بعد انتهاء حصة تدريبات السحر، توجهت لارا نحو أصدقائها لتخبرهم : " سأذهب إلى مقر فرقة النجم الحارس! ، أراقم لاحقا"
بعد وداع لارا لأصدقائها، وفي طريقها إلى مقر فرقة النجم الحارس، اعترضها كيران، الشاب الذي يشع بالفضول والاهتمام، وقد تجمع حوله جوًا من الغموض والتساؤلات.
"مرحبًا، لارا!" صاح كيران بابتسامة ودية، وهو يتقدم بخطواته نحوها، "أخبريني، كيف هي فرقة النجم الحارس؟ مما تتألف، وكم عددهم؟"
لارا أبتسمت ببساطة : . "حسنًا، أولاً، فرقة النجم الحارس هي مجموعة من المبتدئين الموهوبين. يتألفون من عشرة أعضاء، كلٌ منهم يتمتع بقدرات سحرية فريدة."
كيران أبدى اهتمامًا متزايدًا، وجهه متأملاً في لارا وهو يستمع باهتمام لكل كلمة تخرج من فمها. "ومن يرأسهم؟" سأل بفضول.
ترد لارا : " انها نائبة المدير سيرانا "
بعد أن أجابت لارا على أسئلة كيران بابتسامة، أبدى كيران إعجابه وقال بحماس: "واو، يبدو أن فرقة النجم الحارس مكانًا رائعًا حقًا! أظن أنهم يمتلكون مهارات مذهلة. أتمنى لو كنتُ جزءًا من الفريق، لكن ربما يمكنني الانضمام لفريق النجم الحارس في المستقبل!"
لارا ابتسمت بحماس وقالت: "يبدو أنك متحمسًا للغاية! من المؤكد أنك ستكون إضافة قيمة لفريق النجم الحارس. ربما يمكنك الإنضمام لنا في يوم من الأيام!"
عندما وصلت لارا إلى مركز فريق النجم الحارس، وجدت بعض أعضاء الفريق موجودين ، رأت تارين ستونهيل وهو يجلس على طاولة صغيرة يتناول وجبته بنهم، محاطًا بعبوات الطعام ويبدو أنه يستمتع بكل لقمة. في الزاوية الأخرى من الغرفة، كانت مايا كولدين مستلقية على كرسي مريح، ومستمتعة بالقراءة، بينما كان نيلو أساد يقفز ويتدرب بقوة على لياقته البدنية . أما لياندر فلامينغو، فكان مستلقيًا على الأريكة بجانب النافذة، مغمض العينين وبدا أنه نائم بسكون .
لارا اقتربت من مايا كولدين التي كانت تستمتع بالقراءة، وسألتها بحيرة: "أين باقي الأعضاء؟"
ألقت مايا نظرة سريعة من كتابها قبل أن تجيب برقة: "الخمسة الباقين ذهبوا في مهمة مع أحد مشرفي المدرسة."
ردَّت لارا بتعجب: "مهمة؟ ما هي؟"
أجابت مايا بابتسامة: "لم يخبروني بالتفاصيل ."
بدت لارا متحمسة بفضولها: "أتمنى لو كنت هناك لأشاركهم."
أجابت مايا بتفاؤل: "ربما يكون هناك فرصة للانضمام في المرة القادمة، يمكنك أن تسأل نائبة المديرة عن ذلك."
بينما كانت لارا تتبادل الحديث مع مايا، سألت مايا بفضول: "بالمناسبة، لارا، من أي فصل أنت؟"
أجابت لارا وهي تحدق فيها ببعض الدهشة: "أنا من الفصل الخامس."
ردَّت مايا بابتسامة وعينيها تنبض بالفضول: "أنا من الفصل الثالث، كنت أظن أني رأيتك في المرة السابقة."
تجاوبت لارا بابتسامة: "قد يكون ذلك صحيحًا. كيف يمكنني نسيان وجه مثلك؟"
ثم رفعت مايا حاجبيها بفضول وقالت: "من أي عائلة أتيت؟"
عندما سألت مايا عن عائلتها، ردت لارا بابتسامة حزينة: "أنا من عائلة عادية تدعى أغويا. ولايوجد أحد في هذه العائلة سوي عمتي أنيا هي كل عائلتي، لم أقابل والدي أو والدتي أبدًا"
مايا عبرت عن التعاطف قائلة: "أنا آسفة لارا ."
ردت لارا بروح مرحة: "لا داعي للأسف، أنا بخير. عمتي جوليا تعتني بي بشكل جيد جدًا."
بينما كانت لارا تستمع إلى كلمات مايا بانتباه، حدث شيء غير متوقع، ففجأة دخل صقر يحمل على رأسه جوهرة إلى المكان من خلال النافذة المفتوحة التي ينام بتجانبها لياندر ، لفتت انتباه الجميع المتواجدين في الفرفة، مما جعلهم يتوقفون عن ما كانوا يفعلونه.
لارا نظرت بدهشة إلى الصقر ، ثم سألت بحيرة: "ما هذا؟"
بينما لارا كانت متفاجئة من المشهد الغريب، أجابت مايا على سؤالها باندهاش، قائلةً: " هذا الصقر يبدو أنه يحمل رسالة من الأنسه سيرانا ! "
لارا شعرت بالدهشة والتوتر في الوقت نفسه، فقد كانت هذه أول مرة تتعامل فيها مع رسالة قادمة من صقر. "ما الذي يجب علينا فعله؟" سألت بتوتر.
تنهض مايا و تتوجة ناحية الصقر ، تستخرج بحرفية الجوهرة من رأسه. وكأنها قامت بإجراء هذا مرارًا وتكرارًا، تفتح الجوهرة وتظهر صورة ثلاثية الأبعاد لسيرانا نائبة المدير .
لارا تنظر بإعجاب ودهشة إلى الصورة التي ظهرت، متسائلة عن الرسالة التي قد تكون في انتظارها وللفريق. "ماذا تعتقد، مايا؟" تسأل لارا بفضول.
مايا تحدق بانتباه في الصورة، ثم تلتفت إلى لارا بابتسامة ثقة، وتقول: "علينا أن ننتظر ونسمع ما تريد سيرانا أن تخبرنا به ! "
الصورة الثلاثية الأبعاد لسيرانا تستحوذ على انتباه الجميع، وتنطلق كلماتها بسلطة .
"الى جميع باقي أعضاء فرقة النجم الحارس،" تبدأ سيرانا بصوت ملؤه الحزم والقوة، "لديكم مهمة ملحة. عليكم أن تتوجهوا إلى القرى التي تقع في شمال مدينة ميستريال."
تبدأ الصورة بالتحول لتظهر خريطة تفصيلية للمنطقة المحيطة بالقرى المفقودة، تبدو القرى كنقاط صغيرة على الخريطة، محاطة بالغابات والتلال الخضراء.
"لقد وردتنا تقارير عن اختفاء سكان هذه القرى بشكل غامض،" تواصل سيرانا بصوتها القوي، "مهمتكم هي استكشاف هذه القرى والأماكن المجاورة، ومعرفة ما الذي حدث بالضبط."
"مهمة في القرى شمال مدينة ميستريال؟" تتساءل لارا بدهشة، وجهها مليء بالاستغراب والحماس في الوقت نفسه. " يبدو أن هناك أمور غامضة تحدث هناك."
نيلو يرفع حاجبه بتعبير من الاستغراب والانزعاج ويتأمل في سيرانا بعيون مليئة بالانزعاج. "لماذا علينا نحن الطلاب أن نتدخل في أمور تخص جنود المدينة؟" يقول بصوت مليء بالتساؤل والارتباك.
لياندر يبتسم بثقة ويقدم تفسيرًا واضحًا لنيلو : "ببساطة، يا صديقي، لأنَّ المدن الرئيسية والأماكن الحيوية هي التي يتواجد فيها معظم الجنود. ولا يوجد الكثير من الجنود المنتشرين حول القرى إلا عند نقل الموارد."
من خلال طبيعتها الودودة والمفعمة بالحماس، تتدخل مايا لتلطف الجو وتدعو الفريق إلى التحرك.
"حسنًا شباب،" تقول مايا بابتسامة واثقة، وهي تلمح إلى توجههم المشترك نحو الهدف المحدد. "دعونا نبدأ الحركة!"
بمجرد وصول الفريق إلى القرية، ساروا في الشوارع الفارغة المهجورة. كانت الهدوء يسود كل شبر من القرية، حتى أن صوت أقدامهم كان يبدو مختلفًا وكأنه يُكشف عن الصمت العميق الذي يحيط بهم. لم يكن هناك أي علامة على الحياة، لا حتى صوت زقزقة الطيور أو همس الرياح. الشوارع العادة ما تكون مليئة بالحياة والحركة، الآن كانت خالية تمامًا.
بينما كان تارين ينظر حوله في حيرة، لمح نيلو بجانبه، فسأله تارين: "أين ذهب الجميع؟ لا أرى أحدًا هنا، حتى الحيوانات لم نلحظها!"، فكرر نيلو نفس الملاحظة، قائلاً: "أنت محق! لا يوجد أي أثر للدمار أو أي علامات على اعتداء، بل كل شيء يبدو سليمًا وكأن شيئًا لم يحدث!".
يقول لياندر: "كل شيء يبدو سليمًا في هذه القرية. لا أرى أي علامات على خطر أو دمار. فلنذهب إلى القرية الأخرى. حسب ما قالت سيرانا، فإن جميع القرى في شمال مدينة ميستريال في نفس حال هذه القرية."
استمر الفريق في رحلتهم في البحث، ينتقلون من قريةٍ إلى أخرى، تاركين وراءهم أسئلةً بلا إجابات. مع كل خطوة، يزداد شعورهم بالحيرة والرهبة.
يتحدث تارين الفريق: "كم من الوقت سنستمر في البحث دون جدوى؟"
"لقد مللت!" صرخ نيلو، ورمى نفسه على أحد المقاعد. "ياله من مهمةٍ مزعجةٍ تم توكيلها لنا! لا شيء سوى التجول من قريةٍ لأخرى دون جدوى."
رفعت مايا حاجبيها، وعبست تعبيرًا عن عدم الرضا. "ألا يمكنكم أن تتحلوا ببعض الصبر؟" ردّت مايا. "لم نجد أي دليلٍ حتى الآن، لكن هذا لا يعني أننا لن نجد."
"كم من الوقت سنستمر في البحث دون جدوى؟" سأل نيلو بنبرةٍ مُحبطة. "أشعر وكأننا نطارد خيالًا."
فجأة، هزّ انفجارٌ هائلٌ أرجاءَ المنطقةِ، مخلفًا وراءَهُ سحابةً من الدخانِ والغبارِ.
قفزتْ مايا منْ مكانِها، وصرختْ بِرعبٍ: "ما الذي يحدث؟!"
تجمّدَ نيلو في مكانهِ، وارتسمَتْ على وجهِهِ علاماتُ القلقِ. "لا أعرف،" قالَ نيلو بصوتٍ قلق. "لكنّ الانفجارَ حدثَ في القريةِ التي يتواجدُ فيها لياندرُ و لارا."
انتهي الفصل