٢٦ من نوفمبر

تساقطت الثلوج بتناغم ، متفقتا على تغطية الأرض التي كانت يوم ما خضراء .

……

نظر الان بذهول للواقف بجوار مدخل الفصل واستدار ليحدث رينالد الجالس خلفه بصوت منخفض

"تم تشديد الحماية هنا أكثر مما كنت أتوقع "

اومى رينالد ل الان وقال

" هذا أقل شيء يمكن فعله ، فبعد كل شيء هم ليسوا أغبياء لكي يتكرر ذلك الحادث "

شحب وجه اجريس لتذكره ما حصل عند بدأ الفصل الدراسي الثاني في سنتهم السابقة.

ابتسم كريس وقال بصدق وهو يربت على ظهر الصبي الشاحب ب لطف

" يكفي رفاق ، دعونا نستمتع وكفاكم تشائم "

ابتسم الان وقال بسخرية

" كن رجل وقل هذا لو كنا في فصل الأعشاب "

قلب كريس عينيه وقال بانزعاج وهو يتذكر شكل النباتات المقرف وملمسها

" الذي يسمعك يقول بأنك افضل مني في هذا ، أسكت فكلانا في نفس الوضع "

أراد الان أن يرد ولكن أدار وجهه ونظر لمكان ما لبعض الوقت وقال وهو يقرص ذراع ايفان بعد أن كان الثاني سارح في محيط أفكاره

" هاي !!، انظر هناك "

مسد ايفان مكان القرصه وقال بانزعاج وهو يحاول أن لا يغضب

" ماذا ؟؟!"

اكتفى الان بأن يشير بعينه لمكان ما وتابع ايفان نظرته

تنهد ايفان بتعب وانزل رأسه بعد أن نظر لشقراء كادت أن تصنع ثقب ب وجهه

زفر الان بانزعاج وقال وهو ينظر للشقراء التي لاتزال سارحه ب ايفان

" تبا لك !!"

قلب ايفان عينيه وقال بلامبالاة

" ولك "

قال اجريس بفضول وهو ينظر ل الان بتسأول

" ماذا ؟ "

لعن الان حظه وقال بانزعاج

" هذا السافل جذب فتاة جديدة "

هز كريس رأسه وقال بهدوء كما لو أن الأمر لا شيء

" يجب عليك ان تتعود ، أكره أن اعترف ولكن هذا اللقيط رائع فحسب "

ابتسم رينالد وقال بصوت منخفض

" يكفي يا حمقى ، سنطرد أن لم تخرسوا الآن !"

تجاهل الان كلام رينالد وقال

" لم يبدء الدرس بعد لذا لا يوجد شيء يمنعنا من الحديث -"

قاطع حديث الان صوت الأستاذ الذي قال ببساطة أن ينتبهوا له فقد بدى الدرس الآن

ابتسم رينالد وقال بفخر

" اخبرتكم !!"

اكتفى الان بأن يرسل له نظره قذرة كل خمس دقائق .

…………………

وقت الغداء كان الاسوء بالنسبة ل الان

فقد حدقت جميع فتيات منزلهم ب ايفان و رينالد .

قال الان بحزن كما لو أن أحدهم أخبره بأنه لا يستطيع ان يأكل أكثر من خمس وجبات باليوم

" انهن عمياوات …"

واساه كريس الجالس بجانبه

" لا تحزن، أنهن عمياوات فعلا لأنهم فتنوا ب ايفان وليس بي "

قلب الان عيناه وقال بانزعاج

" الا يجب عليك أن تواسيني؟ "

ابتسم كريس وقال بسخرية وهو ينضر ل الان ولا تحمل نبرة حديثه اي صدق

" اسف ~~"

أدار الان رأسه وقال بنبرة لا تقبل التفاوض وكلها ثقة

" أنتم لا تستحقونني !!"

مثل رينالد الحزن وقال

" واخيراا، صدقني لا احد يستحق المصائب "

توسعت نظرة الان وقال بانزعاج

" كيف تجروء !!"

وكالعادة ابعد ايفان الأطباق وأسند رأسه على الطاولة .

و اما كريس فهو داخل في الشجار ،و اجريس ؟…حسنا المسكين قد تعود عل هذا الأمر لذا أخرج دفتر ملاحظات صغير وبدى بقرائته .

قلب الطلاب القدماء عينهم بملل كما لو أن هذا شيء روتيني .

وفي آخر مقعد على الطاولة جلس سيال وهو ينظر لهم بحده ومستعد كي يؤنبهم ولكن تذكر الصفقة التي قد عقدها مع ايفان بالفعل لذا تجاهل الأمر.

………

بعد الظهيرة

عندما كان فصل التجلي على وشك أن يبدأ أتى أحد المدرسين وطلب من البرفيسور ماكنجاول أن تذهب معه .

عبست البروفيسور قليلا ولكنها تبعته بعد أن وضعت علينا استاذ بديل ليشرح لنا المحاضرة بدلا عنها .

تهامس الطلاب فيما بينهم وبالتأكيد كان الان في ضمن هذه المناقشة .

قال الأستاذ البديل وقد انزعج قليلا من أنهم يتجاهلونه علنا .

" يرجى الانتباه ، هذه المحاضرة مهمة ل اختبارتكم القادمة ".

حالما سمع الطلاب من كلا المنزلين كلمة اختبار ، أعطوا انتباههم الكامل له .

رفعت أحد الطالبات من منزل رفنكلوا يدها بعد انتهاء المحاضرة وقالت

" المعذرة ، استاذ لوان ؟".

اعطاها الأستاذ نظرة قصيرة وقال بعدها بلامبالاة

" نعم ؟ ، ما المشكلة انسة …".

قالت الفتاة بلا مبالاة

" ايثوثا اورسبرا "

اومى لها الأستاذ لوان وقال

" نعم انسة اورسبرا، ما المشكلة ؟ ".

ابتسمت الفتاة بتكاسل وقالت

" لقد اجبنا على جميع ما سألته قبل قليل ولكنك لم تعطينا ولو نقطة واحدة ، هل يمكنني معرفة السبب ؟ ".

ابتسم لها الأستاذ وقال بجدية

" هل يجب أن أخبركم؟ ".

اومأت له الفتاة وتابعها الجميع

تنهد الأستاذ قليلا وقال بلامبالاة

" حسنا ؟ ، لا أعتقد بأن ما أجبتم عليه هو صعب او رائع لكي أعطي نقطة .

اوه! صحيح لقد نسيت أن أخبركم! ".

نظر له الجميع بفضول عدا ايفان فقط كتم ضحكته لمعرفته لما سيحصل.

تابع الأستاذ لوان حديثه وقد ظهر القليل من الخبث في عينيه المنحنية

" يجب عليكم أن تصلوا بجد كي لا اتعين ك استاذ أساسي، والا …"

اسند يده على المكتب وظهرت ابتسامة متكاسلة على وجهه وهو يميل برأسه لليسار قليلا وقد سقطت بعض خصل شعره أيضا .

" قد تصابون بالجنون بسببي ، فأنا غير متساهل على الإطلاق".

أصاب الجميع قشعريرة سرت من عمودهم الفقري وصولا إلى الأعلى .

وقف باعتدال وعادت نظرته اللطيفة وقال بلطف وهو يكتم ضحكته

" ما خطبكم ؟، لقد كنت امزح فقط ".

نظر له الجميع لدقائق وتنهدو بعدها .

لوح لهم الأستاذ وقال بجدية

" حسنا يارفاق ، انتهت المحاضرة .

أجمعوا اغراضكم واخر– ".

لم يكمل الأستاذ حديثه فقط شاهد المقاعد فارغة بالفعل .

تنهد وأخذ كتابه وخرج من الفصل أيضا .

خارج الفصل

سار الطلاب معا وبدأوا في الثرثرة حول العديد من الأمور ومن ضمنها السبب الذي جعل الأستاذة تغادر فجأة من المحاضرة .

سار الأربعة خلف الحشد الثرثار ومن بين الحشد وابرزهم ذو الشعر الذهبي .

تنهد اجريس وقال بحزن

" أتمنى أن أعرف كيف يستطيع الان التحدث مع الجميع ".

ابتسم رينالد وقال بجدية

" هل نسيت أنه يتمنى أن يحصل على درجات مرتفعة مثلك ؟".

اومى اجريس بإحباط وقال

" هو فقط لا يعطي اهتمام ب الدراسة ، لو كان يدرس بجد فانا متاكد من انه سوف يتجاوزني "

قال كريس بلامبالاة

" وأنت أيضا مثله ، حاول أيضا ".

تحسن مزاج اجريس الغائم وقال

" حسنا ، سأحاول! "

عندما كانوا يسيرون إلى مساكنهم انخرط الان ب الخطأ مع طلاب رفنكلوا ولم ينتبه بأنه كان يسير ب الفعل معهم إلى مسكن رفنكلوا إلى أن تم إمساكه من ياقة سترته وتم سحبه .

تجهم الان وأراد أن يكسر يد الذي يجرؤ على إهانته بهذه الطريقة .

ولكنه سمع صوت ايفان الساخر وهو يسير ويسحبه معه

" هل أصبحت رفنكلوا من دون علمي ؟ "

عاد وجهه الان الى طبيعته وقال بملل

" مضحك جدا "

حالما وصل ايفان الى مكان وقوف اصدقائه ترك الان

قال الان بلامبالاة

" شكرا على التوصيل "

تجاهله ايفان ببساطة .

قال رينالد بفضول وهو ينظر ل الان

" ماذا إذا ؟ "

عدل الان ثيابه وقال بعد أن تأكد من أن شكله مرتب تماما

" لا شيء مهم ، يعتقدون بأن ذهاب الأستاذة له علاقة بتشديد الحراس "

همم ايفان وقال

" بكم ؟ "

ابتسم الان وقال بفخر

" ٨٠ % "

عبس رينالد وقال بجدية

" ماذا عن الباقي ؟"

هز الان رأسه كما لو أن هذا شيء طبيعي

" ١٠% قد تكون مشاجرة كما حصل في تلك 'المرة ' ، و ١٠% الثانية هي على الأرجح أسباب شخصية ".

هز رينالد كتفه وقال

" غير مهم حاليا، دعنا نذهب المسكن وبعدها دعونا نسرع للقاعة الكبرى ".

اومى الان وقال

" اتفق ، الطعام أهم الان ".

………

بعد العشاء

قاوم ايفان التعب الذي داهم جسده وهو يتوجه لسريره لكي يجلس .

قال بهدوء وهو ينظر لسرير اجريس الفارغ

" المكتبة؟ "

قال كريس الجالس على المكتب وهو يتصفح الكتب الرثة ويكتب بعض الملاحظات على الدفتر الصغير .

" كالعادة "

تنهد ايفان واستلقى على سريره وقال وهو يغمض عيناه

" يجب علي الخروج ".

توقفت يد كريس قليلا ولكنه استئناف عمله وقال

" النمس ؟"

نظر ايفان للسقف وقال بلامبالاة

" كريستال .."

عبس كريس وأدار وجهه

" هل الوضع سيء ؟ "

ابتسم ايفان بسخرية وقال

" سيء ؟، ربما "

قلب كريس عينيه وقال بلامبالاة

" حسنا "

خرج ايفان من الغرفة وقام بإخفاء نفسه بالتعويذة .

تسلل من جديد عن طريق الممر السري المؤدي إلى قرية هوجسميد .

قبل أن يخرج من الممر ابطل التعويذة و انتقل بعدها إلى قرية صغيرة قريبة من الساحل .

تلألأ سطح الماء بعد أن سقط عليه ضوء القمر من ما أعطى جو مناسب و هادئ .

سار بلامبالاة في الطريق المظلم والانارة الوحيدة التي تأتيه هي من القمر .

سمع اصوات خافتة تأتي من الإرجاء ولكنه لم يهتم .

استمتع بنسيم الهواء البارد الذي يصفي ذهنه من العديد من الأفكار .

قاطع سيره يد تشبثت بثيابه من الخلف

أدار وجهه بلامبالاة وكما توقع ، مجرد طفل صغير.

قال بلامبالاة للطفل

" اترك "

هز الطفل برأسه وقال بقلق

" لست من هنا ؟ "

تجهم ايفان قليلا وقال بجدية

" اترك "

تشبث الطفل بقوة أكبر بسترته وقال

" المكان هنا لا يناسب الغرباء ، من الأفضل لك الخروج قبل أن يمسكوا بك ".

رفع ايفان حاجبه بانزعاج وابعد يد الطفل عن سترته بهدوء

وقال

" ابتعد من هنا ".

تسارعت نبضات الطفل عندما نظر لما يتواجد أمامه وبالتحديد خلف ايفان .

أسرع الفتى في اتباع كلمات ايفان وهروب إلى أحد المنازل .

أدار ايفان راسه بلامبالاة وقد تزامن هذا مع وصول مخالب الكائن إلى رأسه .

قريب جدا ، لقد كان… .

تم تلطيخ طرف حذائه بالدماء الطازجة.

اهتم بحذائه أكثر من ما اهتم ب ذراع الوحش الساقطة على بعد ثلاثة أقدام منه .

رفع نظرته ل الواقفة أمامه وحدق في بنيتها التي تبدو من الوهلة الأولى ضعيفة .

ولكن الضعف لا يعرف طريق لها بعد الآن ، لم تعد كما كانت عندما التقوا أول مرة .

أصبحت أقوى ،و أشرس من ذي قبل .

إدارة جسدها و أحنت رأسها له قليلا ل تظهر له الاحترام الذي يستحقه.

ابتسم قليلا عندما التقت عيناها المحمرة بعينه وقال

" كريستال .."

لم تتغير النظرة الغير مبالية في عيناها على الإطلاق ، ولكن هناك القليل من الإجهاد والتعب الذي تحاول اخفائه هذه العينان.

عندما يراها يشعر ب القليل من الحنين ، ليس لها وليس لأحد ما .

بل لنفسه فقط .

يشتاق كل ليلة للشخص الذي كان عليه من قبل ، صحيح أنه كان أقل قوة من نفسه الان ولكن لايزال يتمنى أن يعيد الزمن لذلك اليوم .

ولكن لا يستطيع .

ما كان عليه، يختلف عن ما هو عليه الآن.

تشتت أفكاره عديمة الفائدة عندما سمع صوتها الهادئ وهي تناديه

' سيدي ؟ '.

القى نظرة على المشهد الدموي القابع خلفها .

قال بلامبالاة وهو يرى القليل من القلق المختبئ بشكل جيد خلف ستارة من عدم اللامبالاة في عينيها السوداء .

" لا شيء ، التقرير ؟ "

زفرت الفتاة وقالت وهي تمسح بظهر يدها اليمنى الدماء المنتشرة على خدها الأيمن .

" لم يستمعوا لي ، لذا قد تكبدوا الخسائر "

سلمت له ورقة صغيرة كتب فيها بعض الأرقام و الكلمات .

نظر بفتور لقطعة الورق و قال

" خمسة عشر ؟ "

إجابته وهي تحاول أن لا تتواصل معه بصريا

" مجرد أطفال".

همهم قليلا وحرق الورقة متجاهلا عدد الوفيات الكبير .

قال بعدها

" انظري لي "

وجهت نظراتها له

قال ببرود وهو ينظر لضعف صغير جدا متواجد داخل عيناها

" لا يوجد وقت للندم ، هم من رفضوا أن تساعديهم وسخروا منك .

لا تدعي ضعفك يقتلك ، هناك الكثير من ما تحتاجين فعله ".

رنت الكلمات في داخلها.

في قلبها قبل عقلها ،اختفى الضعف في عينها ولم يترك أي أثر .

نعم لا يزال لدي ما افعله !

بهذه الأفكار ازدادت نظرتها برودا وهذا البرود يختلف عن برود المشاعر .

لا ، هذا البرود هو برود المقاتل الواثق من أنه سينجح .

رفع طرف فمه قليلا وعاد بعدها للسابق.

………………….

يتبع…

2022/11/17 · 177 مشاهدة · 1923 كلمة
نادي الروايات - 2025