#فرنسا_باريس_ الساعة 8:00 صباحاً


2006\2\26


زفر بضيق، ليقول بغيظ بينما ينظر إلى تلك الجالسة في المقعد الأمامي بجانب السائق: لماذا يجب أن تكون هذه الأفعى هي التي تمثلنا في مجلس الآباء؟!

نظرت إليه لوسي باستفزاز وقالت: لماذا؟ هل تشعر بالخجل من أن أعرف درجاتك في المدرسة؟

نظر إليها هاري بحدة وقال بنبرة جادة: توقفي عن قول هذه السخافات...علام تخططين يا هذه؟!

ابتسمت لوسي بهدوء ونظرت إلى نافذتها بقلة حيلة متجاهلةً كلامه، بينما تفكر في كلمات ايمي المترجية عندما اتفقتا على الخطة قبل يومين..

"أرجوك ألا تجعلي هاري يعرف بالأمر أبداً! سيصبح غاضباً جداً إذا ما علم أنني أخفيت الأمر عنه كل هذا الوقت!"

عندها تنهدت لوسي بضيق وقالت في نفسها بتفكير: صدقني لن تود أن تعترض طريقي هذه المرة...أيها الثعلب الصغير!

لكن تعابير وجهها تغيرت إلى ملامح جدية لتقول في نفسها بإصرار: سوف أفعلها بالتأكيد!

قالت هذا لتعود بها الذاكرة إلى الوراء، وهي تتذكر حديثها مع كارل بالأمس..

وقفت أمام مكتبه، حيث كان هو ما يزال جالساً على كرسيه الجلدي خلف المكتب منهمكاً بالأوراق الكثيرة أمامه..

أخذت نفساً عميقاً قبل أن تقول بجدية: كارل...لقد سمعت من ايمي عن مجلس الآباء الذي سيعقد غداً...

فنظر إليها كارل باستغراب، لكنه قال بريبة: أجل...في العادة تذهب جدتي إلى هناك. لكن وبما أنها ليست في البلاد، فسوف أرسل غرانتير في مكانها...

اقتربت منه لوسي ووضعت كلتا يديها على المكتب لتقول بإصرار: أريدك أن ترسلني أنا بدلاً منه!

تفاجأ كارل من طلبها هذا، ليقول بحيرة: لكن لم؟!

فأجابت لوسي بغضب: لقد كان الأمر كما توقعت تماماً...هناك حقيرة تقوم بالتنمر على ايمي في المدرسة، لذلك سأذهب حتى ألقنها درساً!

عقد كارل حاجباه بانزعاج، لكنه سألها قائلاً بهدوء: إذا...ما الذي تنوين فعله؟

ضغطت لوسي على أسنانها وقالت بغيظ: في الحالة العادية، كنت سأذهب إليها لأركل مؤخرتها حتى لا تجرؤ على مد يدها على ايمي مرة أخرى!
لكن في حالتها، الضرب سيكون رحيماً جداً. لذلك علي تربيتها بطريقة أخرى!

ثم نظرت إليه وقالت بجدية: علمتني الحياة أنه ومن أجل مواجهة القوة، يجب أن تستخدم قوة أكبر بكثير...لذلك أحتاج إلى مساعدتك...

استغرب كارل من كلامها وقال بحيرة: مساعدتي؟ ما الذي تريدين مني أن أفعله؟

ردت لوسي بهدوء: الأمر بسيط جداً...

ثم ابتسمت بخبث وأردفت قائلةً: أريدك أن تعيرني اسمك!
.
.
.
.

مجلس الآباء في مدرسة هارفيان، هو في الواقع وسيلة للاستعراض بين الطلاب، ليظهر كل منهم مدى مكانته وقوته للآخر.

نادراً جداً ما يحضر آباء الطلاب شخصياً. وهم بدلاً من ذلك يرسلون ممثلين عنهم رفقة الحراس الشخصيين، والسيارات الفارهة..

كانت تلك السيارات الكثيرة تتوقف في الساحة الأمامية، لينزل منها الطلاب رفقة آبائهم، أو الممثلين عنهم...

فتوقفت سيارة المرسيدس السوداء بهيبتها المعتادة، وسط تلك الساحة. لينظر إليها الطلاب تلقائياً...

في الاجتماعات السابقة، غالباً ما تحضر السيدة وايلنغهام كولية أمر هاري. لكن ما فاجئ الجميع، هو تلك الشقراء الفاتنة التي نزلت بشموخ من السيارة...

كانت تضع نظارات شمسية، بينما ارتدت ملابس رسمية فخمة أبرزت جمال جسدها الأنثوي الممشوق...
وهو قميص أسود بياقة عالية، كان بأكمام واسعة من الشيفون الشفاف، ومشدودةً جهة الرسع. بالإضافة إلى تنورة رمادية قصيرة وضيقة تصل إلى أعلى ركبتها بقليل، وقد كانت مرتفعة إلى خصرها حيث حشرت النهاية السفلى للقميص داخلها...

وضعت على أكتافها ذلك المعطف الرمادي الراقي، بينما تحمل في يدها حقيبة اليد السوداء الصغيرة...


مشت بثقة حتى وقفت بعيداً عن السيارة بقليل منتظرةً نزول هاري وايمي من السيارة، دون أن تبالي أبداً لتلك العيون التي تنظر نحوها بحيرة وفضول...

نزعت نظارتها الشمسية، لتخاطب هاري وايمي بنبرة جامدة: سيد تشادولي، آنسة دوفيار..لنذهب...

عقد هاري حاجباه باستنكار، ليردد قائلاً بارتياب: سيد تشادولي وآنسة دوفيار؟ ذلك مريب جداً.. ما الذي تخطط له تلك الأفعى؟!

لكن ايمي سارت إليها قائلةً بحماس: أجل هيا!

وما إن وقفت إلى جانبها، حتى همست لها قائلة: هل سيكون كل شيء بخير؟

ابتسمت لوسي وقالت بثقة: أجل ايمي...سأجعل تلك الحقيرة تندم على اليوم الذي فكرت فيه بالعبث معك!

دخلت لوسي تلك القاعة الواسعة، مصحوبةً بصوت طقطقات كعبها الأسود العالي... رأسها المرفوع للأعلى، ونظراتها الواثقة تلك قد أعطتها هيبةً وقوة، أشعرت كل من حولها بالرهبة من حضورها الطاغي...

جلست على الكرسي القريب من رأس تلك الطاولة الطويلة التي حولها ما يزيد عن ثلاثين كرسي تقريباً...


وما إن جلست هناك، حتى وقف خلفها الحارس الشخصي الذي ظل يتبعها طوال الوقت...
وكذا كان أولياء الأمور الآخرين...كل يجلس وخلفه مساعده أو حارسه الشخصي...

جلست مديرة المدرسة على أحد الكرسيين في رأس الطاولة، وإلى جانبها نائبتها.

كانت قريبةً جداً من كرسي لوسي. في حين ظلت تسترق النظر إليها بقلق، وهي لا تعرف بعد من تكون هذه الشقراء الغريبة...

بدأت المديرة الحديث بهدوء عبر الميكروفون المثبت أمام كل كرسي على تلك الطاولة: مرحباً بكم جميعاً، وشكراً لكم على الحضور...
اليوم سنناقش بعض المشاكل والتحديات التي تواجهها المدرسة في الآونة الأخيرة...
إن ما يميّز مدرستنا عن باقي المدارس، هو أننا نعمل كيد واحدة معكم أنتم أولياء الأمور، من أجل الرفع بمستوى المدرسة إلى أعلى المراتب..
إن مجهوداتكم العظيمة، وروحكم الواحدة. هي ما جعلت مدرستنا ترقى لما هي عليه، لتغدو من أفضل المدارس العالمية على الإطلاق...ولكم نأمل منكم الاستمرار بهذا العطاء العظيم، والمجهود الجبار الذي لا يسعنا سوى أن ننحي لكم تقديراً عليه...

والآن دعونا نبدأ مع أهم التحديات القادمة...

عندها قاطعتها امرأة كانت تجلس على الكرسي المقابل لكرسي لوسي، لتقول بعجرفة بينما تنظر نحوها بحدة: سيدة تشيرنيل... قبل أن نبدأ الاجتماع، أظن أنه من الضروري أن نتعرف على هذا الوجه الجديد أولاً.
ذلك الكرسي كان مخصصاً طوال السنوات الماضية للسيدة وايلنغهام. وجميعنا نعلم جيداً أن عائلة تشادولي هي العائلة الأكثر تأثيراً على هذه المدرسة. لذلك ألا تظنين أنه يجب أن نعرف من تكون هذه الشابة التي جلست على مثل ذلك الكرسي المهم؟

نظرت المديرة إلى لوسي بتوتر. عندها ردت لوسي بثقة، بينما تنظر نحوها بعجرفة: اسمي لوسي أليسون. إنني المعلمة الخاصة بالآنسة ايمي دوفيار، قريبة السيدة وايلنغهام والتي تعيش تحت كفالة الرئيس تشادولي في الوقت الحالي.
ولأن السيدة في رحلة خارج البلاد، فقد أرسلني الرئيس إلى هنا لأمثل الآنسة الصغيرة والسيد الصغير في مكانها...

ثم نظرت إلى تلك المرأة وقالت ببرود ساخر: هل أرضى ذلك فضولك...سيدة مليلغان؟

ضغطت السيدة ميليغان على أسنانها بغيظ من وقاحتها الصريحة...لكنها لم تستطع قول أي شيء...

فقالت المديرة بارتباك، محاولةً قطع ذلك الجو المشحون: آه أجل...شكراً لكِ لتقديم نفسك آنسة أليسون. إنه لشرف كبير لنا أن تحضري معنا..

ثم سكتت قليلا وأردفت بجدية: والآن...دعونا نعود إلى موضوعنا...لقد تقرر إجراء رحلة التزلج المشتركة لجميع الطلاب في منتصف الشهر القادم. استطعنا تغطية تكاليف المواصلات، لكن ما يزال ينقصنا تكاليف الإقامة، وأيضاً الأزياء وعدة التزلج الخاصة بالطلاب...

أما الأمر الآخر، فهي الذكرى السنوية لتأسيس المدرسة في شهر أبريل القادم. لقد استضافت عائلة ديفون الحدث في السنة الماضية، لكن هل لديكم أي اقتراح بشأن حفل هذه السنة؟
إننا نفكر في إقامة الحفل بداخل قاعات المدرسة. لكن تجهيز القاعة لتشمل جميع الطلاب من مختلف السنوات الدراسية، سيأخذ وقتاً وميزانيةً كبيرة قد لا تقدر عليها إدارة المدرسة في هذا الوقت الضيق...

عم الصمت بينهم للحظات، في حين ظلت المديرة، والكل تقريباً ينظرون نحو لوسي بترقب...

فكرت لوسي في نفسها قائلةً بضيق: الأمر كما أخبرني كارل تماماً. إن هذا الاجتماع في الواقع، هو وسيلة للحصول على المساعدات المالية والرشاوي للمدرسة. من يدفع أكثر، فسوف يكون له التأثير الأكبر هنا...
أغلب العائلات الأخرى يواجهون مشاكل مالية في الوقت الحالي، ولن يقدروا على تغطية كل هذه النفقات المرتفعة. لذا فإن المتوقع هو أن تستلم عائلة تشادولي زمام الأمور..

خفضت رأسها مبتسمةً بخبث، لتقول هاتفةً في نفسها: الآن سيبدأ كل شيء!

ثم رفعت بصرها نحوهم وقالت بغرور: لقد صرّح الرئيس تشادولي أنه مستعد لتحمل كافة نفقات الرحلة. بالإضافة إلى أنه طلب مني إعلامكم أنه ينوي إقامة الحفل الراقص بمناسبة الذكرى السنوية، في قصر أسرة تشادولي الرئيسي...

تهللت أسارير المديرة ما إن سمعت هذا، وقد همت بشكرها على ذلك. لكن ابتسامتها اختفت ما إن أردفت لوسي ببرود: لكن هناك مشكلة حصلت مؤخراً، وقد أغضبت الرئيس حقاً... في الواقع، إنه يخطط لسحب ملف السيد الصغير، ونقله إلى مدرسة أخرى..

ما إن قالت هذا، حتى قامت المديرة من مكانها وقالت هاتفةً بذعر: ما الذي تقولينه آنسة أليسون؟! لابد أن هناك سوء فهم ما...ما الذي أزعج الرئيس تشادولي؟ أرجوك أن تخبرينا عن المشكلة، وأعدك اننا سنحل الأمر على الفور!

عقدت لوسي يديها أمام صدرها وقالت بهدوء: إن المسألة معقدة جداً، ولا أظن أن الرئيس تشادولي سيتجاوز عن الأمر بسهولة...

ارتبكت المديرة من كلامها وسألتها بقلق: أرجوك أن تخبريني ما هي المشكلة؟

تنهدت لوسي بضيق وقالت بحدة: السيدة وايلنغهام، هي المرأة التي كفلت الرئيس تشادولي، واعتنت به منذ طفولته. لذلك فإن لها مكانة خاصةً جداً في قلبه.
لكن الرئيس قد صدم مؤخراً بأن قريبتها الصغيرة التي قد تكفل برعايتها بنفسه بسبب ظروف خاصة، ظلت تتعرض هنا إلى مواقف تنمر ممنهج من قبل الطلاب. وقد أدى بها الأمر إلى الدخول في حالة نفسية سيئة...حتى أننا اضطررنا إلى إحضار طبيب نفسي من أجلها!

تفاجأت المديرة لما سمعت كلامها وقالت بذهول: كيف يمكن أن يحدث شيء فظيع كهذا؟! هل تعرفين من الفاعل؟!

نظرت لوسي إلى السيدة ميليغان الجالسة قبالتها وقالت بحدة: للأسف، لقد كان الشخص الذي حرّض على تلك الأعمال، هي طالبة شرف تنتمي لأسرة عريقة جداً. هم لم يحترموا صلة القرابة التي تجمعها بالرئيس. لذلك فهو غاضب من هذا حقاً، وقد عدّ الأمر بمثابة إهانة لشخصه!

ارتبكت السيدة ميليغان من نظراتها التي تحمل اتهاماً واضحاً، فقامت من مكانها وقالت بحدة: لم تنظرين إليّ هكذا؟! لا تقولي لي أنك تتهمين ابنتي بالضلوع في أمر سخيف كهذا صحيح؟!

أرخت لوسي ظهرها على الكرسي، لتضع رجلاً فوق الأخرى، وتقول لها ببرود مستفز: سيدة كريستين ميليغان...لقد سمعت عنكِ الكثير حقاً. يقال أنكِ الأم المثالية، والمدبرة الناجحة لبيت أسرة ميليغان الشهيرة. فحتى في مناسبات كهذه والتي غالباً ما يحضر إليها ممثلون عن آباء الطلبة، فأنتِ تأتين كل سنة إلى هنا بمفردك لتمثلي ابنتكِ...يبدو أنكِ تهتمين بها كثيراً صحيح؟

تغيّرت تعابير وجهها لتقول بخيبة أمل: لكن للأسف...يبدو أنكِ لم تحسني تربيتها كما يجب. فقد قامت ابنتك الموقرة، بتحريض الطلاب على إيذاء الآنسة الصغيرة، ومضايقتها بكل وحشية...

ثم وضعت يدها على فمها وقالت متصنعةً الألم: كان يجب أن تري ما وصلت إليه الآنسة ايمي! تلك الصغيرة المسكينة قد عانت كثيراً بسبب ما فعلوه لها...هل يمكنك أن تتخيلي هذا؟ هل يمكنك أن تتخيلي ما قد يحدث لطفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها، عندما تتعرض لمثل هذه المواقف؟!

اعتلت الهمسات في القاعة، بينما ظل الجميع ينظرون نحو السيدة ميليغان باستنكار وتعجب..
عندها ضربت السيدة ميليغان الطاولة بيديها وقالت بصراخ: كيف تجرئين على اتهام ابنتي بالقيام بمثل هذه الأعمال الهمجية؟! إنه ادعاء كاذب! لابد أن هناك من يحاول تلفيق هذا الاتهام الباطل على ابنتي!

أبعدت لوسي يدها عن فمها وقالت وهي تنظر إليها بعجرفة: أتتهمين الآنسة الصغيرة بالكذب الآن؟ لقد أخبرتنا بنفسها أن من أمر الطلاب بفعل تلك الأشياء الفظيعة لها، هي ابنتك التي تتفاخرين بها أمام الجميع...أجل، إنها جانيت ميليغان!

ارتبكت السيدة ميليغان من كلامها وقالت محاولةً تدارك الموقف: لابد أن الأمر التبس على الآنسة الصغيرة! لا يمكن أن تفعل جانيت شيئاً كهذا أبداً!

فردت لوسي ببرود: حسناً إذا...ماذا لو قابلنا ابنتك بالآنسة ايمي؟ سوف نرى حينها إذا ما التبس عليها الأمر حقاً أم لا....

ضغطت السيدة ميليغان على أسنانها بغيظ، عندها ابتسمت لوسي بخبث وقالت بنبرة مستفزة: ماذا؟ هل صرتِ غير واثقة من براءة ابنتكِ فجأة؟

عندها صاحت السيدة ميليغان على إحدى المعلمات اللوات كن واقفات بالقرب من حائط القاعة، بينما يراقبنهم بصمت: أنتِ! أسرعي واستدعي ابنتي جانيت وتلك الطفلة حالاً!

لم يمض الكثير من الوقت، حتى دخلت جانيت إلى القاعة وقد كانت تنظر حولها بقلق. لكنها شعرت بالذعر ما إن رأت تعابير أمها التي تشتعل غضباً...فخفضت رأسها محاولةً تجنب النظر إليها...

عندها دخلت ايمي أيضاً إلى القاعة...فقامت لوسي من مكانها وسارت إليها لتقف خلفها، وتقول مشيرة إلى جانيت بيد، بينما تضع يدها الأخرى على كتفها: أخبريني آنستي الصغيرة...هل تلك الفتاة هي التي أمرت الطلاب بالتنمر عليك؟

نظرت ايمي إلى جانيت بخوف، ثم قالت بينما بدت على وشك البكاء: أجل...إنها هي! لقد قالت أنها لن تتركني وشأني حتى ابتعد عن هاري!

ثم استدارت لتحشر وجهها في حضن لوسي وتقول بخوف: أبعديها عني لوسي! إنني خائفة جداً...سوف تأمر الطلاب بتعذيبي مرة أخرى!

ابتسمت لوسي بنشوة، وقالت وهي تهمس في أذنها بانتصار: أحسنتِ ايمي! فلتواصلي التمثيل على هذا النحو! سينتهي الأمر قريباً جداً!

أومأت ايمي بصمت، وقد بدت مذهولة حقاً من نفسها...فكرت في نفسها قائلة بصدمة: يا إلهي! ما الذي أفعله الآن؟! سوف تجن إيلي إذا ما علمت إنني صرت كاذبة هكذا!

اعتلت الأصوات في القاعة، وقد ظل الجميع يتهامسون فيما بينهم...عندها صاحت السيدة ميليغان مخاطبةً جانيت بحدة: جانيت! فلتقولي شيئاً! لا تقفي كالبلهاء هكذا! هل ما قالته تلك الطفلة حقيقي؟!

ارتبكت جانيت في البداية، لكنها تمالكت نفسها وقالت مكذبةً على الفور: ذلك مستحيل! لماذا سأفعل شيئاً كهذا لطفلة صغيرة؟! إن تلك الصغيرة تكذب! لا أعلم ما هي مصلحتها بقول أشياء كهذه عني، لكنني بالتأكيد لم أفعل شيئاً كهذا!!

نظرت إليها لوسي وقالت بحدة: كيف تجرئين على اتهام الآنسة الصغيرة بالكذب؟!

لكنها تنهدت بانزعاج، وقالت برود: توقعت أن تنكري هذا...

ثم نظرت إلى الحارس وقالت بهدوء: كيفين، أخبر فيكتور أن يدخلهما...

وما هي إلا دقائق، حتى حضر حارس آخر برفقة الفتاتين اللتين كانتا ترافقان جانيت دائماً.

فسارت إليهما لوسي ووقفت بينهما، لتضع يديها على كتف كل واحدة منهما، وتقول بنبرة مخيفة جمدت الدم في شرايينهما: والآن...فلتقولا كل شيء. تلك الفتاة جانيت، لقد جعلتكما تأمران الطلاب بالتنمر على ايمي صحيح؟!

أجابت إحداهما وهي تشيح بصرها عنها في خوف: لا...لا أعرف!

عندها ضغطت لوسي على كتفيهما وقالت بابتسامة مخيفة: دوروثي هارتا، فالوري هيرام...أنتما تعلمان جيداً ما الذي يعنيه العبث مع أسرة تشادولي صحيح؟ إذا ما قلتما الحقيقة الآن، فسوف أطلب من الرئيس تشادولي أن يصفح عنكما ويترككما خارج الموضوع...

شعرت كلتاهما بالخوف من كلامها، عندها صاحت السيدة ميليغان قائلة: أنتِ! هل تقومين بتهديدهما الآن باستخدام اسم تشادولي؟ إنك مجرد معلمة خصوصية بلا أي قيمة أو مكانة! كيف تجرئين على التحدث في حضرتنا بهذه العجرفة! من تظنين نفسك؟!

ابتسمت لوسي بخبث وقالت بثقة: صحيح أنني محض معلمة خصوصية بلا أي مكانة... لكن أظن أنه من الأفضل ألا تعبثي معي سيدة ميليغان...

ثم نظرت إلى الحارس كيفين، وأشارت إليه إشارة فهمها على الفور. فأخرج وثيقة من حقيبة جلدية كان يحملها، وعرضها على جميع من في القاعة...

عندها قالت لوسي موضحةً بغرور: لقد أعطاني الرئيس تشادولي بنفسه كامل الصلاحية لأستخدم اسمه ومكانته كما أريد...
مما يعني أن أي كلمة أقولها، أو أي تصرف أقوم به، أو أي قرار أقرره، هو صادر عن الرئيس تشادولي شخصياً. ومن يقف في وجهي، فسيُعد أنه وقف في وجه الرئيس تشادولي بحد ذاته!

ضجّت القاعة بالهمسات والهمهمات العالية من كل الحاضرين، بعد أن صدموا جميعاً مما قالته...

وقد هتفت المديرة قائلةً بدهشة: كيف يمكن أن يكون هذا معقولاً حتى؟! لم يقم الرئيس تشادولي بإعطاء صلاحياته لأي شخص مهما كان!

فردت لوسي بهدوء: وهذا يوضح لكم مدى أهمية ايمي بالنسبة للرئيس...

ثم نظرت إلى تلكما الفتاتان وقالت بلهجة آمرة: والآن...اعترفا بالحقيقة!

عندها قالت إحداهما بينما تغلق عينيها بخوف: ذلك صحيح! لقد كانت جانيت هي من أمرتنا أن نجعل الطلاب يتنمرون عليها!

وقالت الأخرى مؤكدةً على كلامها: أجل...هذا ما حدث تماماً، إن جانيت هي السبب في كل ما حدث لتلك الطفلة!

نظرت لوسي إلى جانيت بابتسامة متشفية، عندها صاحت جانيت قائلةً بانفعال: كاذبتان! أنا لم أفعل هذا أبداً!

عقدت لوسي يديها أمام صدرها وقالت بسخرية: أما زلتِ تصرين على الإنكار، آنسة ميليغان؟

ثم سارت نحوها حتى وقفت أمامها لتقول وهي تنظر إليها بحدة مخيفة: يبدو أنكِ لم تتركي لي خياراً آخر. لم أرد أن نوصل الأمر إلى هذا الحد لكن...في الحقيقة، لدي تسجيل لكل الكلام الذي قلته لايمي...
إنه بصوتك، لذلك لن يكون بإمكانك الإنكار أكثر من هذا!

صدمت جانيت لسماع ذلك وقالت هاتفة: مستحيل! أنتِ تكذبين!

ابتسمت لوسي بمكر وقالت: ماذا؟ هل تريدين أن أذكركِ بما قلته؟

عندها كررت لوسي كل ما قالته جانيت لايمي حرفياً. وما إن أنهت سرد ما قالته، أخذت جانيت تهز رأسها نافيةً بصدمة..

لكنها نظرت بكره إلى ايمي التي ظلت واقفةً في مكانها، بينما تنظر إلى الأرض متظاهرة الخوف...وصرخت عليها قائلة: حقيرة! كيف تجرئين على التظاهر بالبراءة في ذلك الوقت، بينما كنتِ تسجلين في كلامي؟!

عندها عم الصمت أرجاء القاعة، فبدا الذهول على ملامح جانيت بعد أن أدركت فظاعة ما قالته للتو...نظرت ببطء نحو لوسي، لتتراجع خطوة إلى الوراء ما إن رأت تلك الابتسامة المنتصرة على شفتيها...

فكرت لوسي في نفسها بسخرية: للأسف..لا يوجد أي تسجيل على الإطلاق يا عزيزتي...

ثم نظرت إلى ايمي بطرف عينيها وأردفت في نفسها بهدوء: إذا ما كان هناك تسجيل ما، فهو موجود في ذاكرة هذه الصغيرة. من كان يتصور أنني ساستخدم ذاكرة ايمي القوية بهذه الطريقة!!

لكنها قالت لجانيت بهدوء مرعب: لا مجال للإنكار بعد الآن، فقد اعترفتِ بكل شيء...آنسة ميليغان!

نظرت جانيت حولها بخوف، نحو تلك الوجوه التي ظلت تحدق بها باتهام...ثم تعلقت عيناها بوالدتها التي أشاحت بصرها عنها بينما تنظر للأرض في ذل وانكسار..

فخاطبتها لوسي قائلةً بحدة: والآن...اعتذري إلى ايمي حالاً!

نظرت إليها جانيت بصدمة. عندها كررت لوسي كلامها ببرود: قلت لكِ أن تعتذري لايمي عن كل ما فعلته....هل أكل القط لسانك أم ماذا؟!

صاحت جانيت بصوت مهزوز: من أنتِ حتى تخاطبيني هكذا؟! هل تعلمين من أكون؟!

أجابت لوسي ببرود ساخر: أجل لا أعلم...ذكريني مرة أخرى من تكونين؟

ثم انحنت إليها لتضع يدها على كتفها، وتقول هامسةً قرب أذنها ببطء: لقد كنت تتباهين بمكانتك أمام ايمي طوال الوقت صحيح؟
قلتِ أن البشر غير متساوون أبداً، وأن مكانة الشخص تحدد فور ولادته. لذا أخبريني الآن...هل ستنقذك مكانتك من هذا الموقف؟ هل ستتمكنين من الوقوف أمام القوة الحقيقية؟

ثم أردفت هامسةً بحدة مخيفة: دعيني أقدم لك نصيحة يا صغيرتي...في المستقبل، لا تقومي بضرب الأشخاص الآخرين عندما لا تكونين مستعدةً لتلقي الضرب أنتِ أيضاً...اتفقنا؟

أخذت جانيت ترتجف بذعر...نظرت إليها وقالت والدموع في عينيها: أنتِ...من تكونين؟!

ابتعدت لوسي عنها وقالت بابتسامة مستفزة: ماذا ألا تعلمين؟أنا معلمة ايمي الخصوصية!

ثم أردفت هامسةً بنبرة مخيفة: اليوم حذرتكِ فقط، وقد كنت لطيفة جداً معك...لكن لو تجرأتِ وعبثتِ مع ايمي مجدداً، فسوف أجعلكِ تتذوقين الجحيم حتماً...أهذا مفهوم؟!

لم تستطع جانيت أن ترد على كلامها، بل ولم تجرؤ أصلاً!

كلماتها، نبرتها، ونظرات عينيها. كل ذلك كان كفيلاً بأن يبث الرعب في قلبها...فخفضت رأسها في حين ظلت ترتجف بذعر...

عندها وقفت المديرة إلى جانب لوسي وقالت بارتباك: حـ... حسناً آنسة أليسون... سوف تقوم الآنسة ميليغان بالاعتذار إلى الآنسة الصغيرة بالتأكيد...لذلك أرجوك أن تتحدثي مع الرئيس تشادولي وتجعليه يغير رأيه!

ردت لوسي بنبرة متعالية: الاعتذار فقط ليس كافياً للتعويض عن الضرر النفسي الذي لحق بالآنسة الصغيرة جراء ما فعلته... أولاً، عليها الاعتذار منها الآن وأمام الجميع هنا.
ثانياً، أقترح فصلها لمدة ثلاثة أسابيع حتى تتعلم ألا تستعرض عضلاتها على من هم أضعف منها...
ثالثاً، عليها كتابة خطاب اعتذار لايمي تعبّر فيه عن ندمها لتصرفاتها.
وأخيراً، عليها أن توقع هي ووالدتها على تعهد تضمن فيه أنها لن تتعرض لايمي مجدداً لأي سبب من الأسباب، وبأي شكل من الأشكال. سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة...
إذا ما قبلتم بشروطنا هذه، فسوف نعتبر كل شيء كأنما لم يحدث...

ثم نظرت بحدة إلى والدة جانيت وقالت: لا أظن أنك معترضة على هذا...سيدة ميليغان...

نظرت جانيت إلى والدتها مستنجدةً برجاء. لكنها حدقت بها بغضب وقالت آمرة وهي تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها، بعد الموقف الفظيع الذي وُضعت فيه أمام جميع الحاضرين: جانيت... فلتعتذري إلى تلك الطفلة حالاً!

نظرت جانيت إلى ايمي بقهر، ثم خفضت رأسها وقالت وهي تضغط على أسنانها بحرقة: أنا آسفة على كل ما فعلته... أرجوك أن تسامحيني على كل شيء!

نظرت إليها ايمي بذهول، فهي لم تتصور أن ينتهي الأمر هكذا حقاً. لكنها لا يمكنها التصرف هكذا بعد! عليها أن تنهي التمثيلية للنهاية كما أوصتها لوسي!

فنظرت إليها ايمي بلوم، وقالت باستياء طفولي: ما قمتِ به لن يجعلكِ تحصلين على هاري أبداً، بل على العكس تماماً. سوف يجعله يكرهكِ أكثر وأكثر...مهما كنتِ جميلة، فقد صرتِ قبيحةً في عينيه الآن!

تلك الكلمات، كانت بمثابة السكين الذي طعن قلبها بعنف. فأخذت جانيت ترتجف في مكانها وهي تشعر أن قلبها قد تحطم تماماً إلى قطع..
الذل، الانكسار، الاحراج والعار. كل تلك المشاعر اختلطت في داخلها، لتجعلها تنفجر حقاً...

انهارت جاثيةً على الأرض، دون أن تفعل أي شيء، ودون أن تنطق بأي شيء...

فنظرت إليها ايمي بقلق، وقالت في نفسها بتفكير: ذلك يبدو قاسياً جداً...ترى، هل بالغنا في الأمر؟

ثم نظرت إلى لوسي بتردد، كما لو كانت تنتظر منها الإجابة على تساؤلها ذاك. لكن لوسي ابتسمت بنشوة، وقالت في نفسها بانتصار: أحسنتِ ايمي! لقد فعلتها تماماً كما أخبرتك!

ثم أردفت في نفسها بتفاخر: كما هو متوقع من طالبتي العزيزة!

ذلك الموقف قد أحدث ضجة كبيرة في القاعة، وقد ظل الجميع يتهامسون فيما بينهم، وبعضهم كان ينظر بشماتة للسيدة ميليغان التي لطالما عرفت بتكبرها وغرورها..

حاولت المديرة تهدئتهم دون جدوى، عندها تكلمت لوسي قائلةً بصوت عالٍ أسكتهم جميعاً: سوف نغلق هذه المسألة الآن. وسوف أحرص على تبليغ الرئيس تشادولي بكل ما حدث...
إذا ما طبقتم شروطنا بجدية، فسوف أحاول إقناع الرئيس بالعدول عن قراره في نقل الآنسة الصغيرة والسيد الصغير إلى مدرسة أخرى...

ثم سكتت قليلاً وأردفت قائلةً بصرامة: والآن...أرجو منكم جميعاً أن تغطوا على ما حدث اليوم. لا نريد من هذا الأمر أن يخرج للعلن، فذلك سيضايق الرئيس كثيراً...
سوف يتخذ الرئيس إجراءات صارمة على كل من يسرب ما حدث اليوم، فهو لا يريد لأحد أن يتحدث عما مرت به الآنسة الصغيرة...

ونظرت إلى جانيت باستصغار لتقول ببرود ساخر: ثم إنه حتى على الرغم مما حدث، لا يزال الرئيس تشادولي يريد الاحتفاظ بعلاقاته مع عائلة ميليغان بقدر الإمكان. لذلك دعونا لا نفسد تلك العلاقات بثرثرة لا داعي لها...حتى الأطفال لا يجب أن يعرفوا بشيء مما حدث في هذه القاعة. أهذا مفهوم؟

اقتربت منها المديرة وقالت بتملق: بالطبع آنسة أليسون... سأحرص على إغلاق المسألة وجعلها تظل سرية. وبالطبع، ستتكفل إدارة المدرسة بتنفيذ جميع شروط الرئيس تشادولي لذا...أرجوك ألا تنسي إقناعه بتغيير رأيه...اتفقنا؟

ضغطت لوسي على أسنانها بغيظ، وهي تشعر بالقرف حقاً من هذه الأجواء المحيطة بها...فكرت في نفسها قائلةً: بالطبع ستحاول تملقي هكذا...لا يمكن للمدرسة تحمّل خروج هاري منها، فهم سيخسرون حينها المستثمر والداعم الأهم بالنسبة لهم. كما أن ذلك سيضر بسمعة المدرسة إلى حد كبير جداً!

ردت لوسي ببرود: ذلك يعتمد على مدى تنفيذكم للشروط...

ثم نظرت إلى السيدة ميليغان وقالت بتكبر: أرجو أن تكوني متعاونةً أنتِ أيضاً سيدة ميليغان. عليكِ أن تتحملي مسؤولية خطأ ابنتك بالكامل. فرفضكِ تنفيذ شروط الرئيس، سيضر بعلاقة العائلتين. والتي تضررت من الأساس بسبب ما حدث... أنت لا تريدين تصعيد الموقف، صحيح؟

ضغطت السيدة ميليغان على أسنانها بغيظ شديد، لكنها ردت على كلامها بقهر: بالطبع. أخبري الرئيس تشادولي أن يكون مطمئناً...وسأحرص أنا وزوجي على الاعتذار إلى سيادته شخصياً...

لم ترد لوسي على كلامها، لكنها قالت بتعالي: سآخذ الآنسة الصغيرة والسيد الصغير معي في الوقت الحالي...لا حاجة لحضور باقي فعاليات المجلس.
سوف يتكفل الرئيس تشادولي بكافة نفقات الرحلة والحفلة، ما إن يتأكد من أن الآنسة الصغيرة لن تتعرض لمثل هذه المضايقات مجدداً...

ثم نظرت إلى ايمي وقالت بهدوء: آنستي...هيا بنا...

أسرعت ايمي إليها لتسير إلى جانبها، بينما تنظر إلى جانيت الجاثية على الأرض بطرف عينيها..لكنها رغم هذا لم تقل أي شيء...

ما إن سارتا بعيداً في الممر رفقة الحارسين الشخصيين اللذين كانا يتبعانهما طوال الوقت، حتى توقفت لوسي ونظرت إلى ايمي لتقول بابتسامة منتصرة، بينما ترفع يدها في الهواء أمام ايمي: لقد فعلناها ايمي! الآن لن يجرؤ أحد على مضايقتك أبداً!

ظلت ايمي تنظر إليها بحيرة، عندها زمّت لوسي شفتيها وقالت بتهكم: ماذا؟ ألا تعرفين مصافحة الأيدي؟

ثم شدت معصمها لتضرب كفيهما ببعضهما وتقول بابتسامة مرحة: هكذا تفعلين عندما تنجحين في فعل شيء ما...

نظرت ايمي إلى يدها بدهشة، لكنها ابتسمت باتساع، لتمد يدها في الهواء هي الأخرى وتقول بحماس طفولي: لنفعلها مرة أخرى...مصافحة الأيدي!

فصافحتها لوسي بخفة، بينما اعتلت وجهها ابتسامة لطيفة...

لكن تعابير ايمي تغيرت فجأة لتقول بقلق: هل تظنين أن تلك الفتاة ستكون بخير؟ لقد بدت محطمة جداً...ألا تظنين أننا بالغنا في الأمر؟

عقدت لوسي حاجباها وقالت بانزعاج: لا تهتمي لها ايمي...لقد نالت ما تستحقه!

لم تبد ايمي مقتنعةً بذلك، لكن لوسي مدت لها يدها وقالت بهدوء: دعينا نذهب الآن وننتظر هاري في السيارة...لقد أرسلت الحراس حتى يطلبوا منه الحضور...

سألتها ايمي بقلق: ألن يلاحظ هاري الأمر؟

فردت لوسي ببرود: لا تقلقي...لن يجرؤ أحد على التحدث عما حدث بعد أن هددتهم أن كارل سيعاقبهم إذا ما فعلوا هذا...

همهمت ايمي كإجابة، رغم أنها كانت قلقة جداً. هل سيكون بوسعها إخفاء الأمر عنه حقاً؟
.
.
.
.
خرجت السيدة ميليغان بينما تسير بخطوات سريعة بعيداً عن القاعة، في حين لحقتها ابنتها التي ظلت تناديها بيأس: أمي... أمي..استمعي إليّ! كيف يمكن أن توافقي عن شيء كهذا؟! لا يجب أن نترك تلك الوضيعة تتحكم بنا هكذا!

لم ترد السيدة ميليغان عليها، بل ظلت تسير بسرعة مبتعدة عن المكان باتجاه الساحة حيث ركنت سيارتها. وما إن وصلت إلى إحدى الممرات التي كانت خالية تماماً، التفتت إلى ابنتها لتصفعها بقوة حتى احمر خدها تماماً..

صاحت بها قائلةً بغضب عارم: كيف تجرئين على وضعي بهذا الموقف؟! ألا تعرفين أن الجميع هناك كانوا ينتظرون أي فرصة للسخرية مني؟! هل أعجبتكِ نظراتهم الشامتة نحوي؟!
أنت لم تحرجيني فحسب، بل ضيّعت على نفسك الفرصة لأن تحصلي على وريث تشادولي بعد أن أغضبتِ أخاه هكذا!

وضعت جانيت يدها على خدها مكان الصفعة، لتخفض رأسها بعد أن أخذت عيناها تدمعان بقوة. ثم قالت بصوت باكي: لقد أردت إبعادها عنه! تلك الطفلة قريبة جداً منه، لذلك لم أستطع تمالك نفسي أبداً وأنا أراها ملتصقةً به هكذا!

فصاحت بها أمها قائلة بحنق: أين عقلك يا غبية؟! حتى لو أردتِ إبعادها عن طريقك، ما كان يجب أن تفعليها بشكل واضح هكذا!

ثم اقتربت منها وقالت هامسةً بحدة: في المرة القادمة إذا ما أردتِ فعلها، فيجب أن تنهي الأمر بطريقة لا يكشفك بها أحد. أهذا مفهوم؟

تفاجأت جانيت من كلامها ونظرت إليها بدهشة.

لكن والدتها سارت بعيداً عنها لتقول ببرود بينما هي تسير: عليك إصلاح خطئك بأي طريقة. لا يجب أن تضيعي ذلك الفتى من بين يديك أبداً مهما حدث!
لابد أن ابنة هورشام الخبيثة تلك، تسعى وراء الرئيس تشادولي الآن...إن فرصتها ضعيفة جداً، لذلك يجب أن تهزميها بأي ثمن...

ضغطت جانيت على قبضتها وقالت في نفسها بحقد: تلك الحقيرة إيلينا...لن أسمح لها بأن تحصل على كل شيء قبلي!
.
.
.
سارت جانيت إلى ساحة المدرسة، بينما تنظر إلى الأرض بشرود. عندها لمحت هاري الذي خرج من بوابة المدرسة للتو. فركضت إليه على الفور ووقفت أمامه لاهثةً بينما تلتقط أنفاسها بصعوبة.

استغرب هاري وقوفها المفاجئ أمامه هكذا، لكنه تجاهل أمرها وأراد أن يتجاوزها.

فتعلقت بثيابه وقالت وهي تبكي: أرجوك أن تنتظر! الأمر ليس كما تصورت أبداً! لم أقصد أن أفعل ذلك أبداً! أنا حقاً آسفة... أرجوك أن تغفر لي!

عقد هاري حاجباه باستنكار، وقال بعدم استيعاب: ما الذي تتحدثين عنه يا هذه؟ لماذا تعتذرين إليّ فجأة؟!

نظرت إليه جانيت بذهول، وقد بدا واضحاً أنه لا يعرف أي شيء...فتراجعت خطوة إلى الوراء مبتعدة عنه، لتهتف في نفسها بصدمة: مستحيل!

ثم خفضت رأسها، وعضت شفتها السفلى لتفكر في نفسها بحقد، وهي تتذكر ما قالته لها ايمي قبل قليل: تلك الطفلة الحقيرة! لقد كانت تسخر مني طوال الوقت! سوف أجعلها تندم على ذلك حتماً!!

ثم نظرت إليه وقالت بابتسامة مرتبكة: آه....أعتذر حقاً على ذلك، يبدو أنني خلطت بين وبين شخص آخر!

نظر إليها هاري بشك. لكنه زفر بضيق وتمتم بانزعاج بينما يسير مبتعداً عنها: تباً! لماذا لا يوجد في هذه المدرسة سوى المزعجين فحسب؟!

#الساعة 9:35 صباحاً


نفس اليوم

بعد أن صعد إلى السيارة، نظر أمامه إلى حيث تجلس لوسي وقال بحدة: والآن..فلتفسري لي ما معنى هذا؟ لماذا علينا العودة إلى المنزل باكراً؟!

ردت لوسي بابتسامة ساخرة: ومن قال أننا سنعود للمنزل؟

رفع هاري حاجبه متعجباً من كلامها. عندها اقتربت منه ايمي وقالت بحماس: في الواقع هاري، سوف نذهب إلى مدينة الألعاب! إنها تكون خاليةً في هذا الوقت الباكر، لذلك سمح لنا كارل بالذهاب!

علّق هاري مشككاً: مدينة الألعاب؟! ما الذي تقولينه ايمي؟! لا أصدق أن أخي سمح لنا بأن نتخطى المدرسة لأجل شيء كهذا!

فقالت لوسي موضحةً ببرود: لقد ظلت ايمي تلح على كارل بالذهاب. لكن تلك الأماكن تكون مزدحمةً جداً في فترة ما بعد الظهيرة. لذا فإن أفضل وقت تذهبان فيه مع ضمان أنه لن يحدث شيء لكما، هوا هذا الوقت...

فنظر إليها هاري بضيق، وقال باستنكار: إذا...لم يجب أن تكوني معنا؟

ابتسمت لوسي بمكر وقالت بنبرة مستفزة: ألا تعلم؟ إنني الوصية عليكما لهذا اليوم، ولا يمكنني ترك طفلين يذهبان وحدهما إلى أماكن خطرة كهذه!

ضغط هاري على أسنانه بحنق، عندها ضمت ايمي ذراعه وقال برجاء طفولي: هاري لا تغضب أرجوك! أرغب حقاً في الذهاب إلى هناك! دعنا نستمتع بوقتنا بما أن كارل قد سمح لنا أخيراً بأن نذهب!

كان هاري ينظر إليها بشك، وقد شعر بالريبة حقاً من تصرفاتهما الغريبة طوال اليوم. لكنه لما رأى ذلك الرجاء الحقيقي في عينيها، قرر أن يتغاضى عن الأمر...للوقت الحالي على الأقل!

صحيح أن ذهابهم لمدينة الألعاب كان جزءا من الخطة حتى لا يشعر هاري بالريبة من خروجهم من المدرسة قبل نهاية الدوام. لكن رجاء ايمي ذاك كان حقيقياً بالفعل!

لطالما حدثتها فِيا عن مدينة الألعاب كثيراً، وهو ما جعلها متحمسةً جداً للذهاب إلى هناك ولو لمرة.
لكن كارل لم يكن مقتنعاً بأن تذهب إلى ذلك المكان المزدحم، والمليء بالمنحرفين بحسب قوله! خصوصاً أنه يعرف أن هناك الكثير ممن يستهدفون هاري ويسعون لاختطافه من أجل المال.

#باريس_مدينة ألعاب ديزني لاند_ الساعة 10:20 صباحاً


26\2\2006

وقفوا في منتصف تلك الساحة الواسعة محاطين بأولئك الحراس الشخصيين الأربعة..

فظلت ايمي تنظر حولها بذهول إلى كل زاوية من ذلك المكان.. الألعاب الكثيرة، المحلات المختلفة، وصوت الصراخ حولها من الناس القليلين الذين يلعبون في تلك الألعاب...

أمسكت بكم هاري واخذت تهتف بحماس بينما تشير إلى لعبة قطار الجبل الروسي: هاري! هاري! لنركب تلك اللعبة! تبدو ممتعة جداً!

تنهد هاري بإحباط وقال بقلة حيلة: ايمي...الأطفال في سنكِ لا يمكنهم الصعود إلى تلك الألعاب!

قوست ايمي شفتيها بحزن، عندها وقفت أمامهما لوسي وقالت بابتسامة ساخرة: أوه لابد أنك تقصد..الأطفال في مثل سننا!

استشاط هاري غضباً وقال بانفعال: لست طفلاً يا هذه! أنتِ أكبر مني بثلاث سنوات فقط، لذلك توقفي عن التحدث معي هكذا!

ابتسمت لوسي باستفزاز، بعد أن وضعت يدها أعلى رأسه تقيس فارق الطول بينهما، لتقول بنبرة ساخرة: همممم ما هذا؟ لا يمكنني أن أرى أمامي سوى طفل يتظاهر بأنه كبير لا أكثر!

صاح بها هاري منفعلاً بغضب: لست طفلاً! إنني في الخامسة عشرة من عمري، وسوف أصبح أطول قريباً جدا ما إن أصل إلى مرحلة البلوغ!

لكن وجهه اصطبغ بالاحمرار فجأة لما شعر بسخافة ما قاله، ليتمتم بإحراج شديد: تباً! ما الذي جعلتني أقوله فجأة!

ضحكت كل من لوسي وايمي على كلامه. عندها نظر هاري إلى ايمي بخجل، وقال هاتفاً بانزعاج: حتى أنتِ ايمي؟!

قالت ايمي وهي تضحك: ما العمل هاري؟ إنك تبدو لطيفاً حقا عندما تخجل!

أشاح هاري بصره عنها بإحراج. عندها قالت لوسي وهي تكتم ضحكتها: استمتعا بوقتكما. لابد أنكما تشعران بالجوع، لذلك سوف أشتري لكما بعض المأكولات الخفيفة..

ثم اقتربت من هاري وهمست بنبرة مستفزة: فلتلعب جيداً يا صغيري..

نظر إليها هاري بعصبية، لكنه لم يرد عليها. فغادرت المكان وهي تضحك باستمتاع..

ابتعدت عنهم قليلا، عندها لحقها أحد الحراس بسرعة. فأشارت له بيدها رافضةً وقالت بهدوء: لا داعي لهذا...يمكنني الذهاب وحدي. فلتراقبوا الصغيرين جيداً.

انحنى الحارس وقال باحترام: أمرك آنستي!

عقدت لوسي حاجبيها وقالت باستياء بعد أن وضعت يدها على كتفه: ما الأمر كيفين؟ لقد أخبرتك ألف مرة ألا تعاملني بهذه الطريقة!

رد كيفين بارتباك: لكن آنسة أليسون..

قاطعته لوسي بحزم: لوسي! نادني لوسي فحسب!

ثم ابتسمت بإشراق وقالت وهي تسير مبتعدة عنه: اهتم بهاري وايمي..لن أتأخر في العودة كثيراً..

فكر كيفين في نفسه وهو ينظر إليها بإعجاب: إنها حبيبة الرئيس صحيح؟ كيف يمكن أن تكون متواضعةً هكذا؟!

ثم تذكر ما فعلته قبل قليل، وتعاملها اللطيف دائماً مع الخدم والحراس. ليبتسم ويقول بخفوت: لقد أحسن سيدي الاختيار بالتأكيد!
.
.
.
.
.
سارت لوسي مبتعدةً عنه باتجاه المحلات التجارية الكثيرة، حتى تشتري بعض المأكولات.
المكان كان كبيراً حقاً إلى حد جعله يبدو كالمتاهة، لكنه رغم ذلك لم يتغير كثيراً بالنسبة لها إلى الحد الذي يجعلها تتوه هنا...فكيف يمكنها ذلك، وهي تحفظ تقريباً كل جزء من هذا المكان؟!

ابتسمت بحنين وهي تنظر إلى أولئك المتنكرين بشخصيات ديزني الشهيرة.. بعضهم كان يحيي الأطفال، والبعض الآخر كان يبيع لهم البالونات الملونة...

لقد سرحت طويلاً في ذلك المشهد الذي أيقظ مشاعر كثيرة في أعماقها...
ذلك الطفل الذي يسير بين والديه، وهما يمسكان يديه كل من جهة. كانوا يضحكون في استمتاع شديد، محاطين بذلك الدفء الذي حرمت منه لسنوات طويلة..

متى كانت آخر مرة رأت فيها والديها معاً هكذا؟ متى لعبا معها، وأمسكا بيدها مثل ذلك الطفل الآن؟

لكن لحظة! هل فعلا هذا من الأساس؟ أو بالاحرى..هل فعلت هي ذلك لها يوماً ما؟!

نظرت إلى الأم لتقول في نفسها بكره: تلك الحقيرة...أتساءل ما الذي تفعله الآن؟

عندها شعرت بالألم يعصر قلبها وهي تتذكر ذلك اليوم..

لا يزال ذلك عالقاً في ذهنها حنى هذه اللحظة! مشهد ظهرها وهي تسير مبتعدةً عنها، تجر وراءها حقيبة السفر الكبيرة تلك..
طاردتها لتمسك بطرف فستانها، وتخاطبها بصوتها الطفولي الباكي: ماما...إلى أين تذهبين؟ هل ستتركيني أنتِ أيضاً؟!

فدفعتها بقوة حتى سقطت أرضاً لتقول بقسوة: ابتعدي عني! لقد تخلصت من ذلك الفاشل أخيراً! لا أريد أن أرى وجهك مرةً أخرى، فأنتِ تذكرينني به!

تشبثت بساقها بينما تجثو على الأرض أمامها، لتقول برجاء مؤلم وهي تبكي بحرقة: لوسي ستبقى فتاةً جيدةً دائماً..لذلك أرجوك ألا تتركيني وحيدةً ماما! سوف أفعل كل شيء تقولينه لي، لذلك لا تذهبي أرجوك!

ركلتها بقوة حتى تبعدها عن ساقها، فسقطت على الأرض مرة أخرى وقد تورم وجهها..

عندها صاحت قائلةً بكره: لا تلمسيني مرةً أخرى! ما كان يجب أن تكوني موجودةً في هذا العالم! ما كان يجب أن تولدي أبداً! لقد أنجبتكِ بالخطأ فقط، لذلك توقفي عن إزعاجي!

سارت حتى وقفت إلى جانب الباب، لتلتفت إليها للمرة الأخيرة، وتقول تلك الكلمات التي حطمتها تماماً

"من الافضل لكِ أن تموتي بهدوء في مكان ما حتى لا تزعجي أحداً في هذا العالم بعد الآن.. فمهما فعلتِ، لن يحبكِ أي أحد بما أنكِ ابنة ذلك الرجل!"

قالت هذا لتسير إلى الباب وتغلقه وراءه بقوة. حيث أنها في ذلك اليوم، كانت قد اختفت عن ناظريها، واختفت من حياتها أيضاً!
.
.
.
من دون أن تشعر، كانت تلك الدمعة اليتيمة قد تسللت من جفنها لتسيل على خدها ببطء...

مسحتها بسرعة، لتأخذ نفساً عميقاً وتقول وهي تشجع نفسها بيأس: لا بأس لوسي! يمكنكِ المضي قدماً وحدك! لقد فعلتها لعشر سنوات، ولن يتغير أي شيء الآن!

ضربت خديها بقوة، حتى توقف تلك الذكريات المريعة التي مزّقت قلبها بقسوة. لتقول بعدها بحزم: المأكولات...عليكِ شراء المأكولات الخفيفة الآن!

#فرنسا_قصر تشادولي الرئيسي_ الساعة 10:30 صباحاً


نفس اليوم

كان كارل جالساً على مكتبه بينما يحدق إلى الملف أمامه في شرود..

عندها ورده اتصال ما، فرد على الفور قائلاً بجمود: ماذا؟ هل حدث شيء جديد؟

في الجهة الأخرى، أجاب ذلك الرجل الجالس على أحد مقاعد الاستراحة في مدينة الألعاب الضخمة، بينما يراقب لوسي التي تسير باتجاهه: لقد انفصلت الآنسة أليسون عنهما الآن.. ماهي أوامرك سيدي الرئيس؟

أجاب كارل ببرود: فلتفعلوا كما أمرتكم من قبل تماماً..

عندها رد ذلك الرجل بقلق: لكن سيدي..هل أنت واثق من هذا؟ أعني، أليست الآنسة أليسون هي...

قاطعه كارل قائلاً بصرامة: لا داعي لقول أي شيء.. نفذوا ما قلته تماماً، فهي فرصتنا الوحيدة!

فأجاب الرجل على الفور بانصياع: أمرك سيدي!

أغلق كارل الخط..ليتنهد بعمق، وينظر إلى الحديقة عبر نافذته بشرود..

عندها تمتم قائلاً بخفوت: اعذريني لوسي، لكنه الحل الوحيد أمامي!

#باريس_مدينة ألعاب ديزني لاند_ في نفس الوقت


2006\2\26

سارت لوسي بضع خطوات مبتعدةً عن المكان. لكن تعابير وجهها الحزينة تلك تغيّرت فجأة إلى تعابير جادة، بعد أن أحست بأولئك اللذين كانوا يطاردونها...

قالت في نفسها بحدة: اثنان في الخلف...

ثم نظرت إلى الأمام، حيث يقف ذلك الرجل الذي ارتدى قبعة صوفية سوداء، ونظارات شمسية مع قناع طبي أخفى ملامحه. فتمتمت قائلة: ثلاثة..

ونظرت بطرف عينيها إلى ذلك الجالس على أحد مقاعد الاستراحة، بينما يحمل جريدة كبيرة أخفى بها ملامح وجهه. لتهمس بخفوت: أربعة..

عندها اقترب منها أحدهم ليقف خلفها مباشرة، واضعاً ذلك المسدس الذي أخفاه تحت كمه الواسع على ظهرها. ثم قال هامساً بتحذير: لا تصدري أي صوت...عليكِ أن تتبعيني بهدوء إذا ما أردتِ العيش..

فتابعت لوسي هامسةً: خمسة!

نظر إليها الرجل باستغراب، لكنها فاجأته لما قالت بهدوء على غير المتوقع: أتبعك بهدوء إذا ما أردت العيش؟ لا تجعلني أضحك! ألست تخطط لقتلي منذ البداية؟!

تفاجأ الرجل كثيراً لما قالت هذا، لكنه أجاب بكذب مفضوح: ما الذي تقولينه؟ إنني أريد التحدث معكِ في أمر ما فحسب!

فردت لوسي ببرود: إذا ما أردت أن تخدعني بكلامك السخيف هذا، فعليك أن تخفي نية القتل التي تنبعث منك أنت ورجالك أولاً!

لكنها نظرت إليه بطرف عينيها وقالت بلا مبالاة: حسناً...سوف أرافقك كما تريد. لكن عليك ألا تؤذي الصغيرين أبداً مفهوم؟

تفاجأ الرجل كثيراً من تعاونها معه. لكنه رد بابتسامة خبيثة: بالطبع لن نقوم بإيذائهما أبداً.
لا تقلقي...سنحرص على تنفيذ وصيتكِ الأخيرة بأكمل وجه!

قال هذا ليقودها بهدوء إلى مكان منعزل خلف الحمامات العامة، حيث لم يكن هناك أي أحد بالجوار...

عندها قالت لوسي في نفسها بغصة: انتظرتَ هذه الفرصة لتقتلني خارج منزلك حتى لا يشتبه بك أحد؟!

وابتسمت ساخرةً من نفسها لتقول بألم: أخيراً كشفت عن وجهك الحقيقي..كارل!

يتبع..

******


صدمة صح؟😱

المهم نبدأ في الأسئلة😌

_رأيكم في الفصل؟

_توقعاتكم للأحداث القادمة؟

_هل انتهى أمر جانيت حقا؟ وهل ستتوقف عن مضايقة ايمي بعد الذي حدث؟

_ما رأيكم بخطة ايمي ولوسي للإطاحة بها؟ وهل توقعتم أن تفعلا هذا؟😂

_هل سيكون بإمكان ايمي إخفاء الحقيقة على هاري للأبد؟

_الحقيقة الجديدة التي كشفت عن ماضي لوسي هي أن والدتها قد تخلت عنها💔 لماذا تركتها؟ ولماذا قالت أنه لن يحبها أي أحد بسبب والدها؟!

_كارل يخطط لقتل لوسي؟! أهذا ممكن حقا؟! لكن لماذا؟!

_هل ستموت لوسي حقا؟

أحداث كثيرة وشيقة بانتظاركم في الفصول القادمة فانتظروني ..

ا

لا تنسو تحطو تعليق وتضغطو على زر التصويت ورح أكون سعيدة كثيير

أتمنى الفصل عجبكم..نشوفكم في فصول جديدة^^

2018/11/01 · 827 مشاهدة · 5917 كلمة
NajwaSD
نادي الروايات - 2024