تنظر ريبيكا إلى ملابس والدتها التي أزالتها قبل التهامها وتحمل وشاحها التي كانت تضعه كثيرا وتلفه حوله رقبتها ....

_تجلس ريبيكا عند قبر والدتها واخيها ...ثم تذهب إلى عدة أماكن اعتادوا أن يذهبوا إليها جميعا ... وبينما هي تتجول تتذكر كلمات والدتها الأخيرة " هذا العالم قاس لكنه واسع أيضا ... لذلك أريد منك أن تغادري هذه الجزيرة وتكتشفيه ... جدي أشخاص يحبونك ويهتمون لأمرك ... جدي الفردوس الخاص بك ! ... ومهما حصل ... أفعلي دائما الشيء الذي تشعرين أنه الصواب" ...

ثم تذهب إلى منزل الشجرة على شكل عملاق وتفتح أحد الأبواب المخبئة الموجودة في الشجرة وتتذكر كلام والدتها " أريدك ان تخرجي الصندوق الموجود في الغرفة السرية التي صنعناها وهناك ستجدين حقيبة سوداء اسطوانية فيها أشياء في غاية الأهمية ... أبوك هو الوحيد القادر على فتحها ... جديه وأعطيه إياها وقد يكون ذلك كفيلا بانقاذكما كليكما ! " تفتح ريبيكا الصندوق وتخرج الحقيبة بالفعل ...

ثم تبقى ريبيكا وحيدة دون فعل أي شيء لأيام ... ثم في أحد الأيام تذهب إلى بيتهم القديم المحترق ... تحاول صنع كعكة مارثا بما تبقى من أدوات بالمطبخ ... تضعها على الطاولة التي صنعها والدها وتشعل إحدى الشمعات التي وجدتها على الأرض ... وهناك رقم 14 على الكعكة ... تتذكر عندما كان الرقم 11 وكان الأربعة جالسين سعيدين على المائدة ... تنفخ على الشمعة وتبدأ بتناول الكعكة ولكنها تشعر بطعمها المريع ولكنها تواصل الأكل بلا سبب ... تنتهي ثم تحني رأسها وتبقى جالسة وملامحها لا تبدي أي شيء عن الإطلاق ...

ثم تسمع صوتا غريبا ... ترفع رأسها فتجد ذلك الحيوان الغريب جالسا على الكرسي الذي يقابلها كما يجلس البشر على الكراسي وحجمه وملامحه صارا مقاربين لحجم وملامح البشر مما أثار فيها بعض الرعب ... يصعد على الطاولة ويزحف على أربع إليها وهي جامدة في مكانها ... يقترب منها ويهمس بصوت مخيف في أذنها "عو... دي ... إلى .... ال .... عق ... دة " ثم تظهر لها ذكرى ما .... وفي الذكرى ترى نفسها تتبع طائرا ما وتراه يخرج من بين الحشائش ... تنظر ريبيكا أمامها فترى أن المخلوق اختفى ...

ريبيكا : أنت من قدتني إليك منذ البداية ! ...

تدخل ريبيكا وفيها ملامح غضب إلى الفراغ ... تنظر إلى السماء فترى ثلاثة نجوم متوهجات اثنتين متصلتين بخط مضيء والثالثة منفصلة تنظر أمامها فتجد منصة حجرية صغيرة شبيهة بالسابقة وعليها شكل حجري منقوش عليه "المؤسس" وتحته كتابة .... "اذا كنت تريدين أن تعرفي كل شيء إلمسي هذا الحجر" ... وبالفعل تلمسه ويبدأ جسدها بالإضاءة ... خط مضيء يصل النجمة الثالثة مع النجمتين الأخرتين مشكلات برجا سماويا ثلاثيا ... ويبدأ نخاع ريبيكا الشوكي بالإضاءة في الحياة الواقعية ... تنظر ريبيكا في الفراغ أمامها فترى شاب ذي شعر طويل ويرتدي معطفا خفيفا وأعينه لا زالت غير واضحة ...

ريبيكا : الآن تذكرت ... في ذلك اليوم عندما حصلت على قوة العملاق ... لم أجد الشجرة مصادفة ... بل شيء ما قد قادني إليها ... لقد جعلت طائرا غريب الشكل يقودني إلى تلك الشجرة أليس كذلك ؟ ... لماذا أنا وماذا تريد مني بالضبط ؟ ومن انت أساسا ؟ هل انت بشري أم ماذا ؟

يقترب الظل الشاب قليلا ويقف بشكل حازم ...

الظل : إسمي هو ... إيرين ييغر .... الإلدياني ! ... لقد كنت في شبه غيبوبة لآلاف السنين حتى جئت انت وأيقظتني من ذلك الكابوس ...

تنظر ريبيكا إليه وفيها ملامح تفاجؤ ...

إيرين : في العصر الذي كنت أعيش فيه لقد كان الإلديان يعيشون على هذه الجزيرة ... وقد استمروا بالتكاثر والتوسع حتى أوشكوا على احتلال العالم ... لقد وصلوا إلى درجة عالية من التقدم حتى أصبح بإمكانهم صنع مراكب تمكنهم من مغادرة هذا العالم إلى نجوم السماء (تتغير الخلفية لتظهر فيها مدينة مليئة بناطحات سحاب مهيبة وعالية جدا) ... هذه هي .... المملكة الإلديانية المزدهرة !(يبسط إيرين يديه كأنه يمتلك هذا العالم )

ريبيكا فقط تكتفي بالإستماع إليه بلا كلام ...

إيرين : لكن كان ذلك منذ مدة بعيدة جدا ... وبعدها حصلت الكثير من الأمور ... وبسبب الحروب قد تم إزالة الدولة الإلديانية من العالم ( تختفي المدينة ويظهر مكانها أطلال مدمرة ) ... ومنذ ذلك الوقت بقي الشعب الإلدياني في تناقص حاد وصار شبه منقرض حاليا ... انت حاليا ... من الإلديانيين المعدودين المتبقين في هذا العالم !

و يقترب إيرين منها ويضع يديه على كتفيها وملامح تفاجؤ على وجهها ...

إيرين : أنا آسف ... أنا آسف لأنك اجبرتي على المرور بتلك الظروف ... أنا آسف ...

ريبيكا (متفاجأة) : لماذا تتأسف ؟! ...

إيرين : لكن ذلك لن يحصل مجددا ... من الآن فصاعدا سوف أرشدك ...

ثم تظهر المنصتان المكتوب عليهما هايبيريون والمؤسس وقد انطفأ ضوئهما ...

إيرين : في البداية لقد حصلت على قوة العملاق الشجرة أو العملاق المعالج والذي اسميه هايبيريون والذي أعتبره الأفضل من بين جميع العمالقة ... والآن لتوك قد حصلت على قوة العملاق المؤسس وذلك سيمكنك من التواصل مع المؤسس والتلاعب بالذكريات والتحكم بالعمالقة ... والآن كل ما نحتاجه هو الدماء الملكية وستكون لديك القدرة على التحكم بكل هذا

ثم تتغير الخلفية ويصبحون بمكان مليء بتماثيل رملية هائلة الحجم منتشرة إلى ما لا نهاية في الأفق وهناك أشخاص كالظلال يعملون على نحتها ...

ريبيكا (منبهرة ) : ما ... هذا ؟

إيرين : سوف نستخدم هذا في حال فشلت كل السبل ... ولكننا سنبذل كل ما في وسعنا لإيجاد أكثر الطرق السلمية لتغيير هذا العالم ... لقد كانت قوة العمالقة دائما مصدرا للرعب والدمار ... لكن ذلك لن يستمر بعد الآن ...

ريبيكا : ....

إيرين : الحصول على الدماء الملكية لن يكون سهلا ... سيكون عليك خوض الكثير من التحديات للحصول عليها ... وانت لست مستعدة بعد ... ولكنني مؤمن بأنه سيكون بإمكانك فعلها ...

ثم ينظر إلى ملامح وجهها وإلى الوشاح وإلى الجرح تحت عينها ...

إيرين (يبتسم) : أنت ... تذكرينني بشخص ما كنت أعرفه ....

.

.

.

.

.

.

بعدها ريبيكا بشكل عملاق تذهب لبناء سفينة من جديد .. تنهيها ثم تتذكر تعليمات إيرين ... فتركز على جذوع السفينة فتبدأ تلتحم ببعضها بفضل قدرة عملاق هايبيريون ... بعدها تصبح جاهزة للإبحار وتنطلق بها إلى المحيط بعد أن أعدت المؤونة اللازمة لرحلتها ...

يجلس إيرين في الفراغ وأمامه تمثال غير مكتمل للمخلوق الذي رأته ريبيكا عند الطاولة ثم يتذكر إيرين كلمات ما " إيرين أرجوك ... عد إلينا " يمسك إيرين رأسه وفيه شيء من الإرهاق ...

إيرين : من ... كانت هذه المرأة ؟ ...

يتمالك إيرين نفسه ويقف : أنا آسف ريبيكا (يظهر مشهد لهذا المخلوق يضرب يد عملاق ريبيكا بمخالبه عندما كانت تتسلق الجبل مع أخيها ويسقطها من على الجبل ) لقد توجب التضحية بهما (تظهر سحابة بخارية تصدر من مكان الشجرة التي بدأ منها كل شيء ومن عدة فوه بركانية مشكلة ضبابا كثيفا ) لكني أظن أن ذلك لمصلحة العالم أليس كذلك ؟ (يركل إيرين تمثال المخلوق مدمرا له) في الضفة الأخرى ستعرفين لماذا هذا العالم يستحق الكراهية وهناك حاجة ماسة لتغييره .... عصر جديد للعمالقة على وشك البدء !

2023/07/24 · 78 مشاهدة · 1102 كلمة
Badr d alahmed
نادي الروايات - 2025