#فرنسا_الضاحية الجنوبية لباريس _الساعة 7:00 صباحاً
2005\9\23


واقفة وحدها في منتصف تلك الغرفة، بينما تنظر إلى النافذة أمامها بصمت..

مددت ذارعيها في الهواء بكسل، بعد أن تثاءبت عدة مرات. ثم نظرت إلى ساعتها لتقول بهمس: جيد، ما يزال أمامي ثلاث ساعات!

سارت نحو حقيبة الظهر الوردية التي أخرجتها للتو من حقيبة سفرها، لتبدأ بوضع بعض الأغراض فيها.
ولما انتهت، أغلقتها ولبست تلك الحقيبة. ثم سارت بضع خطوات حتى وقفت أمام تلك المرآة الطويلة، التي كانت تغطي باب خزانة الملابس.


نظرت برضا إلى ملابسها..سروالها القصير الأبيض الذي كان يصل إلى منتصف فخذيها، قميصها الخفيف ذو اللون الوردي الباهت والذي كان بلا أكمام. وبالطبع، حذاها الرياضي الأبيض.

الآن هي مستعدة للخروج بعد أن أخذت حماماً منعشاً في ذلك الحمام الفاخر الذي لعنتهم كثيراً في سرها، بينما كانت تنظر إلى تفاصيله التي أبهرتها حقاً!


تساءلت في نفسها وهي تسير إلى خارج الغرفة: إذا كانت غرف الضيوف هكذا..لا يمكنني أبداً أن أتخيل كيف تبدو غرف النوم الرئيسية في هذا القصر اللعين!




كانت على وشك النزول من تلك الدرجات الرخامية نحو الطابق الأرضي، عندما التقت بكارل الذي كان يرتدي ملابس رسمية أنيقة، أبرزت وسامته التي لم تخفى عنها منذ التقته أول مرة.

ابتسم بإشراق ما إن رآها وقال بهدوء:صباح الخير.

بادلته الابتسام بمجاملة، لترد قائلة بصوت خفيض:صباح النور.


ألقى نظرة سريعة على ملابسها التي جعلتها تبدو أكثر أنثوية، من تلك الملابس التي كانت ترتديها في الأمس. فعلق قائلا بتعجب:واو ذلك رائع! تبدين مختلفة جداً اليوم. كنت أظنك تفضلين الملابس الصبيانة!

عقدت يديها أمام صدرها في غرور وقالت وهي تزم شفتيها باستياء:هل تسخر مني؟

ضحك كارل من مظهرها الطفولي ليرد قائلا: بالطبع لا! ثم ابتسم بهدوء وقال: تبدين جميلة..


ارتبكت لوسي كثيراً لما قال هذا، وقد احمرت وجنتاها خجلا. لكنها أشاحت بصرها عنه وقالت بغرور محاولة إخفاء ارتباكها: بالطبع! هل لاحظت ذلك للتو فقط؟!

في تلك اللحظة، قال هاري الواقف خلفهما ببرود:توقفا عن التغزل ببعضكما هكذا في هذا الصباح الباكر! أنتما تسدان الطريق!

نظر إليه كارل بانزعاج، لكنه ابتعد عن أمامه ليسمح له بالنزول. فسار إلى الأسفل مبتعداً عنهما بدون اكتراث.

عندها سأل كارل لوسي باهتمام بعد أن تجاهله تماماً:على كل حال، هل تخططين للخروج إلى مكان ما؟


أجابت لوسي متصنعة الهدوء، في حين كانت تنظر إلى هاري بانزعاج شديد:أجل. علي الذهاب إلى السفارة حتى أبلّغ عن ضياع جاز سفري!

علق كارل بتفكير:ستذهبين إلى باريس إذاً... ثم سكت قليلا وقال بهدوء:في هذه الحالة دعيني أوصلك. سوف نذهب إلى باريس نحن أيضاً!

كررت لوسي كلامه بتعجب:نحن؟ أتقصد أنت وأخاك؟

أجاب كارل هدوء:أجل..علينا الذهاب إلى المستشفى، فقد آذى أخي كتفه عندما كنا في لندن. لكننا لم نملك الوقت الكافي للذهاب إلى المستشفى آنذاك.

أومأت لوسي بفهم وتمتمت بخفوت:هكذا إذا. ثم سكتت قليلا واستطردت قائلة:لا تشغل نفسك بي. سوف أهتم بهذا وحدي. لا أريد إزعاجك أكثر.

رد كارل باعتراض:لن يزعجني هذا أبداً...إنك تأتين إلى هنا لأول مرة، لذلك من الصعب عليك التصرف حيال هذا وحدك!

عندها قالت لوسي بانزعاج:ما الذي تقوله؟ أستطيع تدبر أمري وحدي! ربما لم تلاحظ هذا، لكنني أكره حقاً الاعتماد على الآخرين في تولي شؤوني الخاصة!


ثم سكتت قليلا، وتمتمت بتردد بينما تعبث بأصابعها بإحراج شديد، في حين كانت تنظر بعيداً عنه:لكن حسناً..أعتقد أن علي أن أستعير منك بعض المال من أجل سيارة الأجرة!

ابتسم لكلامها، لكنه أخرج محفظته ليخرج لها بعض النقود بالإضافة إلى بطاقة ائتمانية، ثم قال بينما يمدها إليها:يمكنك استعمالها بقدر ما تشائين... قد تحتاجين إلى شراء شيء ما يخصك، لذلك لا تمتنع عن صرف المبلغ الذي يحلو لك.

رفعت لوسي حاجبها باستنكار، ثم سحبت النقود من يده دون أن تنظر إليها، في حين تركت البطاقة لتقول بحدة:يبدو أنك فهمت الأمر بشكل خاطئ...سأستعمل هذه النقود لأنني أحتاجها حقاً، لكنني سأردها لك لاحقاً عندما أجد حلا لمشكلتي.

ثم أردفت بكبرياء دون أن تنظر إليه، بينما تسير عبر الدرج متجهة إلى الأسفل:إنني لست شحاذة حتى أقبل نقودك هذه! لدي عزة نفس، لذلك من المستحيل أن أصرف سنتاً واحداً من مال ليس لي!



كان ينظر إليها بذهول وهي تسير مبتعدة عنه بكبرياء، لكنه ابتسم بحماس فجأة ليتمتم قائلاً بخفوت:كما توقعت،إنها مختلفة بالتأكيد!



سار نحوها بسرعة حتى أصبح يسير بمحاذاتها ليقول بهدوء: على كل حال..من الأفضل أن تسمحِ لي بتوصيلك. الطريق من هنا إلى الخارج طويلة جداً، كما أنك لن تعثرِ على سيارات أجرة في الجوار، فهذه المنطقة معزولة نوعاً ما...

ردت لوسي بانزعاج: إذا في هذه الحالة..عليك أن توصلني إلى مكان حيث أجد سيارة أجرة تقلني إلى باريس. عليك أن تهتم بأخيك. لا تشغل بالك بأمري! لست في حاجة لأن توصلني إلى هناك!

ثم أردفت في نفسها بانزعاج:أنا بالتأكيد لن أركب تلك السيارة المبهرجة مرة أخرى..الأمر محرج حقا!

عندها أخرج كارل بطاقة عمله وقال بهدوء، بينما يمدها نحوها:حسناً لا بأس..كما تشائين. لكن إذا ما حدث أي طارئ، يمكنك الاتصال بي على هذا الرقم.

أخذت منه البطاقة، ثم قالت بتردد:حـ..حسناً...شكراً لك.

ابتسم كارل بهدوء ثم قال: على كل حال، الفطور جاهز. يجب أن تتناولِ شيئاً ما أولاً. أنت لم تأكلِ شيئاً بالأمس صحيح؟


نظرت لوسي إلى ساعتها بقلق. عاشت لحظتها صراعاً داخلياً بين عقلها الذي يحثها على المغادرة بسرعة حتى لا تتأخر، وبين معدتها التي تصرخ منذ الصباح مطالبةً بأي شيء يسد جوعها الشديد.
وفي النهاية، كان صوت معدتها هو الأقوى!

ردت بخفوت وهي تخفي إحراجها آنذاك:حسناً لا بأس.



غرفة الأكل كانت في بداية ذلك الممر على يمين الدرج...لم تكن مقفلة بباب كالغرف الأخرى. فقد كان مدخلها عبارة عن قوس كبير من الرخام الأبيض، بعمودين رخامين على جانبيه مزخرفين بأطرافهما بزخارف ذهبية غاية في الجمال والروعة...
الغرفة كانت واسعة جداً، بعدة نوافذ طويلة على طول الحائط الجانبي وستائر باللون الترابي الباهت.
وبين تلك النوافذ، فواصل رخامية بيضاء عليها زخارف ذهبية وسهارات كريستالية معلقة في كل منها.

على الجانب المجاور للباب، مكتبة كبيرة من الخشب الأبيض الفاخر، بأبواب زجاجية أظهرت خلفها تلك الأواني والأكواب الفاخرة المصطفة بعناية داخلها. وإلى جانبها مزهرية ذهبية كبيرة عليها زهور بيضاء جميلة، فاح شذاها في أرجاء الغرفة.

في المنتصف، كانت توجد تلك الطاولة المستطيلة الطويلة البيضاء. حولها تلك الكراسي الخشبية البيضاء بمسندها الترابي كلون الستائر، وأعلى ظهر الكراسي زخارف ذهبية بارزة.
استطاعت أن لوسي تقدر تلك الكراسي بنحو أربعة وعشرين كرسياً تقريباً.
في السقف اعلى تلك الطاولة مباشرة، ثلاث ثريات كريستالية صخمة كانت منخفضة جدا، حتى شعرت لوسي أنها ستكون قادرة على لمسها إذا ما رفعت أصابع قدمها قليلا!


في رأس الطاولة، كانت تجلس جدة كارل بشموخ. وعلى الكرسيين إلى يمينها يجلس كل من ديفيد وايمي، بينما على يسارها يجلس هاري في ضجر.


سارت نحوهم لتقول مخاطبة الجدة بأدب:صباح الخير سيدة وايلنجهام...
ابتسمت الجدة لرؤيتها وقالت بترحيب:صباح الخير آنسة أليسون. ثم أشارت إلى الكرسي بجانب ايمي وقالت بلطف: تفضلي بالجلوس يا عزيزتي.
جلست لوسي إلى جانب ايمي، أما كارل فقد جلس إلى جانب هاري بهدوء.


لم يمض وقت طويل حتى أتت خادمتين تجر إحداهما عربة فضية بها أطباق كثيرة مغطاة..
توقفت إلى جانب الطاولة، لتبدأ هي وزميلتها بتوزيع تلك الأطباق أمامهم حيث كانت الملاعق الكبيرة والصغيرة والشوكات والسكاكين قد وضعت مسبقاً بعناية على مفرش خاص، أمام كل كرسي.

وبعد أن وزعن الأطباق، نزعن تلك الأغطية عنها وأعدنها إلى العربة. ليسرن نحو الخارج بهدوء.

نظرت لوسي إلى الطبق الموضوع أمامها، حيث الأومليت المطهي بعناية، التوست المحمص المدهون بالزبدة، فطائر الجبن المثلثة، وقطع السجق الموضوعة على جانب الصحن. بالإضافة إلى الخضروات المختلفة الموزعة ببراعة ليبدو كلوحة فنية متقنة.



نظرت إلى صحنها للحظات، ثم اختلست النظر نحوهم وهم يأكلون طعامهم بهدوء ورقي شديد، دون أن ينظر أحدهم إلى الآخر.

خاطبت نفسها بإحباط:تباً! بقائي في أميريكا كل ذلك الوقت، جعلني أنسى كيف آكل بهذه الطريقة!

نظرت إلى الشوكة والسكين أمامها ثم حملتهما بارتباك. لكنها همست فجأة بانزعاج بصوت غير مسموع:تباً..ومن يهتم!

بدأت الأكل دون اكتراث بكيف تبدو في نظرهم..
هي لا تحب أبداً الالتزام بأي قوانين أو قواعد تقيد طريقة حياتها وتصرفاتها..المثالية في نظرها هو عبء سخيف لن ترغب في حمله مطلقاً!

إنها متأكدة الآن مائة بالمائة، أن طريقة عيشهم مزعجة حقاً. إذ أن عليهم تلبس هذه المثالية في كل تصرف يتصرفونه... أكلهم، لباسهم، مشيتهم، وحتى الطريقة التي يتكلمون بها.

كم هذا مثير للأعصاب حقاً! هذا ما خاطبت به لوسي نفسها آنذاك!



كان ينظر إليها بين الفينة والأخرى. لا يمكنه أن يبعد عينيه عن تصرفاتها أبداً.
عفويتها، جرأتها، ومدى تمسكها بمبادئها وفخرها الشديد بنفسها وبما هي عليه.

أبهره كثيراً كيف أنها لا تعبأ محيطها، وتتصرف فقط وفق سجيتها وما هي عليه، دون أي تصنع أو خداع.

ليست أبداً كأي امرأة عرفها في حياته. هو لا يهتم بالنساء حقاً، لكنه اعتاد أن تتملقه الكثير منهن دائماً طمعاً في ما يملك.
لكن هذه الفتاة مختلفة تماماً. قوية، جريئة، وغامضة. لا يدري لم يجد نفسه تلقائياً يركز على كل تصرف تقوم به، لكنه كان واثقاً من أنه يستمتع بذلك حقاً!



بعد أن أنهوا طعامهم، عادت تلكم الخادمات من جديد ليجمعن الأطباق من أمامهم بصمت، ثم غادرن الغرفة. بينما بقي الجميع جالسين في أماكنهم.
كانت الجدة تقوم بمسح فمها بهدوء بمنديلها الحريري، وبعد أن وضعته على الطاولة، نظرت إلى لوسي وخاطبتها قائلة بابتسامة:لقد سمعت أنك بريطانية آنسة أليسون، هل هذه زيارتك الأولى إلى فرنسا؟

ردت لوسي بأدب:أجل..


سألتها الجدة بشيء من الفضول:هل تمانعين لو سألتك عن سبب قدومك إلى هنا؟ بالطبع أنت حرة في الإجابة! لا أريد إزعاجك بسؤالي عن أمور شخصية!

ابتسمت لوسي بمجاملة وقالت بهدوء:لا بأس، ذلك لا يزعجني على الإطلاق. إنني هنا من أجل بحث يخص الجامعة التي أدرس فيها. كان من المفترض أن ألتقي بشريكي في تولوز فقد سبقني إلى هناك، لكن انتهى بي الأمر بفقد وسيلة الاتصال به!


علق هاري ببرود وهو يرخي جسده على المقعد: يمكنك الوصول إليه عن طريق حسابه الشخصي على الفيسبوك. الأمر شائع جداً هذه الأيام!

قبضت لوسي يدها بارتباك، لكنها ردت بهدوء عكس ما في داخلها:حسناً...إنه من الطراز القديم نوعاً ما...لا يزال غير مقتنع بأمور التكنولوجيا الحديثة لذا...ليس لديه أي وسيلة اتصال غير رقم هاتفه!

ردت الجدة بلطف:لا بأس يا عزيزتي...لا تدع هذا يشغلك. يمكنك المكوث هنا بقدر ما تشائين، فالبيت بيتك.

ابتسمت لوسي وقالت بامتنان:شكراً لك حقاً سيدة وايلنجهام!


عندها قام كارل من مكانه وقال:استأذنك الآن جدتي..علينا الذهاب.

أومأت الجدة بصمت ثم قالت مخاطبة هاري بقلق:أخشى أن يكون ذلك كسراً ..إنه كتفك الأيسر صحيح؟ سيكون عليك العودة إلى المدرسة قريباً!

رد هاري بهدوء:لقد أخبرتك ألف مرة ألا تقلقِ بشأن هذا جدتي! إنه ليس بالأمر الخطير حقاَ.

لم تبد الجدة مقتنعة بهذا، لكنها قالت على مضض: حسناً.. رافقتكم السلامة.

سارت لوسي رفقتهم إلى الخارج حيث لحقهم ذلك الرجل العجوز غرانتير الذي كان يرافق كارل أغلب الوقت. فاستنتجت لوسي أنه سكرتيره على الأرجح.



المنظر النهاري للقصر كان رائعاً حقاً...صوت خرير المياه، وزقزقة العصافير على تلك الأشجار الكثيفة في الغابة الواسعة المحيطة بجانبي القصر، وكذلك رائحة الزهور التي عطرت الجو، حيث دفعها نسيم الصباح العليل، لتداعب أنف لوسي بشذاها العطر.


أغلقت عينيها مستنشقة ذلك العبير الساحر براحة شديدة. ثم فتحتهما مجدداً لتنظر إلى هذين الأخوين الغامضين اللذين كانا يسيران أمامها.
هما لا يشبهان بعضهما في الشكل أبداً، شخصيتهما متضادة لأبعد الحدود، وبالنظر إليهما للوهلة الأولى، ستظن حتماً أنهما غير متوافقان أبداً.

لكن القلق الذي رأته في عيني كارل وهو يسأل شقيقه الأصغر عن حال كتفه المصاب، كان حقيقياً. لا يمكنها أن تجزم أبداً طبيعة العلاقة التي تربطهما.
لكن سواء كانا متوافقين أم متعاديين، ذلك لا يهمها أبداً من أجل تنفيذ ما جاءت لأجله!


سارت خلفهم إلى أسفل ذلك الدرج الحجري بين الحوضين المائيين، حيث كانت بانتظارهم سيارة المرسيدس السوداء الفاخرة، التي وقف سائقها بجوار بابها الخلفي.
ما إن رأى سيده حتى فتح الباب لينحني قائلا باحترام:تفضل بالدخول سيدي.

لما رأت لوسي تلك السيارة تمتمت متهكمة بصوت مسموع:ما هذا؟ إنها سيارة طبيعية!

ضحك كارل من كلامها وقال بمكر:ماذا؟ هل تريدين أن نركب الليموزين مرة أخرى؟

عندها ردت لوسي بغيظ:بالطبع لا! لن أركب تلك السيارة المبهرجة مرة أخرى! لقد ظل الناس ينظرون إلينا عندما كنا نركبها، كان ذلك محرجاً حقاً!


ابتسم كارل من كلامها وقال بهدوء:لا تقلقِ إنني لا أستعملها إلا في المناسبات الخاصة فحسب. في ذلك اليوم عدنا من السفر، لذلك طلبت منهم إحضارها من أجل ايمي حتى تشعر بالراحة التامة.

علقت لوسي باستغراب:هممم من أجل تلك الطفلة؟ يبدو أنها مهمة جداً بالنسبة لك.

ردت كارل بارتباك نوعاً ما:حسناً...إنها المرة الأولى التي نستقبل فيها طفلا في منزلنا. لذلك لم أكن واثقاً حول ما الذي علي فعله لأجعلها مرتاحة هنا!


تنهدت لوسي بإحباط وقالت:ما هذا؟ هل أنت أحمق أم ماذا؟! بالتأكيد ليست هذه هي الأشياء التي يهتم بها الأطفال!

رفعت سبابتها أمام واجهه وقالت موضحة بعتاب:من أجل أن تجعل طفلاً ما سعيداً، ليس عليك أن توفر له تلك الأشياء التافهة.
أهم شيء النسبة للطفل هي البيئة المحيطة به. وجوه من حوله ومشاعرهم. إن الأطفال حساسون جداً لمشاعر الآخرين! عليك أن تكون صادقاً في اهتمامك بها، وإلا فإنها ستدرك أنك تتصنع ذلك فحسب!

ثم عقدت يديها أمام صدرها وأخذت تفكر قائلة:امممم..من الضروري أيضاً ان توفر لها وسيلة للترفيه. إن البيت فخم جداً وضخم. قد يلفتها كثيراً في البداية وتصبح فضولية اتجاهه، لكن ذلك سرعان ما يصبح مملا للأطفال في هذه السن. يجب أن توفر لها وسيلة ترفيه تستمع بها. كبعض الألعاب والقصص أو أفلام الكارتون الخاصة بالأطفال!


كان ينظر إليها بدهشة، بينما هي تسرد كلامها بانسجام، دون أن تكترث لأي شيء من حولها. لكنها توقفت فجأة وقد بدت محرجة حقاً...
وضعت يدها على فمها وهمست معاتبة نفسها:تباً ما الذي أقوله! إن هذا ليس من شأني!

ثم نظرت إليه وقالت بارتباك:لا تهتم بهذا..لقد كنت أثرثر فحسب.


ابتسم لكلامها وقال بهدوء:يبدو أنك تعرفين الكثير عن الأطفال، هل لديك إخوة أصغر منك؟

ردت لوسي بامتعاض وهي تنظر إلى الأرض بارتباك:حسناً..لقد اعتدت على العمل مع خالتي في إدارة حضانة منذ مدة لذا.. أعلم بعض الأشياء حول هذا الأمر.

أومأ كارل بفهم، ثم قال بعد برهة:حسناً..لنذهب الآن.



على تلك الأرائك المخملية الوثيرة ذات اللون الأصفر المائل للذهبي، والتي كونت جلسة كنصف دائرة، توسطتها تلك الطاولة الخشبية البيضاء المنخفضة، وأمامها طاولة أخرى مستطيلة طويلة عليها ذلك التلفاز الكبير. كان الثلاثة جالسين هناك في صمت مطبق، بينما اعتلت وجوههم تلك النظرة المتجهمة التي تخفي خلفها مشاعر كثيرة، اختلفت لدى كل واحد منهم.

أطلقت الجدة تنهيدة طويلة منهكة، بعد أن أخذت رشفة من فنجان الشاي في يدها لتقول بعد صمت طويل:إذا...فأنت تقول أن جدك هو من فعل كل هذا؟

أومأ ديفيد بصمت بينما ينظر إلى الأرض في حزن..


وضعت الجدة كوبها على الطاولة، ثم قالت بهدوء بينما تكبت شعور الألم في داخلها:لقد فهمت الآن كل شيء. سمعت بعض الإشاعات عن الدوق هوريستون، لكن الآن فقط أدركت مدى صحتها. لا يمكنني أن أصدق أن هناك بشر يحملون هذه القسوة في قلوبهم!

رد ديفيد وهو يضغط على يديه في قهر:إنني أريد أن أعرف حقاً لم يفعل كل هذا! لكن والداي رفضا إخباري. لو أنني علمت هذا على الأقل..لو أنني أعرف الحقيقة، عندها سأكون قادراً على حماية ايمي بشكل أفضل!

تنهدت الجدة بضيق ثم قالت بصوت هادئ رصين:ديفيد. لابد أن والداك قد أخفيا عنك الأمر لسبب ما. هما لا يريدانك أن تصبح حائراً هكذا بالتأكيد. لكن شيئاً ما منعهما من قول ذلك لك.

لم يرد ديفيد على كلامها، فهو يدرك ذلك جيداً في أعماق قلبه.

سكتت الجدة قليلا قبل أن تقول بهدوء:حسناً على كل حال. في الوقت الحالي علي الاستمرار في التظاهر بأنها قريبتي صحيح؟

أجاب ديفيد برجاء:أجل جدتي. لقد جهز لها روي جواز سفر وهوية مؤقتة باسم ايمي دوفيار. الوقت كان ضيقاً جداً لذلك لم يستطع أن يجهز لها خلفية مناسبة..لكنه قال أنه سيفعل ذلك قريباً.


أومأت الجدة بصمت بينما اعتلت وجهها نظرة حزينة تائهة... سألته بعد أن صمتت لدقيقة:ألم يقل لك أي شيء آخر؟ ثم أردفت بتردد:أعني..ألم يقل لك متى سيعود؟

تنهد ديفيد بضيق، ثم سار إليها ليضع يده على كتفها ويقول بعطف:جدتي..أنت تعلمين أنه لا يمكنه العودة الآن.

تكلمت الجدة بغصة:ديفيد أتعلم؟ إنني لا يمكنني التوقف عن التفكير به أبداً. هل يأكل جيداً؟ هل ينام جيداً؟
إنه يكره البرد كثيراً، وسيدخل الشتاء قريباً لذا...لا يسعني سوى التفكير فيما إذا كان سيهتم بصحته أم لا. إنه مهمل جداً كما تعلم، لن يفعل أي شيء لأجل نفسه ما لم أقم أنا بذلك!

تسللت من عينيها دمعة يتيمة مسحتها على الفور، لتقول بألم:لقد اشتقت إليه حقاً. أنا لم أنجب سوى شيري فحسب لذا...لقد كان روي هو ابني الوحيد! قطعة من قلبي، وجزء من روحي. أريد رؤيته مرة أخرى!


ضمها ديفيد إليه بهدوء ثم قال وهو يربت على ظهرها بحنان: روي سيعود يا جدتي. لا تقلقي على ذلك الأحمق، سيكون بخير بالتأكيد، وسيأتي بينما يستمر في الضحك والمزاح معنا كالأبله مرة أخرى!

ابتسمت الجدة ضاحكةً وسط دموعها، لتقول وهي تمسحها برفق:أجل، هذا صحيح.



ايمي كانت تنظر إلى كوب الكاكاو في يدها بشرود دون أن تستمع إلى حديثهما، بينما عيناها أفرجتا عن نظرة خاوية خالية من الحياة.

لقد تعبت من كل هذا بحق. تؤلمها كثيراً نظرة الشفقة التي رأتها في عيني تلك العجوز الحنون قبل قليل. تعلم أنها تهتم لأمرها بصدق، حتى رغم أنها لا تعرفها.
لكنها لم ترد أن تعيش هكذا يوماً..أن ينظر لها الآخرون على أنها تلك المسكينة التي ينبغي لهم العناية بها جيداً، والحرص على مشاعرها دائماً.

وضعت كوبها على الطاولة، ثم سارت بخطوات متثاقلة نحو النافذة، بينما تنظر إلى الأشجار الكثيرة في الخارج. وقد لفتها ذلك البيت الزجاجي الكبير الذي توسط تلك الأشجار.

أشارت إليه وقالت مخاطبة الجدة بفضول:جدتي...ماذا يكون ذلك البيت الزجاجي؟

ابتعدت الجدة عن ديفيد، وسارت نحوها لتنظر حيث أشارت. عندها ابتسمت بإشراق وقالت بنبرة لطيفة هادئة:أتريدين رؤيته يا صغيرتي؟
.
.
.
هناك في الحديقة الخلفية للقصر، حيث كست الخضرة كل مكان. الغابة الكثيفة بأشجارها المخضرة. والتي استطاعت ايمي سماع أصوات زقزقة الطيور التي اتخذت أغصانها الكثيفة موطناً لها.

توسط تلك الخضرة البديعة، ذلك البيت الزجاجي الكبير ذو الحديد الأخضر الباهت المحيط به، والذي بدا واضحاً لايمي كمية النباتات الكثيرة المزروعة داخله.
ركبت تلك الدرجات الحجرية الثلاث المؤدية إلى ذلك الباب الزجاجي، الذي فتحته الجدة بمفتاحها الخاص.


ما إن وطئت قدمها الأرضية الحجرية داخل ذلك المنزل، حتى وقفت ايمي مشدوهة تنظر لما حولها بانبهار.
النباتات الخضراء المختلفة، الأزهار والورود والأشجار التي تراها لأول مرة في حياتها. وذلك الجدول المائي الطويل في الوسط، والذي تحيطه الزهور الملونة والنباتات العشبية المنخفضة بديعة الجمال، قد أضفى للمكان رونقاً خاصاً أشعرها بالذهول حقاً.

هتفت بإعجاب:وااو ذلك رائع حقاً! لم أر شيئاً بهذا الجمال في حياتي أبداً!


ابتسمت الجدة وقالت وهي تسير نحو إحدى تلك الأشجار لتتلمس أوراقها برقة:إنهم مثل أطفالي تماماً. لقد كنت أحب العناية بالنباتات كثيراً منذ طفولتي، لذلك قام كارل بتجهيز هذا المكان من أجلي. إنه مهم جداً بالنسبة لي.

نظرت ايمي حولها مرة أخرى متفقدة كل تفاصيل المكان. سارت بحماس نحو تلك الطاولة الحديدية البيضاء المحاطة بأربع كراسِ كانت تبدو لطيفة جداً.
جلست على أحد تلك الكراسي، ثم نظرت إلى السماء المنعكسة من وارء ذلك السقف الزجاجي المقوس. أغلقت عينيها بينما تستنشق ذلك العبير الفواح من حولها.

لقد أشعرها هذا المكان بالهدوء حقاً! نظرت إلى الجدة وقالت برجاء:جدتي! هل يمكنني القدوم إلى هنا حتى أرسم؟


ابتسمت الجدة مرحبة بالفكرة، لتقول بنبرة حنونة:بالتأكيد يا عزيزتي. إنني آتي إلى هنا كل يوم من أجل العناية بهذه النباتات. سأكون سعيدة جداً إذا ما حظيت برفيقة لطيفة مثلك!

فرحت ايمي بهذا كثيراً..وقد ركضت نحوها لتضمها بقوة وتقول ببراءة طفولية:شكراً لك جدتي!

نظرت إليها الجدة بدهشة للحظات، لكنها حضنتها هي الأخرى لتقول بلطف:على الرحب والسعة يا عزيزتي.



#فرنسا_باريس_ الساعة 12:30 مساءاً
2005\9\23


كان جالساً إلى جانبه في الكرسي الخلفي من السيارة، بانتظار السائق الذي خرج رفقة السيد غرانتير، من أجل جلب بعض الأغراض.

ظل ينظر نحوه بتردد بين الفينة والأخرى. كان متأكداً من أنه سيعلق على الأمر. لكن ما فاجأه أنه ظل صامتاً طوال فترة بقائهم في المستشفى.

نظر إلى تلك الجبيرة في يده اليسرى، ليتنهد بضيق ويسند رأسه على النافذة بانزعاج.



عندها أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول فجأة، محاولاً تمالك أعصابه بصعوبة:والآن. هل ستستمر في إخفاء الحقيقة عني؟ ما الجحيم الذي حدث لتصاب بكسر في كتفك؟!!

تنهد بإحباط لما تكلم هذا المزعج أخيراً، ليرد ببرود شديد:ما حدث قد حدث..لا يهم الآن كيف أصبت بهذا.

ضغط كارل على أسنانه بنفاذ صبر وقال بانزعاج:أوه ذلك صحيح. إنه ليس مهما الآن. لكن المهم هو أنه إذا ما حدث شيء كهذا مرة أخرى، فلن أتجاوز الأمر أبداً. أهذا مفهوم؟

زم هاري شفتيه باستياء ورد بخفوت:حسناً، لقد فهمت.

سكت كارل قليلا قبل أن يقول بتفكير:لكن حسناً، ذلك يعني أنك لن تذهب إلى المدرسة خلال هذه الفترة، بما أن الكسر في يدك اليسرى.

رد هاري بانزعاج:ذلك ليس مهماً. إنني لا أحتاج للذهاب إلى ذلك المكان الغبي على كل حال. من المزعج حقاً أن تضطر لدراسة أشياء تعرفها بالفعل!

عقب كارل على كلامه محذراً:أنت واعٍ تماماً لما عليك فعله صحيح؟


رد هاري بلا مبالاة، مكرراً توصياته التي حفظها عن ظهر قلب:لا تبرز نفسك كثيراً، تظاهر أنك عادي في كل شيء، خلال الامتحانات لا تجب عن جميع الأسئلة بشكل صحيح. اسأل معلمك أحياناً، وتظاهر بأنك لا تفهم بعض الدروس. يجب أن يكون مستواك متوسط في كل شيء!

ثم أردف بانزعاج:إنني أعرف هذا بالفعل! ليس عليك أن تقلق. لكن حسناً، لأنني الوريث الثاني لأسرة تشادولي، فلا يمكنني إلا أن أبرز بين الطلاب مهما حاولت تجنب هذا.

رد كارل بهدوء:ما يجعلك تبرز بينهم هو اسم عائلتك فحسب. لكن قدراتك شيء مختلف، هل تفهم ما أعنيه؟

ارتسمت تلك النظرة الخاوية في عيني هاري ليجيبه بهدوء كئيب:أجل، أفهم هذا جيداً.

ثم نظر إلى شقيقه لبعض الوقت. وقال باستياء:لكن ذلك غير عادل أبداً. أن تعرض نفسك للخطر هكذا، في سبيل حمايتي، بينما لا تسمح لي بفعل أي شيء لمساعدتك!

تنهد كارل بضيق وقال بهدوء:أنت أخي الصغير، ومن الطبيعي أن أقوم بحمايتك مهما حدث.


أرخى هاري جسده على ظهر مقعده، وقال بعد أن أغلق عينيه بتعب:كارل كما تعلم...ليس عليك أن تظل خائفاً هكذا. ذلك الشخص لم يعد موجوداً بعد الآن. الماضي لن يتكرر مرة أخرى أبداً!

قبض كارل يده بغضب، وقال وهو يضغط على أسنانه بغيظ: حتى لو رحل ذلك الشخص، ذلك لا يعني أنه لا يمكن أن يوجد أشخاص مثله في هذا العالم القذر. أنا وأنت لن نعيش تلك الحياة مجدداً. لن أسمح بحدوث شيء كهذا أبداً!


فتح عينيه ببطء بينما ينظر إلى سقف السيارة بعينين خاليتين من الحياة.
هل يمكن أنه قد يوجد من سيجعلهما يعيشان ذلك الجحيم مجدداً؟


هما حتماً لن يسمحا بهذا، مهما وجب عليهما القتال بشراسة وسط هذا العالم القذر، بكل تفاصيله المريعة التي عرفاها في حياتهما بأكملها!



#باريس_مطار شارل ديغول_ الساعة 9:45 صباحاً
2005\9\23


نظرت إلى ساعتها للمرة المائة تقريباً على مدار هذا اليوم. تنهدت بارتياح لتقول بهمس:جيد. لقد وصلت على الوقت تماماً!

سارت لبعض الوقت حتى توقفت أمام مخبز حلويات. نظرت إلى الكعكات الصغيرة الموضوعة خلف زجاج واجهة المحل، لتقول بتفكير:هممم... أظن أنه علي أن أستعين بمهارات التملق لدي هذا اليوم!



سارت بهدوء، بينما تحمل في يدها ذلك الكيس الذي عليه علامة المتجر. ثم توقفت أمام باب المكتب لتأخذ نفساً عميقاً وتطرقه مرتين برفق.

سمعت صوتها بعد ثوانٍ تقول بهدوء:تفضل.

لما دخلت عليها، كانت تلك المرأة مشغولة بكتابة شيء ما في دفترها. فسارت لوسي نحوها حتى وقفت أمام مكتبها لتقول بابتسامة:صباح الخير.

نظرت إليها تلك المرأة على الفور بعد أن تعرفت على صوتها، لتهتف قائلة بينما تشير إليها:أنتِ! أنتِ تلك الفتاة من الأمس! الفتاة التي ظلت تشتمني بلا سبب!!!


مدت لها لوسي ذلك الكيس بعد أن انحنت بكامل جذعها، لتقول برجاء ويداها اللتان تحملان الكيس ممدودتان نحوها، في حين رأسها منخفض إلى الأسفل: أرجوك حقاً أن تسامحيني على وقاحتي في الامس! لقد حدثت لي الكثير من الأشياء، لذلك لم أكن على طبيعتي أبداً. أنا لم أقصد ذلك أبداً صدقيني! لقد شعرت بالسوء حقاً بعد أن فكرت فيما فعلته لك!


نظرت المرأة حولها بارتباك لتقول بسرعة بعد أن قامت من مكانها وهي تحرك يديها بعشوائية في توتر شديد:لـ لقد فهمت ذلك يكفي! لا داعي لأن تنحني لي هكذا، الأمر محرج!

رفعت لوسي جذعها لتنظر إليها وتقول بعينان تلمعان حماساً:إذا...هل سامحتني؟

ردت المرأة بارتباك:آه أجل...لا بأس. إنه ليس بالأمر الكبير على أي حال!

ابتسمت لوسي برضا ثم قالت وهي تمد الكيس إليها:أرجو أن تقبلي مني هدية الاعتذار هذه!


نظرت المرأة إلى الكيس لتهتف بدهشة:أوه يا إلهي! منتجات هذا المخبز العالمي غالية جداً! لا يمكنني قبول شيء كهذا!

وضعت لوسي الكيس على مكتبها وقالت بابتسامة مصطنعة:لا بأس..إنها هدية. عليك أن تقبليها مهما حدث!


ثم همست في نفسها قائلة بانزعاج:الفضل يعود لمال ذلك الوغد! لقد طلبت منه ما يكفي لأدفع لسيارة الأجرة، لكنه أعطاني ما أشتري به السيارة نفسها!



عادت تلك المرأة للجلوس على مقعدها، بينما تنظر إلى الكيس بارتباك. دون أن تكون قادرة على إخفاء نظرة السعادة في عينيها.

ترددت لوسي قليلاً قبل أن تسألها متظاهرة اللامبالاة:هل أتى رفيقي الذي وصفته لك في الأمس؟

أجابت المرأة بتردد:كلا. لم يأت بعد

أخرجت لوسي ورقة من جيبها ومدتها لها قائلة:أرجو أن تغيري بيانات الاتصال الخاصة بي. لقد انفصلت عن ذلك الشاب الذي كان برفقتي بالأمس. إذا ما أتى رفيقي، أرجو أن تخبريه بأن يتصل بهذا الرقم رجاءاً.

أخذت المرأة تلك الورقة ثم نظرت إليها للحظات، لتدون الرقم في دفترها، بعد أن خطت على رقم كارل. سألتها باهتمام وهي تعيد إغلاق الدفتر: كيف تتدبرين أمر معيشتك؟

أجابت لوسي بارتباك:لقد بعت عقدي الذهبي، لذلك أملك بعض المال الآن.

أومأت المراة بصمت، في حين كانت تنظر إليها بشفقة...قالت محاولة مواساتها:أرجو أن تلتقي برفيقك قريباً.

ابتسمت لوسي وقالت وهي تمد يدها لتصافحها:شكراً لك حقاً.


غادرت المكتب وتلك الابتسامة الخبيثة مرتسمة على وجهها..

همست بهدوء:الآن قد أزلت هذه العقبة عن طريقي. من الآن فصاعداً، سيبدأ العمل الحقيقي! سنرى إذا ما كنت ستصمد للنهاية، كارلوس تشادولي!


يتبع..

******

_رأيكم في الفصل؟

_توقعاتكم للأحداث القادمة؟

_من هو روي؟ وما هي علاقته بجدة كارل؟

_ما الذي كان يقصده هاري عندما قال( الماضي لن يتكرر مرة أخرى) عن أي ماضٍ يتحدث؟

_وما الذي تخطط له لوسي أليسون؟

أسئلة كثيرة ستجيبها عليكم الفصول القادمة فانتظروني.

لا تنسو رجاء التصويت وترك تعليق على الفصل.. لا تدرون حجم سعادتي عندما أرى تفاعلكم مع القصة، فهو يحفزني للكتابة والنشر بشكل أسرع..


2018/07/22 · 653 مشاهدة · 4030 كلمة
NajwaSD
نادي الروايات - 2024