بدأت أناجي الناس الذين يتواجدون بالمطعم ،أرجوكم فليساعدنا أحد ،اتصلوا بالاسعاف!!
فقد ليوناردو الوعي وانا ابكي عليه بحرقة وهو بين يدي،والدموع تفيض من عيناي كالشلال ،وصلت سيارة الإسعاف ،وبقيت معه حتى وصلنا المستشفى، أدخله المسعفون إلى العناية المركزة؛حتى يتلقى العلاج اللازم، بعد ساعة ونصف ،أخبرني الطبيب بأن ليو بحالة جيدة في الوقت الراهن، لكنه أدلى بملاحظته بوجود بقع حمراء بارزة وغريبة في حلقه ،هل يعاني المريض من أي حساسية تجاه شيئ ما ؟
فكرت للحظة ،ثم نظرت بعيني الطبيب وقلت له:إنه يمتلك حساسية تجاه الفطر ،لقد كنا في مطعم بيتزا وعلى مايبدو.. على مايبدو ماذا؟ أكملي ،على مايبدو بأنه قد تناول بعضا منه، بكيت بحرقة ،لكن الطبيب طمأنني بأنه بحالة جيدة وليس هنالك ما يدعو للقلق ،أيمكنني الدخول لرؤيته الآن؟ نعم بالطبع .
فتحت الباب بحذر شديد حتى لا أصدر أي صوت،وجدته مستيقظا ،نظر إلي بعينيه السوداواتان الغامضتان ،ابتسم لي ابتسامة خفيفة ،ثم قال:أهلا بك
جلست لأتحدث معه ،نظر إلي قائلا:من سيفعل بي شيئا كهذا ؟
كنت على وشك الموت!!
قمت بتهدئته قائلة:أهدأ، هدأ من روعك ،سنكتشف من الفاعل عاجلا ام آجلا .
وعلى مايبدو يا ليو بأن ذلك حصل من غير قصد صدقني.
قال متسائلا :متى سأخرج من هنا ؟
ستخرج بعد يومين .أوه إنها مدة طويلة .
نعم انها كذلك ،لكن كل ذلك من أجل صحتك في الوقت الراهن .
كان ليوناردو شارد الذهن عندما قلت له ذلك،ليو؟
...
لم يجيب
ليوو
نعم!!
مابك ؟
لا يوجد شيئ فقط أفكر بالذي حدث .
ابستمت له قائلة :لا تقلق صديقتك الصدوقة هنا
نظر إلي وهو يكاد يضحك وقال:أوه لقد شفيت تماما لأن صديقتي معي
أخيرا استطعت تحسين مزاجه قليلا
بعد يومين..
ليو، صباح الخير
صباح الخير أدريانا
هيا لقد وظبت أغراضك الشخصية ،حان موعد خروجك .
حسنا
خرجنا من المستشفى، لكن ليو كان متعب جدا ،لذا اهتممت به في الآونة الأخيرة.
ثم عاد كل منا إلى ممارسة نشاطاتنا الاعتيادية .
ازداد الوضع سوءا في ميلانو ،لكنني أأمل بأن تعود الأوضاع إلى أدراجها بأقرب وقت.
في أحد الأيام ..
سمعت صوت طرق الباب
فتحت الباب فإذا بي أجد رجلا بائن الطول،عظيم الهيئة ،يرتدي ملابس رسمية أنيقة ،ملامحه هادئه نوعا ما ،شعره البني ينساب على جبينه بسلاسة ،نظر إلي ثم قال:مرحبا لا بد أنك أدريانا؟
نعم صحيح من أنت؟
أنا المحقق توركواتو دى تيلا من قسم المباحث الجنائية أود أن أتحدث معك حول قضية ميلانو الحالية ،هل تسمحي لي بالدخول .
شعرت بالغرابة لوهلة ،لكنني قلت :بالطبع تفضل بالدخول.
قدمتُ له كوبا من الشاي حتى يستطيع التحدث.
تفضل بالتحدث سيدي ،أنا أصغي إليك .
أنتِ تعرفين ليوناردو بنتيفوليو ؟
ذُهلت لما قاله المحقق ،كيف له أن يعرف ذلك؟ قلت ذلك بنفسي
نعم إنه صديق طفولتي لماذا؟
أنا أحتاج مساعدتك .
بماذا؟
إن السلطات الإيطالية تشك بأن له علاقة بالقضية ،لكننا لسنا متأكدين في الوقت الراهن.
بما أنك مقربة منه ،مارأيك بالمساعدة للتحقق ما إن كانت الشكوك حوله صحيحه أم لا؟
مم لا أعلم ،بدأ لي مفاجئً ما قلته لي
ابتسم لي قائلا :لن أضغط عليك ،فكري بالأمر ،نحن نحاول إنقاذ الأرواح البريئة التي ليست لها أي ذنب في ذلك
حسنا سأخبرك بعد أن أفكر حضرة المحقق ،قام من مكانه وارتدى قبعته الكلاسيكية تلك ،ثم قال :وداعا آنسة أدريانا
وداعا أيها المحقق.
في اليوم التالي صباحا..
أستيقظت مبكرا حتى أتصل بليوناردو.
...
صباح الخير ليو
صباح الخير أدريانا
لماذا تزعجيني في ذلك الصباح الباكر؟
أريد أن أزورك في منزلك ،ما رأيك ؟هل يروق لك ذلك؟
صمت قليلا ثم قال ب بالطبع أهلا بك بأي وقت .
متى ستأتين؟
الساعة السابعة مساءً ،يناسبك ذلك صحيح؟
نعم أكيد ،وكيف لا يا أدريانا؟
ضحكت ثم قلت وداعا ، أراك لاحقا .
وداعا
من ناحية ليوناردو ..
أليس ،تعالي بسرعة
نعم سيد ليوناردو
جهزي الضيافة ،سيأتيني ضيف مهم اليوم
حسنا سيدي ،بالطبع.