الفصل التاسع والتسعون – وليمة الظلال

---

المشهد – القارة المظلمة، قصر الظلام الأبدي

السماء في تلك الليلة كانت حمراء كدم قديم،

والأرض تمتد حتى الأفق كبحر من العظام المحترقة.

في قلب هذا الخراب،

ارتفع قصر أسود كأنه بُني من الليل نفسه،

تحيط به أعمدة من رؤوس متحجرة،

وأصوات الرياح تحمل صرخات الموتى.

من بعيد،

كان جسد ريفان يمشي بخطوات بطيئة،

كل خطوة تترك ظلاً أطول من التي قبلها،

حتى بدا كأنه يسير ومعه ألف شبح.

---

داخل القصر

حين دخل البوابة،

لم يجد حراسًا ولا خدمًا…

فقط ظلام يلتف ككائن حي،

وأنفاس خفية تهمس باسمه.

صوت ناعم، من أعلى السلالم:

"أخيرًا… حضر سيد النهاية بنفسه."

رفع رأسه.

هناك كانت هي.

أميرة الظلام جلست على عرش من جماجم بيضاء،

شعرها الأسود يسقط مثل خيوط الليل على كتفيها،

وفستانها الأرجواني يلتصق بجسد قاتل الجمال،

وفي عينيها البنفسجيتين،

دوامة من الغموض والوعود المميتة.

ابتسمت ابتسامة باردة،

ثم نزلت الدرج ببطء،

صوت كعبها المعدني يتردد مثل دقات الموت.

---

الحوار المميت

آليثيا:

"كنت أظنك شائعة لا أكثر… لكنك حيّ، وتختبئ في ظلك كذئب وسط قطعان."

ريفان (ببرود):

"وأنتِ، قيل إنك ولدتِ من رحم الظلمة… والآن أراك مجرد امرأة تبحث عن قوة تسند عرشها المهتز."

ضحكت آليثيا بخفة،

ضحكة جعلت الظلال ترتعش على الجدران:

"أعجبتني جرأتك… لكنني لا أبحث عن من يسندني.

أنا أبحث عن من يقتل معي."

ريفان اقترب خطوة،

ظله امتد حتى لامس قدميها،

وعيناه تتوهجان بخيط رمادي قاتل:

"وماذا تريدين أن أقتل؟"

اقتربت منه حتى صارت على بعد أنفاس،

ثم همست بصوت كأنه سم في العسل:

"طائفة النور… أريدها أن تحترق."

---

الشرط الغامض

ريفان ابتسم،

ابتسامة جعلت البرودة تسري في العظام.

"وهل تحرق القارات بالتحالفات؟"

آليثيا رفعت يدها،

وفي كفها ظهر ختم أسود ينبض بالحياة.

آليثيا:

"هذا هو شرطي…

قسم دم، تربط روحك بروحي،

حتى لو خان أحدنا الآخر،

يموت الاثنان معًا."

ساد الصمت.

حتى الظلال كتمت أنفاسها.

ريفان مد يده ببطء،

كأنه سيقبل الشرط…

لكن قبل أن تلمس أصابعه الختم،

تبدلت ابتسامته إلى شيء لا يمكن وصفه.

ريفان (بهمس شيطاني):

"القيود خُلقت للضعفاء… وأنا لا أتحالف إلا بشروطي."

وفجأة،

انفجر ظله،

وامتدت منه أذرع سوداء كالأفاعي،

أحاطت بالمكان كله في ومضة،

لتصير القاعة في لحظة ساحة حرب صامتة.

---

النهاية المفتوحة

آليثيا لم تتحرك،

لكن عينيها تلألأتا كمن وجد وحشًا يعادل جنونه جنونها.

ابتسمت،

همست بخفوت جعل الظلال تضحك معها:

"أحب الرجال الذين لا يركعون… لكن تذكر، يا ريفان…

كل مَن رفض يدي، صار رمادًا."

ريفان، بابتسامة شيطانية:

"إذن… لنرى أي رماد أجمل."

ظلاله انسحبت فجأة،

واختفى كما ظهر…

لكن في صدرها،

نبضت لأول مرة منذ قرون… رغبة في الحرب ورغبة في الرجل معًا.

أول دم للتحالف

---

المشهد – وادٍ أسود على أطراف القارة المظلمة

الريح تعصف حاملةً رائحة الدم،

والسماء تمطر رمادًا ساخنًا،

كأن الجحيم تنفس فوق هذا المكان.

وسط الوادي،

كان هناك أكثر من ألف مقاتل،

جميعهم ينتمون إلى عشائر الظلال،

ينتظرون من يتجرأ على الدخول.

---

أمر أميرة الظلام

قبل ساعات،

كانت كلمات آليثيا ترن في أذن ريفان:

"أثبت أنك تستحق أن تسير بجانبي.

اذبحهم جميعًا…

دون أن يسمعوا صوت موتهم."

---

دخول ريفان

من طرف الوادي،

ظهرت هيئة مظلمة تمشي بخطى هادئة.

لا صوت لخطواته،

حتى الريح تجنبت ملامسة جسده.

أحد القادة همس لرفاقه:

"من هذا الأحمق الذي أرسل نفسه للموت؟"

لكن قبل أن يكمل كلماته،

توقفت عيناه عن الحركة.

جسده سقط،

ورأسه لم يكن موجودًا.

لم يسمع أحد كيف مات.

---

ولادة اللقب

لم تمر سوى لحظات…

حتى بدأ الرجال يسقطون واحدًا تلو الآخر،

كأن الموت يختارهم في صمت.

لا صرخة، لا ارتطام، لا دماء متناثرة.

فقط سكون قاتل،

وعدد الجثث يتزايد بلا سبب مفهوم.

أحد المحاربين المذعورين صرخ:

"إنه… إنه سيد الصمت!!"

لكن صرخته لم تصل إلى أذنه،

لأن رأسه اختفى قبل أن ينطق الحرف الأخير.

---

التقنية القاتلة

بينما يتهاوى الألف جثة في الوادي،

كان ريفان يسير ببطء،

عيناه رماديتان تلمعان بخيط من الظلام،

وسيفه لا يقطر دمًا…

لأنه لا يترك دمًا أصلاً.

في ذهنه،

كان الكتاب السماوي يتموج كبحر من الرموز:

"خطوات السيف الوهمي – المرحلة الثانية:

الظل يقتل قبل أن تتحرك العين."

---

المجزرة تنتهي

خمس دقائق فقط…

وكان الوادي،

الذي كان يموج بآلاف الأصوات،

تحول إلى بحر من الصمت المطلق.

لم يبقَ حيّ واحد.

لا شهود، لا ناجين،

إلا ظل واحد واقف في المنتصف،

يمسح الغبار عن نصل سيفه بهدوء.

---

اللقاء بعد الدم

في القصر الأسود،

جلست آليثيا تنتظر الخبر.

لكن فجأة،

شعرت بارتجافة في الظلال،

ثم ظهر ريفان من العدم،

وجلس على عرش مقابلها،

وعيناه لا تحملان أي عاطفة،

فقط فراغٌ بارد كالموت.

وضع أمامها قلادة من عظام،

كانت ملك زعيم عشيرة الظلال.

ريفان، بابتسامة شيطانية:

"اختبارك… كان مملًا."

ضحكت آليثيا ضحكة عميقة،

ضحكة جعلت القصر كله يرتجف:

"إذن… فلنملأ هذه الأرض بدماء تستحق الجهد."

----

2025/10/12 · 3 مشاهدة · 750 كلمة
نادي الروايات - 2025