أخرج من جيبه أربع رصاصات ذهبية عتيقة لامعة ،ووضعهم في غرف المسدس وأدار العجلة ،ومن ثم جلس وهو يضحك وصوب المسدس داخل فمه وعيناه تملؤمهما الجرأة ،مجردة من أي خوف !!

ضغط على الزناد ....اوبسس لم يمت ،إذا لم يُخلق الشيطان لكان الإنسان خلقه و جعله على شاكلته و أهوائه فالشيطان لايموت بسهولة ،سدد لي المسدس وقال لي :هيا حان دورك أيها الأحمق ،التقطته وهممت باللعب معه كرجل يلعب مع مجرم وليس كمحقق يقبض على مجرمه،حالفني الحظ ولم أمت ،يا للأسف الشديد لقد حطمت آمالك قلت له ذلك بسخرية عارية من المزاح ،تبادلنا النظرات وكأننا أسد ونمر يتبارزان على الأميرة على أرض الغابة!!

ارتسمت على وجهه ابتسامة ماكرة وقال :لاتقلق سأجلب لك هدية متأكد أنها ستعجبك ،نظرت له بتوتر لكنني استطعت أن أخفي ذلك كي لا يلاحظ ذاك الأحمق !!

خرجنا من ذاك المنزل المهجور ركبت معه السيارةبما أنني ركنت سيارتي بعيدا ،كان هادئا ساكنا مما زاد من حدة الموقف ونحن على الطريق ،وصلت المنزل ،فتحت الباب ودخلت وانا لا أصدق بأنني حي وكيف أن علاقتنا غريبة جدا كمحقق ومجرم لكني متأكد بأنني سأقبض عليه كمحقق ،ماذا أقول؟ اللعنة سأقتله!!

حضرت لنفسي كوبا من القهوة الساخنة وجلست على أريكتي المريحة المطلة على أشجار القيقب ،أشعرني ذلك بالارتياح ،لكن الأفكار تداهمني في أعماقي أبدو كشخص عادي هادئ،لكن في أعماقي كنت كبركان على وشك الفوران!!

تكاد الدموع تنساب وتفيض من عيناي لشدة حيرتي ،شعرت بالنعاس فجأة فوضعت كوب القهوة على الطاولة وأطفأت التلفاز ،خلدت للنوم بتعب شديد ،استيقظت في الصباح الباكر على صوت قرع الجرس ،ارتديت خفيّ وذهب لأفتح الباب ،كان رجل التوصيل يقف ممسكا بيديه صندوقا خشبيا كبير نوعا ما باهت اللون ،السيد توركواتو دى تيلا؟نعم هذا أنا

تفضل هذا الصندوق لك ،وقعت على مستند الاستلام وأنا أقول في نفسي من سيكون ؟

اتسعت عيناي لوهلة وقلت :اللعنة انه هو !!!

أغلقت الباب و وضعته على الطاولة ،فتحت الصندوق وانا اتعرق ،انهمرت دموعي وسقطت أرضا وبدأت بالصراخ اللعنة عليك أيها الحقير ،نعم لقد كان أخي في ذاك الصندوق مقطعا إلى أشلاء !!

لم تصدق عيناي ما رأيته أحسست بالدنيا وهي تغلق أبوابها في وجهي ،بدت ذاكرتي ترجع بالزمن إلى الوراء وأنا أتذكر الذكريات التي قضيت فيها العمر بأكمله مع أخي،عندما كنا ننام مع بعضنا نلعب مع بعضنا نأكل نشرب مع بعضنا ندرس مع بعضنا نضحك مع بعضنا نبكي مع بعضنا ،أرجوك لا لا تتركني ،أحسست وأن قلبي قد كسر ،مُلأت عيناي بالحقد والكراهية الحقيقة تجاه ذاك اللعين، لقد تخطى حدوده لن أرحمه سأمزقه إربا إربا ،لن أرحمه لن أرحمه ،أغلقت الصندوق ،دفنت أخي بيدي ،كاد التراب يصبح طينا لشدة بكائي !!لا أحد يشارك حزني حتى اللعنة!

جلست أرضا أمام قبره وأنا شارد الذهن والرياح تهب في وجهي وكأنها تلكمني ،فإذا بشخص من الخلف يأتي ويضع زهرة الأقحوان البيضاء على قبر أخي ،التفت لأرى من ذاك الشخص ...لقد كان ليوناردو، وقفت سريعا وهو يبتسم لي وكأن عيناه تعترف بقتله ،أمسكته من عنقه محاولا خنقه ،اللعنة عليك أيها القذر فلتذهب للجحيم!!

بدأ بالضحك مستهزءًا ،لكمته على وجهه حتى سال الدماء منه وضعت إبهامي على دمائه وتذوقتها وأنا أنظر له بمكر شديد،ستدفع الثمن غاليًا أيها الحقير !!

ذهبت للمنزل لكي أستحم ،دخلت الحمام وبدأت بالاستحمام تتساقط قطرات الماء على جسدي وهي باردة إلى حد التجمد ،لكنني لم أشعر بذلك ،فلقد دفنت أخي للتو بيدي ودفنت مشاعري معها ،مالذي سيحصل أسوء من ذلك ؟؟

ذهبت بعد ذلك للمكان المهجور الذي اجتمعنا به أنا وليوناردو مسبقا دخلت والغضب قد أعمى عيني ،وجدت ليوناردو يجلس على كرسي حديدي صدأ مهترئ مثله ،لوح لي وقال:كنت أعلم أنك ستأتي .

أتعلم ماذا كان يطلق علي في طفولتي ؟

لوسفير ؟

أخطأت ،أزاروكس

لست متفاجئ قال ليو ذلك بسخرية

أخرجت مسدس سميث آند ويسون سكوفيلد الشهير وصوبته نحوه

قال لي: وكأنك ستفعل ذلك يارجل ؟

ضغطت على الزناد وأطلقت النار عليه نحو كتفه ،وقلت له هذا لا شيئ مما سأفعله لاحقا

خرجت من المنزل ذاك وهو غارق بدمائه كبركة من الدماء ،فقد ليوناردو الكثير من الدماء حتى أصبح دمه يتانثر في كل خطوة يخطوها ليصل إلى سيارته ،لن يستطع الإبلاغ عني فهو مجرم أساسا!

استغليت وضعه ذاك وتوجهت نحو منزله فأنا أعلم أن أدريانا في منزله فلدي جهاز تعقب مسبقا لتلك الحالات،اقتحمت المكان وعلى خصري مسدسي ،وقف الخدم بدهشة وخوف، إذا أصدر أحد منكم صوتا سيموت الآن هل تفهمون؟

أين هي؟

هيا أنا أعلم أنكم تخفونها هيا ،بدأت الخادمة بالبكاء وأعطتني مفتاحا خاصا بالغرفة التي يحتجز بها ليوناردو أدريانا وقالت:إنها إنها في الأعلى.

صعدت للأعلى أدخلت الرقم السري القديم وفتحت الباب بالمفتاح دخلت غرفة معتمة لا يوجد بها أي ضوء ،وجدت بها فتاة ذات جسد نحيل ومتعب ومنهك عندما رأتني نظرت في عيني وقالت :أرجوك لا تأذيني

لاتخافي أدريانا هذا أنا المحقق توركواتو

بدت بالبكاء ،ذهبت واحتضنتي كضحية ليس لها أي ذنب بدأت بالبكاء معها ،لقد ظننت بأنه قد أصابك مكروه أنا آسف هذا كله خطأي ،نظرت إلي وقالت لا بأس المهم أننا بخير ،مسحت قطرات الدموع التي كانت على وجنتيها .

وقلت لها هيا فلنخرج من هنا، أحسست وكأن أدريانا شخص هام في حياتي ويجب حمايته ،بعد وفاة الفرد الوحيد في عائلتي وهو أخي لم يتبقى لي أحد سواها .

أهواه أكثر من روحي التي تذكرني بأنني السبب في قتله .

يا من كنت غاليا على قلبي ارقد بسلام ها هنا قلبي بقربك يطمئن عليك في الترابِ

الغيوم تكاد تحزن على فراقك ،ففراقك ليس بهين عليها ولا علي.

هل تلك النهاية ؟!.....

2025/02/24 · 11 مشاهدة · 853 كلمة
Gena khresat
نادي الروايات - 2025