#فرنسا_قصر تشادولي الرئيسي_الساعة 7:30 صباحاً
2005\10\1


قبل أن تدرك ايمي الأمر، كان هذا الشهر الحافل قد انتهى أخيراً. لتبدأ الآن شهراً جديداً، بعد أن بدأت حياةً جديدة أخذت تعتاد عليها تدريجياً..

الجو بدء يصبح أكثر برودة شيئاً فيشئاً. وهو ما أسعد ايمي كثيراً، فلطالما كان الشتاء هو موسمها المفضل!


لقد فرشت أسنانها وبدلت ثيابها، لتسير إلى غرفة الطعام حيث كان الجميع مجتمعين مثل كل يوم، يتناولون إفطارهم في صمت.

انضمت لهم لتجس في كرسيها الخاص. تنظر لهم حيناً، ثم تتابع الأكل في صمت بينما تشعر بالرحة تماماً..


كان كارل يرتدي بذلته الرسمية كالعادة في استعداد للمغادرة إلى عمله الذي لا ينتهي أبداً مثل كل صباح. ديفيد كان منهمكاً في تناول طعامه بصمت، بينما بدا شارة الذهن تماماً.

هاري كان يأكل ببطء شديد بسبب يده المصابة، رغم أنه صار يستخدم يده اليمنى بشكل أفضل بكثير من ذي قبل. أما لوسي فقد كانت كعادتها دائماً. هادئة، غامضة، بملامح منزعجة بشكل طبيعي!



قطع كارل ذلك الصمت الروتيني لما خاطب جدته قائلاً: جدتي...سأتأخر في العودة اليوم، ولن أتناول الغداء هنا.
لدي الكثير من الأعمال.

أومأت الجدة وقالت بهدوء: حسناً...لقد فهمت.

ثم سكتت قليلا وسألته باهتمام: ما أخبار عملك؟ أنت لم تتحدث عن ذلك منذ وقت طويل جداً..

رد كارل بابتسامة هادئة:كل شيء بخير...هممم..اليوم سأحضر احتفالية ستقام في متحف اللوفر.

استغربت الجدة من ذلك وسألته بتعجب: في متحف اللوفر؟

أجاب كارل بهدوء: لقد ساهمت في استرداد بعض اللوحات الفنية المسروقة من فرنسا منذ عقود طويلة. واليوم ستعرض تلك اللوحات في المتحف لأول مرة، لذلك ستقام احتفالية كبيرة بهذه المناسبة. وسأحضر إليها كضيف شرف.

عندها قالت الجدة بتفكير: من الأفضل أن يحضر هاري أيضاً بما أن الدعوة على شرف أسرة تشادولي. ألا تظن هذا؟


نظر كارل إلى هاري لبعض الوقت وقد بدا متردداً جداً...عندها قال هاري ببرود: لا أريد الذهاب جدتي. تعلمين أنني لا أحب مثل هذه المناسبات السخيفة أبداً!

عاتبته الجدة قائلة:ما الذي تقوله هاري؟ من الضروري أن تقف إلى جانب أخيك! حتى لو كان كارل هو رئيس العائلة. أنت شقيقه الوحيد، والشخص الذي عليه أن يكون ظهره ودعمه في كل شيء!


عندها قال كارل منهياً الحديث:جدتي! هاري ما يزال صغيراً على هذا!
وأردف بارتباك ملحوظ:كما أن الجبيرة لن تساعده على الحركة بشكل جيد لذا..

تنهدت الجدة بضيق وقالت مستسملة: لن أضغط عليك، لكن عليك أن تتوقف عن إبعاده عن هذه الأمور. عاجلاً أم آجلا، سيكون عليه الوقوف إلى جانبك في أعمالك.

كانت لوسي تراقب كل شيء في اهتمام دون أن تبدي لهم ذلك. قالت في نفسها بريبة:ذلك غريب...لقد بدا مرتبكاً جداً قبل قليل. هل هناك شيء ما يخفيه؟





بعد أن أنهوا فطورهم، كان هاري يسير في الممر بعد أن غادر غرفة الطعام. عندها لحقت به ايمي وهي تنادي اسمه في حماس:هاري، هاري انتظر!

توقف هاري ونظر إليها باستغراب. عندها مدت له تلك الأوراق التي كانت تحضنها إلى صدرها قبل قليل، لتقول بسعادة:انظر! لقد تعلمت كيف اكتب اسمي!

أمسك هاري تلك الورقة ونظر إليها، ثم ابتسم وقال:عمل جيد! سوف أكتب لك بعض الكلمات الفرنسية فيما بعد، وسنتدرب معاً على كيفية قولها..اتفقنا؟

فرحت ايمي لسماع هذا كثيراً وقالت وهي تضم ذراعه بسعادة: شكراً لك هاري!

مسح على شعرها بلطف وقال بهدوء:لا داعي لأن تشكريني ايمي...فلتنظريني في البيت الزجاجي كالعادة..هناك أمر علي القيام به أولاً ثم سألحق بك..

أومأت ايمي بالإيجاب وقالت بإشراق: سأنتظرك...لا تتأخر حسنا؟

رد هاري ببرود بينما يسير مبتعداً عنها: لقد فهمت...لن أتأخر.
.
.
.
.
.
كان كارل على وشك مغادرة المنزل لما أوقفه هاري بقوله: انتظر!

التفت إليه كارل وسأله باستغراب:ما الأمر؟

أجاب هاري بانزعاج: إن ما قالته جدتي صحيح. يجب على كلانا أن نحضر مثل هذه المناسبات. أنت تعلم أنك لا تستطيع إخفائي للأبد صحيح؟ لقد كبرت بالفعل، وقريباً جداً لن يكون لديك أي عذر للتصرف هكذا!

ضغط كارل على أسنانه وقالت معترضاً: لقد قلت لك أن تدع كل شيء على عاتقي، أهذا واضح؟ هاري، إنني متعب بالفعل. ولا أريد أن نتجادل حول هذا الموضوع مرة أخرى!


قال هذا وغادر المكان مغلقاً الباب وراءه بقوة... عندها ضغط هاري على أسنانه وسار مبتعداً، لكنه لاحظ فجأة بطرف عينيه، انعكاساً على الأرضية الرخامية البيضاء، لظل شخص كان مختبئاً في الممر الجانبي المؤدي إلى غرفة الطعام.

بدا الارتياب على وجهه، لكنه لم يتوقف عن السير أبداً. بل تابع طريقه صاعداً الدرج ببرود، ومتجهاً إلى غرفته دون أن يقول أي شيء.

لكنه ما إن صعد إلى الطابق الثاني، اختبأ خلف العمود الرخامي على جانب السياج المحيط بالفتحة الواسعة المطلة على الطابق الأرضي.


وبعد أن انتظر لدقائق، رآها تخرج من حيث اختبأت لتتجه إلى الباب الرئيسي مغادرة القصر.. فهمس باستغراب:لوسي أليسون؟
لكنه ابتسم بخبث فجأة وقال بهمس:همممم كما توقعت..لنرى ما لديكِ الآن!



#باريس_متحف اللوفر_ الساعة 2:30 مساءاً
2005\10\1



كان واقفاً أمام ذلك الشريط الأحمر المثبت بعمودين منخفضين على جانبي ذلك الرواق الطويل الواسع.

أمامه كان هناك عدد كبير من الناس الذين ينظرون إليه بترقب، بينما وقف إلى جانبيه رجلين كانا يرتديان ملابس رسمية.


قال أحدهم وهو رجل سمين بشعر أسود خفيف تتوسطه صلعته اللامعة: إنه لشرف عظيم لنا أن تشاركنا هذه المناسبة، أيها الرئيس تشادولي!

ابتسم كارل بمجاملة وقال: بل أنا من يشرفني حقاً أنكم طلبتم مني أن أكون جزءاً من هذا! شكراً لك حقاً أيها المدير شارون.

فقال الرجل الآخر: إنك حقاً فخر لفرنسا كلها! لولا جهودك، لما كنا قادرين على استرداد كنوزنا، وتراثنا المسروق من جديد!


عندها قدم له مدير المتحف، السيد شارون المقص الذي كان يحمله في يده ليقول بفخر: نرجو منك أن تقوم أنت بقص الشريط من أجل زوار المتحف!

ابتسم كارل بهدوء بينما يأخذ ذلك المقص..ليقص الشريط بعد ذلك، بينما اعتلت وجهه نظرة خاوية لم يلاحظها أحد.



ما إن قطع ذلك الشريط، حتى أخذ الناس يصفقون بحرارة. فنظر نحوهم مبتسماً بمجاملة. ثم أفسح الطريق هو والرجلين الواقفين بجانب،ه لتلك الجموع الذين أخذوا يباركون لهم ويسلمون عليهم، ثم يسيرون في الرواق متفحصين تلك اللوحات الثمينة المعلقة على جانبي الحائط.

بعد أن بقي واقفاً رفقتهما لوقت طويل، خاطبه السيد شارون قائلا: هل تريد أن تلقي نظرة على تلك اللوحات؟


لم تكن مثل هذه الأمور ضمن اهتمامات كارل على الإطلاق، لكنه رغم هذا لم يستطع الاعتراض بالتأكيد!



ابتسم بمجاملة وقال مرحباً بالفكرة:بالطبع! يسعدني ذلك كثيراً...

أخذ يسير رفقتهما بينما ينظرون إلى تلك اللوحات الكثيرة بإعجاب شديد...كان كارل يتظاهر أنه مهتم بها، وبشرح السيد شارون الطويل على كل لوحة منها. لكنه رغم هذا لم يكن يستمع إليه في الواقع!



لكنه توقف فجأة بجانب إحدى اللوحات، بينما ينظر إليها مصدوماً...سأل السيد شارون وهو يشير إلى تلك اللوحة لمرأة تحمل طفلا في يديها: سيد شارون...هل يمكنك إخباري عن هذه اللوحة؟!

استغرب شارون سؤاله كثيراً، فرغم أنه أطلعه على الكثير من اللوحات التي كانت أكثر أهمية من هذه بكثير، إلا أنه لم يبدو مهتماً بأي منها بشكل خاص.

نظر إلى اللوحة بريبة، لكنه أجاب بهدوء:إنها لوحة الطفل المحتضر للرسام ماريوس فاشلوفان.


بدا كارل مذهولا تماماً لما سمع هذا...سأله بدهشة: ما الذي جعلك تقول أن هذا الطفل يحتضر؟
ثم نظر إليه مرة أخرى وقال بعدم استيعاب:إنه يبدو لي مريضاً فحسب!


بدا السيد شارون مستغرباً أكثر من سؤاله ذاك..لكنه رد بتردد:لا أعلم حقاً. في الواقع إذا لم أكن أعرف قصة هذه اللوحة، لكنت أنا أيضاً فكرت في الشيء نفسه لكن... لقد رسم فاشلوفان هذه اللوحة خلال المجاعة التي أصابت فرنسا إبان حكم الملكة ماري أنطوانيت، واصفاً بها مأساة طفل كان يحتضر بين يدي والدته بسبب الجوع.


لم يعلق كارل على ما قاله..بل ظل ينظر إلى تلك اللوحة بذهول، وكلمات ايمي لما التقاها ذلك اليوم تتردد في ذهنه.. ( ذلك الطفل..أظن أنه سيموت)

قال في نفسه بدهشة: هل يمكن أن تكون هذه محض مصادفة؟ أم أن ايمي مثله؟
ضغط على أسنانه وقال هامساً بغيظ: كلا! لابد أنها محض مصادفة فحسب!

عندها سأله فاشلوفان باستغراب: هل قلت شيئاً أيها الرئيس تشادولي؟

رد كارل بارتباك:آه لا...لا شيء!


ثم نظر إلى الأمام وقال متصنعاً الابتسامة: فلنتابع جولتنا..



#الساعة 6:35 مساءاً
نفس اليوم



بعد أن ظلت تتجول طوال اليوم في تلك الغابة الكبيرة المحيطة بالقصر، عادت لتصعد ذلك الدرج الحجري ببطء..

نظرت إلى الماء في الأسفل.. كانت تستطيع رؤية انعكاس صورتها على سطحه فقالت ساخرة من نفسها:أشعر كما لو أن هذا الماء أصفى من حياتي!


نظرت حولها مرة أخرى، ثم تنهدت بإحباط وقالت:مهما كانت عدد المرات التي أرى فيها تفاصيل هذا المكان، لا يمكنني سوى أن أكون مبهورة به!

ألقت نظرة حولها وقالت في نفسها:لكن حسناً...المنظر في تلك الغابة لم يتغير كثيراً!



سارت في تلك الساحة الواسعة. ولما أرادت دخول القصر مرة أخرى، غيرت رأيها لتسير متجاوزة القصر باتجاه الحديقة الخلفية..
نظرت إلى البيت الزجاجي بدهشة، فقد كانت هذه المرة الأولى التي تراه فيها. قالت في نفسها بتفكير: أهذا هو المكان الذي كانت ايمي تتحدث عنه طوال الوقت؟


رأت الباب مفتوحاً، فصعدت تلك الدرجات الثلاث لتسير داخله بينما تنظر حولها بانبهار.
عندها رأت ايمي جالسة على تلك الطاولة، بينما كانت منهمكة بشيء ما... فسارت إليها ووقفت إلى جانبها لتسألها باهتمام:ما الذي تفعلينه؟


تفاجأت ايمي لما رأتها، لكنها ابتسمت بسعادة وهتفت قائلة: لوسي! ما الذي تفعلينه هنا؟!

اجابت لوسي بابتسامة: لقد كنت تتحدثين دائماً عن هذا المكان، لذلك انتابني الفضول لرؤيته!

سألتها ايمي بحماس طفولي:ما رأيك؟ إنه رائع صحيح؟

ضحكت لوسي على ملامحها تلك وقالت:أجل..إنه مذهل!

ثم جلست على الكرسي الذي بجانبها وسألتها بفضول:ما الذي تفعلينه؟


نظرت ايمي إلى الأوراق أمامها ثم قالت بإحباط:لقد كنت أدرس. قام هاري بكتابة بعض الكلمات الفرنسية مع طريقة نطقها بالانجليزية، لكنها صعبة جداً.. حتى رغم أنني رددتها معه كثيراً، إلا أن هذا ما يزال صعباً جداً خصوصاً أنني لست جيدة في القراءة حتى بالانجليزية!

سألتها لوسي باستغراب:ألا تجيدين القراءة بالإنجليزية؟

ردت ايمي بيأس:كلا ليس تماماً...لقد علمتني إيلي الحروف وكيفية كتابة بعض الكلمات، لكنني لست جيدة بما فيه الكفاية..

عندها قالت لوسي بتفكير:أنت لم تذهبِ إلى المدرسة بحسب علمي، صحيح؟ لكن ألم تأخذِ دروساً خصوصية في المنزل؟


أرادت ايمي أن ترد عليها، لكنها توقفت فجأة متداركةً الأمر، وخفضت رأسها بارتباك..لتقول بتوتر ملحوظ:لـ لقد أخذت دروساً خصوصية بالفعل، لكنني سيئة حقاً في الدراسة. لهذا السبب حتى رغم أنني حاولت كثيراً، إلا أنني لم أنجح!

بدت لوسي مرتابة من كلامها، لكنها قالت بابتسامة مصطنعة: هممم...لكنك ستذهبين إلى المدرسة الآن صحيح؟ أنا واثقة من أنك ستصبحين أفضل!

ابتسمت ايمي وقالت: أجل...لكن علي أولاً أن أجيد أساسيات اللغة، حتى يمكنني التفاعل مع زملائي بشكل جيد! هذا ما قاله لي كارل..

أومأت لوسي بفهم ثم قالت بتفكير:لكن مع هذا...سيكون من الصعب التعلم بهذه الطريقة فحسب..تحتاجين لأن تتفاعلي مع أشخاص يجيدونها حتى يعلموك بشكل صحيح.

عندها قالت ايمي بحماس:إن كارل يبحث عن معلم خصوصي مقيم، حتى يمكنه تعليمي بشكل مكثف لأكون قادرة على الالتحاق بالمدرسة بعد نهاية عطلة الشتاء.


تمتمت لوسي قائلة بتفكير:معلم خصوصي...ثم قامت من مكانها فجأة وهتفت قائلة باستدراك:أجل، هذه هي!!


نظرت إلى ايمي وقالت بسعادة:شكراً لك حقاً ايمي! علي الذهاب الآن!

كانت ايمي مستغربة من تصرفها، لكنها أومأت بارتباك وقالت بريبة:آه..أجل...




ركضت لوسي إلى خارج البيت الزجاجي، ولما كانت تركض في ذلك الممر العشبي، اصطدمت بهاري الذي يسير متجها إلى البيت الزجاجي. فقالت معتذرة على الفور:أوه آسفة..لقد كنت مستعجلة ولم أنتبه لك!

نظر إليها ببرود وقال:وما الذي جعلك مستعجلة هكذا؟

نظراته الحادة تلك أزعجت لوسي كثيراً...فقالت بامتعاض: إلى متى ستستمر في معاملتي بهذه الطريقة الوقحة؟ إنني أكبر منك سناً...وحتى لو لم أكن كذلك. لا يجب أن تعامل ضيفاً لك بهذه الطريقة!

رد هاري بسخرية:ضيف لي؟ منذ متى كان الشخص الذي يفرض نفسه على الآخرين ضيفاً؟


تفاجأت لوسي كثيراً لما قال هذا. لكن نظرتها المتفاجئة تلك، سرعان ما تحولت إلى نظرة غضب لتقول بحنق شديد:كيف تجرؤ على قول هذا؟ أخوك الذي عرض علي أن أبقى هنا إلى أن ألتقي بصديقي!

ابتسم هاري بسخرية وقال باستهزاء:إلى أن تلتقي بصديقك هاه؟ قريباً سيمر أسبوعين على بقائك هنا، ولم يظهر صديقك الموقر هذا بعد. أتساءل حقاً ما الذي يعطله حتى هذه اللحظة..

ضغطت لوسي على أسنانها وقالت بغيض:هل تلمح إلى أنني أكذب بشأنه؟

حرك هاري كتفيه بلامبالاة، وقال مدعياً البرود: أنا لم أقل هذا...لكن حسناً، ربما يكون ذلك صحيحاً..


عضت لوسي شفتها السفلى بغيظ، وقالت في نفسها بغضب: تباً! هذا الوغد يحاول استدراجي للكلام!

لكنها قالت بهدوء فجأة بنبرة جادة: أعلم جيداً أن أخاك يدللك كثيراً، لكن ذلك لا يعني أنه يمكنك معاملة الناس بهذه الطريقة!


نظر إليها هاري ببرود وقال ببطء: لا تغيري الموضوع آنسة أليسون! ثم أردف بلامبالاة: حسناً لا بأس...يمكنك التظاهر بالبراءة بقدر ما تريدين، لكن دعيني أخبرك..

ثم اقترب منها وقال هامساً بخبث: إنني بارع في اصطياد الحشرات التي تحوم حول أخي..تذكرِ هذا جيداً!



قال هذا، ثم تجاوزها وهو يسير ببروده المعتاد باتجاه ذلك البيت الزجاجي، حتى غاب عن ناظريها بعد أن دخل إليه..


كانت لوسي واقفة مكانها تنظر إليه، بينما تضغط على أسنانها بغيظ شديد...تذكرت تحذير راولي لها وقالت بهمس:تباً! يبدو أنني استهنت بذلك الصغير حقاً!






بعد أن دخل هاري إلى البيت الزجاجي، سار بسرعة نحو ايمي ليسألها على الفور: ايمي! ما الذي كانت تريده تلك الفتاة؟

نظرت إليه ايمي باستغراب، لكنها ردت بحذر: لا شيء معين... لقد حدثتها عن دراستي للغة الفرنسية وأمور كهذه..

سكت هاري قليلا قبل أن يسألها بشك:ألم تسألك عن أي شيء مميز؟

فكرت ايمي قليلا قبل أن تقول بعدم ثقة: لست واثقة...لا أظن أن هناك شيء مميز في حديثها..
ثم سكتت قليلا وسألته بقلق:لكن..لماذا تسأل عن الآنسة لوسي؟



جلس هاري على الكرسي بجانبها وقال بانزعاج: منذ أن رأيت تلك الفتاة، كنت متأكداً من أنها تخفي شيئاً ما.. لكنني اليوم صرت أشك بها أكثر وأكثر! أحتاج فقط أن أجد دليلاً قاطعاً يثبت لي ما تخطط له تلك الحقيرة!

فقالت ايمي باستياء: لكن لماذا؟ إنها تبدو لطيفة جداً!

رد هاري بامعتاض:كل الذين مثلها، كانوا يتصرفون بلطافة في البداية!

خفضت ايمي رأسها وقالت بحزن:لكن..أنا واثقة من أن الآنسة لوسي ليست كما تظن.

تنهد هاري بضيق وقال ببرود:دعك منها الآن. سأتدبر أمرها بنفسي! على كل حال، هل حفظت تلك الكلمات التي كتبتها لك؟

أجابت ايمي بإحباط: ليس تماماً..إنني سيئة حتى في قراءة الكلمات الانجليزية، فما بالك بالفرنسية!


عندها علق هاري ببرود:غبية لا تقولي هذا! الأمر ليس أنك سيئة، أنت فقط لم تحصل على الفرصة لأن تتعلم بشكل صحيح.

خفضت ايمي رأسها بحزن وسألته بتردد:هل تعتقد أنني سأنجح؟ أريد حقاً أن أدخل إلى المدرسة مثلك هاري.

أجاب هاري بانزعاج: لا أريد أثبط آمالك، لكن المدرسة مكان مزعج حقاً!


فقالت ايمي باعتراض:لكن ديفيد قال لي، أنني سأقابل الكثير من الأطفال في مثل سني هناك! أريد أن يكون لي أصدقاء ألعب معهم!

عندها قال هاري وهو ينظر إلى الفراغ: ايمي... لا يوجد شيء اسمه أصدقاء في هذا العالم. ما إن يعرفوا من تكونين، حتى يبدؤوا بالتقرب منك لأجل مصالحهم!

ردت ايمي بحزن:ذلك ليس صحيحاً هاري...لا يمكن أن يكون الجميع متشابهين أبداً. مثلا..أخي وكارل، إن صداقتهما ليست كما تقول أبدا!

رد هاري ببرود: ديفيد وروي مختلفان عن الأشخاص الآخرين.. بالنسبة لي، لم أقابل في حياتي أشخاصاً أرادوا صداقتي لذاتي غيرهما.



عندها قامت ايمي من مكانها فجأة، وقالت بغضب:ما الذي تقوله؟ ماذا عني؟! ألسنا صديقين بالفعل؟!!

رد هاري بتردد:أنت محض طفلة، كما أنك شقيقة ديفيد لذا...


قوست ايمي شفتيها باستياء، وقالت بحزن بعد أن تجمعت الدموع في عينيها: ما هذا هاري؟ لقد ظننت أنك تعتبرني صديقتك بالفعل! يبدو أنني الوحيدة التي كنت أفكر هكذا!!

قالت هذا، لتركض إلى خارج البيت الزجاجي بينما عيناها غارقتان في الدموع.

أرخى هاري رأسه على ظهر المقعد وقد كان يشعر بالضيق... لكنه بعثر شعره بعشوائية فجأة وقال بانزعاج:آآآه تباً! ما خطبي؟! لماذا قلت ذلك الكلام الغبي؟؟!


ثم قام من مكانه ونظر إلى تلك الأوراق المبعثرة فوق الطاولة...

أخذ إحدى تلك الأوارق ونظر إليها لبرهة...لكنه تفاجأ كثيراً لما رأى اسمه مكتوباً في كل أرجاء تلك الورقة...
بدا واضحاً أن ايمي كانت تتدرب على كيفية كتابته رغم أنه كان مكتوباً بشكل خاطئ في الواقع!

قال وهو يضغط على أسنانه بغيظ: غبية، إنه لا يكتب هكذا!

وضع تلك الورقة في جيبه، ثم ركض بسرعة إلى خارج البيت الزجاجي هو الآخر.



#المملكة المتحدة_ الساعة 6:20 مساءاً
2005\10\1



جالسة وحدة على تلك الطاولة التي تكاد تجزم أن هذا المطعم كان يتركها خاليةً خصيصاً من أجلها..
تنظر إلى البحر أمامها، بينما تداعب نسماته خصلات شعرها الكستنائي بنعومة..

كان هذا المطعم المبني على ذلك المنحدر الصخري، بينما تطل شرفته على البحر في الأسفل، هو مكانها المفضل.


هنا فقط تشعر بالراحة. يمكنها الاختلاء بنفسها، والتفكير في كل ما يضايقها بهدوء، بعيداً عن ضجيج المدينة الذي تكرهه كثيراً.



اقتربت منها مساعدتها ليزا وسألتها بتردد:أتحتاجين لشيء ما آنستي؟

ردت لورنا بابتسامة لطيفة: لا، شكراً لك ليزا...يمكنك الجلوس والاستجمام أنت أيضاً، الجو رائع!

ابتسمت ليزا هي الأخرى وقالت بهدوء: شكراً لك آنستي.. سوف أستمر في المراقبة من بعيد، يمكنك أن تأخذِ وقتك.

قالت هذا وسارت مبتعدة عنها..أما لورنا، فقد نظرت للبحر مرة أخرى، لتطلق تنهيدة طويلة ومتعبة...إلى متى يمكنها الصمود قبل أن تنهار تماماً؟ هي لا تدري!


قطع سكونها، صوته المترنح وهو يقول مشيراً إليها: أوه! ما الذي لدينا هنا؟ لورنا آيشنبارت بشحمها ولحمها!

قال هذا، ليسحب الكرسي الذي أمامها ويجلس عليه عنوة.

ثم قال بصوته المترنح ذاك: كيف حالك يا فتاة! لم تتصلي بي منذ وقت طويل جداً..هل يعقل أنك نسيتِ أمري؟! سوف أُجرَح كما تعلمين!


نظرت إليه لورنا بدهشة وقالت بشك: ماكس؟ ما الذي تفعله هنا؟!

رد ماكس وهو يضحك:جيد.. ما زلت تتذكرينني..لو..


ابتسمت لورنا بحنين لما سمعت هذا...كان الوحيد الذي يناديها بهذه الطريقة، وكم كانت تحب ذلك كثيراً..

لكن ملامحها تغيرت فجأة، وقالت وهي تشد أنفها باشمئزاز:ما هذا أيها الأحمق؟ تفوح منك رائحة الكحول، كما أنك ثمل جداً!


ضحك ماكس وقال بلامبالاة: ذلك ليس مهماً لو...إنني أمر بوقت سيء، لذلك تظاهري أنك لم تري شيئاً..

ثم سكت قليلا وقال باستدراك: آه صحيح! لقد سمعت أن ذلك الأحمق قد تخلى عنك أخيراً! لقد أخبرتك ألف مرة أن تتوقفي عن مطاردته، إنك تستحقين رجلا أفضل بكثير!


ابتسمت لورنا بحزن وقالت:ماذا؟ هل تحاول التخفيف عني؟ ألم تقل أنك أنت من تواجه وقتاً سيئاً الآن؟

رد ماكس هاتفاً بثمالة:وما المشكلة؟ كلانا يواجه وقتاً صعباً، لذلك دعينا نواسي بعضنا مثل الأيام الخوالي!


سكت قليلا ثم أردف بمزاح: فلتركلي ذلك الوغد من حياتك وتعالي إلي..إنني أفضل منه بكثير!

ضحكت لورنا من كلامه وقالت بمزاح هي الأخرى:ما الذي تقوله؟! أعرف أنك تهتم بالمكانة الاجتماعية كثيراً...لن تناسبك ابنة عشيقة مثلي!


رد ماكس بامتعاض:ما الذي تقولينه لو؟ إنك مختلفة! جميلة وذكية وسيدة راقية...إن ذلك الأحمق أعمى حقاً! كيف يمكنه أن يترك فتاة مثلك تذهب من بين يديه!



ابتسمت لورنا من كلامه...كانت تعلم جيداً أنه يحاول التخفيف عنها الآن. ولربما قدومه إلى هنا، كان من أجل لقائها أيضاً. فهو الوحيد الذي يعرف أنها تأتي دائماً لهذا المكان عندما تكون متضايقة...


وضعت كلتا مرفقيها على الطاولة، وأسندت ذقنها على كفيها اللذان شبكتهما أمام وجهها لتقول باهتمام، وعلى وجهها ابتسامة هادئة:إذا...ما الشيء الذي جعل ماكس هوريستون صاحب الكبرياء الذي لا يهزه شيء في هذا العالم، يشرب إلى الحد الذي يجعله يثمل في هذا الوقت المبكر؟


أسند ماكس رأسه على الطاولة وقال بإحباط:هيي لو... كيف سيكون شعورك بعد أن تنشئي بيديك تحفة فنية لا مثيل لها في هذا العالم...تلك التحفة كانت السبب في حصولك على الملايين! ثم في لحظة....


ورفع يده أمام وجهه ليقبضها فجأة مصدراً صوتاً خفيفاً بمعنى اختفاء شيء ما (هووف أعتقد :) ).

ليقول بامتعاض:يختفي كل شيء من بين يديك لتخسري كل ما تملكينه!


سكت قليلا ليردف بسخرية: والأدهى من هذا كله، أنك أنت من جعلها تختفي من بين يديك حتى لا تنكسر!


نظرت إليه لورنا لبعض الوقت ثم قالت في نفسها:كما توقعت! لقد كان ماكس هو من أخرج ايمي من قصر الدوق هوريستون!
لكن يجب علي أن أعرف في ماذا كان يستعملها!


تنهدت بضيق، ثم سألته بهدوء: لكن...لقد قمت بعمل جيد بما أنك حميت تلك التحفة من الانكسار..

رد ماكس باعتراض:ما الفائدة ما إذا كنت سأخسر كل شيء في سبيل هذا؟!!

سألته لورنا بشك: هل حقاً ما يؤلمك فقط هو كونك خسرت أموالك بخسارتها؟


لكنه لم يرد عليها، عندها أدركت لورنا أنه سقط نائماً.. فابتسمت بهدوء بينما تنظر إليه..


أبعدت خصلات غرته الذهبية عن جبهته وقالت بهمس:أعرف جيداً أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم، أنه ليس هذا ما تفكر به...
أنت فقط كنت خائفاً...ما إن علمت أنه سيأخذها، أصبحت خائفاً جداً كما في الماضي...


تنهدت بضيق ثم أردفت بهمس مثقل، بينما تنظر إلى البحر. في حين ظلت تعبث بخصلات شعره برفق: وأنا أيضاً مثلك ماكس. إنني خائفة جداً من أن يتكرر ذلك اليوم مجدداً..



عندها وقفت ليزا إلى جانبها وسألتها بهدوء:آنستي..ما هي أوامرك؟

نظرت لورنا إلى ماكس وقالت بفتور: أخبرِ الحرس بأن يقوموا بأخذه إلى الفندق. لا يمكنني تركه هنا وحده على هذه الحال.

خفضت ليزا رأسها، وردت باحترام: أمرك آنستي..


#فرنسا_قصر تشادولي الرئيسي_ الساعة 7:45 مساءاً
2005\10\1



كانت واقفة أمام ذلك الباب، بينما تعلو وجهها ابتسامة خبيثة..

قالت في نفسها ساخرة:حسناً.. لقد أعلنت علي الحرب أيها الوغد، لكنني سأجعلك تندم على هذا. يجب ألا تسخر من الكبار يا صغيري!

طرقت الباب برفق، عندها سمعت صوته يقول من خلف الباب: تفضل..


فتحته ثم أغلقته وراءها، لتسير بهدوء حتى وقفت أمام مكتبه وقالت بابتسامة:كارل.. أريد التحدث معك في أمر ما...

نظر كارل إليها من وراء نظارات القراءة الخاصة به، ليسألها باستغراب: ما الأمر؟ هل حدث شيء ما؟

ردت لوسي بهدوء: لا تقلق..إنه ليس بالشيء الكبير حقاً...أريد أن أطلب منك شيئاً.


خلع نظارات القراءة ليضعها على مكتبه، ثم قام من مكانه وقال وهو يشير إلى تلك الأرائك الجلدية في منتصف المكتب: تفضل بالجلوس..

جلست لوسي، ليجلس هو على الأريكة المقابلة لها..


أخذت نفساً عميقاً قبل أن تستهل حديثها قائلة:أنت تعلم أنني فقدت الاتصال بصديقي لما يقرب عن أسبوعين الآن. ليس من المنطقي ألا يبحث عني، لذلك فلابد أن شيئاً ما قد حدث له.. إنني شاكرة لك حقاً لكونك سمحت لي بالبقاء في منزلك طوال هذا الوقت، لكنني لا يمكنني السماح بنفسي للبقاء هنا هكذا كالمتطفلة..


عندها قاطعها كارل قائلا باعتراض:لا تقولي هذا لوسي..أنا لا..


قاطعته هي الأخرى بقولها:انتظر قليلا حتى أنهي كلامي! ليس هذا ما أردت قوله...
قد تطول فترة بقائي..وكما تعلم، سيدخل الشتاء قريباً ولم أجلب معي ما يكفي من الملابس. هذا بالإضافة إلى الكثير من الأشياء الأخرى التي قد أحتاجها.. لكنني لا يمكنني أن أطلب مالا بأي حال من الأحوال، لذا وبدلا من هذا..أريدك أن تسمح لي بالعمل هنا..


قال كارل معترضاً على كلامها:ذلك مستحيل لوسي...أنت ضيفتي، ولا يمكن أن أسمح لنفسي بتركك تعملين خادمة هنا أبداً!


نظرت إليه لوسي بانزعاج وقالت بكبرياء:بالتأكيد لن أعمل كخادمة أيها الأحمق! لقد سمعت أنك تبحث عن مدرسة خصوصية لايمي لذا...أريد أن أقترح عليك توظيفي لهذه المهمة. لقد كانت خالتي تدير روضة للأطفال، وقد كنت أساعدها في تدريسهم، لذلك لدي خبرة جيدة حول الطرق الملائمة لتدريس الأطفال.. يمكنك اختباري لأسبوع إذا ما أردت، ويمكنك أن ترى مدى كفاءتي بنفسك!



تفاجأ كارل من كلامها كثيراً..لكنه سكت لدقائق يفكر في الأمر...يدرك جيداً أنه مهما حاول إقناعها بأن تعدل عن الفكرة، فهي لن توافق أبداً..إما أن تعمل، وإما أنها ستغادر على الأرجح...

شيء ما في داخله كان يرفض قطعاً فكرة رحيلها، لذلك لم يرد التفكير حتى في الاختيار بين الأمرين...
هي لن تعمل كخادمة، لذلك فإن اقتصر الأمر على تدريسها لايمي بدلا من رحيلها، إذاً لا بأس بذلك بالتأكيد!



تنهد باستسلام وقال:أعرف جيداً أنني مهما حاولت إقناعك فلن تعدلي عن قرارك أبداً... لذلك لا بأس...بل في الواقع، أظن أن ذلك مناسب لايمي أكثر بما أنها قد اعتادت عليك.

ابتسمت لوسي بهدوء وقالت بثقة:سوف أعمل بجد...يمكنك الاعتماد علي..


قال كارل بهدوء: يمكنك البدء من الغد...أرغب حقاً في ألحق ايمي بالمدرسة في بداية السنة الجديدة ما إن تنتهي عطلة الشتاء. يمكنك أن تقرري بنفسك إذا ما كنت ستتبعين نظام الدفع على حسب الساعات، أو الأجر الشهري الثابت. وكذلك حددي القيمة التي تريدينها.


عقدت لوسي يديها أمام صدرها وقالت بانزعاج:لقد أخبرتك بالفعل أنني أكره كثيراً أن تعاملني بهذه الطريقة!
كما يقولون، العمل هو العمل...لذلك دعنا نكون واضحين فيما يخص هذا. سوف تدفع لي بحسب القدر المتعارف عليه في العادة بالنسبة لأي مدرس خصوصي عادي، ولا تعاملني بشكل خاص لأنني ضيفتك. إذا ما شعرت أنني غير مناسبة لهذا العمل، يمكنك استبدالي بمدرس آخر ولن أتضايق من هذا أبداً.. شرطي الوحيد هو أنني لا أريد أي معاملة خاصة اتفقنا؟


ابتسم كارل لكلامها وقال بضحكة، بينما يرخي جسده على ظهر الأريكة: اتفقنا...معلمة لوسي..


قامت لوسي من مكانها وقالت بغرور:حسناً...فلتجهز العقد في الغد...

ثم أشارت إليه بسبابتها وقالت محذرة: وإياك أن تنسى هذا... لا أجر إضافي، ولا معاملة خاصة. مفهوم؟


ضحك كارل من كلامها وقال: بالتأكيد...اطمئني!


خرجت لوسي من مكتبه وقالت في نفسها بانتصار:أجل فعلتها! الآن هناك سبب منطقي لبقائي هنا لوقت أطول!!


يتبع..


*******

_رأيكم في الفصل؟

_توقعاتكم للأحداث القادمة؟

_ما السبب الذي جعل ايمي تدرك أن ذلك الطفل في اللوحة سيموت..أهي مصادفة كما قال كارل؟

_هل سيتمكن هاري من كشف ما تخطط له لوسي؟

_كيف ستتصرف لوسي بعد أن أدركت أن هاري يشك بها؟

_ما سر العلاقة التي تجمع بين لورنا وماكس؟

_وما مصير علاقة هاري وايمي بعد الذي قاله؟


احداث كثيرة..وأسرار شيقة ستكشفها لكم احداث الفصول القادمة فانتظروني❤

تصويت+ تعليق= حماس أني نكتب بارت جديد😍


أتمنى تكونو استمتعتم بالفصل..دمتم في أمان الله❤

2018/08/12 · 609 مشاهدة · 3885 كلمة
NajwaSD
نادي الروايات - 2024