم همس:

"كتاب قال… الدماء تفتح الأبواب."

وفجأة، ظهر الكتاب السماوي بينهما، يطفو كروح جائعة، والصفحات تتفتح واحدة تلو الأخرى حتى توقفت عند صفحة مضرجة بالدم:

"باب الدم الرابع مفتوح.

الثمن: جزء من ذاتك."

---

المشهد الثالث – المساومة القاتلة

صوت الكتاب دوّى في ذهن ريفان:

"لتدخل هذا الباب، عليك أن تتخلى عن شيء لا يُستعاد:

قلب، روح… أو اسم."

شعرت جدران القصر بالارتجاف، والظلال من حوله بدأت تتحرك كأنها تتنفس.

ابتسم ريفان ابتسامة شيطانية، وضحك لأول مرة بصوت منخفض، ثم قال:

"روحي… لا تلمسها.

اسمي… لن يموت.

لكن قلبي؟ لم يعد لي منذ لحظة أن وُلدت في الدم."

مد يده نحو الصفحة، فاشتعلت بلهيب أسود اخترق صدره،

وأحس جزءًا من ذاته يُسحب إلى الفراغ.

---

المشهد الرابع – الفوضى تقترب

في تلك اللحظة…

انفجرت نافذة الظلال، ودخل رسول مقنّع، يحمل شعارًا أسود محفورًا عليه وردة دموية.

ركع وقال بصوت يرتجف:

"سيدي… أميرة الظلام تدعوك إلى وليمة القمر الأحمر."

نظر ريفان إلى فيكتور، الذي كان يلعق الدم عن أصابعه ببطء،

ثم رفع رأسه وحدق في المبعوث حتى ارتجف الأخير تحت نظرته.

ضحك ريفان ضحكة شيطانية باردة، وقال:

"أخبري سيدتك… أنني سأحضر.

لكن هذه الوليمة… ستكون آخر طعامها."

---

الختام المرعب

بينما غادر الرسول مسرعًا،

أغلق الكتاب السماوي نفسه فجأة، وترددت همهمة مظلمة في أرجاء القاعة:

"لقد اخترت يا وريث الهاوية…

فلتسقط القارات تحت ظلك."

وأظلمت كل الأنوار،

ولوهلة، ظن فيكتور أنه رأى جناحين أسودين هائلين يخرجان من ظهر أبيه… ثم تلاشى المشهد في الظلام.

---

2025/10/06 · 4 مشاهدة · 417 كلمة
نادي الروايات - 2025