مع انتهاء محاضرة الأستاذ ألدريان، انصرف الطلاب نحو فصولهم القادمة ، تعلو وجوه الطلاب مظاهر التساؤل والاستغراب.لارا، الساحرة ذات سحر الجليد العتيق، تصبح محور انتباه الطلاب وموضوع مناقشاتهم.

يقوم أحد الطلاب بسؤال غايوس:"هل تعرف، غايوس، من أي عائلة تنتمي لارا ؟

غايوس، بنظرة باردة ومحتشمة، يقف وقتًا قصيرًا قبل أن يجيب، "لا أعلم، ولا أهتم. مصدرها ليس أمرًا يهمني."

انقضت مجموعة من الطالبات نحو لارا، وجوههن تتوهج بالبهجة، وابتساماتهن تتسارع في محاولة للتعبير عن الفرح الذي يعم قلوبهن.

"لارا! لارا! أخبرينا أين تسكنين ، من أي عائلة كبيرة أتيتِ؟" صاحت إحدى الطالبات بحماس، وراءها جماعة من الآخرين ينظرن بفضول للفتاة التي أثارت استفساراتهن.

فيما هي تواجه هذه الاندفاعات بابتسامة متواضعة، أجابت لارا بصوتها الندي وسط دهشة الطلاب: "أنا أعيش هنا في مستريال. عمتي تعتني بي ونعيش في منزل بسيط على أطراف المدينة . لقد فقدت والديَّ في وقت مبكر، لم أرهما أبدًا. توفيا عندما وُلدت، وكانت عمتي هي التي وقفت إلى جانبي ورعتني كأم."

تأملت لارا الطالبة التي راودتها الفضول، وابتسمت بلطف قائلة: "عمتي تدير متجر صغير للجرعات السحرية و مستلزماتها "

يتوجه الطلاب إلى محاضرتهم القادمة . يُستقبلهم الأستاذ إليوت نيفيرين، رجل في منتصف العمر يتسم بحكمة الخبرة وجاذبيته الساحرة. يتوسط شعره الأسود ملامح وجه هادئة، ويضفي لمسة من الرصانة لجاذبيته السحرية. يحمل الأستاذ نيفيرين لحية خفيفة، تتناغم مع زيه الذي يتألق بألوان ساحرة.

بينما يدخل الطلاب إلى الفصل، يستقبلهم الأستاذ بابتسامة دافئة، مرحباً بهم في محاضرته اليوم. "أهلاً وسهلاً، أيتها الأنامل الساحرة. أنا الأستاذ نيفيرين، وسأكون مرشدكم في عالم الجرعات السحرية.

في مكتب مدير المدرسة، كان المدير سيلفانوس نورثويند يقوم بتوقيع بعض الأوراق التي قدمتها نائبته سيرانا ستارليت. وفي تلك اللحظة، لفتت نظر سيرانا إلى جريدة الأخبار على المكتب.

سيرانا: "سيلفانوس، هل لاحظت هذا؟"

سيلفانوس: "ماذا؟"

سيرانا: "خبر قتل ثلاثة طلاب من أكاديميات ألفاكس . يبدو أنهم قتلوا على يد سفاحين."

سيلفانوس يلتقط الجريدة ويقرأ الخبر باندهاش.

سيلفانوس: "ما هذا الرعب؟ "

تكمل سيرانا الحديث بجو من القلق: "الأمور تتطور بشكل غير مسبوق، أستاذ سيلفانوس. لقد حدثت جرائم قتل كثيرة في الأسبوع الماضي، وما ه و معروف حتي الأن هو أن الجناة هم اثنان مستخدمان لعنصري النار والرياح."

يقوم المدير بتوقيع الأوراق بجدية ويقول: "علينا أن نكون حذرين، سيرانا. هذه الأوقات الغامضة تتطلب تأني ويقظة. لنتأكد من حماية الطلاب ."

في فصل الجرعات السحرية، يظهر الأستاذ نيفيرين بفخر وهو ينظر إلى لارا: "لارا، أنتِ حقاً تظهرين مهارات رائعة في تحضير الجرعات. هل تعلمت ذلك من قبل؟"

تبتسم لارا وترد: "نعم، عمتي هي من علمتني. إنها تدير متجرًا للجرعات السحرية."

تسأل اٍحدي الطالبات القريبين من لارا: "هل يمكنك مساعدتي في تحضير الجرعات، لارا؟"

تجيب لارا ببهجة: "بالتأكيد، سأكون سعيدة بذلك!"

تتبادل الطالبة المهتمة الابتسامات مع لارا وتقول: "أنا ليلى، سعيدة بمقابلتك"

يبتسم أحد الطلاب ويقول: "لا يمكنني أن أصدق أن هذه الفتاة تمتلك هذه المهارات , ليست فقط أنها تمتلك سحر الجليد العتيق بل وخبيرة في الجرعات أيضاً , ما رأيك يا غاليوس؟ "

يرد غايوس ببرود : " أصمت كيران , ليس لدي الوقت للمحادثات الفارغة , و فلتركز علي صناعة الجرعات ."

وبهدوء يعلن الأستاذ نيفيرن انتهاء حصة الجرعات، وينظر إلى الطلاب بابتسامة حانية. "أشكركم جميعًا على جهودكم الرائعة اليوم. لقد قدمتم أعمالًا رائعة في استخدام الجرعات السحرية. أتطلع إلى رؤية تقدمكم في المستقبل."

يبتسم للطلاب ويضيف، "الآن، يمكنكم الانتقال إلى المحاضرات المقبلة. استمتعوا ببقية يومكم، ولا تترددوا في العودة إذا كنتم بحاجة إلى أي مساعدة. فرصة سعيدة في باقي دروسكم !"

يغادر الطلاب الفصل ليتوجهوا الي باقي محاضراتهم .

يحل الليل معلن نهاية اليوم , مع هدوء الليل وسط أبراج الأكاديمية السحرية، بدأ المدرسون بتوجيه الطلاب إلى مساكنهم. الأماكن السحرية التي ستكون لهم مأوىًا خلال فترة دراستهم الطويلة في هذا العالم الرائع.

تأتي ليلي بابتسامة ودية إلى لارا وتقول: "ما رأيكِ أن تأتي معي إلى غرفة السكن؟"

تبتسم لارا بسعادة وترد: "بالطبع! سأكون ممتنة للانضمام إليك. شكرًا على الدعوة."

بينما تسير ليلي وألارا في أروقة المسكن، تعبّر ليلي عن فرحتها للارا بالانضمام إلى غرفتها. تضيء الفوانيس السحرية الممتدة على الجدران، وتتلألأ السلالم بضوء ساحر. يبدو كل شيء مشرقًا ودافئًا.

عند وصولهم إلى الغرفة، تفتح ليلي الباب بابتسامة واسعة، فيستقبلهم زميلتين جديدتين في الغرفة.

"لونا وميرانا، رحبوا بلارا" تقول ليلي بحماس، وتقدمها للفتاتين اللتين تجلسان على أسرتيهما.

ترحب لونا وميرانا بألارا ببهجة ودفء، وتعبر ليلي عن سعادتها بوجود ألارا. تقول ليلي ببساطة وبابتسامة: "سيكون هذا السكن الخاص بنا الأربعة، و سنقضي أوقاتًا رائعة معًا هنا."

في أحد الكهوف في أركانوم، يجلس اثنان في بداخله. الصمت يسيطر في الكهف، ولكن الهمس المظلم يتداول بينهم.

يلفظ أحدهم كلماته بحذر، "إذا، من سيكون هدفنا التالي؟" يجيب الشخص الثاني بنبرة محنكة، "نحن بحاجة هذه المرة إلى هدف يخلق ضجة هائلة، ضجة لا يمكن السكوت عنها."

يواصل الشخص الثاني حديثه "مدينة ميستريال... مكان ذو شهرة عالية ، ولكنها بعيدة ، ولكن هذا لا يهم لأنها ستكون مكان مناسب لنثير الفوضى في أركانها."

يرتسم وجهه بابتسامة ، ويضيف "سنعمل على إثارة الرعب والهلع، وستكون ميستريال شعلة البداية"

الشخص الأول يعبس حاجبيه بدهشة ويسأل، "لكن هل لدينا خطة محددة؟"

الشخص الثاني ينظر إليه بابتسامة شريرة ويقول، "الخطة ستكون دقيقة، لا تقلق.

انتهي الفصل

2024/02/19 · 38 مشاهدة · 809 كلمة
كيدو
نادي الروايات - 2025