أريدكم أن تركزوا جيدا على كل كل كلمة تقال، وكل شخصية تظهر في هذا الفصل.. يجب أن تلاحظو الإشارات الخفية في الفصل، والتي ستقودكم لحقائق كثيرة ستكتشفونها لاحقاً..

أرجو أن تستمتعوا بالقراءة❤❤

#فرنسا_قصر تشادولي الرئيسي_ الساعة 7:35 صباحاً


2006\4\3

ألقت نظرة أخيرة على نفسها في المرآة. لتبتسم برضا، ثم تركض إلى خارج غرفتها متجهةً نحو الطابق الأرضي...

توقفت أعلى الدرج وهي تنظر إلى أولئك الرجال الكثر اللذين كانوا يحملون عدة صناديق، وطاولات كثيرة باتجاه قاعة الاحتفالات الواقعة في الممر خلف الدرج.

تنهدت بعمق، ثم قالت في نفسها بتفكير: لقد اقتربت الحفلة كثيراً صحيح؟ ستكون هذه هي المرة الأولى التي سيأتي فيها عدد كبير من الناس إلى هذا المنزل منذ أن أتيت إلى هنا!

نظرت إلى الجدة سمانثا التي كانت تقوم بتوجيه الرجال حول ما عليهم فعله. فابتسمت لملامحها القلقة، وهي تدرك جيداً كم هي منفعلة جداً بسبب هذه الحفلة الوشيكة..

عندها سمعت صوت هاري الواقف في الردهة، لما خاطبها قائلاً ببروده المعتاد: اسرعي ايمي...سنتأخر عن المدرسة إذا ما بقيتي واقفةً هناك.

فركضت ايمي باتجاهه ليسيرا معاً في صمت باتجاه السيارة.

كان هذا هو اليوم الأول الذي تذهب فيه ايمي إلى المدرسة منذ تلك الحادثة قبل عدة أيام. ورغم إن حالتها قد تحسنت كثيراً منذ مدة، إلا أن كارل قد أصر أن تبقى في المنزل لترتاح حتى يتأكد أنها بخير تماماً..

كانت قد شعرت بالملل حقاً لما بقيت في المنزل كل هذه المدة. فرغم أن لوسي قد بقيت معها طوال الوقت، إلا أنها كانت تتصرف بغرابة طوال الفترة الماضية وقد بدت شاردة الذهن أغلب الوقت. وبالطبع، لم تعرف ايمي سبب تصرفاتها تلك..

لما وصلت إلى المدرسة أخيراً، ترجّلت ايمي من السيارة بسرعة، لتركض على الفور باتجاه فصلها حتى تلتقي بفِيا التي لم ترها منذ ذلك اليوم..

لما دخلت ايمي إلى صفها، كان الجميع متوزعين بعشوائية في تلك المدرجات المرتفعة، بينما يتحدثون فيما بينهم بانتظار المعلم لكي يأتي أخيراً...لكنهم ما إن رأوا ايمي التي دخلت للتو، حتى سكتوا جميعهم فجأة بينما ينظرون نحوها نظرات لم تستطع تفسيرها...

كانت واقفةً أمام الباب، بينما تنظر نحوهم بحيرة. هي اعتادت تقريباً على نظراتهم الساخرة نحوها، وتنمرهم الذي استمر لوقت طويل، لكن الأمر مختلف هذه المرة..

نظراتهم لم تكن كنظرات السخرية التي اعتادت عليها. بل إنهم هذه المرة ينظرون إليها.....بخوف ربما؟

لم تكن ايمي متأكدةً من ذلك. لكن أحد الطلاب دخل إلى الفصل راكضاً ولم ينتبه لها لما كانت واقفةً أمام المدخل، لذلك اصطدم بها حتى وقعت أرضاً...

خاطبها ذلك الفتى قائلاً بعجرفة، وهو لم يرى وجهها بعد: ما خطبك؟ لماذا تسدين الطريق هكذا؟!

رفعت ايمي بصرها نحوه، وقالت وهي تنظر إليه بقلق: امممم..أنا...أنا آسفة...

ما إن رآها ذلك الفتى، حتى اتسعت عيناه بصدمة. لكن تعابيره سرعان ما تغيرت ليقول على الفور بذعر: آه...أنا آسف! إنه خطئي. كان علي أن أنتبه لخطواتي...أرجوكِ أن تسامحيني!!

عقدت ايمي حاجبيها بارتباك، لكنها ردت على اعتذاره بتردد: امممم...لا بأس، لا مشكلة في ذلك...

كان الفتى ينظر حوله في خوف واضح، فقامت ايمي من مكانها بينما لم ترفع بصرها عنه أبداً وهي تنظر نحوه باستغراب وحيرة...

في تلك اللحظة، سمعت صوت فِيا وهي تهتف بسعادة: ايمي!! أخيراً عدتِ إلى المدرسة!

لم تنه فِيا جملتها حتى ارتمت بين يدي ايمي، لتضمها نحوها بقوة بينما بدت على وشك البكاء..

ابتسمت ايمي لمظهرها وقالت بهدوء: لقد اشتقت إليكِ فِيا...

رفعت فِيا بصرها نحوها وقالت وهي تمسح دموعها التي تكونت في مقلتيها: وأنا أيضاً...لا تدرين كم كنت قلقةً عليكِ. ما كان يجب أن تتهوري هكذا!

ردت ايمي وهي تحاول كتم ضحكتها: هل تعرفين كم مرة سمعت نفس هذه الكلمات طوال الأسابيع الأربعة الماضية؟

فزمّت فِيا شفتيها وقالت بتهكم: إذاً....فلتضيفي هذه المرة إلى تلك المرات التي سمعتها فيها!

ضحكت ايمي من كلامها، ثم قالت وهي تحضنها من جديد: آه...لقد اشتقت إليك حقاً!

ابتسمت فِيا وتمتمت بخفوت: وأنا أيضاً...

•••••

في استراحة الغداء، كانت فِيا وايمي تسيران في الممر باتجاه الكافتيريا..

لقد استمر جميع الطلاب بالتصرف بغرابة ما إن تمر ايمي من جانبهم، مما أشعرها بالضيق حقاً...
كان الأمر سيكون عادياً جداً بالنسبة لها لو أنهم استمروا في نظراتهم الساخرة، وشتائمهم التي يلقونها عليها عندما تسير إلى جانبهم. لكن الأمر هذه المرة، بدا مربكاً جداً..

ما الذي حدث حتى جعلهم يخشون الاقتراب منها هكذا؟

ذلك هو السؤال الذي ظل يدور في ذهنها طوال هذا اليوم. ورغم أنها سألت فِيا عدة مرات، إلا أنها كانت تقول إنها لا تعرف شيئاً، بينما تحاول تغيير الموضوع في كل مرة. فتنهدت ايمي بضيق للمرة العاشرة تقريباً طوال هذا اليوم.

ولما كانت على وشك الدخول إلى الكافتيريا، رأت هاري واقفاً إلى جانب الباب.

كان متكئاً بظهره على الحائط، بينما عقد يديه أمام صدره وهو ينظر إلى الفراغ ببرود..
لم يجرؤ أي من الطلاب على الاقتراب منه أبداً، وقد كانوا يدخلون الكافتيريا من الجانب الآخر من الباب، بينما ينظرون نحوه بحذر شديد...

فوقفت أمامه، ثم قالت باستنكار وهي تعقد يديها أمام صدرها: ما الذي تفعله هنا في مبنى الابتدائية؟ ألا ترى أنك تخيف الأطفال من حولك؟

رفع هاري بصره نحوها، ثم سألها على الفور متجاهلاً ما قالته: هل أنتِ بخير؟ هل قام أحد من الطلاب بمضايقتك؟

ردت ايمي على سؤاله بنبرة شبه ساخرة: لا...بدلاً من أن يقوموا بمضايقتي، إنهم يتجنبونني كما لو أنني مصابة بمرض ما...

ثم وضعت يدها على فمها لتهتف فجأة باستدراك، بينما تنظر إليه بصدمة: أوه يا إلهي! لا تقل لي أنك وراء هذا؟!

ارتبك هاري من سؤالها، لكنه أجاب بتوتر وهو يشيح بصره عنها: بـ بالطبع لا! أعني...

ثم قال مغيراً الموضوع: سأعود الآن...لقد أتيتِ لأطمئن عليكِ فحسب...

وأردف بتحذير، بينما رفع صوته قليلاً متعمداً جعل الطلاب من حوله يسمعون كلامه: أخبريني على الفور إذا ما قام أي واحد منهم بمضايقتك بأي شكل من الأشكال... مفهوم؟

اكتفت ايمي بإيماءة بسيطة، في حين ظلت تنظر نحوه بشك وهو يسير مبتعداً عنها...

استطاعت أن تلاحظ ملامح فِيا المتوترة لما وقفت إلى جانبها. فعقدت ايمي يديها أمام صدرها، وقالت مخاطبةً فِيا بارتياب: أنتِ تعرفين شيئاً ما صحيح؟

أشاحت فِيا بصرها عنها وقالت بارتباك: اممم..لا...لا أعرف... أنا..

فقاطعتها ايمي لما قالت بصرامة: فِيا! الآن ستخبرينني بكل شيء!

نظرت إليها فِيا بتردد، لكنها لما رأت ملامح وجهها الجادة، أدركت أنه لا مفر من إخبارها. فتنهدت باستسلام وقالت: دعينا نجلس في طاولتنا أولاً...
.
.
.
.

خفضت ايمي رأسها، وقد ارتسمت في وجهها نظرات حزينة بعد أن استمعت إلى ما قالته لها فِيا للتو..

ما إن أنهت فِيا حديثها، حتى أخذت تنظر إلى ايمي مترقبةً ردة فعلها...
ولما طال صمتها كثيراً، تابعت فِيا كلامها بضيق: الجميع يقولون أنها المرة الأولى التي يتصرف فيها تشادولي بهذه الطريقة...
أتعلمين؟ لقد كان في السابق لا يهتم لمن حوله أبداً! أعلم أنه فعل ذلك لأنه يحب ايمي كثيراً...لكن ما يزال..

ثم ضمت يديها إلى صدرها، وقالت وهي تتذكر ما حدث بخوف: لقد كان ذلك مخيفاً جداً ايمي... لقد سمعت أن جانيت قد انتقلت من المدرسة، كما أن حالتها النفسية سيئة جداً. عليكِ أن تكوني حذرة منه، فذلك الشخص مخيف جداً... أخشى أن يقوم بإيذائكِ يوماً ما ايمي...

عندها رفعت ايمي صوتها قائلةً بانفعال: هاري لن يقوم بإيذائي أبداً!

ثم وضعت يدها على صدرها بألم، وكلماته تلك ظلت تتردد في ذهنها دون توقف..

(

أسرة تشادولي هي من قامت بتربيتي لأصير شيطاناً)

قالت في نفسها وعيناها تدمعان: لماذا قلت شيئاً فظيعاً كهذا هاري؟ ما معنى هذا؟ ما الذي حدث لك حتى تصبح هكذا؟!

لكنها تعرف هاري أكثر من أي شخص آخر، وتعرف جيداً أنها حتى لو سألته، فلن يخبرها بالحقيقة أبداً إلى أن يقرر هو ذلك..
عليها أن تنتظره، رغم أن الانتظار بات يقتلها حقاً..

شعرت فِيا بالقلق عليها لما رأتها تبكي. لذلك قالت معتذرةً بندم: أنا آسفة جداً ايمي! لم أقصد أن أقول كلاماً مريعاً كهذا. أعلم أنكِ تحبين هاري كثيراً...ما كان علي أن أقول هذا عنه!

حركت ايمي رأسها نافيةً وقالت بخفوت: لا تعتذري فِيا. أنتِ لا تعرفين هاري، لذلك من الطبيعي أن تشعري بالخوف بسبب ما فعله. إنني لا ألومكِ أبداً.

ثم ابتسمت بحزن وقالت وهي تحاول طمأنتها: لا تقلقي عليّ فِيا. صحيح أنني غير مقتنعة بأن يعاقب هاري جانيت بهذه الطريقة مهما كان ما فعلته. لكنني أعرف أنه قد فعل هذا من أجلي، وأعلم أنه لن يؤذيني أبداً مهما حدث. حتى لو كان كل من في هذا العالم يخاف من هاري، يستحيل أن أخاف منه، فأنا لا يهمني ما يعتقده الآخرون بشأنه أبداً.

ابتسمت فِيا لكلامها وقالت بهدوء: إذا ما كانت ايمي تثق به، فسأثق به أنا أيضاً.

شعرت ايمي بالراحة من كلامها وقالت بامتنان: شكراً لك فِيا..

••••••

ظلت ايمي شاردة الذهن طوال نشاطات النادي. صحيح أنها كانت تشعر بالراحة كثيراً كون الطلاب هنا لا يعاملونها بغرابة كالآخرين. فطوال فترة بقائها في النادي، كانت قد كوّنت علاقة متينة معهم، مما جعلها تنسجم معهم كثيراً...
لكنها رغم ذلك كانت تشعر بالضيق حقاً. وما أخبرتها عنه فيا، ظل يتردد في ذهنها طوال الوقت...

عندها أيقظها من أفكارها صوت الآنسة ماكينيل، التي وقفت إلى جانبها وسألتها باهتمام: ما الأمر ايمي؟ هل أنتِ بخير؟

نظرت ايمي نحوها على الفور، ثم قالت محاولةً إخفاء قلقها عنها: أوه! أنا آسفة آنسة ماكينيل. يبدو أنني شردت قليلاً. لكنني بخير، لا تقلقي علي...

لم تبد الآنسة ماكينيل مقتنعة بكلامها، لذلك سألتها مرة أخرى بشك: هل أنتِ متأكدة؟ لقد خرجتِ من المستشفى قبل أسابيع فقط. ربما ما تزالين تشعرين بالمرض!

حركت ايمي رأسها نافيةً بسرعة وقالت مؤكدة: أنا بخير حقاً....

ثم فكرت قليلاً في عذر تقوله لها، لذلك نطقت بأول شيء خطر على بالها في تلك اللحظة: كما تعلمين...سوف نستضيف حفل الذكرى السنوية للمدرسة في منزلنا، لذلك كنت أفكر بشأن الحفلة. إنها أول مرة أحضر فيها حفلة كبيرة كهذه، لذلك كنت قلقةً بشأنها...

أومأت الآنسة ماكينيل بفهم، ثم قالت بابتسامة هادئة: لقد سمعت كثيراً عن الحفلات التي تقيمها أسرة تشادولي...سوف تكون حفلة كبيرةً وفخمةً جداً. انا واثقة من أنكِ ستحبينها.

ابتسمت ايمي وقالت بمرح: أجل! لقد ظل كارل منشغلاً بتجهيزات الحفلة طوال الأسبوع الماضي، لذلك أنا واثقة من أنها ستكون حفلةً رائعة جداً...

ثم سكتت قليلاً وسألتها باهتمام: ستحضرين، أليس كذلك؟

ابتسمت الآنسة ماكينيل، وقالت وهي تومئ ببطء: أجل... بالتأكيد. لقد تم إرسال بطاقات دعوة إلى جميع المعلمين والطلاب في المدرسة بالفعل.

بدت ايمي متحمسةً لذلك حقيقةً. لم تحضر ايمي أي حفلة في حياتها، لذلك كانت تنتظر هذه الحفلة بفارغ الصبر، خصوصاً بعد أن ساعدتها لوسي على شراء فستانها قبل ثلاثة أيام، والذي كانت متلهفةً جداً لارتدائه.

#قصر تشادولي الرئيسي_ الساعة 5:30 مساءاً


2006\4\24

رسمت ذلك الخط الرفيع أسفل جفنها. ثم رفعت الماسكارا من على الطاولة، وفردت بها رموشها الكثيفة إلى الأعلى. ليبرز ذلك السواد الفاتن والمرسوم بإتقان، سحر عينيها الزرقاوين كزرقة المحيط...

أخيراً، أخذت أحمر الشفاه، لتضع القليل منه في شفتها السفلى، ثم أطبقت على شفتيها لتظهرا كخط رفيع، قبل أن تحررهما أخيراً بعد أن تأكدت أن أحمر الشفاه قد توّزع بخفة على شفتيها بالكامل..

ابتعدت قليلاً من أمام طاولة التزيين، لتنظر إلى انعكاس صورتها على تلك المرآة الطويلة في باب خزانة الملابس بغرفتها.

كانت تشعر بالرضا التام على شكلها رغم بساطة ما كانت ترتديه. استدارات إلى الجانب قليلاً وهي تتأكد مرة أخيرة من فستانها القصير ذو اللون الأحمر القاني، والذي أهدته لها الجدة سمانثا من رحلتها الطويلة إلى انجلترا...

كان الفستان ضيقاً من الأعلى، ليبرز منحنيات جسدها الرشيق. بأكمام مرتخية على ساعديها، مما أظهر كتفيها الضئيلين بكل وضوح...

كان قصيراً من الأمام، ثم يزداد طوله تدريجياً من الجانبين، ليبدو أطول قليلاً من الخلف..

اقتربت من المرآة أكثر، حتى صارت تقف مقابل انعكاسها مباشرة. وهي تنظر بشرود إلى ملامح وجهها.

أخذت نفساً عميقاً، بعد أن أمعنت النظر في عينيها الذابلتين، واللتان بدتا خاليتان تماماً من الحياة.

فخاطبت نفسها بهمس خافت: تستطيعين فعل ذلك لوسي، قريباً جداً سينتهي كل شيء!

اعتراف كارل الصريح قبل أكثر من شهر، كان قد ترك أثر عميقاً في نفسها. هما لم يتحدثا أبداً عن ذلك فيما بعد. بدا كارل طبيعياً جداً، أما هي...فقد أدركت في ذلك الوقت شيئاً مهماً كانت قد نسته منذ وقت طويل جداً...

ربما تلك المشاعر التي اجتاحتها فجأة، جعلتها تغفل لوهلة عمّا عليها فعله. لكنها الآن تشعر أن عقلها صار أكثر صفاءً ووضوحاً من الأشهر القليلة الماضية. أو ربما، هذا ما كانت تحاول إقناع نفسها به آنذاك.

الآن هي تعرف جيداً ما عليها فعله. هي وكارل، لا يمكنهما أن يكونا معاً أبداً.
تلك الحقيقة الواضحة، ظلت تكبر في علقها مع كل يوم مر من بعد اعترافه ذاك..

إنها واثقة تماماً مما ستفعله الآن. لكن مع هذا، لماذا تبدو ملامحها بهذا الذبول، وبهذا الفراغ الذي لم تعهده من قبل؟

هذا ما ظلت تسأل به نفسها، وهي تنظر إلى تعابيرها الميتة، والمنعكسة أمامها على هذه المرآة الطويلة.

انتشلها من أفكارها، صوت تلك الطرقات الخفيفة على الباب.

فأخذت نفساً عميقاً قبل أن تبتسم بتصنع، وتقول وهي تنظر ناحية الباب: ادخل...

رأته يفتح الباب ثم يغلقه خلفه ببطء، ليسير بخطوات هادئة باتجاهها.

ابتسامته الهادئة، ونظراته الواثقة، جعلت خفقات قلبها ترتفع تدريجياً. لكنها تمالكت نفسها، لتبقي تلك النظرة الجامدة في وجهها قدر الإمكان.

كان يرتدي بذلةً رسمية سوداء. أسفلها قميص أبيض، مع ربطة عنق باللون الأسود.
بدا وسيماً جداً كما عرفته دائماً...وللمرة الأولى، رأته قد مشط خصلات غرته للخلف، ليظهر جبينه وحاجباه الرفيعان بكل وضوح أمامها.

استطاعت أن تلاحظه وهو ينظر إليها من رأسها حتى أخمص قدميها كما لو كان يدرسها بتمعن. دون أن تخفى عليها نظرات الإعجاب في عينيه أبداً، مما أشعرها بالتوتر نوعاً.

أخيراً، قطع ذلك الصمت المربك، لما قال وهو ينظر إليها بافتتان: تبدين جميلة جداً...

أومأت لوسي بارتباك، وقالت وهي تحاول تجنب النظر إلى عينيه: شكراً لك.

ثم أردفت بتردد: وأنت أيضاً....تبدو...هذه البذلة تلائمك كثيراً.

ابتسم من تعليقها ذاك، لكنه لم يقل أي شيء. وبدلا من ذلك، أخرج من جيبه علبةً مستطيلةً ليقول بهدوء: لدي هدية لك..

ثم فتح العلبة، ليخرج منها تلك القلادة الذهبية الفاخرة رغم بساطتها. عندها تراجعت خطوة للخلف وقالت بارتباك: أ...آه...لا بأس، ليس عليك أن تحضر لي شيئاً غالياً كهذا!

قال كارل بهدوء، دون أن يترك أمامها أي مجال للاعتراض: لقد اشتريتها وانتهى. دعيني أفعل هذا من أجلكِ لوسي.

ثم سكت قليلاً قبل أن يقول بابتسامة، وهو يشير للقلادة بأن رفعها أمامها: هل تسمحين لي؟

أومأت لوسي بهدوء، قبل أن تستدير مرة أخرى لتقابل المرآة أمامها. في حين وقف هو خلفها، بينما يلبسها القلادة في هدوء...

بعد أن انتهى من ذلك، نظرت لوسي إلى انعكاس القلادة أمامها لتقول بخفوت، بعد أن ارتسمت في شفتيها ابتسامة خجولة: إنها جميلة جداً...شكراً لك.

نظر كارل الواقف خلفها إلى القلادة عبر المرآة، ليقول بخفوت هو الآخر: كما توقعت.. إنها تلائمك كثيراً.

ثم وضع يديه على كتفيها العاريين، ليسألها بعدها بهدوء: هل أنتِ مستعدة؟ إذا ما كان حضور شيء كهذا لا يشعرك بالراحة، فيمكنكِ إخباري في أي وقت.

جفلت لوسي من لمسته المفاجئة ضد جلدها، لكنها حاولت ألا تظهر ذلك قدر الإمكان. لتكتفي بإيماءة بسيطة، ثم تقول بهدوء: أجل..لا تقلق. سأكون بخير.

ثم نظرت إلى انعكاسهما في المرآة، بعد أن ساد الصمت بينهما لدقائق. كانت هذه هي المرة الأولى التي تلاحظ فيها فارق الطول بينهما.
شعرت أنها ضئيلة جداً أمام جسده العريض، وطوله الفارع..

فكرت للحظة، إنهما يبدوان متلائمين حقاً! لكنها سرعان ما طردت تلك الفكرة من رأسها، وهي تحاول تمالك نفسها أمامه قدر الإمكان.

لكنه فاجأها لما انحنى نحوها، ليهمس قرب أذنها بخفوت: سوف أتأكد من جعلكِ تشاركينني في الرقص هذه الليلة. اتفقنا؟

ثم طبع قبلةً هادئة على خدها. ليردف بابتسامة هادئة: أراكِ لاحقاً..

قال هذا قبل أن يبتعد عنها، ويسير إلى خارج الغرفة..

وضعت يدها على صدرها، لتشد ملابسها كما لو كانت تحاول تهدئة قلبها الذي أخذ يخفق بعنف..
عضت شفتها السفلى، ثم قالت مخاطبة نفسها بهمس: اهدئي لوسي...عليكِ التوقف عن جعله يؤثر فيك هكذا!

نظرت إلى القلادة في عنقها بضياع...لتأخذ نفساً عميقاً، ثم تسير إلى الخارج هي الأخرى حتى تساعد ايمي في تجهيز نفسها..

••••••

وسط تلك القاعة الكبيرة والفخمة، توزعت تلك الطاولات الدائرية بنظام، والتي كانت تحمل فوقها أصنافاً منوعة من أشهى المأكولات الفاخرة.

الأضواء المنعكسة من تلك الثريات الكريستالية الكبيرة المنتشرة في السقف المرتفع للقاعة، كانت قد أضفت للمكان رونقاً ساحراً يأسر العيون. أصوات الموسيقى التي ظل يعزفها أفراد فرقة الجوقة الجالسين في جانب القاعة، اختلطت مع الصخب الصادر من أولئك الناس الكثر الذين ظلوا يتوافدون على القاعة، بملابسهم الفخمة ومظاهرهم التي تدل على ثرائهم الفاحش.

انطفأت الأضواء فجأة، ليسلط الضوء على تلك المنصة في نهاية القاعة حيث ألقت المديرة وبعض المعلمين والطلاب المتفوقين، بضع كلمات استفتاحية أحيوا بها ذكرى تأسيس هذه المدرسة العريقة. ثم صعد كارل المنصة أخيراً ليلقي كلمته هو الآخر، محياً ضيوفه، ومعلناً عن بداية هذه الحفلة..

ما إن أنهى كارل إلقاء كلمته ونزل من المنصة، حتى أخذ الناس يتوافدون باتجاهه ليلقوا التحية عليه.
منهم من يحاول تملقه والتودد إليه، وبعض الفتيات ظللن يحاولن لفت انتباهه بحركاتهن ونبراتهن المغرية. لكنه لم يكن يلتفت نحوهن على الإطلاق.

كان يتحدث مع الناس من حوله، بابتسامة لم تغب عن شفتيه أبداً، في حين ظلت عيناه تتسلان بين الحين والآخر إلى تلك الواقفة هناك بالقرب من الحائط، بينما تحمل في يدها كأساً من العصير.

ظلت تحرك محتويات الكأس ببطء، دون أن تشرب منه حقاً، في حين بدت شاردة الذهن تماماً.

لم يمض الكثير من الوقت، حتى وقف أمامها شاب بدا في منتصف العشرينات تقريباً. ليعلق بسخرية محاولاً لفت انتباهها: أفراد عائلة تشادولي يعرفون جيداً كيف يصرفون أموالهم، ألا تظنين هذا؟

رفعت لوسي بصرها نحوه ببطء، لكنها لم تردّ على كلامه.

فمد الشاب يده نحوها وقال مقدماً نفسه دون أن تسأله حتى: اسمي إيفان جونز...يمكنكِ مناداتي إيفان.

نظرت لوسي إلى يده الممدودة نحوها ببرود، لكنها مدت يدها له وردت بدون اهتمام: لوسي أليسون.

ابتسم إيفان لها وقال بمجاملة: لوسي؟ إنه اسم جميل حقاً!

ثم سكت قليلاً قبل أن يقول وهو يغمز لها بمغازلة: كصاحبته تماماً.

حاولت لوسي أن تبدي له أفضل ابتسامة ممكنة، استطاعت إظهارها في ذلك الوقت، بعد أن شعرت بالانزعاج حقاً من وجوده. لتقول بنفاذ صبر: شكراً لك.

سألها بفضول، ويبدو أنه لم يفهم من نبرتها المنزعجة تلك أنها أرادته أن يبتعد عنها في تلك اللحظة: لا يبدو أنكِ منسجمة مع هذه الأجواء هنا. أستطيع القول أنكِ لا تنتمين إلى هذا المكان أبداً لذا.. لماذا أتيتِ إلى هذه الحفلة؟

ردت لوسي باختصار: إنني معلمة خصوصية.

أومأ إيفان بفهم، لكنه تابع أسئلته قائلاً باهتمام: أي عائلة تعملين لديها؟ إنني صحفي، وأنا مهتم كثيراً بدراسة العائلات في هذا المجتمع.

تمتمت لوسي بين أسنانها بانزعاج: لهذا السبب أنت حشري هكذا، وتلتصق بالآخرين كالعلكة!

سألها إيفان لما لم يسمع ما قالته: ماذا؟ هل قلتِ شيئاً؟

ابتسمت لوسي باتساع، وردّت بهدوء: لا...لا شيء.

لما مر نادل من أمامها، وضعت لوسي عصيرها الممتلئ في الصينية التي كان يحملها، ثم التفتت إلى إيفان وقالت مبتسمة بتصنع: استأذنك سيد جونز. سررت بمعرفتك.

عندها قال إيفان على الفور: انتظري...هلا أعطيتني رقم هاتفك؟

لكنه سكت لما لم يجد لها أثراً، فقد كانت قد اختفت تماماً بين الحشود.

كانت تسير بهدوء وسط تلك القاعة، لكنها توقفت فجأة ما إن سمعت ذلك الصوت الذي همس لها قائلاً: هل وضعتِ الأشياء في المكان الذي اتفقنا عليه؟

كان ذلك الشاب الذي ارتدى بذلة رسمية بلون أزرق غامق، يقف خلفها معطياً إياها ظهره، في حين يمسك في يده كوباً من النبيذ الأحمر.

أجابت لوسي بهدوء دون أن تنظر إليه: أجل. لقد أرسلت سكارليت لكي تقوم بجلبها. كل البصمات موجودة هناك.

فسألها الشاب بجمود: والدفتر؟

أجابت لوسي باختصار: ليس بعد.

ثم سكتت قليلاً وسألته بهدوء: ماذا عن الخطة؟ هل كل شيء جاهز؟

أجاب الشاب دون أن ينظر إليها: أجل..كل شيء يسير كما هو مخطط حتى الآن. سنوقع بهم قريباً جدا.

ثم سكت قليلاً وأردف بنبرة آمرة: توقفي عن التصرف ببرود مع الحضور. عليكِ أن تكوني اجتماعيةً وتتحدثي مع الجميع. اقبلي بعرض أي شاب يطلب منكِ الرقص معه، عندها لن يكون من الغريب أن أتواجد بقربكِ..

أومأت لوسي بفهم كما لو كان قادراً على رؤيتها، لكنها حينها
سمعت صوت ايمي وهي تركض باتجاهها بينما تهتف بمرح: لوسي، لوسي!

كان ذلك الشاب قد اختفى من جانبها ما إن وقفت ايمي أمام لوسي، في حين وقفت فِيا إلى جانبها.

فأشارت ايمي إلى فِيا وقالت بابتسامة مرحة: لوسي، هذه هي فِيا التي حدثتك عنها!

ابتسمت لوسي باتساع وقالت وهي تمد يدها نحوها: أوه فِيا! سعيدة جداً بلقائك! لقد حدثتني ايمي عنكِ كثيراً. أشكرك على اعتنائك بعزيزتنا ايمي.

ابتسمت فِيا بسعادة وهي تسلم عليها، لتقول بحماس طفولي جعل لوسي تضحك بخفة: لقد سمعت عنكِ الكثير أنتِ أيضاً لوسي. إنني معجبة جداً بك. لقد جعلتِ تلك المغرورة جانيت تدفع ثمن أفعالها!

فعلّقت لوسي وهي تعقد حاجبيها بانزعاج: ذلك لم يكن كافياً أبداً. تلك اللعينة تجرأت على إيذاء ايمي مجدداً!

فقالت فِيا وهي تشير إليها بعلامة النصر: لا تقلقي لوسي، لم تعد جانيت موجودةً بعد الآن أبداً، لذلك لن تتجرأ على إيذاء ايمي مرةً أخرى!

ابتسمت لوسي على كلامها وقالت بارتياح: حسناً. أظن أنكِ محقة.

عقدت ايمي يديها أمام صدرها وقالت بانزعاج: أنتما تتحدثان عني، لكن لماذا أشعر كما لو أنني خارج هذه المحادثة؟

ضحكت كل من لوسي وفِيا على كلامها، لتقول لوسي وهي تتصنع الأسف: أوه حبيبتي ايمي...هل أزعجناكِ؟

عندها سمعت صوته يرد على كلامها ببرود ساخر: لا تحتاجين لأن تزعجي أي أحد، فوجودك مزعج من الأساس!

تنهدت لوسي بضجر، وقالت وهي تنظر إليه بانزعاج: هاري... ألم تمل من ذلك بعد؟

لم يرد هاري على كلامها، بل شد يد ايمي وقال وهو يسحبها معه بعيداً عنهما: سأستعير ايمي منكما لبعض الوقت.

ما إن صارا بعيدين قليلاً عن الحشود، حتى توقف هاري فجأة ليستدير إلى ايمي التي كانت تنظر إليه والحيرة مرسومة في كامل وجهها.

قال على الفور من دون أي مقدمات: ايمي. علينا مراقبة تلك الأفعى جيداً. هناك احتمال كبير أنها ستلتقي برفاقها مستغلةً الحشود هنا!

قوّست ايمي شفتيها وقالت بتذمر: هاري، إننا في حفلة الآن! لماذا لا ننسى هذه الأمور، ونستمتع بوقتنا فحسب؟ّ!

تنهد هاري بضيق، ثم قال بجدية: ايمي. أنتِ تعرفين جيداً ما تخطط له تلك الأفعى صحيح؟ إنها تستهدف حياة أخي الأحمق، والذي أعماه انجذابه نحوها عن النظر إلى نواياها الحقيقية!

فعلقت ايمي مصححةً كلامه: كارل يحبها، وليس منجذب نحوها فحسب.

رفع هاري حاجبه بمعنى (حقاً ايمي؟) فاحمرت وجنتاها، وحمحمت بخجل. ثم تمتمت قائلةً بتهكم: كنت أوضح الأمر فحسب.

تنهد هاري بنفاذ صبر، ثم قال بهدوء قدر الإمكان: اسمعي ايمي. سوف استمر في مراقبتها من بعيد في الوقت الحالي. عليكِ أيضاً أن تركزي على تصرفاتها جيداً، وتخبريني ما إذا لاحظتِ أي شيء غريب حولها، مفهوم؟

تنهدت ايمي باستسلام وقالت: حسناً، لقد فهمت...

•••••

أسندت ظهرها على الحائط الفاصل بين تلكما النافذتين الطويلتين على طول الحائط، في حين ظلت تحتسي شرابها ببرود..

بدت فاتنةً جداً بفستانها الضيق الفضي القصير الذي غطى فخذها بالكاد. وقد كان عاري الظهر، وبلا أكمام أيضاً. ليتماشى مع جسدها الرشيق الذي كان يصرخ جمالاً وأنوثة.

كان ذلك الشاب العشريني ببذلته الرسمية الرمادية، متكئاً بكتفه إلى جانبها على حافة النافذة، بينما ينظر نحوها بابتسامة خبيثة لم تخفى عليها أبداً.

قال أخيراً بعد أن سكت لبعض الوقت: إذن...فلازلتما حتى الآن لم تتخطيا ذلك بعد؟ متى تتوقفان عن هذا؟ لقد مضى خمسة عشر عاماً بالفعل!

أجابت تلك المرأة ببرود دون أن تكلف نفسها عناء النظر إليه: لن نتوقف حتى ننهي كل شيء..

ثم أخرجت من حقيبة يدها مغلفاً بنياً وقالت وهي تقدمه إليه: هنا ستجد كل شيء حول ما عليك فعله. إذا ما فشلت الخطة الحالية، فيجب أن تبدأ العمل على الفور. ليس لدي ثقة في أولئك الخنازير أبداً..

أخذ الشاب ذلك المغلف، ثم قال وهو ينظر أمامه إلى حيث يقف كارل في منتصف القاعة: إذن...فسوف يكون هو كبش الفداء حتى تنجح خطتهم؟ ألا تشعرين بالأسف عليه؟

ثم أردف مدعياً الشفقة: انظري لأخيه الصغير المسكين. إنه كل من تبقى من عائلته، ألا يؤلمك كونه سيبقى وحيداً بعد موت شقيقه الوحيد؟

ما إن قال هذا، حتى انفجرت تلك المرأة ضاحكةً بسخرية، لتقول وهي ما تزال تضحك: هل وصفت هاري تشادولي بالمسكين؟ أعتقد أنك أنت المسكين هنا!

ثم نظرت إلى حيث يقف هاري بجانب كارل، لتقول بنبرة مظلمة: ربما يبدو لك محض طفل صغير، لكنه في الحقيقة شيطان حقيقي. الشيطان الذي صنعته عائلة تشادولي..

ثم ابتسمت بغرابة. لتقترب منه، وتقول هامسةً قرب أذنه بخبث: هل أخبرك بسر صغير؟ ذلك الطفل الذي وصفته للتو بالمسكين، هو من خطط لقتل جميع أفراد عائلة تشادولي قبل عشر سنوات...
هاري تشادولي، هو أبعد بكثير من أن يكون مجرد طفل تشعر بالشفقة من أجله.
دعني أقدم لك نصيحة يا عزيزي. إذا ما اضطررنا للخوض في تلك الخطة، فإن أول ما يجب أن تخشاه هو ذلك الطفل الواقف هناك...هل هذا واضح؟

اتسعت عيناه بصدمة، ليهتف قائلاً بعدم استيعاب: ذلك الطفل هو من خطط لتقتلهم؟! لكن أليس...

قاطعته تلك المرأة لما قالت وهي تنظر إلى هاري بمكر: ذلك ما حدث...تقنياً على الأقل.

أخذ ذلك الشاب نفساً عميقاً قبل أن يقول بتفكير: إذا...ألا تظنين أنه سيكون من الأفضل التخلص منه أولا؟ ربما لا يكون كارلوس تشادولي صيداً ثميناً بعد كل شيء...

ما إن قال هذا، حتى نظرت إليه تلك المرأة بنظرات قاتلة، جمّدت الدم في شرايينه.

ثم قالت محذرةً ببطء، وهي تشدد على كل حرف تقوله: إياك أن تفكر حتى بالاقتراب منه...لقد وضعت عيني عليه أولاً. ذلك الفتى هو فريستي أنا فقط...أهذا واضح؟

أومأ ذلك الشاب بخوف دون أن يقول أي شيء.. لكنه سألها بعد برهة بارتباك: إذن...هل بدأت تلك الغبية بتنفيذ الخطة؟

نظرت إليه تلك المرأة ببرود وقالت: اهتم بدورك فحسب. سوف نتعامل نحن مع الحيوان الأليف الخاص بالزعيم، عندها سيكون تحقيق كل شيء أسهل بكثير.

قالت هذا لتسير مبتعدةً عنه. عندها خاطبها قائلاً بصوت مرتفع قليلاً: أوصلي له تحياتي...

توقفت تلك المرأة لبرهة، قبل أن تعاود السير مرة أخرى دون أن تنظر إليه من جديد، أو حتى ترد على ما قاله..

••••••

كانت واقفةً في وسط تلك الدائرة التي كوّنتها رفقة أولئك الخمسة الواقفين أمامها. وهم تحديداً، أربعة رجال وامرأة. في حين ظلت تضحك معهم بانسجام...

ضحكت تلك المرأة، لتقول وهي تنظر إليها بإعجاب شديد: لقد أبهرتني حقاً من المرة الأولى التي رأيتكِ فيها آنسة أليسون، والآن عندما تعرفت إليكِ عن قرب، أعتقد أنني صرت معجبةً بك أكثر!

ابتسمت لوسي على إطرائها وقالت بمجاملة: شكراً لكِ آنسة ويلسون...

فاقترب منها ذلك الشاب الثلاثيني بجسده الضخم، وعضلاته المفتولة التي كانت بارزة حتى من تحت بذلته الرسمية الزرقاء التي كان يرتديها. ليقول بعد أن أمال رأسه إلى جانب خدها: الآنسة أليسون هي من النساء القويات اللوات قلما ما نجدهن هذه الأيام. لقد صرتِ حديث المدرسة كلها من بعد ما فعلته لتلك المغرورة كريستين ميليغان وابنتها. إنني سعيد حقاً لكوني قادر على لقائكِ عن قرب...

تفاجأت لوسي من حديثه وقالت بدهشة: هل حقاً ما تقول؟ لم أتصور أنني سأصبح مشهورة بعد الذي حدث!

فعلق معلم آخر على كلامها بابتسامة مرحة، لم تكن تتناسب مع مظهره الجدي أبداً بنظاراته الطبية فوق عينيه الزرقاوين، وكذلك شعره البني الناعم: لقد تشمّت بها جميع المعلمين في المدرسة. العائلات الخمسة بصفة عامة، مشهورون جداً بغرورهم واحتقارهم لنا نحن المعلمون. لذلك فرؤية شخص يقتص لنا منهم، كان قد أسعدنا حقاً!

عندها قال معلم آخر بابتسامة شامتة، وقد بدا وسيماً بشعره البني، وعيناه الخضراوان الداكنتان: أجل...من كان يظن أنه سيأتي يوم تطرد فيه تلك المتعجرفة جانيت ميليغان من المدرسة بتلك الطريقة المروعة!

تساءل المعلم الرابع، وقد بدت الحيرة في عينيه الزرقاوين الداكنتين تحت نظاراته الطبية: لكن، لقد سمعت أنها هي من انتقلت بنفسها؟!

حرّك ذلك المعلم يده في الهواء نافياً، وقال بضيق: لقد أمر الرئيس تشادولي المدرسة بطردها، وعدم السماح لأي فرد من أسرة ميليغان بالتسجيل في المدرسة مجدداً. ثم لا تنس ما فعله لها هاري تشادولي..كان ذلك كفيلاً بجعلها تفهم أن عليها ألا تريَ وجهها في المدرسة مرةً أخرى أبداً!

استغربت لوسي من كلامه وسألته بحيرة: ما الذي تقصده بكلامك، سيد هارتون؟

زمّ هارتون شفتيه، وقال باستياء: ما هذا لوسي؟ ألم أقل لكِ أن تناديني تايلر فحسب؟

لكنه تنهد بإحباط لما لم ترد على كلامه، فسألها بحيرة: ذلك غريب..أنتِ تعيشين مع أسرة تشادولي ولم تسمعي بما حدث؟ أعني عندما تحول ذلك الفتى هاري تشادولي من نسخته الباردة، إلى نسخته الشيطانية التي لم يرها أحد من قبل...

ثم سرت رعشة في كامل جسده، وقال وهو يتذكر ما حدث برهبة: كان مخيفاً حقاً...تلك النظرات في عينيه، لم تكن نظرات طفل صغير أبداً...

ثم سكت قليلاً وتساءل بتفكير: هل يمكن أنه مصاب بنوع من انفصام الشخصية؟

لم تعلق لوسي على كلامه، رغم أن ما قاله ضايقها حقاً. هي تعرف عن هاري الكثير حتى تجزم أنه ليس فتى عادياً أبداً، لكن شيطان مخيف؟ ذلك كان جديداً عليها بالتأكيد!
.


.
.

كان يراقبها وهي تتحدث بأريحية ومرح مع أولئك المعلمين الذين بدت كما لو أنها تعرفهم منذ وقت طويل جداً...

لم تغب عن عينيه تصرفاتهم معها، قربهم منها، ومحاولاتهم للتقرب منها ولمسها دون حتى أن تلاحظ ذلك...

فضغط على أسنانه بغيظ شديد، وعيناه لم تحيدا عنها أبداً.

أراد حقاً أن يقوم بضربهم، وإبعادهم عنها آنذاك. لكن ما ضايقته أكثر، هو تصرفها معهم بكل حرية دون أن تبالي أبداً لمحاولاتهم الواضحة للتودد لها.
كيف لها أن تكون غير مبالية هكذا؟ كيف لها أن تغفل عن حركاتهم تلك، وتمازحهم بمرح هكذا كما لو كانوا أصدقاءها المقربين؟!

لكن الأسوء من هذا كله، أنه وبعد حديثها الطويل معهم، شاركتهم الرقص واحداً واحداً ما إن بدأت الفرقة بعزف الموسيقى الخاصة بالرقص. وقد كان هناك الكثير من الحضور الذين بدأوا الرقص بالفعل...

يعلم أنه لا يجدر به أن يشعر بهذه الطريقة...أو بالأحرى، لا يحق له أن يشعر هكذا، فهو لا يعني لها شيئاً بعد. لكنه لم يستطع سوى أن يشعر بالغيرة من قربهم المقيت هذا.

كان محاصراً بأفواج البشر الذين يحاولون التقرب منه، والتملق له قدر استطاعتهم علهم يكسبون منه شيئاً ما. ولهذا لم يستطع أن يذهب نحوها. رغم أنه أراد حقاً أن يسحبها من هناك ويأخذها بقربه، حيث لن يجرؤ أي رجل على وضع يده عليها أبداً...

وما إن ابتعد عنه ذلك الرجل الذي كان يتحدث معه، نظر إلى جدته الواقفة إلى جواره وأمال رأسه ناحيتها ليقول قرب أذنها بخفوت: أرجو أن تهتمي بالضيوف وحدكِ قليلاً..سأعود إليكِ بعد دقائق..

اومأت الجدة رأسها وقالت بابتسامة لطيفة: أجل..خذ وقتك يا عزيزي..

فسار بخطوات سريعة باتجاههم، متجاهلاً تلك المرأة التي وقفت إلى جانبه، وقد كانت تحاول قول شيء ما...

وقف إلى جانبهم فجأة بعد أن انتهوا من الرقص، وعادوا للوقوف معاً مجدداً. فقال بهدوء، وعلى وجهه ابتسامة مصطنعة: مرحباً بكم...آمل أنكم قد أحببتم هذه الحفلة المتواضعة..

بدت المعلمة ويسلون متوترة جداً من وقوفه المفاجئ أمامها. في حين نظر إليه البقية بحذر، دون أن يعرفوا ما عليهم قوله...

عندها قطع المعلم هارتون ذلك الجو المتوتر لما ابتسم وقال بإعجاب: بل إنها رائعة حقاً أيها الرئيس تشادولي.. شكراً لك حقاً على استضافة هذه الحفلة...

ابتسم كارل بهدوء دون أن يرد على كلامه. عندها قالت لوسي وهي تقدمهم له بابتسامة ودودة: كارل، دعني أقدمهم لك...إنهم معلمون من مدرسة هاري وايمي.
هذه هي المعلمة كيلسي ويلسون، وهذا المعلم لوسيل برايور، وهذا المعلم خوسيه تشيرنير، وهذا المعلم فينسينت لورانس، وهذا المعلم تايلر هارتون.

كانت تقدمهم له، بينما سلم عليهم واحداً واحداً. بدا هادئاً جداً، وقد لمحت لوسي في عينيه نظرة غريبة جعلتها تشعر بالحيرة كثيراً. لكنها لم تعلق على ذلك بالطبع.

أرادت أن تقول شيئاً ما، لكنه قاطعها لما قال مخاطباً المعلمين بابتسامة مصطنعة: هل تسمحون لي باستعارة لوسي لبعض الوقت؟

ثم لف يده حول خصرها ليقربها منه، ويخاطبها بهمس مسموع: لقد وعدتني برقصة الليلة...أتذكرين؟

احمرت وجنتاها خجلاً من تصرفه المفاجئ أمام الجميع. وقبل أن تكون قادرةً على الاعتراض، كان قد سحبها معه بعيداً عنهم باتجاه أرضية الرقص، حيث كان هناك بعض الأزواج من المعلمين والطلاب من مختلف الأعمار، ما يزالون يرقصون الفالس على أنغام تلك الموسيقي الكلاسيكية الهادئة...

ألقت نظرة أخيرة على ذلك الواقف بين أولئك المعلمين، فحرك يده دون أن يلاحظ ذلك أي أحد سواها، بإشارة فهمت معناها على الفور..

إذا ليس الآن...ما يزال عليها أن تتصرف بشكل طبيعي أمامه، فلم يحن وقت تنفيذ الخطة بعد!

#فرنسا_ قصر تشادولي الرئيسي_ الساعة 9:15 مساءاً


نفس اليوم

كانت تسير وسط تلك الحشود، بينما تنظر حولها باحثةً عن أي أثر لفِيا أو هاري.

لقد ذهبت للحمام قبل قليل، ورغم أنها أخبرت فِيا أن تنتظرها في نفس المكان الذي كانتا تقفان فيه، إلا أن فِيا ولسبب ما لم تكن هناك. مما جعلها مضطرة الآن للبحث عليها في هذه القاعة المزدحمة...

ولما كانت تسير وهي تلتفت يمنة ويسرى، اصطدمت بأحدهم. فرفعت ايمي بصرها نحو ذلك الشخص، لتقول باعتذار: أنا آسـ...لكنها توقفت على الفور ما إن رأت تلك المرأة الواقفة أمامها، لتهتف قائلةً بسعادة: آنسة ماكينيل!

ابتسمت الآنسة ماكينيل لما رأتها وقالت بنبرة ودودة: أوه ايمي! يسعدني جداً لقاؤك هنا.

ثم نظرت إلى فستانها الطفولي من الشيفون الودري، مع تطريزات على شكل زهور من الدانتيل بلون وردي أدكن قليلاً كانت متوزعةً مروراً من جهة الخصر، لتنساب بالتدريج إلى الأسفل. كان مشدوداً من الأعلى مع أكمام قصيرة. وحزام في جهة الخصر، ثم يزداد اتساعاً ليصبح منفوشاً من الأسفل..

فعلّقت على مظهرها بإعجاب: واو...تبدين جميلة جداً ايمي!

احمرت وجنتاها بخجل. لكنها نظرت إلى فستانها الأسود الطويل الضيق، الذي أبرز تفاصيل جسدها الممشوق.

كانت قد رفعت شعرها الأسود الطويل إلى الأعلى، بعد أن تركت بعض الخصلات المموجة تنساب بحرية بشكل جعله يبدو جميلاً جداً.

فابتسمت ايمي وقالت بخفوت: وأنتِ أيضاً....تبدين جميلة حقاً..

بعد أن تبادلتا حديثاً مختصراً، ظلت الآنسة ماكينيل تنظر إلى الأرضية من حولها كما لو كانت تبحث عن شيء ما. فسألتها ايمي بشيء من الفضول: هل تبحثين عن شيء ما؟

تنهدت الآنسة ماكينيل بإحباط، ثم قالت بنبرة قلقة: لقد أضعت قرطي في مكان ما...

فسألتها ايمي باهتمام: كيف هو شكله؟

أخرجت الآنسة ماكينيل الفردة الأخرى من القرط، ومدتها لايمي التي نظرت نحوه بتمعن ثم قالت بعد ذلك بابتسامة مطمئنة: سأساعدكِ في البحث عنه!

بادلتها الآنسة ماكينيل الابتسامة وقالت بامتنان: شكراً لكِ ايمي..

سكتت ايمي قليلاً قبل أن تسألها بتفكير: متى آخر مرة شعرتِ فيها أنه ما يزال في أذنك؟

فكرت الآنسة ماكينيل لثوانِ قبل أن تقول بيأس: لا أذكر حقاً.. لكنني خرجت قبل نصف ساعة لإجراء مكالمة في الحديقة. في ذلك الوقت عندما وضعت الهاتف على أذني، ضايقني القرط قليلاً.

فسألتها ايمي على الفور: هل بحثتِ في الحديقة؟

حركت الآنسة ماكينيل رأسها نافية.

عندها شدت ايمي ذراعها وقالت وهي تسحبها باتجاه الباب المؤدي للحديقة الخلفية للقصر: دعينا نذهب للبحث عليها هناك...

لما خرجتا من الباب وسارتا في الحديقة، توقف أمامهما حارسان كانا يرتديان ملابس رسمية سوداء.

قال أحدهما مخاطباً ايمي: آنستي..لقد أمرنا الرئيس تشادولي ألا نسمح لكِ بمغادرة القصر وحدكِ أبداً..

تنهدت ايمي بضيق، ثم قالت وهي تشد يد الآنسة ماكينيل: إنني برفقة معلمتي! كما أنني لن أغادر حدود القصر أبداً. سوف أبحث عن شيء ما في الحديقة، ثم أعود على الفور.

بدا الحارس متردداً كثيراً، لذلك قالت ايمي وهي تنظر إليه برجاء: هيا كيفين، أنا لن أتأخر. أعدك!

تنهد كيفين باستسلام، قبل أن يبتعد هو والحارس الآخر من طريقهما لتسيرا باتجاه الحديقة، حيث الغابة المحيطة بالبيت الزجاجي...

ظلت الآنسة ماكينيل تسير وتسير في قلب تلك الغابة، دون أن تقول أي شيء.

فرفعت ايمي بصرها نحوها وسألتها بتردد: ألم نصل بعد إلى المكان الذي أجريتِ فيه المكالمة؟

فقالت الآنسة ماكينيل بهدوء: كلا...ليس بعد. سنصل قريباً جداً.


سارتا لوقت طويل جداً، حتى بدأت ايمي تشعر بالارتياب الآن. وقد أشعرها ظلام الليل، ووحشة الغابة بالخوف حقاً.

نظرت إلى الآنسة ماكينيل بقلق وسألتها مجدداً بشك: هل أنتِ متأكدة أننا لم نصل بعد؟ أعني...لقد ظللنا نسير لأكثر من نصف ساعة حتى الآن. أنتِ لن تقطعي كل هذه المسافة من أجل مكالمة هاتفية فحسب، صحيح؟

توقفت الآنسة ماكينيل فجأة، بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة غريبة لم تفهم ايمي معناها..

لكنها قالت فجأة وهي تنظر إليها بسخرية: أنتِ حقاً مختلفة جداً عن الأطفال في مثل عمركِ ايمي.

ثم أردفت بهدوء مريب: ذلك صحيح...أنا لن أقطع كل هذه المسافة من أجل مكالمة هاتفية فحسب.

تراجعت ايمي خطوة للوراء وهي تنظر نحوها بحذر، بعد أن أدركت في أعماق نفسها أنها لا تنوي خيراً بالتأكيد.

لكن لماذا؟ لماذا أصبحت الآنسة ماكينيل اللطيفة، مخيفةً هكذا فجأة؟

لكن لا وقت لديها للتفكير الآن. عليها أن تهرب، هذا ما كانت مؤمنةً به وقتها!

وقبل أن تتمكن من الابتعاد أكثر، أخرجت الآنسة ماكينيل فجأة من حقيبة يدها مسدساً مزوداً بكاتم صوت، لتقول بنبرة تهديد: لا أنصحكِ أن تبتعدي من هنا أبداً. يجب أن ترافقيني الآن دون أن تصدري أي صوت.

شعرت ايمي بالذعر ما إن رأت المسدس في يدها، لكنها قالت بصوت راجف: أنتِ لن تقومي بقتلي...إذا ما كنتِ تحاولين اختطافي الآن، ذلك يعني أنكِ تريدنني حية!

ضحكت الآنسة ماكينيل بصوت عالٍ ما إن سمعت ما قالته، لتهتف قائلةً وهي تضحك: آه يا إلهي! في كل مرة أزداد يقيناً أنكِ لست طفلةً عاديةً أبداً ايمي!

لكنها هدأت فجأة، لتقول بهدوء مخيف: حسناً إذا...دعيني أخبركِ يا صغيرتي.
هناك قناصون مختبئون في هذه الغابة. وبأمر واحد مني، ستصبح المرة القادمة التي ترين فيها الأخوان تشادولي هي في التوابيت الخاصة بهما. هل هذا ما تريدينه؟

انتفضت ايمي ما إن سمعت كلامها وقالت هاتفةً بذعر، بعد أن تجمعت الدموع في عينيها: لا! لا تقومي بإيذاء كارل وهاري أرجوك!

فردّت الآنسة ماكينيل بهدوء: حسناً، الأمر يعتمد عليكِ. إذا ما أردتِ ألا أؤذيهما، فعليكِ فقط أن تأتي معي طواعيةً الآن دون أن تصدري أي صوت.

خفضت ايمي رأسها وقد كانت ترتجف من خوف، لكنها رفعت بصرها نحوها فجأة، لتسألها بصوت راجف وعيناها غارقتان في الدموع: لماذا؟ لماذا تفعلين هذا؟ من أنتِ وما الذي تريدينه مني؟!!

خفضت الآنسة ماكينيل رأسها، وقد ظهرت على وجهها تعابير غريبة، استطاعت ايمي أن تراها بسبب الاضوار الخفيفة المنبعثة من المصابيح المثبة أعلى السور القريب منهم..رغم ظلام الليل الحالك..

ساد الصمت بينهما للحظات، قبل أن ترى ايمي تلك الابتسامة الشيطانية الماكرة، وتلك الخصلات الذهبية الطويلة التي أخذت تتطاير مع نسمات الهواء الليلي البارد..

لتسمع أخيراً ذلك الصوت الأنثوي المألوف يقول ببطء: ها قد التقينا أخيراً كما أخبرتكِ من قبل...ايمي...

تراجعت ايمي خطوة للوراء بينما تنظر إليها بصدمة...تمتمت بين أنفاسها المضطربة، بصوت خرج منها بالكاد: شيرين؟!

يتبع..

*******

أتحداكم تفهمو ايش صار في الأخير😜

يااي لا أصدق أنني وصلت بالفعل للفصل الثلاثين من الرواية😍 أتمنى أنكم احببتم ما كتبته حتى الآن واستمتعتم به.

ما شعوركم الآن، وما هي توقعاتكم لسير الأحداث مع اقترابنا من نهاية الجزء الأول؟

بمناسبة الفصل الثلاثين، لن أطرح الاسئلة المعتادة في هذا الفصل.. بل سوف أوجه الاسئلة لكم يا قرائي الاعزاء.. وسيسعدني جدا أن اسمع منكم❤

_من اي بلد تتابعني/تتابعينني؟

_ماذا كان انطباعك الاول عن الرواية، وما هو انطباعك عنها الآن؟

_هل كانت الرواية كما توقعتها في البداية، أم انها مختلفة؟

_رأيك في الأحداث، ورأيك بالقصة بشكل عام؟

_ماهي توقعاتك للأحداث القادمة؟ وما هي الحقائق التي تظن/ تظنين أنك اكتشفتها حتى الآن؟

_ما هو السر الذي تظن/تظنين أنه وبكشفه، سيتضح كل شيء من أسرار هذه القصة؟

_أفضل شخصية بالنسبة لك حتى الآن؟

_أكثر شيء تتمناه/تتمنينه أن يحدث في الرواية؟

_سؤال تريد/تريدين أن تسأليه؟ (لو فيه حرق كثير ما رح اجاوب😂)

سانتظر إجاباتكم بفارغ الصبر..وأتمنى أن الفصل قد نال إعجابكم❤

سأتوقف عن الكتابة بسبب الامتحانات التي ستستمر لشهر كامل! سأشتاق إليكم كثيراً😢
دعواتكم أحبتي..وأتمنى لكم التوفيق جميعا..

أراكم على خير..دمتم في أمان الله وحفضه🌷

2018/12/28 · 942 مشاهدة · 6062 كلمة
NajwaSD
نادي الروايات - 2024