الفصل الثامن والتسعون – أكل الظل
---
المشهد – داخل البوابة
الظلام لم يعد خلفية…
بل أصبح هواءً، ماءً، نارًا…
كأنه محيط أسود يبتلع كل صوت وكل نفس.
ثلاثة ناجين؟
لا.
المرأة تحولت إلى رماد داخل الظلال،
والرجل الذي صار قناعًا أسود – أول تابع –
وقف بلا حراك،
كأن الحياة نزعت منه… لكن شيئًا حيًا يراقب من داخله.
أما الثالث،
الذي جمع ثلاثة قلوب…
ضحكته ما تزال تتردد في الفراغ.
"أنا الفائز… أنا الناجي… أنتم جميعًا حشرات تحت قدميّ!"
لكنه لم يلحظ أن الأرض تحولت إلى مرايا مظلمة،
وفي كل مرآة…
انعكاسه يضحك،
لكن الضحكة ليست ضحكته،
بل ضحكة شيء ينتظره منذ آلاف السنين.
---
القانون يُكشف
النقوش المشتعلة تحولت فجأة إلى جمل جديدة:
"من لا يصبح ظلًا… يصبح طعامًا."
ثم انبثق الصوت في أدمغتهم،
صوت الظلال الذي يشبه نصلًا يغرس في الجمجمة:
"اختبار الولاء بدأ الآن. أكلوا… أو سيأكلكم الظل."
---
ولادة الجحيم الحقيقي
الأرض انشقت،
ومنها خرجت ألسنة سوداء،
تتحرك مثل أفاعٍ جائعة،
لكنها لم تهاجم الوحش العملاق…
بل اتجهت مباشرة نحو الناجي الأخير.
صرخ وهو يحاول الطعن بسيفه،
لكن السيف غاص في السواد كأنه يطعن الماء.
الظلال لفّت ساقيه،
صعدت إلى خاصرته،
ثم إلى صدره…
واقتحمت فمه وعينيه دفعة واحدة!
---
أكل الظل
جسده ارتجف،
أعضاؤه تذوب من الداخل،
والأصوات تملأ المكان:
ضحكات، همسات، آهات ألم، صرخات موتى.
عيناه انفجرتا من جمجمته،
لكن بدل الدم… خرجت خيوط سوداء،
لتلتف حول رأسه وتصنع قناعًا مروعًا محفورًا عليه كلمة واحدة:
"صفر."
ثم توقف صراخه…
وأصبح واقفًا مثل تمثال،
ظلاله تنبض،
وعيناه فارغتان تمامًا.
---
الكارثة تتوسع
الوحش العملاق التفت،
لكن قبل أن يهجم،
انفجرت الأرض تحت قدميه،
لتخرج يد عملاقة من الظل،
تغرس أصابعها في صدره وتنتزع قلبه.
أكله الظل أمام أعين الاثنين الآخرين (القناع الأسود & صفر)،
ثم أطلق زئيرًا كأن البوابة نفسها تصرخ من الألم واللذة معًا.
---
خارج البوابة – ريفان
ريفان فتح عينيه تمامًا لأول مرة،
وكانتا تشتعلان بنار رمادية تشبه موت الآلهة.
مد يده ببطء،
وأمسك بخيطين من الدم والظلام متصلين بالبوابة،
ثم همس ببرود قاتل:
"أهلاً بكم في الظلال… عبيدي."
الخيطان اشتعلا،
وانغرست العلامة السوداء على صدري القناع الأسود وصفر،
لتربط روحهما بريفان للأبد.
ابتسم،
ضحكة شيطانية خرجت من حلقه ببطء،
وهمس بالكلمات التي ستهز القارات لاحقًا:
"جيشي بدأ الآن."
---