أرك عشرون يوماً الفصل الثاني من الأرك عدد الكلمات : 3259

تذهبُ ريبيكا إلى العنوان الذي أعطته إياه ميل وتلتقي بعائلة ميل ويقدّمون لها العشاء ويعاملونها بلطفٍ كبير ، وعائلتُها عبارةٌ عن والدين وابنٍ يافعٍ وطفل وطفلة ، ثمَّ تأتي ميل ، تصطحبُ ريبيكا معها إلى الخارج ويودّعون عائلتها .

ميل : بالمناسبة هذه ليست هي عائلتي الحقيقيّة ، أنا فقط ابنةٌ متبناة عندهم ، وأنا أكنُّ لهم الكثير من الاحترام ولكنني نادراً ما ألتقي بهم .

ريبيكا : هل يوجدُ لديك عائلةٌ حقيقية ؟

ميل : ...

. . .

تستمرّان بالمشي بين الأزقة ليلاً ثم تدخلان إلى مكانٍ يشبه الورشة - وهو المكان الذي فتّشوا فيه حقيبتها - وتجدان هناك ثمانيةَ رجالٍ -الحدادُ السمين واحدٌ منهم - يجلسون على كراسي .

يحدّقُ الرجال في الفتاتين قليلاً ثمَّ يقفُ أحدهم .

الرجل : وو وو وو على رسلك ، ماذا جلبتِ لنا ؟

ميل : لا تقلق ، إنّها تكرهُ البورجيين مثلَنا ، يمكنكَ الوثوقُ بها ، ربّما لا زال لدينا أملٌ في مواجهتهم !

ريبيكا : ما الذي يحصلُ هنا ؟

ميل : نحنُ هنا لكي نقومَ بثورةٍ ضدَّ البورجيين !!

ريبيكا : ماذا ؟!

الرجل : إذاً ميل أنتِ قد جمعتينا هنا من أجلِ أن ترينا ... طفلة ؟

ميل : إنّها ليست مجرّدَ طِفلة ، إنّها مقاتلةٌ ماهرة ! بالإضافةِ إلى أنّها طليقةٌ بالزوديانية ، أليس هذا مبهراً ؟! يمكنُنا استخدامُها بالتجسّسِ مثلاً !

تنظر ريبيكا إلى الرجالِ فترى أن بعضَهم مقطعةٌ أطرافُهم ...

الرجل : لكن ذلك لا يغيّرُ من حقيقةِ أن عددَنا خلالَ ثمانية سنواتٍ لم يتجاوز المئةَ شخص أي أنّنا صفرٌ حرفياً بالمقارنةِ مع البورجيّين .

ميل -باضطراب- : صحيح ... لكن ... لا زالَ الأمرُ مبكراً على الاستسلام ... ويجب أن نستمر ... بالقتال ...

تنظر ريبيكا إلى ميل وتراها مضطربةً على غيرِ العادة ، لذلكَ تفكّرُ في فعلِ أمرٍ يساعدُها .

ريبيكا : هناكَ أمرٌ آخر ، أنا يمكننُي فعلُ هذا !

تبتعد ريبيكا عنهم قليلاً ثم تبدأُ بعضِّ أصابعِها حتى تنزف لكن لا يحصلُ شيء ، تعضُّها مرةً أخرى وعدّة مرّات لكن عبثاً ولا يحصلُ شيء .

ميل والرجال : ...

ينظرُ الرجال إلى ريبيكا قليلاً ثمَّ يقفون ويهمّون بالمغادرة ، ويمرّون واحداً واحداً من جانبِ ميل .

الرجل الأول : عيشي حياتكِ وتخلّي عن الأمر .

الثاني يمرُّ فقط .

الثالث : تقبّلي الواقعَ الذي نعيشُ فيه .

الرابع يمرُّ فقط .

الخامس يضعُ يده على رأسِ ميل ثم يواصلُ السير .

السادس : حركةُ عضِّ الإصبع الخاصةُ بصديقتك قد أبهرتني لأكونَ صريحاً .

السابع : أنا واثقٌ بأنَّ والدكِ لو كانَ موجوداً بيننا كانَ سيتفهمَ الأمر ، فهو كانَ يفضّلُ المنطق على كل شيء .

يخرجُ الرجل الأخير لتبقى ميل وريبيكا والحداد ماير فقط في الغرفة .

ماير وريبيكا : ...

تقفُ ميل قليلاً بعدَ سماعِها هذه الجمل ثم تذهبُ خارجاً جرياً بدون أيِّ تعابير أو ملامح ، تهمُّ ريبيكا لللحاقِ بها لكن يوقفُها الحداد ماير .

ماير : لا أظنُّ أنّها فكرةٌ جيّدة ، دعيها وحدَها قليلاً .

ريبيكا :....

. . .

تجلسُ ريبيكا مع ماير على نفس الطاولة في وقتٍ لاحق وماير يستمرُّ بالشُرب .

ريبيكا : لماذا ... لماذا هي تكرهُ البورجيين لتلكَ الدرجة ؟!

ماير : أنتِ جديدةٌ هُنا صحيح ؟ لست أدري فيما إذا كنتِ جديدةً على العالمِ السفلي أيضاً ، بأيِّ حالٍ إنَّ أكبرَ ثورةٍ قد حصلت في هذا البلد قد كانت منذ ثمانية سنواتٍ وكانت بقيادةِ والدِ ميل ! والذي يدعى أتان ، ولقد تمَّ قمعُها من قِبلِ البورجيّين بشدّة ، ولحدِّ الآن يتمُّ قتلُ أيُّ أسماءٍ كانت مشتركةً في هذه الثورة ، هؤلاء الرجالُ الذين غادروا الآن جميعهم قد كانوا مقاتلين سابقين في هذه الثورة ، وليسوا مجرّدَ مقاتلين بل كانوا من كبار الأسماء في تلكَ الحرب ، ولا زالَ أملُ التحررِ من البورجيين عندَ ميل ، مع أن ذلك يبدو شبهَ مستحيلٍ في وقتِنا الراهن .

ريبيكا : ...

. . .

تخرجُ ريبيكا لاحقاً للبحثِ عن ميل وتجدُها بعدَ قليل جالسةً عند طرفِ منحدر يطلُّ على المدينة ، تجلسُ ريبيكا بجانبها وتراقبُ المنظرَ معها .

ريبيكا: هل أنتِ بخير ؟

تبقى ميل صامتةً للحظات ، ثمَّ تجيبُها .

ميل : إنظري هناك ، هل ترين ذلك المنزلَ العالي ؟

ريبيكا : نعم أنا أراه .

ميل : لقد كان منزلي في نفس ذلك المكانِ بالضبط ، لقد كنتُ في الخامسةِ من عمري في ذلكَ اليوم ، لقد رغبَ البورجيون بهدمِه من أجلِ بناء منزلِ المسؤولِ البورجي الذي نراهُ الآن وقد رفض والدَيَّ ذلك الأمر بشدة بالطبع ، وفي أحدِ الأيام خرجتُ مع أبي للقيام بأمرٍ ما في الخارج وعندما عدنا وجدناه رُكاماً بمستوى الأرض وجثّةُ أمّي قد كانت بينَ الأنقاض !

وتضعُ ريبيكا يدها على فمها مصدومة وحزينة بعد سماع ذلك .

ميل : لقد بقيت في المنزلِ وفي قناعتِها أنّهم لن يهدموا منزلاً فيه بشري ولكن يبدو أنها لم تدرك أنّهم يعتبروننا حثالةً أو أقربَ للحيواناتِ بنظرِهم ، ذكرياتُ ذلك اليوم لا يمكنُني نسيانُها ما حييت !

بعدها تتذكرُ ميل ذكرى لها ولوالدِها وهنا يبكيان عندَ الركام ويحملان جثةَ والدةِ ميل .

ميل : وذلكَ اليومُ قد أجّجَ النار في قلبِ أبي وجعله يجعلُ الشعبَ بأكمله ينتفضُ في وجههم ويكبّدُهم خسائرَ فادحة ! لكن الآنَ بعد وفاته لم يعد أحدٌ غيري لكي يعيد إحياء اسم نورثبيرغ العظيم ، ولكن خلالَ ثمانية سنوات كل ما فعلتُه حتى الآن كان حرفياً لا شيء ! ربّما أنّه قد حانَ الوقتُ للتخلّي عن انتظارِ معجزاتٍ لن تتحققَ أبداً !

ريبيكا بدموعٍ في عينيها : ميل لا تقولي هذا ، يوجدُ هناكً دائماً أمل مهما كانت الظروف صعبة !

تنظرُ ميل للأرضِ بحزن .

ثم تسمعان صوتَ وقعُ خطوات، ويظهرُ ظلٌّ من خلفهما ، تنظرانِ إليه فيظهرُ أنّه رون ويحمل معه كيساً ما .

ريبيكا : رون !

ميل : رون ...

رون : ميلاني هل يمكنني التحدثُ معكِ على إنفراد ؟

ميل : ...

. . . . . . .

بعد فترة رون وميل يقفانِ في غرفةٍ لوحدِهما .

رون : إن حقيبةَ ريبيكا معك ، أليس كذلك ؟

ميل : لستُ أدري عن أيِّ حقيبةٍ تتحدث ؟

ثم يفرغُ رون الكيس على طاولةٍ بجانبهم ليظهرَ أنه مليءٌ بالمال ، توسعُ ميل عينيها متفاجئة ، ثم تنظرُ إلى رون وتحدّثه بسخرية .

ميل : ما هذا ؟ هل صرتَ تعملُ بأمورٍ غير شرعيّة مثلَ والدك حتى صرتَ غنيّاً هكذا ؟

رون : إن هذه الأموال قد تركها والدي لدي ، لقد ماتَ منذ عدّة أيّام .

ميل : أوه حقاً ؟ أنا آسفة ، لم أقصد أن أكون فظّة .

رون : لا عليكِ ، بأيِّ حال أريدُ أن أعرضَ عليك عرضاً .

ميل : أنا اسمعك.

ثم يشرحُ رون لميل أمراً ما وميل تتفاجأُ بشأنه ، وبعدها يتناقشان في الأمر لمدّة .

ميل : إنَّ هذا ضربٌ من الجنون ! حسناً لدينا احتمالان ، إذا كانت النظرية صحيحة فهناك احتمالاتٌ لا تُحصى منها ، وإذا كانت خاطئة ... فحينها سنواصلُ الرحلة ، ما رأيك ؟

رون : سنواصلُ إلى أين ؟

ميل : إلى أوديميا ! سنستخدمُ ربع هذا المال من أجل الوقود باهض الثمن والباقي للعيش في الجانبِ الآخر .

رون : إذاً هل تظنّين أنّه يجبُ أن نجلبَ شخصاً رابعاً ؟

تفكرُ ميل قليلاً ثمَّ تجيبه : ما رأيكَ بمارك ؟

رون : لقد كنتُ السببَ في جعلِ البورجيين يقتحمونَ متجره منذ بالأمس ، هل هو بخيرٍ الآن ؟

ميل : نعم وهو الآن شبه يائسٍ من الحياة بعد أن سلبوا منه كلَّ شيء ، لذلك سنعطيه فرصةً جديدة للحياة وسنستفيدُ من خبرته في السيارات في نفسِ الوقت .

رون : فكرةٌ رائعة !

. . .

ثم يخرجُ رون وميل إلى ريبيكا ورون يحملُ حقيبة ريبيكا ويعطيها إياها .

رون : لقد وجدتُ حقيبتك .

تنظر ريبيكا إلى الحقيبةِ باستغرابٍ قليلاً ثم تفتحُها وتنظرُ إلى محتوياتها فتجدُ أنَّ كلَّ شيءٍ موجود ثم تقتربُ من رون وتعانقه .

ريبيكا : شكرا لك ، أنتَ رائع !

رون : لا بأس لم أبذل جهداً يُذكر لاستردادها .

ريبيكا : المهمُّ أنّكَ استعدتها !

ويبتسمُ رون بعد ذلك .

ميل : هيي ريبيكا أخبارٌ سارّة ، سوفَ ننطلقُ بعدَ غدٍ في رحلةٍ لأوديميا وسنصطحبكِ معنا !

. . .

. . . .

. .

بعدَها في اليومِ التالي تذهبُ ميل ورون وريبيكا ومارك إلى كهفٍ خارجَ روديني وميل تحملُ معها مصباحاً ورون مطرقةً كبيرة ، يستمرّون في البحثِ في الكهف لمدّة حتى يصلون إلى نقطةٍ معينة وتتحسّسُ ميل أحد الجدران .

ميل : هذا هو .

ثم يبدأُ رون بتدميرِ الجدار ويظهرُ أنّه مدخلٌ لغرفة ويجدون فيها سيارة .

مارك : سحقاً ميل ، ما هذا ؟

ميل : هذه السيارة قد تركَها لي أبي عندما كنتُ طفلة لكي استعملها يوماً ما عندما أكبر ، لم أكن أنوي استخدامها وكنتُ أنوي الاحتفاظَ بها واستعمالها عندما تندلعُ الثورة من جديد ، لكن يبدو أنَّ ذلكَ لن يحصل ، لذلك سنستعملُها اليوم ، إنّها قويّة ويمكنُها المشي في الرمالِ بسهولة ، هلا تفحصتها لنا ؟ مارك .

مارك : بالتأكيد .

ريبيكا : هل تفعلون هذا ... من أجلي ؟

ميل : من أجلكِ ومن أجلِنا أيضاً ، فكلُّنا قد سئِمنا من العيشِ بهذا الشكل ، وأوديميا مشهورةٌ أكثرَ مما تتصورين ، إنّها عبارةٌ عن دولةٍ وسطيّة تفصلُ العالمَ العلوي عن العالم السفلي ، ونحن سنذهبُ إليها من أجل مستقبلٍ أفضل - ثمَّ تنظرُ للسيارةِ وتمسحُها بيدِها- لا حاجة لانتظارِ معجزاتٍ لن تتحقّقَ بعد الآن !

وبينما مارك يقومُ بفحصِ السيارة ينظرُ إلى ريبيكا ثمَّ يتحدثُ إلى رون .

مارك : هذه الفتاة سوف تكون عبئاً علينا ، لماذا ستجلبوها معنا ؟

رون : ...

. . . .

وبعدها يتمُّ إعدادُ السيارة وشراءُ الوقود والطعام والماء المطلوبين للرحلة ، تنظرُ ريبيكا إلى الثلاثةِ وتراهم يحملون خناجرَ على خصورهم ، ثم تلقي ميل بواحد لريبيكا وتلتقطه هذه الأخيرة.

ميل : احتفظي بهذا ، لا ندري من أو ما قد يقابلُنا في الطريق ، وتوجدُ بندقيّة في السيارة احتياطاً لأيِّ شيء ، رحلتُنا هذه ستستغرقُ حوالي أسبوع حتى نصل لحدودِ أوديميا ، اجتيازُ الصحراءِ الشمالية لن يكون أمراً سهلاً .

ينتهون من الإعدادِ للرحلة ويخططون للانطلاق في صباحِ اليومِ التالي ، وبقيةُ اليومِ يستغلونَها في توديع روديني ...

. . .

ينظرُ مارك من نافذةٍ على عائلة يتناولون العشاء ويبدو أنّها عائلته ويداه على النافذة تبدوان متورمتين وسوداوتين من العملِ المستمر .

. . .

تنظرُ ميل إلى الورشةِ التي هي مقرُّها وبيتُها والحدادُ ماير يقفُ جانبها .

ماير : إحرصي على أن تعودي مجدداً يوماً ما ، هؤلاء البورجيّون سيحتاجون أحداً مثلكِ لكي يلقّنهم درساً .

تنظرُ ميل إليه قليلاً ، ثمَّ تبتسمُ وتعانقه .

ميل : بالتأكيد سأفعلُ ذلك !

. . .

ينظرُ رون إلى المنزلِ الفارغِ الذي اعتادَ أن يعيشَ فيه ويحملُ فيهِ الكثير من ذكرياتِه .

لوثر : هل تريدُ أي خدمةٍ أخيرة ؟ سيدي .

يسكنُ رون للحظات ثمَّ يقتربُ من لوثر ويعانقه .

. . .

ريبيكا جالسةٌ في مكانٍ عالٍ -ذاتُ المكان حيثُ كانت مع ميل تجلسُ عنده - وتراقبُ المدينة من هذا الموقع .

. . .

ثمَّ عندَ الصباح يتأكدون أنّه لم يرهم أحد ، يركبون في السيارة ، يشغلونها وينطلقون في رحلتهم .

وبعد مدّةٍ تنظرُ ميل خلفها وترى روديني تلوحُ من بعيد ...

ميل : ألقاكَ لاحقاً ، موطني .

. . .

وتبدأُ رحلتُهم عبرَ الصحراء الشمالية ، وتسيرُ الرحلة بشكلٍ طبيعي ويستمرّون لمدّة ثلاثة أيام بدون أية مشاكل أو أحداثٍ مهمة ، لكن في اليومِ الثالث فجأةً يحصلُ التالي .

ينظرُ مارك الذي يقودُ السيارة إلى ريبيكا التي تجلسُ بجانبه ، وبعدها يوقفُ السيارة عن السير .

مارك : أنا آسف ريبيكا .

تنظرُ إليه ريبيكا بريبة .

مارك : أنا حقاً آسف .

ريبيكا : ماذا ؟!

مارك : يبدو أنّه لم تعد توجدُ لدينا مؤونةٌ كافية من الطعام حتى نهايةِ الرحلة ، لذلك سيتوجّبُ علينا التخلّصُ من أَحدِنا هنا ، وأنتِ هي الأضعفُ بيننا لذلك سنتخلصُ منكِ من أجل مصلحةِ الجميع !

ريبيكا بتفاجؤ : ماذا ؟ يمكنُني التخفيفُ من تناولِ الطعام ، وسأفعلُ ما تريدونه لكن لا تتركوني وحدي أرجوكم !

مارك : حتى لو بقي ثلاثةٌ منّا سيبقى موضوعُ الطعامِ مشكلةً وسيستلزمُ منّا التقليل من تناوله ، آسف يجبُ أن نترككِ هنا ، ما من سبيلٍ آخر ، حاولي مشي طريق العودة وقد تصلين إلى روديني بعد عشرين يوماً !

تنظرُ ريبيكا إليهم نظرةً بريئة لكن تخيفُها نظراتُهم ، نظرةُ مارك المخيفة ونظرةُ ميل الخبيثة ونظرةُ رون عديمةُ المشاعر ، تتفاجأُ ريبيكا بنظراتهم وبعدها فجأةً يركلُها مارك خارج السيارة لتسقط أرضاً وتبدأ في التدحرجِ في الرمال .

تبقى ريبيكا مرميةً أرضاً لمدّة ، ثم تقفُ بعد قليل لتنظرَ إلى الغبار الذي تسببه السيارة والذي يبتعدُ شيئاً فشيئاً حتى يوشكَ على الاختفاء .

ريبيكا بذعر : لا ... لا ... لا لا لا لا لا !

تحاولُ ريبيكا اللحاقَ بهم وتجري باتجاههم بيأس وتتعثرُ بكثرة حتى تبتعدَ السيارةُ كثيراً .

ريبيكا : مستحيل ، مستحيل لا بدَّ أن هذا حلم ! لقد بقيَ حوالي أسبوعين حتى أتمكنَ من التحولِ من جديد ، لن أصمدَ حتى ذلك الوقت ! لقد أخذوا مني حقيبتي حتى .

ثمَّ تتعثرُ مجدداً وتتدحرجُ حتى أسفلِ الكثيب والرياحُ الرمليةُ تشتد .

ريبيكا : هل هذه هي النهاية ؟ هل هذه هي نهاية رحلتي ؟ هل سأموت جوعاً أو عطشاً الآن ؟

تنظرُ ريبيكا إلى السماء وترى خيال والديها وأخيها فيها .

ريبيكا : أمي ، أبي ، جيم ، أنا آسفة ، لقد ... لقد خذلتكم جميعاً !

وبعدها تسقطُ ريبيكا في الرمال منهارة ...

. . . . . . . . . . . .

ثم بعد ساعةٍ تقريباً وبينما ريبيكا مستلقيةٌ على الرمال فاقدةٌ الأمل تسمعُ صوتاً ما ، ترفعُ رأسَها فإذ هي بالسيارةِ قد عادَت من جديد وهي تقفُ الآن جانبها .

ريبيكا : ماذا ؟

وبعدها يُفتحُ بابُ السيارةِ وتخرجُ منها ميل وتمدُّ لريبيكا يدها .

بعد قليلٍ تكونُ ريبيكا قد دخلت إلى السيارة بالفعل وهي تجلسُ الآن على المقعد وهي غاضبةٌ منهم .

ريبيكا : ما كان هذا ؟

تتفقدُ ميل فيما إذا كان جسدُ ريبيكا بخير وتحدثها .

ميل : أنا آسفةٌ ريبيكا ، نحن مدينون لك باعتذارٍ وبتوضيح لما فعلناه ، لكن لا أعرفُ كيف أشرحُ الأمرَ لك .

ريبيكا : لا بأس اشرحي بأي شكلٍ كان .

ميل : حسناً ... نحنُ نظن ... نظنُّ أنه ... نظن أنّهُ يمكنكِ التحولُ لعملاق !

ريبيكا بتفاجؤ : ماذا ؟!

ميل : إنّه ضربٌ من الخيال أعرف ذلك ، ولستُ أدري كيف قد توصّلنا لهذه النظرية ، لكن جميعَ تصرفاتك الغريبة قد جعلَتنا نتوصّلُ لهذا الاستنتاج - تنظرُ ميل إلى رون - لكنّي أظنُّ أنّه تخمينٌ خاطئ ، لو كنتِ عملاقةً بالفعلِ كنت ستتحولين أو ستفعلين أي شيء عندما تركناكِ لساعةٍ في الصحراء لكنكِ لم تفعلي أي شيء خلالَ هذه الساعة وتصرفتِ كشخصٍ طبيعي ، لذلك أنا أعتذرُ على ما بدرَ منّا من سلوك ، أظنُّ أنّها مجرّدُ نظريةٍ تافهة في النهاية .

مارك : أنا آسفٌ أيضاً ، لقد كنتُ فظّاً معك ، لا بدَّ أنَّ ذلكَ أخافك .

رون : وأنا آسف أيضاً .

تبقى ريبيكا تنظرُ إليهم بصمت مصدومة وتفكرُ كيف قد توصّلوا لهذا الاستنتاج .

. . . . . .

ثمَّ بعدها يمضي اليوم وعند الليل يجلسُ الأربعةُ مجتمعين حولَ الطعام وريبيكا معصوبةُ العينين .

ريبيكا : هذه الرائحة !

تنزلُ بعدها ريبيكا عصابةَ العينين وترى فطيرةً رائحتها شهيّة ومألوفةٌ عليها .

ريبيكا : لكن ، كيف ذلك ؟

ميل : لقد قررتُ صنعَ هذه كاعتذارٍ منّا لكِ ، لقد وجدتَ الوصفةَ في الكتابِ بحقيبتك ، اسمُها كعكةُ مارثا أليس كذلك؟ لقد اخبرتني أن مارثا والدتك صحيح ؟

تنظرُ ريبيكا إلى الفطيرةِ بتأثرٍ وتغرورقُ عيناها بالدموع ، وتجيبُ على ميل ب"إمم" كإيجاب .

ميل : إيجادُ المكوّنات لم يكن سهلاً بالمناسبة وهناكَ مكوناتٌ مكتوبةُ على شكلِ رموز لم أفهم ما هي أصلاً ولكنّني حاولتُ بقدرِ ما أستطيع ، أتمنّى أن تعجبك .

تتذوقُ ريبيكا الكعكة أو الفطيرة وتحسُّ بإحساسٍ غريب ، إحساسٌ لم تشعر به منذُ ثلاثِ سنوات ! وتبدأُ الدموعُ تنزلُ من عينيها .

ميل : هل هي سيئة ؟

ريبيكا : إنّها رائعة ، شكراً لك !

تبتسمُ ميل ردّاً على ذلك .

ريبيكا : هل يمكنكم تناولُها معي ؟

ميل : ماذا ؟

ريبيكا : هل يمكنكم تناولُها معي ؟

ميل : حسناً -تتذوقُ الفطيرة بالفعل - إنّها جيدةٌ حقّاً -أظنُّ أنّني تفوقتُ على نفسي في صُنعها .

يتذوقها رون ويُعطي رأيه : إنّها رائعة !

يتذوقها مارك ويعطي رأيه : إنّها مطبوخةٌ بشكلٍ مبالغٍ فيه ، أظنُّ أن الوصفةَ جيدةٌ جداً لكن الطباخةَ سيئة !

تنظرُ إليه ميل بغضب وتلكمُ كتفه .

ميل : أصمت !

وبعدها يتشاجرُ مارك وميل وريبيكا تنظرُ إليهم وتأكل والدموع تنهمرُ من عينيها وتضحكُ في نفسِ الوقت .

. . . . . .

بعدها يخلدون للنومِ تحت سماءِ الليل الصافية ، ولكن بينما هم نيام ينهضُ أحدُهم من النوم ، يقفُ أو تقفُ ويخرجُ سكّينَه ويقرّبهُ من ريبيكا ، يقرُّب سكينَه الذي ينعكسُ ضوءُ القمرِ عليه ليظهرَ أنه يوجدُ نقشُ تنّينٍ عليه ويضعُه على عنقِ ريبيكا !

يبقى متردّداً لدقيقةٍ كاملة في نحرِ عنقها أو لا ، ثمَّ يتوقفُ عن ذلك ، يعيدُ السكّين إلى غمده ويتراجعُ عن قراره ...

. . . . . . .

ثمَّ في الصباح قبلَ الانطلاق يخرجُ مارك من السيارة ويتفقدُ خزّاناتِ الوقود خلفَها ، ثمَّ يوقظُ الجميع .

مارك : لديَّ أخبارٌ سيّئة جداً ، إنّنا نصرفُ الكثير من الوقود ، الآن قد لاحظتُ ذلك ، من الواضحِ أنّه وقودٌ مغشوش ، لن تمكّنَ من الوصولِ إلى وجهتِنا غالباً .

ميل : اللعنة .

يغضبُ رون ويمسكُ بياقةِ قميصِ مارك .

رون : ألم تلاحظ أن الوقودَ رديء إلا بعدَ مرورِ أربعةِ أيّامٍ على إنطلاقنا ، أيُّ سائقِ سيّاراتٍ خبيرٍ أنت ؟!

مارك : الآن تلقي اللومَ علي ، واللوم يجبُ أن يقعَ على الشخصِ الذي اشترى الوقود المغشوش والذي هو أنت !

ينظران لبعضِهما نظراتٍ تتطايرُ منها الشرار ثم تهدّئُ ميل بينهم .

ميل : شباب شباب ، اهدؤوا ، اللوم يقعُ علينا جميعنا لأنّه لم يفكر أيُّ أحدٍ منّا بفحصِ الوقود ، لذلك يجب علينا أن نتشارك هذا العبئ جميعنا وأن نفكرَ بحلٍّ لهذه المشكلة ! - ميل هي من اشترت الوقود المغشوش -

مارك : أي حل ؟ لقد انتهى أمرُنا بوضوح .

تفكرُ ريبيكا قليلاً ثم تجيبه : إذا صمدنا لمدةِ أسبوعين حينَها سيمكنُنا النجاة !

مارك : لماذا ؟ ما الذي سيحصلُ بعدَ أسبوعين ؟

ريبيكا : حينَها سيمكنني ... سأتمكنُ من ... سيكون بمقدروي ... - تفكرُ ريبيكا قليلاً ثمَّ تغيرُ رأيَها محبطة - لا أدري ...

يحدّقون فيها قليلاً ، ثمَّ يتجاهلون أمرها وتسألُ ميل مارك .

ميل : كم سيكفينا هذا الوقود ؟

مارك : سيمكّننا من قطعِ أغلبِ الصحراء ، لكن مواصلةَ الطريقِ بعدَها سيراً ستُعتبرُ مقامرةً كبيرة وقد ينتهي الأمرُ بفنائِنا ، لو سألتِني فإنَّ احتماليةَ النجاةِ 40% .

توسّعُ ميل عينيها ويضعُ رون يديه على رأسه محطّمين من هذه المعلومة .

مارك : أو يمكنُنا العودةُ إلى روديني ونعودُ لحياتِنا القديمة .

يفكرُ ثلاثتُهم في جملته الأخيرة هذه ...

ريبيكا تفكّرُ في موعدها المهمِّ بعد أسبوعين ولا يمكنُها تفويته .

ميل تتذكرُ موقفَها الأخير مع زملاءِ أبيها وتتذكرُ أنّها أمضت حياتَها في السرقةِ من الناس وقد سئمت من هذه الحياة وتريدُ بدءَ صفحةٍ جديدة في العالمِ العلوي .

رون يتذكرُ بيتَه الفارغ ويتذكرُ غرفةً مليئةً بالدّماء ثمَّ يتذكّرُ قبرَ والدِه .

يستغرقون في التفكير بصمتٍ لدقائق ، وبعدها يقرّرون ما الذي سيفعلونه ، يقتربُ جميعهم من السيارة ويدخلون إليها ، يشغلونها ، ثم تنطلقُ مواصلةً طريقَها إلى الأمام ...

. . . .

يواصلون رحلتهم لخمسةِ أيّام في الصحراء حتى تنتهي أنفاسُ السيارةِ نهائيّاً وتتوقفُ عن السير ، ثمَّ يجهزون حقائبهم ويملؤونها بالطعام والماء ثمَّ ينطلقون في طريقهم ، باستثناءِ ميل التي تبقى عند السيارة وتمسحُ بيدها على مقدّمتها .

ميل :شكرا لكَ على المساعدة ، أبي .

بعدها تتركُ ميل السيارة وتلحقُ الآخرين مشياً .

. . .

~~~~~ مواقف أثناءَ الرحلة ~~~~~

_يقطعُ الأربعةُ طريقَهم بينَ الكثبان في الصحراء تاركين الكثير من آثارِ الأقدامِ خلفَهم .

. . .

_ يجدون في طريقِهم هيكل مبنى معدني عملاق مدفونٌ في الرمال ، يثيرُ اهتمامَهم لبعضِ الوقتِ ويتفحٌصونه وبعدها لا يجدون شيئاً مثيراً للاهتمام فيه لذلك يتركونه ويواصلون السير .

. . .

_ثمَّ بعدَ ثلاثةِ أيّامٍ من تركِ السيارة يُخرجُ مارك قطعةً من الخبز ؛ يقسمُها إلى أربعةِ أقسام معلناً عن آخرِ قطعةِ طعامٍ متبقية .

. . .

_ريبيكا مع نفسها : لقد بقي سبعةُ أيّام ، سبعةُ أيّامٍ فقط .

. . .

_ ثم وبينما هم يمشون مرهقين ويتصببون عرقاً يتحدثُ مارك .

مارك : إنه يومٌ كاملٌ بدونِ طعام ، هل الجميعُ بخيرٍ حتى الآن ؟

رون : نعم .

ريبيكا : نعم .

ميل : ...

مارك : ميل هل أنتِ بخير ؟

ميل : في الحقيقة أنا جائعة ، جائعةٌ جدّاً ، لكن من حسنِ الحظ أنه يوجد لدينا بدائل .

ثم تقتربُ من رون وهي تنظرُ إليه نظرةً مخيفة ثم تقرّبُ فمها منه .

رون بقلق : ميل ، توقفي ! هل جننتِ ؟!

تتوقفُ ميل وتبتسم : أمزحُ فقط ، أنا بصحةٍ جيدة جداً ، لكن لا تستغربوا أن نسعى لالتهامِ بعضِنا بعدَ عدّة أيام من أجلِ النجاة ، من الأفضلِ أن نصلَ قريباَ رفاق .

الجميع : ...

. . .

_ رون بينما هو يمشي : اليوم حلمتُ حلماً مخيفاً ، لقد حلمتُ أننا أمواتٌ عند شجرةٍ لها وجهٌ مرعب وهناك غربانٌ تلتهمُ جثثنا !

مارك : لا داعي لروي مثلَ هذه الأشياءِ المُحبطة ، تمسّكوا بالأملِ جميعاً !

ميل : ...

. . .

_تقومُ ميل بتفريغِ آخر قطراتٍ متبقية من قنينَتها في فمِ ريبيكا وبهذا ينتهي كلُّ الماء الذي لديهم !

. . .

ريبيكا مرهقةٌ جداً: بقي خمسةُ أيّام ، خمسةُ أيّام ...

. . .

_يصعدونَ إلى كثيبٍ ضخمٍ بصعوبةٍ بالغة وميل تهمس .

ميل : هيّا أرجوك ، فليظهر لنا أيُّ شيء ،رجاءً !

يصلون إلى قمّةِ الكثيب فلا يظهرُ لهم في الأفقِ إلا المزيدُ من الصحراءِ الخالية ، تنظرُ ميل بخيبةِ أمل ثمَّ تسقطُ أرضاً محبطة ...

. . .

_ثمَّ وبينما هم يمشون فجأةً تسقطُ ريبيكا أرضاً متعبة ، تحاولُ الوقوف لكنّها لا تستطيع ، يأتي رون ويتفحصُّ رجلَها فيجدُها متورّمة بشكلٍ كبير .

ريبيكا : لا تقلق ، يمكنُني المواصلة .

رون : لقد حاولتِ بما فيه الكفاية .

ثم يحملُها على ظهره ويواصلُ السير بينما هي متمسكةٌ به .

مارك لميل : ألا تريدين مني أن أحملكِ أيضاً ؟

ميل : يمكنني السير الآن ، احتفظ بطاقتكَ لوقتٍ لاحق .

مارك : ...

. . . .

_ثمَّ في الليل وبينما الأربعةُ يستلقون نائمين تسمعُ ريبيكا صوتاً .

ميل تتحدثُ بصعوبة : ريبيكا ، ريبيكا ، هل أنتِ مستيقظة ؟

ريبيكا : نعم ، ماذا ؟

ميل : كيف هو حالُك ؟ هل أنتِ بخير ؟

ريبيكا : أنا مرهقة ، ماذا عنك ؟

ميل : أنا بخير ، هل لي بأن أسألكِ سؤالاً ؟

ريبيكا : نعم ، اسألي .

ميل : في كتابكِ المسمّى الفردوس ، لقد قرأتُ قسماً يتحدّثُ عن وجودٍ حياةٍ بعدَ موتِنا ، وفيها سنلتقي بالأشخاصِ الذين نحبُّهم وعاشوا معنا في حياتِنا هذه ، جميعهم موجودون بعد الموت ، هل تظنّين أنَّ هذا الكلام من الممكنِ أن يكونَ صحيحاً؟

تفكرُ ريبيكا في كلامها قليلاً ثمَّ تجيبها : لا ... أدري .

ميل وفي وجهها ابتسامة : ألا تريدين أن تلتقي بالأشخاصِ الذين تحبّينهم بعدَ أن نموت ؟

تفكرُ ريبيكا قليلاً ثمَّ تتذكرُ عائلتها .

ريبيكا : لا أعرف ، إذا كان ذلك ممكناً أريدُ أن ألتقي بهم في حياتِنا هذه .

ميل : هكذا إذاً ...

. . . .

في اليومِ التالي تمشي ميل بالكادِ مستندةً على عصا وكأنّها جثّةٌ هامدة قادرةٌ على المشي ، تنظرُ أمامَها وترى مارك ورون يقطعون طريقَهم بصعوبة ، يسقطون ويقفون باستمرار ، تشعرُ ميل أنها تريد فقط أن تستلقي وتموت في هذهِ اللحظة ، تسمعُ صوتاً "ميل ... لقد ... لمحنا ... شيئاً ... أشجار ... لا ... تستسلمي " .

ميل : حس ...ناً .... آ ...خرُ ...فر ...صة .

تستمرُّ ميل بتباعهم ، تشعرُ بأنَّ العالمَ حولَها يكبرُ ويصغر ، ترفعُ رأسَها بالكاد لترى بالفعل أشياءَ بنيّة بعيدة ، فتواصلُ السير ، والطريق إلى تلكَ الأشياء هو أصعبُ طريقٍ سلكته ميل في حياتِها ، حيثُ أخذ معها حوالي نصفَ اليومِ حتّى أوشكت على الوصولِ لهناك ، تُلاحظُ ميل أنَّ مارك ورون اختفوا عندما وصلوا إلى مكانِ تلكَ الأشياء البنيّة .

تبذلُ ميل ما تبقّى من طاقةِ جسدِها للوصولِ إليهم وتصرخُ نفسُها الداخلية فيها مشجعةً لها حتى تتمكن من الوصول ، وفي النهايةِ تصلُ بالفعل !

. . . . .

تنظرُ ميل أمامها فترى مجموعةً من الأشجارِ القديمة اليابسةِ جداً والمتكسّرة ولا يوجدُ هناك أيُّ شيءٍ مثيرٍ للاهتمام فيهم أو يمكن أن يستفيدوا منه على الأقل .

تنظرُ فترى مارك وريبيكا ورون ملقيين أرضاً مستسلمين لموتهم ، ثمَّ تنظرُ إلى إحدى الأشجار وترى وجهاً مخيفاً عليه ! ثمَّ تتبعُ الآخرين وتسقطُ أرضاً مستسلمةً معهم .

تنظرُ ميل إلى السماء وهي مستلقيةٌ أرضاً ، ترفعُ يدها للسماءِ ببطؤٍ شديد .

تهمسُ قائلة : شكراً لك ، أيُّها العالم !

ثم تغمضُ ميل عينيها ...

2024/08/24 · 16 مشاهدة · 4008 كلمة
Badr d alahmed
نادي الروايات - 2025