الفصل الحادي والتسعون – الدم الأول
---
المشهد الأول – ألسنة الخيانة
في أعماق القصر الحجري، جلس ريفان أمام الطاولة ذات الخرائط الملطخة بالحبر الأسود. الظلال من حوله تتحرك ببطء، كأنها تستمع لنبضات قلبه.
دخل أحد أتباعه، ركع على الأرض، وصوت مبحوح خرج من بين شفتيه:
"سيدي… وجدنا الخائن."
لم يرفع ريفان رأسه، أجاب بصوت بارد كحد السيف:
"أحضروا الرأس… قبل أن ينطق باسم سيده."
---
المشهد الثاني – الدم الأول يسقط
بعد دقائق، سُحب رجل مقيّد إلى وسط القاعة، وجهه مليء بالكدمات، وعيناه تلمعان برعب لا يوصف.
صرخ:
"سيدي! لست أنا! كنت أحاول حماية الخطة!"
اقترب منه ريفان بخطوات بطيئة، عيناه مظلمتان كليل بلا قمر، ثم قال بهدوء شيطاني:
"إذا كان قلبك نقيًا… فلتواجه الظلال بلا خوف."
مد يده، وفي لحظة، انطلقت خيوط رمادية من أصابعه، اخترقت جسد الرجل، وصار يصرخ حتى تمزقت روحه قبل جسده.
تطاير الرماد في الهواء، والصمت عمّ القاعة.
---
المشهد الثالث – الرسالة المرعبة
نظر ريفان إلى باقي أتباعه، وقال بصوت هادئ، لكن كل كلمة كانت خنجرًا في أرواحهم:
"الخيانة… لا تُغفر في عالمي. الدم الأول… كان تحذيرًا. القادم… سيكون طوفانًا."
---
المشهد الرابع – أميرة الظلام تختبره
في زاوية القاعة، وقفت أميرة الظلام تراقب المشهد بابتسامة ماكرة، ثم تقدمت ببطء وقالت:
"يا له من عرض ممتع… لكن قل لي، ريفان… هل ستفعل ذلك بي أيضًا إن شككتُ فيك؟"
اقترب منها حتى شعرت ببرودة روحه تخترق عظامها، ثم همس في أذنها:
"الفرق بينك وبينهم… أنكِ ستعرفين لحظة موتك قبل ثانية واحدة فقط."
شعرت بقشعريرة تتسلق عمودها الفقري، لكنها لم تتراجع، بل ابتسمت وقالت:
"أحب هذه اللعبة أكثر الآن."
---
المشهد الخامس – بداية الحملة السوداء
جلس ريفان مجددًا، فتح خريطة جديدة فوق الطاولة، وعيناه تلمعان بخيوط رمادية غامقة، ثم أمر:
"ابدأوا بغرس بذور الفوضى في القارة النورانية. أريد سقوط أول مدينة قبل اكتمال القمر القادم."
ظهر ظل غامض في المرآة خلفه، وصوت همس داخل عقله:
"خطوة جيدة… يا من تحاول أن تكون سيد اللعبة."
أدار ريفان رأسه ببطء، لكن المرآة صارت صامتة كالعدم.
---