الخلود لم يصنع للبشر ، امنيات البشر اما لا تنتهي أم لا تكون بالأصل موجودة

….-------...........--------.........---------.......

جمعت كريستال جميع الجثث واحرقت نصفها واخذت الباقي الى المختبر ليتم فحصه .

خمسة عشر طفلا وقفوا امام ايفان الآن .

داعبت الرياح الباردة بشرتهم المحمرة من شدة البرد .

تنهد ايفان وقال ببرود ل الشاب الواقف على بعد خمس أقدام منه .

" خذهم إلى أحد دور الأيتام الجيدة ، وتأكد من الاعتناء بهم ".

نظر له الصبي الصغير بأمل كبير ولكن ايفان لم يهتم فقد حطم أمله.

نظرة كريستال بشراسة ل الشاب الواقف بذهول أمام ايفان وقالت

" نفذ أوامر السيد ".

عاد الشاب لرشده وسارع في أخذ الأطفال بعيدا عن نظر السيد .

استدارة كريستال لتقابل ايفان وقالت بإخلاص

" سيدي ، دعنا نذهب ".

" انتظر لحظه!! "

عندما أراد ايفان أن يومى لها سمعوا صوت صراخ خلفهم لذا أداروا رؤوسهم قليلا لمعرفة ما يحصل.

حاول احد الحراس القادمين مع ذلك الشاب الامساك ب الصبي واسكاته ولكن الصبي قاوم وصرخ وقد تجمعت الدموع في عينيه الزرقاء الشاحبة .

" لحظة واحدة ارجوك! "

تنهد ايفان ولاحظت كريستال انزعاجه من طريقة تنهده.

لا أحد يستطيع أن يرى تعابير ايفان في هذه اللحظه ويعود الفضل في هذه ل القناع الأسود الذي يرتديه .

حتى عيناه غير ظاهره وحتى لو ظهرت فلن تتسبب إلى بموت من يراها .

رفع ايفان يده قليلا وفهمت كريستال ما يريده فورا لذا قالت بسرعة

" خذ البقية ودع هذا ، سنأخذه لاحقا "

اومى الشاب وأخذ بقية الأطفال و بنقرة من عصاه اختفوا كما لو أنهم كانوا مزج من تهيؤات.

نظر الصبي بذهول ل المكان الفارغ الذي كان يشغل قبل قليل أبناء قريته وإخوته .

شعر ببرود وقشعريرة تسير في جسده حالما نظر للشخص الواقف على بعد منه .

هو الذي ناداه ولكنه أيضا الشخص الذي يخاف من النظر إليه بسبب ما رآه من الشخص الواقف بجانبه .

فهم ايفان خوف الصبي و اعتقد إلى حد ما بأن هذا شيء طبيعي ، من لا يخاف من حمراء الشعر الواقفة بجانبه ؟.

القى ايفان نظرة خاطفة على كريستال .

تنهدت كريستال ونفذت أوامر السيد .

بقي الصبي فقط أمام ايفان وكذلك كان ايفان هو الوحيد الباقي أمام الصبي .

نظر له الصبي وقال بصعوبه بعد أن شعر ب الضغط المسلط عليه .

" شكرا لك "

نظر ايفان بسخرية ل الصبي .

حقا ؟، فقط هذا ؟…

قبل أن يكون لدى ايفان أي فرصة ليتحدث ركع الصبي على الأرض وقال بجدية وهو يحاول أن يتمالك غريزته التي تطلب منه الهروب فورا من أي مكان قد يتواجد به هذا الشخص الواقف أمامه.

" ارجوك ، ساعدنا !".

نظر ايفان له ببرود وقال بعد مدة قصيرة

" لم أكن الشخص الذي أنقذكم "

رفع الصبي نظرته وقال بغباء

" ها ؟؟"

هز ايفان يده كما لو أن هذا متوقع من طفل

" ذلك الشخص الذي كنت ترجف منه للتوا هو الذي قام ب بانقاذكم ".

لم يستوعب الطفل ما قيل للتو

كيف يمكن لذلك الشخص الذي ينضح بطاقة شريرة أن يكون هو الذي انقذهم ؟

تلعثم الصبي وهو يحاول أن يقول شيء آخر

" إذا.ل..لماذا ؟"

فهم ايفان ما يريد أن يقوله الصبي لذا قاطع بلا رحمة

" لقد أتيت فقط للمشاهدة "

توسعت عيني الصبي وقد اكتشف للتو بأنه قد أخطأ خطأ فادح .

ابتسم ايفان للنظرة المرتجفة المتواجدة في عيني الصبي وقال بلامبالاة

" سياخذك ذلك الشخص ، ومن الأفضل أن تمسك لسانك و فضولك"

تغيرت نبرة صوته لتكون أشبه بصوت لا يحمل أي إنسانية عندما قال

" ألم تسمع عن المثل الذي يقول بأن الفضول قد قتل القطة الصغيرة ؟ "

عرف الصبي المثل هذا وهو يعرف جيدا بأن المثل لا يحتوي على كلمة ' الصغيرة '.

اقفل الصبي فمه بعد أن قال

" حسنا سيدي "..

استدار ايفان وخطى خطوة واحدة فقط للأمام ، هذا ما رآها الصبي قبل أن يحاوطه الظلام .

قالت كريستال كلمة واحدة وهي ترفع الصبي وتضعه على كتفها.

" مزعج ".

اتفق ايفان معها ، الوقت يداهمهم ليس لديهم مايضيعوه على صبي لا يعُرف أن كان مجرد شخص عادي او بيضة ساحر ..

اختفت كريستال بعد أن قالت ل ايفان

" سأخذه لدار الأيتام و سامح ذكريات جميع الاطفال "

لم يفكر ايفان كثيرا قبل أن يوافق ولكنه قال

" قبل أن تمسحيها احفظيها في بلورة تخزين "

لم تسأل كريستال عن السبب فقط رحلت وهذا ما يجعلها من المساعدين المفضلين لدى ايفان.

……

27 من نوفمبر الساعة ١٢ ودقيقة

غطى الضباب الخافت الساحل مما أعطاه منظرا يستحق المشاهدة .

وقف ايفان أمام الساحل وهو يتأمل منظره الخلاب

ظهرت كريستال بجانبه ولم يدر وجهه حتى .

نزعت كريستال قناعها وتتبعت نظرة ايفان المثبتة على الساحل .

هل يحب الساحل ؟

هذا ما فكرت به كريستال فقط في تلك اللحظة.

لم يكن ايفان يريد البقاء أكثر والا قد يأتي كريس ويسحبه من شعره وصولا إلى المدرسة .

قال بنبرة بسيطة وهو يخرج يده اليسرى التي كانت محشوة في داخل جيب السترة السوداء .

" خذي "

نظرة كريستال ببساطة وبقليل من الغرابة ل الصندوق الصغير الموضوع على كف ايفان الذي قد ارتدى قفازات بالفعل قبل أن يأتي لهنا.

قالت بهدوء غريب

" لي ؟".

نظر له ايفان وهو يرفع أحد حاجبيه وقال

" وهل هناك شخص آخر هنا ؟"

لاتزال نظرة كريستال باردة عندما اخذت الصندوق من ايفان ولكن في مكان ما في فضاء عينها السوداء سطعت نجمة صغيرة بضوء خافت جدا .

قالت بلامبالاة وهي تضغط بيدها على الصندوق الملفوف بشريط أزرق .

" هل يمكنني فتحه الآن ؟ "

اومى ايفان بلامبالاة

نزعت الشريط بجدية كما لو أنها خائفة حتى من إفساد الشريط .

فتحت العلبه واستقبلها شيء قد جعلها تشعر بالتوتر للحظة .

قالت ببساطة وهي تخرج السلسلة الزرقاء الشفافة من العلبه وتلفها على معصمها

" أنها تناسبني ، او ليست باهظة الثمن؟ "

هز ايفان برأسه بالإيجاب وقال

" أنها كذلك على ما اعتقد ، هذه هو اختيار النمس و كريس وبالطبع R ، وبعد أن كادو أن يكسرو متجر المجوهرات ".

فكرت كريستال قليلا وقالت باهتمام

" وانت اخترت اللون كي يتوقفوا عن القتال ؟ ".

اومى ايفان وقال

" لقد تعاونو لكي تكوني سعيدة ، في النهاية هذا هو يومكِ ".

خفضت كريستال رأسها .

رفعت زاوية فمها بطريقة غريبة ، ابتسامة ولكنها ليست لشخص اعتاد على الابتسام .

لا ، أنها لشخص صادق قد تعلم للتو معنى الابتسامة .

لم ينتبه ايفان لها فقد كان شاردا في طريقة ليحمي نفسه بها من كريس ، ولو انه قد شاهدها وهي تبتسم لكانت هذه بطاقة جيدة تخرجة من سلسلة تذمرات كريس .

ولكن مع الأسف لم ينتبه لها .

واضطر لأن يعاني .

………….

عادت كريستال إلى المقر .

فتحت باب المكتب الخاص بها واستقبلها المنظر الفوضوي للمكتب .

تنهدت وبدأت بتعديل مكتبها .

بعد دقائق فتح الباب ودخل منه أكبر وغد موجود في المقر من بعد R بالطبع .

شعر بني مجعد مع عينان بندقية اللون .

يرتدي قناع ذو لون فضي وأطراف فتحة عين القناع مطرز باللون البني .

قالت كريستال بعد أن وقفت لاستقباله

" ماذا هناك ؟ "

لم يتحدث ولكنه سلمها مستند .

فتحت المستند بقلق .

توسعت عيناها من ما قرأت .

قالت بسرعة وهي تردي قناعها

" سأذهب بنفسي !".

وقف الشخص أمامها ومنعها من الخروج .

قالت كريستال وهي تشعر ب الغرابة من تصرفاته الغير طبيعية اليوم .

" لماذا ؟ "

صدر صوته المرح والذي يحمل القليل من الغموض .

" انا سوف اذهب ، اعتني بالمقر إلى أن أعود ".

نظرة له كريستال وقالت مع رفع حاجبها

" لماذا ؟"

قال النمس متجاهلا قلقها

" انا أعرف بأن هذا ليس بشيء صعب عليكِ ، ولكنني مللت من مشاهدة المستندات طوال الوقت.

سألعب قليلا وسأعود ، مفهوم ؟".

اومأت كريستال وقالت بنبرة هادئة

" مفهوم أيها الأحمق ".

قال وهو يهم بالمغادرة

" عيد ميلاد سعيد ".

غادر النمس بالفعل ولكنها لم تمنع نفسها من أن تقول بصوت منخفض وقد ارتسمت ابتسامة صغيرة جدا على وجهها .

" شكرا ".

جلست من جديد وقد القت نظرة على العلبة الملفوفة ب الشريط الأزرق .

رقت نظرتها الباردة قليلا وقامت بحفظ العلبة ب تعويذة قبل أن تخبئها في أمن مكان لديها .

كنز جديد وصل لها للتو ، لن تفرط ابد بمشاعرها .

……….

يتبع…

2022/11/19 · 170 مشاهدة · 1315 كلمة
نادي الروايات - 2025