**الفصل 02: "يوم جديد"**
**المتكلم الراوي:**
بعد كلامه حول انفصالهما، ترك أيانوكوجي كارويزاوا وحيدة على السطح، لا تستطيع اللحاق به أو منعه من الرحيل.
وبينما كانت كارويزاوا تجلس وحيدة على السطح، تذكرت اليوم الذي التقته فيه لأول مرة. كان يبدو مختلفًا عن أي شخص آخر في المدرسة، باردًا وغامضًا. ومع ذلك، شعرت برغبة غامضة في معرفة المزيد عنه. تذكرت كيف طلبت منه المساعدة عندما كانت تتعرض للتنمر من طرف ريوين وأتباعه، وكيف كان هو الوحيد الذي وقف بجانبها. ابتسمت بمرارة، مدركة أنها ارتكبت خطأ كبيرًا بالاعتماد عليه كثيرًا.
التساؤلات، الذكريات المؤلمة، الذكريات المشتركة بينهما، الندم، الخيانة، مشاعر متناقضة كانت تساورها في تلك اللحظة، كان سببها شخص عزيز عليها. بعد مرور بعض الوقت في كونها بهذه الحالة، قالت بصوت خافت: "كنت أتوقع هذا. كنت دائمًا أعرف أنك ستتركني."
وقفت كارويزاوا ثم أدارت ظهرها وغادرت المكان بخطوات ثابتة، كأنها لم تهتم بالأمر. ولكن عندما وصلت إلى غرفتها، انهارت باكية. شعرت بخيبة أمل عميقة، وكأن جزءًا منها قد مات. لمست صدرها كأن نفسها قد انقطعت، "هذا مؤلم، مؤلم بشكل لا يحتمل"، قالت. "لو كان حلمًا، أتمنى أن أستيقظ منه"، قالت.
بينما كانت دموعها تسقط على وسادتها، تذكرت تفاصيل صغيرة من علاقتها بأيانوكوجي؛ نظراته العميقة، واللحظات التي شعرت فيها بالأمان بجانبه. كان ذلك الشعور بالتقارب، الذي جعلها تشعر بأنها ليست وحدها في هذا العالم القاسي. لكنها الآن، ومع كل ذكرى، كانت تشعر بثقل الفقد.
تذكرت كيف وعدها بأنه سيكون دائمًا بجانبها، لكن تلك الوعود تبدو كأنها ضباب تلاشى مع آخر كلمات قالها. "فالننفصل."
تذكرت كلماته التي أنهت كل شيء كان بينهما. "سأحميك ولن أسمح بطردك."
تذكرت وعده الذي بدأ كل شيء بينهما. "هل كانت كلماتك مجرد أكاذيب؟" همست لنفسها، وهي تشعر بالوحدة تعود لتسيطر على قلبها.
قرار الانفصال كان قاسيًا، ولكن ما كان أصعب هو إدراكها بأن كل شيء كان مجرد لعبة بالنسبة له؛ لعبة لم تفهم قواعدها. "كيف يمكن لشخص أن يكون بهذا البعد عن مشاعر الآخرين؟" تساءلت.
مر أسبوع على حالتها تلك، وكانت غائبة عن المدرسة طوال تلك المدة.
عندها سمعت طرق باب، جاء وراءه صوت مألوف. "كاي-تشان، هل أنت بخير؟"
كانت صديقتها المقربة ساتو. "لقد سمعت بما حدث لك مع أيانوكوجي، وحول انفصالكما"، قالت. "أنا صراحةً لا أصدق أنه فعل ذلك. كان علي معرفة حقيقة شخصيته بعد طرده لساكورا-سان. رغم أنه وعدني بأنه سيحميك، والآن يخلف بوعده، فعلاً هو الأسوأ." _ساتو.
"......"
بقيت كارويزاوا صامتة لدرجة أنك ستشك في كونها في الغرفة.
"كاي-تشان، لا تدعي هذا يؤثر عليك، حسنًا؟ أنا أيضًا ما زلت لا أصدق أنني أحببت شخصًا مثله، لذا أرجوك كاي-تشان، عودي للمدرسة، سأبقى بجانبك وأدعمك. لذا تشجعي." قالت.
"ساتو-تشان، شكرًا على قلقك، لكن لا أستطيع العودة بعد الآن للمدرسة وخاصةً ذلك الفصل." _كارويزاوا.
عندها تكلمت كارويزاوا لأول مرة منذ أسبوع وراء باب مغلق.
"أخيرًا تكلمتِ معي..." _ساتو.
"كاي-تشان، لماذا لا يمكنك الرجوع للفصل؟ هل ربما بسبب وجود أيانوكوجي؟..."
"......."
عما الصمت مؤقتًا، تابعت ساتو كلامها، "صراحةً، كنت أريد أن أخبرك بشيء مهم حول هذا الأمر." _ساتو.
كان كلامها غامضًا مما جعل كارويزاوا تخرج من حالتها المكتئبة.
"ماذا تقصدين بذلك؟!!" _كارويزاوا.
"أيانوكوجي قد قرر الانتقال من الفصل، بل لقد انتقل بالفعل." _ساتو.
"متى حدث هذا؟ ولماذا؟!!" _كارويزاوا.
"لقد أخبرتنا شاباشيرا-سينسي بالأمر منذ يومين عندما كنتِ غائبة عن المدرسة. لم تخبرنا شاباشيرا-سينسي عن سبب انتقاله، وربما لا تعلم السبب أيضًا. لم يفهم أي أحد من الفصل ما كان يحدث، ولكن يبدو أن هوريكيتا كانت تعلم بالأمر. يبدو أنه أخبرها سابقًا بأمر انتقاله، واستطاعت تهدئة الفصل قليلاً، رغم أنه بقي لدى الفصل بعض الشكوك حول سبب فعل أيانوكوجي لهذا الأمر." _ساتو.
"هكذا إذن." _كارويزاوا.
"......"
"ساتو-تشان، هل يمكنك تركي لوحدي؟ أريد أن أبقى لوحدي لبعض الوقت، أحتاج أن أهدئ نفسي." _كارويزاوا.
"لكن...؛" _ساتو.
"أرجوك، ساتو-تشان." _كارويزاوا.
"حسناً، لكن احرصي على العودة للفصل، وإلا سأجبرك على ذلك." _ساتو.
"سأفكر في الأمر." _كارويزاوا.
"حسناً، اعتني بنفسك." _ساتو.
مع رحيل ساتو، تركت كارويزاوا تفكر بما حدث لها حتى الآن، وما سيحدث لها بعد ذلك.
انفصالها عن أيانوكوجي وانتقاله، بدأ كل شيء يتوضح أمامها. "هذا سيء! ماذا سيحدث لي الآن؟ هو يعرف بسري، يستطيع تدمير حياتي متى أراد، والآن بعد انتقاله لن يمنعه شيء من تخريب حياتي المدرسية. مهما فكرت في الأمر، لا أمل في الرجوع بعد الآن. هل حقًا انتهيت الآن؟ هل ما سينتظرني هو الطرد؟" قالت.
تحول كل شعور الأمان والحب تجاه أيانوكوجي إلى خوف وشك في احتمالية أن يدمرها بعد أن انفصل عنها. كان عليها التفكير في حل لهذه المشكلة. تحول من شخص عزيز عليها إلى أكبر عدو لها يهدد حياتها المدرسية التي لطالما كانت تريدها. كيف ستحمي نفسها من شخص هو الأفضل في كل شيء؟!! هل هناك شخص يستطيع حمايتها منه؟
بينما كانت كارويزاوا غارقة في أفكارها، شعرت بثقل العالم يضغط على كاهلها. كلما تذكرت أيانوكوجي، كلما عادت إليها ذكريات الضحك واللحظات الجميلة، لكن تلك الذكريات كانت تتلاشى في ظل الألم والخيبة. كان قلبها يتألم من الفراق، لكن عقلها كان يحذرها من التعامل مع مشاعرها.
ذهبت إلى الحمام لغسل وجهها. "هل يمكن أن أكون قوية بما يكفي لمواجهة ما سيأتي؟" تساءلت بصوت منخفض، وهي تنظر إلى المرآة.
كانت تتمنى أن ترى فتاة قوية، لكن ما رأته كان عيونًا متعبة ووجهًا شاحبًا.
في تلك الأثناء، جاءتها فكرة. "إذا كان أيانوكوجي قد انتقل، فهذا يعني أنه لن يكون قريبًا مني. ولكن هل هذا يعني أنني يجب أن أستسلم؟" قالت.
بدأ شعور جديد يتشكل في قلبها، شعور بالإرادة. "لا أستطيع أن أسمح له بأن يدمر حياتي. يجب أن أكون أقوى." قالت.
بعد أيام من الانعزال، استعدت كارويزاوا للخروج من غرفتها. ارتدت ملابسها بحذر، وعندما نظرت إلى نفسها في المرآة، قالت في نفسها: "هل ما زلت تلك الطفيلية أم أصبحت نفسي المستقلة؟!" تساءلت.
"ربما سأجد إيجابتي ما دمت أتقدم للأمام." قالت.
عادت إلى المدرسة، وكانت خطواتها مليئة بالعزم. رغم أن قلبها كان لا يزال يشعر بالوجع، وببعض الشكوك من حقيقة مشاعرها، بقيت تتساءل: "هل سأستطيع حماية نفسي بمواجهة تحديات لم أجربها ولا مرة في حياتي دون أن أعتمد على أحد؟"
بقيت تتساءل عن هذا الأمر حتى وصولها إلى الفصل.
(يتبع)