الفصل الخامس والتسعون – إختبار الدم (الجزء الثاني)
---
المشهد – البوابة السوداء (داخل الاختبار)
أظلمت السماء مرة أخرى…
لم يبقَ إلا الضوء الأحمر المتوهج تحت أقدام السبعة،
حيث الكلمات الحارقة تنزف نارًا:
"المرحلة الأولى: اقتل… أو تُقتل."
صوت الأنفاس صار ثقيلًا،
والعظام على الأرض بدأت تتحرك من تلقاء نفسها.
---
أحد الرجال، بصوت مختنق:
"هل… هل تريدنا أن نقاتل هذه الأشياء؟"
لم يأتِ رد.
لكن الجدار خلفهم فتح ثانية،
لتخرج منه كتلة لحمية مشوهة لها أربع أيادٍ ورأس بلا وجه،
تفوح منها رائحة لحم محترق.
العيون الحمراء في السماء بدأت تتفتح،
واحدة تلو الأخرى،
وكأنها كواكب جحيم تراقب المسرح الدموي.
---
أول صرخة
الوحش اندفع بلا صوت…
سرعته غير طبيعية،
ذراعه اخترقت صدر أقوى رجل بينهم قبل أن يرفع سيفه.
صرخة الرجل دوّت…
ثم سقط جثّة،
لكنها لم تبقَ جثّة طويلًا.
الأرض امتصته في لحظة،
وتركت مكانه هيكلًا محترقًا بدأ يضحك بلا لسان.
---
الأرض تكتب القاعدة المخفية
النقوش تحت أقدامهم تغيّرت فجأة،
لتُظهر سطرًا آخر يشتعل نارًا سوداء:
"من يريد النجاة… اجمع ثلاث قلوب نابضة."
---
إحدى النساء شهقت:
"ثلاث… قلوب؟! كيف…؟"
لم يُكمل أحد،
لأن الإجابة سقطت من السماء مباشرة:
قلوب بشرية، ما تزال تنبض.
أحدهم التقط قلب الرجل المقتول للتو…
ثم رفع رأسه ببطء،
وعيناه امتلأتا بجنون الدم.
---
الخيانة الأولى
من دون تحذير،
انغرز خنجر في رقبة أقرب شخص له.
دم ساخن تفجّر على الأرض.
الجميع تجمّد.
ثم… اشتعلت الحلبة بجنون.
واحد يصرخ، آخر يضحك،
الأقدام تتزحلق على الدم،
الظلال تزحف تحتهم وتلتهم الأجساد البطيئة.
---
صوت الظلام من الأعلى
ضحكة عميقة ملأت السماء،
لم تكن لرجل…
بل كأنها الكون نفسه يضحك.
"أرونا كم أنتم جائعون… قبل أن أجعل العالم يلتهمكم."
----