وصلنا إلى أقرب محطة استراحة ممكنة ،دخلت الحمام واقفلت على نفسي الباب بخوف وارتباك شديد ،لاحظت بأن تلك المحطة مهجورة مما أدى إلى زيادة خوفي في أعماقي ،بدأت أرتجف تمالكت نفسي ،وأمسكت الهاتف واتصلت بالمحقق،وقلت له ماذا تقصد بقولك هذا، هل ستتركني أموت ،أنقذني من ذلك اللعين ،بدأت بالبكاء وكانت عيناي تفيض منهما الدموع كالشلال ،فقد احمرت عيوني لشدة البكاء ،لاحظ ليو بأنني قد أطلت المكوث في الحمام بدأ بطرق الباب بهدوء ومن ثم قال لي:أدريانا ،هل أنت بخير ؟
بدأ صوت الطرقات يتعالى ،حتى بدأ يطرق الباب بهستيرية ،أٌصبت بالذعر ،ومن ثم ساد الهدوء في المكان ،لدرجة أن صوت نبضات قلبي كدت أسمعها ،أمسكت الهاتف ودموعي تنهمر على شاشة الهاتف ،اتصلت بالمحقق ،أرجوك أجب أجب ،فإذا بفأس كبير يخترق الباب ،ابتعدت عن الباب كي لا أُصاب بأي أذى ،لكن أي أذى أتحدث عنه ،سأموت الآن!! نزع ليو الفأس بقوة شديدة من الباب ومن ثم فتح الباب واخرجني من الحمام ،سحبني بقوة ،وبدأ يجرني من شعري ،وأنا أصرخ بأقوى ما لدي ،تكاد أنفاسي تنقطع لشدة التعب والذعر الذي أصبت به ،حتى صار كل مأراه أمامي هو الظلام ،بدأ نظري بالتلاشي حتى فقدت الوعي .
من ناحية ليوناردو....
ابتسمت ابتسامة خبيثة ،فرحا بما حدث ،وأخير صمتت تلك اللعينة.
وضعتها إلى جانب مقعد السائق حتى لا يشك أحد بي ،وكما توقعت وجدت على الطريق دورية الشرطة ،طرق أحدهم زجاج النافذة طالبا مني أن افتح النافذة ،أنزلت الزجاج فقال لي :مرحبا سيدي أرني رخصتك من فضلك،تفحصها ومن ثم بدأ بتفتيش صندوق السيارة ،ومن ثم لاحظ وجود أدريانا إلى جانبي ، فقلت له إنها صديقتي ،لقد غفوت على الطريق ،ابتسم الشرطي وقال :حسنا تفضل بالمرور ،ابتسمت واكتفيت بالمرور ...
من ناحية المحقق ....
خرجت من المنزل، وحاولت أن اتصل بها لكنها لم تجيب ،يبدو بأنه أصابها مكروه ما قلت ذلك بنفسي ،بقيت أختبئ خلف أحد الأشجار حتى لا يتمكن ليوناردو من رؤيتي ريثما يعود لأرى ماذا حل بأدريانا ،بدأ هاتفي بالرنين إنها أدريانا ،مرحبا أدريانا ماذا حدث لما لم تجيبي على الهاتف كل ذلك الوقت كنت خائفا عليكي ،تلقيت الصدمة الكبرى ،كان الذي تحدث معي ليس أدريانا إنه صوت رجولي ،خشن ،ماذا فعلت بأدريانا أيها القذر ،لا تقلق سيادة المحقق إنها بخير مادام فمك الأحمق مغلقا ،سأبلغ السلطات الإيطالية بذلك لن تفلت مني أبدا صدقني !!
ضحك بثقة عالية وكأنه يحكم العالم وقال:حاول فعل ذلك إن استطعت ،ستصبح أدريانا جزءا من عملي الفني آنذاك ،قلت له بثقة يا لك من غبي ألا تعلم بأن الهواتف خاضعة للسلطات وأن مكالمتنا مسجلة الآن؟
صوت إطلاق النار ...
اخترقت تلك الطلقة الهاتف وأصابت أذني ،بدأت بالصراخ ،تلطخت ملابسي بالدماء ،فقد كانت اصابتي خارجة عن السيطرة ،اللعنة عليك أيها القذر!!
نظرت إلى أحد نوافذ المنزل ،كان ليوناردو يقف خلف النافذة يبتسم لي مودعا ،بطريقة مجنونة ،يا له من مجنون !!
توجهت نحو سيارتي ،وأنا أنزف بشدة وانطلقت نحو منزلي ،لأنني اذا توجهت إلى المستشفى سيعتقد ذلك اللعين بأنني وشيت به !
أنا حائر الآن ،ماذا سأفعل أدريانا بين يديه الآن.
وصلت للمنزل لمعالجة إصابتي التي تسبب بها ذلك الغبي!!
بدأت الأفكار والكوابيس تداهمني طوال الليل حول ماذا سيحل بي وبأدريانا؟
إلى ....إلى أن خطرت ببالي فكرة..
اتصلت بليوناردو في الساعة الثالثة فجرا وقلت له:أنا استسلم
ماذا تقصد بقولك هذا أيها الأحمق؟
أنا لن أبلغ عنك صدقني
وكيف ستثبت لي ذلك؟
سنلتقي غدا في مطعم تروساردي في لاسكالا،وأثبت لك ذلك.
سنلتقي في الساعة الثامنة مساءً
مهلا لحظة ،لم تسألني إذا كان ذلك يناسبني أم لا
بحقك يا رجل؟!
حسنا سنلتقي غدا
وداعا
وداعا أيها الفاشل
قي اليوم التالي ..الساعة السابعة
بدأت بتجهيز نفسي لألتقي بذلك الأحمق،أرتديت ملابسي ،وكدت أنسى اللمسة الخاصة ،هذا سر .
ركبت السيارة وذهب إلى وجهتي تروساردي في لاسكالا ،أحد أفخر المطاعم في ميلانو .
دخلت المطعم ولوحت له مبستما ،كأن شيئا لم يكن ،جلست على الطاولة التي يجلس عليها ،وقلت له:أهلا سيد ليوناردو
أهلا بك
أبهرتني بإختيارك مكان عام كهذا ،يبدو بأنك واثق من نفسك جدا سيادة المحقق أليس كذلك؟
ابتسمت ابتسامة ساخرة وقلت له :ولما لا؟
أنا أعلم
ماذا تعلم ؟
إنك تحتجز أدريانا على حدود إيطاليا ،إن الشرطة ستكون هناك في غضون دقائق .
كيف ومن قال ذلك ؟؟إنها في منزل....
ضحكت له وقلت يالك من ذكي أحسنت صنعا.
بدأ ليوناردو بالضحك وقال لي :أتعلم مارأيك بأن نفعل شيئ أكثر متعة من ذلك؟
ماذا تقصد،مثل ماذا ؟
قال هذه مفاجئة،هيا تعال معي .
وافقت على مضض،لكنني لم أكن غافلا ،فأنا ارافق مجرم إلى مكان مجهول !!
كان معي جهاز تتبع ،ففي حال اصابتي بأي مكروه السلطات الإيطالية ستحدد موقعه،يا لي من ذكي ،حسنا أعترف بأني نرجسي إلى حد ما.
ركبت معه السيارة ،كانت مسافة الطريق طويلة نوعا ما لكن لا بأس ،وصلنا إلى مكان مهجور وموحش كما توقعت،فقلت له:لست متفاجئ بأنك جلبتني إلى مكان كهذا،فهذا يناسب مستواك.
ضحك لي وقال أعلم
دخلت المكان وأنا على أتم الإستعداد ،جلسنا على طاولة خشبية عتيقة،ومن ثم أخرج ليوناردو مسدسا نصف أوتوماتيكي من العيار المتوسط ومن ثم وضعه على الطاولة، نظر إلي بعينين يملؤها الحماس والخباثة في الوقت ذاته وقال :الروليت الروسي ،تعرفها أليس كذلك ؟نريد أن نلعبها ،يااه لم ألعبها مع أحد منذ مدة جدا طويلة،مارأيك، أم أنك خائف؟
*الروليت الروسي هي لعبة خطيرة تعتمد على الحظ، حيث يتم وضع رصاصة واحدة في مسدس يحتوي على عدة غرف، ثم يُدوَّر المخزن بشكل عشوائي. يقوم اللاعب بتوجيه المسدس إلى رأسه والضغط على الزناد، مخاطراً بأن تنطلق الرصاصة.
بالطبع موافق ،كنت أحمل كاميرا مخفية في ملابسي، توثق كل شيئ يحصل ؛حتى لايتم اتهامي في حال موت ذلك الغبي!
بدأ بالتحدث وهو يضع رصاص واحدة في أحد غرف المسدس وقال:أتعلم لما أنا مناسب لتلك الوظيفة؟لانه وبكل بساطة كان أولى ضحاياي امرأة عجوز ،كانت تتوسل إلي أن اطلق صراحها، لكنها بدت لي مألوفة ،أوه يا للصدفة إنها أمي !!
بدأت بغرز ذاك الفأس في صدرها ،وتاددا لقد فارقت الحياة ،بعد يوم من وفاتها ،كان الدور لرجل عجوز خرف ،إنه أبي العزيز ،لا بأس يا أبي لاتخف سأجعلك أجمل من أمي .
باتت عيناي ينظران إلى قسمات وجهه والتي بدت كملامح يملؤها الخوف في النصف الأول من وجهه وكأنه لديه طفل بداخله يداري به بعيدا عن تلك الجرائم الشنيعة التي أرتكبها ،والنصف الآخر غير نادم على فعلته بل هو في ثقة عالية من نفسه بأنه فعل الصواب .
ارتسمت على وجهه ابتسامة ماكرة ،وعيناه على أتم الإستعداد لما سيحصل، كانت عيناه كبركان يحمل في جوفه الحماس والخوف في الوقت ذاته !!
قال:لنبدأ أيها القذر
بدأ ليوناردو باللعب وصوب المسدس نحو رأسه بكل ثقة وظغط على الزناد ،لحسن الحظ لم تخرج أية رصاصة.
ثم تناولت المسدس منه وصوبته نحو رأسي ،وضغطت على الزناد ،أوه لم تخرج الرصاصة.
قام من مكانه وقال لنرفع مستوى التحدي قليلا بدأت أشعر بالملل حقا ،مد يده إلى جيبه وأخرج أربعة رصاصات...