الفصل السادس والثمانون – ظل القارة المظلمة
المشهد الأول – جثث تتكلم
بعد أن هدأ صخب المذبحة،
كان الدخان الأسود يملأ القاعة، والجثث ملقاة في كل زاوية، بعضها بلا رؤوس، وبعضها ممزق كدمى قماشية.
جلس ريفان على العرش، وقد خلع قناعه، وعيناه تلمعان كجمرتين في الليل.
أمام قدميه،
ركع آخر وحش حيّ من القارة المظلمة،
دماءه تسيل، وعينه نصف مطفأة.
أمسك ريفان عنقه بيد واحدة، ورفع رأسه،
وقال بصوت بارد:
"من أرسلك؟ ومن أنتم؟"
تفجرت ضحكة دموية من فم الوحش، وهمس:
"نحن… مجرد ظل لما سيأتي.
القارة المظلمة… استيقظت."
ثم احترق جسده من الداخل، كأن لعنة انفجرت في دمه،
وانتشرت موجة طاقة شيطانية في المكان،
حتى اضطرت الأميرة نفسها للتراجع خطوة للخلف.
---
المشهد الثاني – أسرار الأميرة
تقدمت أميرة الظلام ببطء،
عينها تتألق بخبث، وثوبها الممزق من المعركة جعل كل حركة منها أخطر من السيف.
قالت بنبرة عميقة:
"القارة المظلمة… ليست مجرد أرض.
إنها فمٌ يبتلع العوالم.
وكل من يقترب… إما أن يصير ملكًا… أو يُمحى."
ثم اقتربت من ريفان حتى كادت شفاهها تلمس أذنه،
وهمست:
"أنا أعرف بابها الأول… لكن سرك يجب أن يكون لي قبل أن أخبرك."
ابتسم ريفان ببطء،
ثم رفع يده ومسح الدم عن شفتيها،
وقال بهدوء يقطر سمًا:
"سرّي… لا يُباع.
لكن دمك… قد يكون ثمنًا جيدًا في الصفقة القادمة."
ضحكت الأميرة بصوت منخفض، وقالت:
"أحب الرجال الذين يهددونني بالموت… إنهم دائمًا أكثر إثارة."
---
المشهد الثالث – فعل فيكتور المرعب
وسط الحديث،
سمع الجميع صرخات مذبوحة قادمة من القاعة الجانبية.
ركض أحد أتباع ريفان ليرى،
ثم عاد مرتجفًا، ووجهه شاحب:
"سيّدي… الصبي… فيكتور…"
دخل ريفان القاعة،
فرأى فيكتور جالسًا وسط بحر من الدم،
وأمامه ثلاث جثث من أمراء الظل الذين حاولوا خيانة ريفان أثناء الفوضى،
لكنهم لم يُقتلوا بالسيوف…
بل أُفرغت أجسادهم من الدم تمامًا، وتحولت إلى جلود يابسة، وأعينهم فارغة.
فيكتور رفع رأسه ببطء،
وعيناه تشعان بضوء فضي قاتل، وقال:
"أبي… كان عندهم رائحة الخيانة."
حتى أميرة الظلام شعرت بقشعريرة في جسدها،
أما الأتباع الآخرون…
فلم يجرؤوا على النظر في عينيه.
---
المشهد الرابع – الباب الخامس
عاد ريفان إلى قاعته،
ظهر الكتاب السماوي فجأة، والصفحة الجديدة تشتعل بخطوط دموية:
"لتفتح الباب الخامس،
عليك أن تراقب أول من تحب وهو يحترق…
بيدك."
تجمدت عيون ريفان للحظة،
ثم ظهرت ابتسامة بطيئة على شفتيه،
وقال بصوت كالصدى:
"حب؟… منذ متى كان للهاوية قلب؟"
لكن عينيه لمعتا بخيط رمادي،
وكأن نبوءة سوداء بدأت تزرع نفسها في روحه.
---