في عالمٍ تتداخل فيه الألوان مع الظلال، ويتراقص الجمال مع الغموض، قصة لم تكن لوحة رسمها فنان، بل جريمة غامضة رسمتها الأقدار. كانت الفرشاة أداة للإبداع... حتى أصبحت أداة للخطيئة.

في عام 1990

بعد إختفاء عدد كبير من الضحايا البشرية ومن ضمنهم الفنان الشهير ألبرتو بورّي بشكل غريب ومبهم في مدينة الجمال والأزياء ميلانو في إيطاليا ،تسعى السلطات الإيطالية للقبض على المجرم،حيث أوضحت شرطة المدينة بأنهم لم يعثروا على جثث الضحايا بعد!!لكنهم سيسعون دائما من أجل حماية الوطن ومواطنيه،هذا كل شيئ بشأن النشرة الإخبارية لليوم مشاهدينا الأعزاء نتمنى بأن تحظوا دوما بالأمن والأمان.أغلقت أدريانا التلفاز بكل هدوء، لكن قلبها كان يضطرب في أعماقها. كانت تعلم أن شيئًا غريبًا يحدث في المدينة، وربما كان له علاقة بما يحدث في حياتها الخاصة. لكنها لم تكن قادرة على تجاهل الإحساس المتسارع في صدرها. هل كان هذا الشعور مجرد قلق عادي؟ أم أن الأحداث التي تحدث في ميلانو ستجلب معها تغييرات غير متوقعة في حياتها؟"،أدريانا فتاة في الثانية والعشرين من عمرها، تتمتع بجمال هادئ وملامح دقيقة، بشرتها الحنطية وعيناها البنيتان العميقتان تمنحانها سحرًا خاصًا. شعرها البني الطويل ينساب بسلاسة على كتفيها، وملامح وجهها تعكس روحًا معقدة، تجمع بين البراءة والغموض.

شخصيتها هادئة وذات طابع مستقل، تعمل في أحد أشهر المعارض الفنية في ميلانو، حيث تجد في الفن شغفها الحقيقي. هي ليست منفتحة بشكل كامل، ولكنها تظهر صدقًا كبيرًا مع الأشخاص القريبين منها مثل ليوناردو. رغم هدوئها، تحمل في داخلها طاقة فنية كبيرة، وحسًا دقيقًا بالجمال.

ذهبت للنوم ؛فقد كنت منهكة من عمل اليوم ،لقد اشتقت لسريري،كنت كباندا صغير يحتضن وسادته بعد وقت قد مضى وهو في المدرسة ،استيقظت على إتصال مزعج في الصباح الباكر ،من الذي يتصل بي في هذا الوقت ،أمسكت بالهاتف، ناظرة بإحباط إلى الشاشة، وقلت 'من يزعجني في هذا الوقت المبكر؟'" ،من أنت هاه أخبرني؟،بدأ ليوناردو بالضحك ،وقال: ماذا حل بكِ حتى تكوني غاضبة مني؟

قالت بإحراج شديد :ومن يتصل في هذا الوقت ؟

أخبرني ماذا تريد يا ليو ؟

لقد أكملتها .

ماهي التي أكملتها ؟

اللوحة ،ألم أقل لك بأنني سأرسم أحد أجمل المناطق في ميلانو؟

اوه ،صحيح لقد نسيت ذلك سآتي حالا

قال ليو :أنا متحمس هيا أسرعي ،انا بإنتظارك.

ليوناردو صديق الطفولة ،كان بمثابة أخي الكبير ،يبلغ من العمر خمسة وعشرون عاما،مولع بالرسم منذ الصغر، هذا أقل ما يقال بشأن ذلك.

لطالما كان ليوناردو في حياة أدريانا، كالأخ الذي لم تلده، منذ أيام الطفولة حين كانا يلعبان في شوارع ميلانو الضيقة. وعلى الرغم من مرور السنوات، بقيت تلك العلاقة متجددة."

كان ليوناردو يشبه البركان الهادئ؛ في ملامحه شيء من الغموض، لكن كلما تحدث كان حديثه يحمل بركانًا من الأفكار."

رتبت الغرفة بحماس كبير ،ومن ثم استحممت ،وأرتديت ملابسي وتناولت الفطور، خرجت من المنزل ،أنطلقت إلى وجهتي المعتادة لكي أقابل ليوناردو،أوستريا فرانسيسكانا،من أشهر المطاعم في ميلانو.

دخلت المطعم ، كان ليوناردو صاحب وجه حاد الملامح، لكن ابتسامته كانت تهدئ من حدتها. شعره الأسود الداكن ينساب بعناية على جبينه، بينما عيناه السوداوان تحملان قصة عميقة لم يبح بها أبدًا."

ارتسمت ابتسامة ساحرة على وجهه عندما رآني ،واتجه نحوي قائلا : أهلا بك كنت بإنتظارك.

جلسنا على طاولة تطل على أشجار الدفلى الساحرة.

وضع ليو اللوحة على الطاولة وقال لي بحماس ما رأيك؟،أشبعت نظري بها ،وقلت : ان جمالها أخاذ يالك من ماهر حقا ،أود أن أعرضها في المعرض الفني الذي أعمل فيه ،ما رأيك بذلك؟

فكر لوهلة ثم ابستم ابتسامة مريبة وغامضة إلى حد ما ،تثير الشكوك وثم قال حسنا لا بأس بذلك.

بدى جديا جدا اذ بدت ملامح القلق على وجهه،وكأنه لم يتوقع أن أقول ذلك،فقلت له :ليو إذا لم ترد ذلك فلا بأس ،ابتسم لها ثم قال :أفكر بأن أرسم لوحة أجمل من تلك وأجعلك تعرضيها في ذاك المعرض ،حسنا؟ اتفقنا ،ساد الهدوء بعد ذلك ،اذ لايوجد سوى صوت الريح بالخارج لشدة الهدوء ومن ثم قُطع ذلك الهدوء ،بمجيئ النادل الذي يرتدي ملابس أنيقة باللون الأبيض والأسود بقوله :ماذا تريدان أن تتناولان سيدتي وسيدي،قال ذلك بابتسامة طفيفة مرسومة على وجهه،نريد اثنان بيتزا باباروني إحداها بدون فطر لو سمحت، حسنا سيجهز طلبكم خلال 8دقائق ، نظر ليو إلي ثم قال تعلمين بأنني أعاني من حساسية تجاه الفطر صحيح؟

نعم ،وكيف لا أعرف ونحن نشأنا معا؟

مرت 8دقائق ونحن نتكلم بمواضيع شتى ،ريثما يأتي النادل ليقدم طلبنا

وصل الطعام ،انشغلنا به، وكأن الوقت توقف مع كل قضمة، ثم أحمر وجه ليو فجأة ،مابك يا ليو ؟

نظرت إليه نظرة تملؤها الخوف والتوتر

أأنت بخير؟

بدأ بالسعال بقوة،حتى أصبح يسعل دمًا!!

....

2025/01/14 · 43 مشاهدة · 702 كلمة
Gena khresat
نادي الروايات - 2025