الفصل التسعون – رقصة الخداع

---

المشهد الأول – قاعة الظلال

ألسنة النيران السوداء ترقص على جدران القاعة، طاولة حجرية يتناثر فوقها رماد قديم، وأمام العرش، وقفت أميرة الظلام… تحدق في ريفان بابتسامة لا تخلو من الغموض.

قالت بصوت خافت:

"الطرق إلى قلب القارة النورانية ليست كثيرة… وكلها ملطخة بالدماء. إن أردت الدخول، عليك المرور عبر نهر اللوتس الأحمر."

فتح ريفان عينيه ببطء، نظرة باردة تخترق أعماقها، وأجاب بسخرية قاتلة:

"هل تقولين إنك جئتِ لتدليني… أم لتختبري إن كنت أستحق الطريق؟"

ضحكت بهدوء، اقتربت حتى شعرت بظل أنفاسه، وقالت:

"جئت لأرى إن كنت وحشًا… أم مجرد رجل يختبئ خلف الظلام."

أجاب بابتسامة شيطانية صغيرة:

"أنا لست وحشًا… الوحوش تقتل بلا غاية. أما أنا… فأقتل لأكتب التاريخ."

---

المشهد الثاني – وضع الشروط

جلست الأميرة على الحافة الباردة للطاولة، وساقاها تتمايلان برشاقة، ثم مدت لفافة قديمة أمامه، عليها خريطة ممزقة مليئة بخطوط حمراء.

قالت بلهجة ماكرة:

"هذه ليست خريطة عادية… إنها الدماء التي سالت في آخر حرب بين الظلال والنور. الطريق الذي تراه… لن يُفتح إلا إن أريقت دماء جديدة."

رفع ريفان اللفافة بيد واحدة، وعيناه تتأملان الخطوط بتركيز، ثم قال بصوت مبحوح بالبرود:

"إذن، الدم سيكون مفتاح الباب… لكن دم من؟"

ابتسمت الأميرة بخبث:

"دم من يخوننا أولًا."

---

المشهد الثالث – النية المخفية

صمت ريفان لوهلة، ثم رفع رأسه ببطء، وفي صوته مزيج من الجحيم والسخرية:

"إذا أردتِ الخيانة، فافعليها بسرعة… لأنني أكره الانتظار أكثر من القتل."

ضحكت الأميرة بخفة، لكن عينيها ارتجفتا للحظة حين شعرت بنية قاتلة تتسلل من هالته. فكرت: "هذا الرجل… لا يثق بأحد، حتى بي. لكنه… يجعلني أرغب في اللعب أكثر."

---

المشهد الرابع – أمر في الظلال

التفت ريفان نحو أحد أتباعه المختبئين في الظلال، وقال بنبرة باردة كالحديد:

"ابدأوا الحصاد… أريد أسماء كل العائلات التي يمكن أن تنكسر قبل غيرها. من يبيع نفسه، ومن يختبئ خلف شعار النور."

أجاب الصوت من الظلام:

"أمرك، سيدي."

---

أنهى ريفان كلامه، وأدار نظره إلى الأميرة مجددًا، ثم همس بابتسامة شيطانية:

"الدم الأول… لن يكون دم عدوي."

----

2025/10/09 · 1 مشاهدة · 321 كلمة
نادي الروايات - 2025