بعد الإنتهاء من التنظيف ،بدأ بإرتداء ملابسه الأنيقة المعتادة وكأنه أمير ينتظر أميرته حتى تأتي ،ليبتسم ابتسامته الساحرة تلك كأن شيئا لم يكن !!
انا حائر هل أرتدي ساعة رولكس أم أوميغا أم باتيك فيليب؟
غرق في التفكير حائرا ،ثم أبتسم ابتسامة مشبعة بالخبث والدهاء ،تخلو من أي صدق أو رحمة.
وأخير قرر الأختيار ،حسنا سأرتدي ساعة باتيك فيليب، يروق لأدريانا الذوق الكلاسيكي
سمع ليوناردو صوت قرع الجرس ،ذهبت الخادمة أليس لإستقبالها ،أهلا بك آنسة آدريانا لم نرك منذ مدة ،نعم إنها إنشغالات الحياة ليس باليد حيلة ،نعم أوافقك الرأي ،تفضلي بالدخول .
بالعودة لأدريانا ...
جلست في غرفة المعيشة ،قدمت لي الخادمة كوبا من القهوة الساخنة ،كنت أشم رائحتها تلك التى تذكرني بحبوب قهوة ميلانو في مقهى Caffè Torino الذي كنت أمر من أمامه بينما أكون عائدة من المدرسة،يا لها من رائحة أرجعتني إلى حنين الماضي، لكن قُطع شوقي وحنيني لتلك الأيام لتذكري بما تفوه به ذلك المحقق ،فقلت لما لا إنني أثق به وهو بثق بي ،فقط لإزالة الشكوك حوله ،فقط..،جاء ليو مبتسما ابتسامته الماكرة ،قائلا :أهلا أدريانا ،كيف حالك؟
بخير ،وأنت؟
بخير برؤيتك
ابتسمت له وقلت:ما رأيك أن تعرض لي أحد التحف الفنية لديك؟
لان المعرض الفني الذي أعمل به ،يفتقر إلى التحف الفنية في الوقت الحالي ،فخطرتَ ببالي.
بدا ليوناردو مستغربا لكنه قال:حسنا لك ذلك
بدأنا بالمشي لمدة تقارب الدقيقة،حتى وصلنا لرواق طويل ،يمتاز بإنارة عالية الجودة ،دخلنا أحد الغرف التي تتواجد في ذلك الرواق ،أنار ليو الغرفة ،يتواجد بالغرفة العديد من التماثيل البشرية الرائعة ،فقلت له :يا لك من فنان حقيقي أنا منبهرة بصراحة ،أحسنت صنعا ،إن جمالها ساحر ،فجمال التحف الفنية في ذلك المعرض لا يضاهي جمالها الأخاذ،ابتسم لي ثم قال :أعلم ذلك .
عدنا إلى غرفة المعيشة ،كنا نتحدث مع بعضنا بين كل رشفة من تلك القهوة اللذيذة وكأنها حضن دافئ تلجئ إليه عند حاجتك،ثم قلت له:ليو ما رأيك بأن أعرض أحد تحفك الفنية في ذلك المعرض؟بالطبع ولما لا ؟لكن قبل ذلك يجب أن أضفي عليه لمستي الساحرة الخاصة .
ضحكت له وقلت :حسنا لا يبدو ذلك سيئا .
بقينا نتحدث وكأن الزمن توقف في تلك اللحظة ،حتى أننا لم ننتبه للوقت ،ليو إنها الساعة الحادية عشر ،لابد لي من أن أغادر فقد تأخر الوقت ،دعني أوصلك ،حسنا لا بأس بذلك .
أمسكت هاتفي بسرعة ومن ثم راسلت ذلك المحقق ،دون أن يشعر ليو بأي شيئ،وقلت له :إنه يريد أن يصطحبني للمنزل ،لايتواجد أحد هناك سوى الخدم ،غ
عليك بالدخول هناك قبل أن يعود ،قرأ المحقق رسالتي وكأنه كان منتظرا تلك اللحظة حتى يبدأ بالتحرك .
من جهة المحقق توركواتو ..
أرتديت ملابسي ،حتى أبدأ بالتحرك ،أرسلت لي أدريانا الموقع ،ذهبت لسيارتي مسرعا ،كانت نبضات قلبي تتسارع بشدة وكأن شيئ ما سيحصل ،كنت مضطربا نوعا ما لكنني تجاهلت ذلك الإحساس الذي بداخلي ،فيجب على عقلي أن يحكمني لا عواطفي أن تسبقني كمحقق ،وصلت إلى منزله ،ركنت سيارتي بعيدا عن المنزل حتى أزيل الشكوك ،كنت حائرا كيف سأدخل ذلك المنزل ،خطرت ببالي فكرة ،وقفت أمام الباب قرعت الجرس ،فإذا بالخادمة تفتح لي الباب ،مرحبا لا بد من أنك أليس صحيح؟
نعم سيدي تفضل ماذا تريد؟
أنا صديق قديم لليوناردو ،طلب مني بالدخول لجلب غرض ما ،بدى للخادمة ذلك مقنعا فقالت :تفضل سيدي بالدخول .
يقول المحقق في نفسه :شكرا لك أدريانا لقد أعلمتني بالمعلومات الهامة لدخولي .
بدت أدريانا تراسلني وقالت لي :أصعد للطابق الثاني ،صعدت بشكل طبيعي دون إثارة الشكوك حولي ،ومن ثم قالت ستجد بابا يحتاج لكلمة مرور ،الرمز هو: 90907
ستتسائلون كيف عرفت أدريانا الرمز؟عند دخولها للغرفة أدخل ليوناردو الرمز أمام أدريانا لذلك حفظته بشكل جيد لتعلم به سيادة المحقق.
أدخلت الرمز الذي أخبرتني به أدريانا ،فتح الباب دخلت بحذر شديد وسلاحي على خصري لازمني دون أن يلاحظ أحد ذلك، اقتحمت المكان وأنرته ،فوجدت عدد من التماثيل الفنية المنحوتة بشكل إحترافي ،بقيت أتجول بالغرفة نحو ثلاث دقائق حتى وقفت أمام مجموعة من الرفوف التي تحوي عددا ليس بالقليل من الكتب ،خيل لي في تلك اللحظة لقطة من أحد الأفلام عندما يسحب البطل أحد الكتب من على الرف ليفتح بابا سريا ،فقلت: ولما لا أجرب ذلك فإحساس المحقق لا يخيب أبدا،بدأت بالمحاولة الأولى فلم تنجح ،المحاولة الثانية نجحت فقلت :خير الأمور أوسطها يا لدهائي !
فوجئت بغرفة سرية تحوي درجا طويلا هناك ،أحسست بإضطرابا في أعماقي ،وبدأت أتعرق قليلا لشدة التوتر فقد تكون مصيدة لي ،لكنني أكملت المشي موقنا بأنه لن يصيبني أي مكروه استغرق مني نزول ذلك الدرج حوال دقيقة حتى وصلت غرفة يعمها الظلام الحالك، أنرت الغرفة فإذا بي أجد مئات الجثث المقتولة بشكل إحترافي ،اللعنة وكأنني أقف أمام لوحة فنية لشدة مثاليتها قلت ذلك في نفسي ،لكنني قلت استيقظ توركواتو أنك تتواجد في مسرح جريمة ،تمالك نفسك ،أمسكت هاتفي وبدأت إلتقاط الصور ،لإتخاذها دليلا في المحكمة فقد ثبتت إدانة المجرم .أرسلت لأدريانا رسالة ...
من ناحية أدريانا ....
بدأت بالتوتر قليلا ،خوفا من أن يكتشف أمرنا ،لكنني تلقيت رسالة صعقت عندما قرأتها !!
نعم إنه هو
خفت،وكدت أهرب منه لكنني تمالكت أعصابي وقلت:ليوناردو هل تستطيع أن تنزلني في أقرب إستراحة ؛لأنني أود استخدام الحمام ،فقد كان الطريق طويلا جدا ،ابتسم ابتسامته الخبيثة والماكرة والتي تخلو من أي شفقة أو رحمة ،وقال بالطبع لك ذلك.