"سيد نايت، سيد نايت"
اطلق غبريال تأوّهاً صغيرا بسبب اللمسه الناعمه التي كانت توقظه
شعر بمياه ساخنه تتساقط على وجهه
رفرف جفونه محاولا فتح عينيه على الرغم من حدة ومرارة الألم
كانت جفونه المتورمه تغطي نصف بصره
'عيون ذهبيه ..'
رمز القوة الألهيه
حدق غبريال في عينيها بهدؤ وفجأة قفز محرجا
لا فلواقع كان يحاول النهوض لكن اصابته جعلته يشعر بألم شديد في معدته ولم يسعه سوا ان يتأوه وهو يحاول رفع جسده
"اغغ"
"ابقى ساكناً، انت مصاب بجروح خطيره"
ضغطت يد صغيره على كتفهِ
نظر غبريال الي اليد على كتفيه للحظه ثم رفع رأسه ليرى صاحب هذه اليد
كانت الفتاة الصغيره تحمل تعبيرا حازما على وجهها بينما كانت الدموع تنهمر من عينيها
لقد كانت فيرونيكا
استلقى غبريال بهدؤ وقد شعر بلقوه وهي تستنفز من جسدهِ
"لماذا تبكين؟"
"لانك تأذيت كثيرا ....... "
لم يستطيع غبريال الذي تعرض للضرب من قبل مجموعه من المحتاليين ان يفتح عينه وينظر اليها
قالت فيرونيكا وهي تمسح دموعها التي كانت تستمر بلتساقط وكأنها هي التي تأذت
"وجدت السيد نايت وهو ملقى ارضاً لذالك قمت بنقلك الي اقرب عيادة طبيه"
"اوه هو كذالك؟ "
"انا اسف لايقاظك لكنك لم تتحرك لذى شعرت بلخوف لذالك لم اكن اعرف ما افعل ..."
ابتسمت بخجل وهي تحك خدها
ربما شعرت بلحرج
القديسه فيرونيكا
كانت مشهوره جدا بلقصر البابوي
على الرغم من انها تفتقر للقوه الألهيه الفطريه
الا انها شخص طيب القلب يحتظن الجميع بشخصيتها الطبيعيه واللطيفه
'لانكِ لطيفه مع فارس وضيع مثلي قد يطرد في اي وقت'
في بادئ الامر كان غارسيا من الامبراطوريه المقدسه هو الذي تمتع بلسلطه المطلقه على أولئك الذين ولدو بلقوه الألهيه
لكن حتى بين الذين امتلكو القوه الالهيه كان ههنالك فرق
كلما كانت العيون الذهبيه اكثر لمعانا وحيويه وكأنها ذهب مذاب
كان موقعهم اعلى
لان هذه العيون كانت دليل القوه الألهيه الكبيره
كانت عيون فيرونيكا ذهبيه داكنا جدا لدرجه انها قد تبدو بنيه من الوهله الأوله
لكنها كانت تحتل مكانه عاليه الي حد ما في القصر البابوي
احبها الجميع فقد كانت ترمز فرونيكا الي الصدق والاحترام
ولم يكن غبريال استثناءً
"ليس عليك البكاء على احد مثلي"
"ما هذه الكلمات !!"
بعد سماع كلمات غبريال انفجرت فيرونيكا غضبا
الحاكم يهتم بكل شي حتى بأصغر عشبة تنمو على الطريق لا توهم نفسك بقول انك لست مثلي، هل ستتجاهل حب الحاكم لك؟ "
"هذا ليس ما قصدته انا فقط اعني ..."
بينما كان غبريال يتلعثم محرجا اظهرت فيرونيكا وجهاً متيبسا
وتنهدت
"اخبرني، ماذا حدث؟"
اضاق غبريال عيناه مسترجعا ذكريات ذالك اليوم
كان هنالك طفل محاط بعدة رجال وكاد يتعرض للضرب
فتقدم غبريال دون اي تفكير لانجاد الطفل
'يبدو انني تعرضت للضرب وفقدت الوعي'
كان لديه حلم وهو تغير العالم
مهما كانت قوته صغيره
اراد فقط ان يكون العالم مكاناً افضل مما هو عليه الان
'انا لا يمكنني حتى ايقاف محتال؟ ...'
كان يشعر بلضعف الشديد لدرجه انه لم يعد بيده شيء سوا ان يضحك
"وماذا حدث لذالك الطفل؟"
لقد فقد وعيه لذى لا توجد طريقه يمكن ان يكون الطفل فيها بخير
"لابد انه تم بيعه كعبد"
شعر الصبي وكان هنالك شيء يخنق صدروه وامتلأت عيناه بليأس
انزل رأسه وامسك بشعره الفضي الفوضوي
كان يشعر بلخجل من نفسه
لكن اكثر من ذالك كان قلقا للغايه على الطفل الذي لم يستطيع حمايته
"ذهبت الي مسقط رأسي ووجدت طفلا في خطر"
"انا ارى .."
"لكنني لم استطيع انقاذه في النهايه"
على الرغم من مكانته الاجتماعيه الدنيئه الا انه تمكن من ان يصبح فارسا بسبب نعمة البابا
وقد اطلقو عليه ايضا اسم غبريال
على الرغم من انه لم يتعرض للتحيز الا انه كان دائما الاضعف
'انها معجزه انني لم اترك في الخلف'
على الرغم من انه صمد بطريقه ما امام الشر
وعلى الرغم من انه غير معتاد على الزي الابيض الذي يرتديه
"لا استطيع ان افهم اين اقف، اشعر انني اقف وحيدا في نفس المكان"
هل هذه هي حدود قدراته؟
هل حلمه صعب لهذه الدرجه؟؟
"سيد نايت"
امسكت اليد الصغيره البيضاء كلخلاص يده
"لا تلوم نفسك"
الفتاة الصغيره التي ذرفت دموعهة لان غبريال تأذى كان لديها نظره حازمه في هذه اللحظه
بدون تردد وبعيون مليئه بلثقه
"هذا ليس خطأ السيد نايت بلتأكيد !"
قالت اكثر الكلمات التي يريد سماعها
" لا تشك في الطريق الذي تسير فيه"
فتح غبريال عيناه على مصرعيهما وشد اسنانه بقوه
هذا صحيح
فقط منذ متى كان ينتظر هذه الكلمات؟
"نعم .."
بلكاد اجاب الفتى بصوت دامع
"حسنا .."
هذا ما اراده بشده
ربما من اجل هذه الكلمات وقف وتحمل حتى النهايه على الرغم من وقوفه في نفس المكان بينما يحاول ان يبذل جهده
"سيد نايت"
امسكت فيرونيكا بذقن غبريل ورفعته للأعلى
كانت عيناه الملونه ترفرف ودموعه تنهمر
"لا ترتجف، صدقني"
ابتسمت فيرونيكا بلطف وهي تمسح دموعه بأصبعها
في تلك اللحظه تلألأت عيناه بشكل غريب
وكأنها اثارا من الذهب تنتشر كغروب الشمس في عيني الصبي
الزرقاء الباهته
لون ذهبي اكثر اشراقا من لون عيني البابا
"بعد كل شي لم اكن مخطئه بشأن ما رأيته في المره السابقه"
كان هذا لا يصدق لكنه كان كذالك بلتأكيد
تجلت قوته الألهيه في وقت متأخر
من كان يعلم ان هذا الصبي الصغير الهش في الواقع كان لديه قدره اكبر من قدرة البابا
'انا وجدته اولا، انا !'
شعرت فيرونيكا بسعاده غامره ولمت عيناها السمراويتان
ثم اقتربت وقامت بفرك عيني الصبي
"اغغ ..... القديسه؟؟"
اطلق الصبي تأوه صغيره وسأل بفضول
فيرونيكا ابتسمت بأشراق
"انا اثق بلسير نايت لذى هل يمكننا السير على الطريق الذي يسلكه السير نايت معا؟"
لم تكن بحاجه حتى للسؤال
لقد ضحك الجميع المولود المتواضع ذو الاحلام الكبيره
لكن الان كيف يجرأ على رفض الوجود الوحيد الذي يؤمن بهِ؟
"الم تلاحظ انني كنت على حق؟"
صرخ غبريال واقسم
قبل غبريال ظهر يدها كدليل على الخضوع
ظهرت ابتسامه راضيه على شفتي فيرونيكا واختفت بسرعه
"اوه انظر الي جروحك .. سأعالجك على الفور"
وضعت يدها على جبين الصبي ودعت قوتها الألهيه تددفق
بسبب القوه الألهيه الفطريه كان شفاء الصبي سريعا جدا حتى مع القليل من القوه الألهيه كان هذا مرضياً
"لتأخذ قسطا من الراحه الان"
خرجت فيرونيكا من المستوصف وابتسمت بحراره للكهنه التي قابلتهم واحد تلو الاخر
"اه.. الاخت فيرونيكا"
لقد كان هو
من بين الكهنه الذين اظهرو لها الموده والاهتمام كان هنالك شخص يتقرب منها بأبتسامه مريبه
تراجعت فيرونيكا ببطء وحاولت اظهار تعابيرا مبتسمه والتي ظلت تنهار بشكل يائس
"الاخ باروم ..."
لم تعرف عدد المرات التي قمعت بها رغبتها بتجاهله والهروب بعيدا
لم تستطيع فعل ذالك لان هذا سيمزق صورة القديسه اللطيفه التي تظهره للناس
نظر باروم حولهم وتأكد من انه لا احد سيسترق السمع
"سمعت انكِ لم تفوتي فرصة الحصول على تقدير هذه المره ايضا"
"لقد فعلت الشيء الصحيح"
"اوه ايتها الاخت فيرونيكا ما ارحمكِ دائما ما تمدين يد العون للمحتاجين"
بينما كان يواصل كلماته اخفض رأسه وهمس لفيرونيكا
"لديها الكثير من القوه الالهيه لدرجه انني لا اعرف كيف اصبحت عضواً في الامبراطوريه المقدسه"
"......."
"اذ جمعت الاعمال الصالحه والتقدير الذي تحصلين عليه واحدا تلو الاخر فلن يتم خفض رتبتك"
كافحت زوايا شفاه فيرونيكا على المحافظه على ابتسامتها المرتجفه
نظر اليها باروم بأبتسامه وهو يمر من ورائها مستهزئاً
"لوه يجب ان تكوني متعبه الان"
تُركت فيرونيكا وحدها مذهوله
بعد فتره سارت عبر الردها وعادت الي غرفتها الخاصه
كانت قد فقدت رباط جأشها، مع ذالك
عندما دخلت غرفتها اصبح وجهها المبتسم لوحه بارده
"رجل مزعج لعين"
تمتمت فيرونيكا وهي تبحث بين اكمامها ثم التقطت البطاقه التي وجدتها مع غبريال
"همممم"
قرأت فيرونيكا البطاقه مره اخرى
[انت على حق، لا تشك في المسار الذي تسلكه]
لم تستطيع الحصول على لي شي قد يثير اعجاب غبريال
هل يساعدها الحاكم الان؟
كان يبدو الامر كما لو ان الرساله كانت تتوسل ليقرأها احد
"بحقك؟... انت فاسق لعين"
ابتسمت الفتاه وهي تبصق الكلمات البذيئه ثم قامت بتمزيق الورقه ورميها بسلة المهملات
"انها طفوليه جدا"
-يتلع
----------------------------------
من اول ظهور لها وانا مو مرتاحه لهلتس تس الشقرا احس وراها بلاوي سودا زي لون قلبها
بخصوص غابريل احسه طيب يا رب ما تقدر تلعب بعقله
مترجمه هلفصل:
حسابات المترجمين