الفصل الثاني والتسعون – حين نطق الظلام إسمه

---

المشهد الأول – مدينة لوتس النورانية

ليلة بلا قمر… السماء ملبدة بغيوم داكنة، والمدينة النورانية التي لطالما تباهت بنورها، كانت تتلألأ بمشاعل الحراسة… قبل أن تنطفئ واحدة تلو الأخرى.

صرخ أحد الجنود:

"أين النور؟!"

وفجأة، هبط الضباب الأسود من السماء مثل ستارة موت، اختفى ضوء القمر، والأرض ارتجفت كأنها تخشى شيئًا قادمًا.

---

المشهد الثاني – الرعب الأول

وسط الفوضى، خطى رجل ببطء بين الأزقة، عباءته السوداء تلتصق بجسده، عيناه تلمعان بخيط رمادي كالرماد المشتعل.

كل خطوة كانت تجعل الهواء يختنق، والأصوات تتلاشى، حتى اختفى صراخ الجنود.

رفع رأسه، ونظر إلى برج القيادة، حيث يقف القائد الأعلى للحامية، رجل شهير بجبروته، لكن عرقه سال كالنهر حين التقت عيناه بعيني القادم.

---

المشهد الثالث – لحظة الذبح

هبط ريفان كالشبح أمام الجنود، لم يصدر صوت… فقط سيف أسود يلمع كأفق النهاية.

وفي حركة واحدة، انفصلت رؤوس الجنود عن أجسادهم، وسقطت على الأرض في صمت مطبق.

رفع القائد سيفه وهو يرتجف:

"م-من أنت؟!"

اقترب ريفان ببطء، وقف أمامه حتى شعر القائد بأن قلبه توقف عن النبض، ثم همس بصوت خافت لكنه اخترق الأرواح:

"أنا… سيد الصمت."

وفي لحظة، ذابت عظام القائد كأنها رماد، واختفى جسده بلا أثر، حتى الدم تبخر مع الضباب.

---

المشهد الرابع – توقيع الرعب

بعد أن عمّ السكون، تدفقت الظلال على جدران المدينة، لتشكل كلمات ضخمة تقطر دمًا:

[سيد الصمت مرّ من هنا.]

لم يتبقَ جندي حي، ولا حتى جثة يمكن دفنها.

---

المشهد الخامس – الإعلان المرعب

وقف ريفان في ساحة المدينة، رفع السيف، وعيناه توهجتا بوميض رمادي كالبرق في الظلام، ثم صرخ بصوت جعل القلوب تنفجر:

"أخبروا القارات… إن الظلام قد عاد. من هذه الليلة… لن تنادوني ريفان… نادوني ملك العدم."

مع كلماته، انفجرت المدينة في عاصفة من الظلال، ابتلعت كل شيء، ولم يبقَ سوى رماد أسود يطفو في الهواء، وشبح صوته يتردد عبر القارات:

"ملك العدم… قادم."

---

2025/10/12 · 4 مشاهدة · 302 كلمة
نادي الروايات - 2025