الفصل السادسة والتسعون – وليمة القلوب
---
المشهد – عمق البوابة
الظلام صار كثيفًا لدرجة أنه يبتلع الألوان،
لكن الدماء…
كانت تلمع كالذهب وسط السواد.
السبعة؟
لم يبقَ سبعة.
اثنان سقطا بالفعل،
أكلهما الوحش المشوه بلا بقايا،
وثالث انغرزت روحه في الحروف المحترقة تحت الأرض.
---
الأرض كتبت من جديد بالنار:
"من بقي بلا قلوب… سيصبح قلبًا."
ارتجفت الأجساد.
لكن بدلاً من الصراخ،
خرجت أول ضحكة مريضة من أحد الرجال،
كان يحمل قلبين في يده،
عيناه مشعتان بجنون لا يوصف.
"قلب واحد بعد… ثم أخرج."
رفع رأسه،
عيناه تلمعان،
وهو ينظر إلى المرأة الأقرب له.
لكن قبل أن يخطو خطوة…
---
الوحش العملاق يتحرك
ذلك الشيء بلا جلد،
أمعاؤه تتدلى مثل سلاسل جحيم،
اندفع بسرعة تناقض حجمه،
فكل خطوة منه زلزلت الأرض كأنها نبضات جهنم.
السلاسل الحية تهاوت في كل اتجاه،
وأحد السلاسل التف حول رقبة الرجل الذي كان يضحك قبل لحظات،
ثم سحبه وهو يصرخ حتى تقطعت أوتاره الصوتية.
في ومضة،
ارتفع جسده عاليًا،
ثم انشطر نصفين مثل دمية قماشية،
وتناثرت الدماء على النقوش المشتعلة.
---
النقوش تغير لونها
الأرض لم تعد حمراء…
بل تحولت إلى سواد سائل،
يمتص كل قطرة دم،
ثم يطلق بخارًا أشبه بضحكات أطفال ميتين.
فجأة…
ظهرت عبارة جديدة على الساحة:
"من يأكل قلبًا أمام العين… يمنح قوة لا تُكسر."
---
أول فعل وحشي
إحدى النساء،
صوتها يرتجف بين الرعب والجنون،
ركضت نحو الجثة الممزقة،
غرست أصابعها في صدرها،
وسحبت قلبًا نابضًا لا يزال يتخبط.
رفعت رأسها ببطء،
وعيناها تشتعلان بجنون…
ثم غرست أسنانها في القلب وبدأت تمضغه!
الصرخة التي تبعت هذا الفعل
لم تكن منها…
بل من السماء نفسها،
كأن البوابة صارت حيّة وتتنفس لذة الدم.
---
الظلال تتحرك… ريفان يراقب
خارج البوابة،
جلس ريفان على عرشه،
عيناه نصف مغمضتين،
لكن الظلال تحت قدميه امتدت إلى عمق البوابة،
تراقب كل قطرة دم،
وكل نفس يقترب من الجنون.
ابتسامة باردة شقت وجهه،
همس بصوت يقطر قسوة:
"أظهروا لي كم أنتم مستعدون للتخلي عن إنسانيتكم… لأجلي."
---
ذروة المذبحة
ثلاثة فقط ظلوا أحياء،
أجسادهم تنزف،
وجوههم كأنها تماثيل من دم وجنون.
لكن الوحش لم يتوقف،
بل التحم بهم جميعًا،
وأحد الرجال فقد نصف وجهه قبل أن يصرخ.
وفجأة…
ظهرت العلامة الحمراء على الجدار خلف الوحش،
علامة لم يراها أحد منذ آلاف السنين:
عين أفقية تتفتح ببطء،
وفيها تسبح رموز لا تشبه لغة البشر.
الأرض اهتزت،
والسماء داخل البوابة انفجرت بضوء أسود،
مع عبارة تتوهج في كل مكان:
"بدأت المرحلة الثانية… افقدوا عقولكم."