اسجارد - سنة 740 ميلاديا.
"اللعنة، كيف يمكن ان يحدث هذا بحق الجحيم ، كيف يمكن لإمرأة فانية ان تحمل في طفلي !!" قال ثور وعلامات الغضب واضحة على وجهه.
شاهد لوكي شقيقه يجدية و هدوء ولكن بداخله كان يكتم ضحكته بصعوبة.
خلال الحرب ضد عمالقة جوتنهايم ، ذهب الإثنان مع أودين إلى ميدجارد للمرة الأخيرة والتأكد من عدم هروب أي من عمالقة الجليد.
في نفس الوقت إنتهز كل من لوكي وثور هذه الفرصة للإحتفال بنصرهم الساحق.
أثناء الإحتفال إحتسى ثور الكثير من الخمر، مما أدى به في النهاية إلى النوم مع بشرية ذات ثديين ضخمين.
ثم قرر لوكي القيام بأكبر مزحة قد يفكر فيها ، ووضع جرعة خصوبة صنعها بسهولة في الخمر الذي شربه ثور.
وقبل عودتهم إلى أسجارد، شعر أودين بحياة اسجاردية صغيرة تتشكل داخل المرأة البشرية.
كان اودين، ثور هو الوريث الشرعي لعرش أسجارد، فكيف ينجب طفلا مع مجرد فانية ، امرأة بشرية تحمل في دم أسجارد النبيل.
قرر اودين معاقبة ثور ولكنه اولا يجب أن يهتم بهذا الجنين قبل ان يولد، اراد أودين إستخدام طاقته لإجهاض الطفل ، إلا أن زوجته فريجا قد منعته، ودافعت عن حياة حفيدها المرتقب .
في البداية أرادت حقا قتل ذلك الطفل قبل ان يولد، ولكن غريزتها الأمومية عدلت موقفها.
أقنعت فريجا أودين بأخذ المرأة الحامل إلى أسجارد .
لم يكن ثور سعيدا بهذا الموقف، فكيف سيجد وقتا لتربية طفل؟ كيف سيترك جميع المعارك الرائعة ويفرغ وقتا للإعتناء بطفل مزعج لا يعرف حتى اسم أمه.
"اهدأ يا أخي فإنجاب طفل ليس شيئا فظيعا، فبالطبع إذا كان هذا الطفل اميرا نبيلا ولد لأم فلاحة فهذا فظيع،ههههههه" قال لوكي مضيفا الزيت إلى النار.
"لوكي أيها الحقير " قال ثور بغضب بينما بدأ بالتلويح بمطرقته مستعدا لإبراح لوكي ضربا.
سمع لوكي صوت إحتكاك المطرقة بالهواء، واختفى من مكانه، وظهر مجددا بجانب والدته فريجا.
"ثور توقف عن هراء الأطفال هذا، إنه خطأك وعليك تحمله "قالت فريجا بوجه أم صارمة.
"ولكن أمي..." قال ثور بإنزعاج طفولي حتى قاطعته فريجا "لا لكن، هيا بنا من هنا "
سحبت فريجا ثور من أذنه بينما كانت المرأة الحامل تتبعها بخنوع، ولوكي يضحك على وضع ثور من الخلف.
"هيميدال ، أعدنا إلى أسجارد"قالت فريجا بهدوء.
سقط شعاع ملون بألوان قوس قزح على المكان الذي تجمعت فيه الأسرة الملكية لأسجارد والمرأة الحامل، ونقلهم إلى أسجارد، مع عدم ترك اي شيء يثبت وجودهم هناك إلا دائرة رونية حفرت على الارض الخضراء .
***
في القاعة الضخمة للقصر ، تُركت فريجا ولوكي فقط في إنتظار ولادة الأمير المرتقب لأسجارد، لم يحضر كلا من ثور وأودين.
على السريرالضخم، صرخت إمرأة جميلة من الألم الناجم عن حرقة الولادة، إستخدمت فريجا بعض سحر الشفاء لتخفيف ألم المرأة قليلا، ولكن الألم الناجم عن ولادة كائن سماوي من قبل بشرية، يشبه الجحيم، ولا يمكن لأي سحر تخفيف هذا الألم.
بعد فترة طويلة من الإنتظار، خرج طفل صغير ونحيف أخيرا، حملت خادمة من الخادمات الطفل وقامت بتنظيفه بإستخدام بعض السحر، ثم أخذت فريجا الطفل من الخادمة وألقت نظرة فاحصة على الطفل.
كان الطفل نحيفا، ضعيف الجسد ، لديه بعض الشعر الأسود مثل الظلام الحالك، نظرت فريجا لعيون الطفل لتجدها خضراء لامعة، لدى تلك العيون سحرا خاص يجذب كل من يراها.
نظرت فريجا إلى الطفل بتمعن، ثم نظرت إلى لوكي بنظرة ذات مغزى، الآن لديها بعض الشكوك، ولكن لايهم فالطفل بالفعل حفيدها ودم العائلة الملكية لأسجارد يسري في عروقه.
ألقى لوكي نظرة فاحصة للطفل من بعيد وفكر "اللعنة لقد نسيت إستخدام سحر الإزالة لإزالة ألوهيتي المتسربة من الجرعة ، لحسن الحظ البشرية لديها شعر أسود لايجب أن يشك ذلك الغبي ثور في "
في نفس الوقت أعطت فريجا الطفل إلى لوكي الذي نظر إلى الطفل نظرة غريبة إلى حد ما، ولايمكن تفسيرها، لم يعلم لوكي أنه في هذه اللحظة تشكلت علاقة والد وإبن بينه وبين ذلك الطفل.
حمل لوكي الطفل ونظر له بحنان، وظهرت على وجهه إبتسامة لاإرادية، نظرت فريجا للوكي والطفل وإبتسمت بهدوء ، ثم إنتقلت إلى المرأة البشرية والدة الأمير الجديد.
قامت فريجا بمد يديها واستدعت تعويذة بسيطة لشفاء أورسيلا التي فقدت وعيها مباشرة بعد ولادة الطفل.
كانت فريجا تنوي ترك أورسيلا تموت بعد الولادة ولكن بعد رؤية حفيدها، نأت عن قرارها وساعدت أورسيلا لتبقى وتشاهد نمو إبنها.
"أمي لقد حان الوقت لبدأ الطقوس "قال لوكي
نظرت فريجا إلى لوكي بإبتسامة جميلة، ثم إنتقلت هي ولوكي إلى قاعة الآلهة.
وضع لوكي الطفل على منصة حجرية حولها دائرة من الرون ، تشبه السرير إلى حد ما.
فور وضع الطفل ظهر ظل ضخم أسفل المنصة الحجرية ، خرج من الظل ضوء أرجواني داكن.
تشكلت كلمات أرجوانية ببطء فوق الطفل .
فالي إله الظل
"إنه مجرد إله الظل"قالت فريجا بخيبة أمل صغيرة.
اذا كان إلها للظلام فسيقبله أودين كحفيده، وسيحظى بالكثير من الشرف والسلطة في المستقبل.
ولكن الظل هو مجرد نوع واحد من قوى الظلام، وليس كل مخلوق في العالم له ظل.
ومع ذلك سرعان ما إبتسمت فريجا مجددا وحملت الطفل وقالت بينما تحك بإصبعها أنفه فالي اللطيف "سيعتمد هذا في النهاية على إمكاناتك ، ومع ذلك سأحميك وأحرص على أخذك جميع حقوقك "
رأى لوكي هذا المشهد وظن أنه لطيف، ولكنه لم يعترف بذلك .
غرفة العرش
أودين مغمض العينين جالسا على العرش يشاهد العملية بإنتباه.
كان أودين بعيدا ، لكنه يرى كل شيء، ونما حبه لحفيده اللطيف، ولكن بصفته ملكا، كان عليه أن يتظاهر بالصرامة، والآن فالي هو مجرد إله ظل ضعيف والثاني في الخلافة.
"إبن إله وبشري ضعيف .....حفيدي أنا آسف ولكن لا يمكنني قبولك في خط الخلافة "همس أودين
***
لم يعلم أحد أن الروح التي في جسد إله الظل الآن ليست من هذا العالم، بل هي روح ساذجة من عالم آخر، قد تسبب الدمار أو النجاة لهذا العالم.