بعد أسبوعين من اختبار الأستاذ لوان، بالتحديد ١٣ من ديسمبر .
"سير لوان "
وجه لوان نظرته اللطيفه لمخاطبة وانتبه للفضول القليل التي تعكسه عينيه.
" تفضل ب الحديث في البداية سيدي المدير ، لست مستعجلا ".
نظر له المدير بلطف وقال بنبرة المعتادة وهو يحاول أن يستخرج اي شيء منه .
" في الواقع لدي القليل من الفضول حول أوضاع الوزارة الآن ".
(' أخبرني عن ما تعرفه عن ما يحدث في الوزارة ')
رد عليه لوان بكل اريحيه وهو يتجاهل المعنى المدسوس في تلك الكلمات .
" في الواقع لا يزال كل شيء يسير نحو الهاوية ، الوزارة ، والسحرة ولا ننسى الميغل ".
تابع حديثه وقد زالت ابتسامته المعتادة لتتبدل تعابيره اللطيفه باخرة بارده
" أتساءل متى سوف نستطيع إيقافه ".
" هناك دائما امل ، حتى لو كان قويا فهناك من سوف يستطيع إيقافه ".
ابتسم لوان بسخرية ونهض من مكانه قائلا
" الرؤى والأحلام دائما ما قد تجر مصدقها إلى الهلاك ".
اراد ان ينفي حديثه ولكنه لم يستطع بسبب خروج الآخر.
هدأت الغرفة من جديد حالما اغلق الباب .
ولكن لا تزال نظرته موجهة نحو ذلك الباب الذي خرج منه الأستاذ .
……….
خرج لوان وهو يلعن حظه وجميع الحمقى المشابهين لهذا المدير .
مضحك جدا !
نبوءة ورؤية ؟؟!
انا لست بمكذب ولست بمصدق ولكنني احتاج الآن إلى حل !.
ليس مجرد آمال واهية مبنية على الانتظار .
لدي صبر ولكن ليس لدي اي ضمان بأن يتبقى الكثير من الأشخاص الأحياء في نهاية المطاف .
تزداد الجثث يوما بعد يوم .
انقياء ، إنصاف دماء ، ميغل مخلوقات غير بشرية .
كل هؤلاء سيموتون فقط لو رفضوا تقديم الولاء .
وحتى لو قدموه فلا يوجد ما يضمن انهم سيعيشون .
نظر بانزعاج للطلاب الذين يسيرون في الممرات ولا يعرفون ما قد يخبئ لهم القدر.
يكره هذا حقا .
يكره عدم مقدرته على النجاح .
مع كل ما فعله وسيغعله لايزال هناك شيء ما في داخله يخبره بأن لم يبذل كل جهده بعد .
مع كل قطرة دم نزفها إلى الآن مع هذا لايزال لم ينتهي بعد .
يكره تخيل مصيرهم.. يكره ما قد تؤول له حياتهم .
هو فقط متعب من كمية الضغط المسلط عليه ومع هذا لا يزال قلق عليهم .
سوف يكذب أن قال بأنه لم يتعلق بهم قليلا خلال هذه السنة التي قد قضاها معهم .
لاحظ بالصدفة وهو يسير في الممر تجمع للطلاب لذا تغلب عليه فضوله وسار لمعرفة ما يحصل .
"أستاذ !"
" ماذا بكم ؟!"
رحبت به الأصوات التي تعالت وابتسموا متجاهلين ما كان يسألهم.
دخل إلى فصله المعتاد ولكنهم تبعوه ولاحظ تواجد العديد من طلبته وبالتحديد المزعجين منهم كما هو يسميهم .
قال بشيء من الغرابة
" ما الذي ذكركم بوجود استاذ ما هنا ؟ الا يجب عليكم الآن أن تكونوا حاضرين في القاعة الكبرى ؟ ".
تجاهل الجميع نظرته التي تنظر لهم كما لو أنهم مجانين وقالت اورسبرا ب احترام وهي تنظر له بكل جدية
" لقد أردنا أن نقدم شيء بسيط لاعتناك بنا طوال هذه السنة ولكون هذا اليوم يصادف اول يوم التقينا به بك لذا قررنا أن نحتفل معك ".
نظر لهم بقليل من الصدمة وقال بنبرة غير مصدقه
" أنتم؟ ".
نظر له الجميع باستياء وقال الان الجالس في منطقه امنه وبعيدة عن متناول يد الاستاذ
" لما ماذا بنا يا حضرة المحترم ؟!"
رد عليه بابتسامة متوعدا
" لا شيء، ولكنني تفاجأت قليلا .
شكرا ل-" .
وقبل أن يكمل تم فرقعة البلالين التي كانت مثبتة على السطح مما جعل الرقائق الملونة تنتشر في الغرفة .
قال الان بصوت عالي قليلا
" اريك !، لا تنسى دورك !".
وبالفعل لم ينسى الأشقر الذي قد تمت مناداته للتوا دوره فقد أخرج كاميرته وبدأ بالتصوير .
وبالفعل تم الاحتفال على أكمل وجه أن قمنا بتخطي اللحظة التي اكلوها منها من الكعكة التي صنعت تحت يدي ' الطالبات الماهرات ' والتي قد جعلت نصف الطلاب يتقيئون والنصف الآخر لم يبدو أي تعابير كونهم قد اغشي عليهم بسبب الطعم الرائع .
وكان هناك ناجيان فقط بالإضافة إلى الطالبات إلا وهم ايفان و لوان الذين لم يكن لهما أي رغبة في أكل شيء تم صنعه من قبل أشخاص مبتدئين حتى ولو كانوا فتيات .
……..
في اليوم التالي ..
"نظفوا بشكل جيد ، لا بل أفضل من هذا !!"
سئم المساكين الذين تم أخذهم على حين غرة منذ الصباح بتنظيف الفصل وقبل أن يشكو من شيء قال لوان وهو مسترخي على كرسيه و ينظر لهم بلطف .
" إن أردتم فعل شيء ف افعلوه للنهايه ،اعزائي ".
سك الجميع على اسنانهم بحزن و تابعوا التنظيف بهدوء ولم يكن ايفان او اي من أصحابه إستثناء من هذا.
بعد أن انهوا عملهم جلسوا على الأرض بتعب وتجاهلوا المقاعد التي تم تلميعها .
بالتأكيد سيتعبون ففي النهاية لم يسمح لهم الأستاذ ب استخدام السحر بحجة أنه يحب التنضيف اليدوي .
" الجميع انتبهوا لي ".
انتبه له جميع الجالسين واستمر قائلا
" لا اريد جعلكم محبطين او شيء من هذا القبيل ولكنكم لا تزالون في مستوى منخفض .
لذا أتمنى أن تنتبهوا أكثر لدروسكم فكل شيء قد تتعلموه اليوم سينفعكم في المستقبل .
نحن الآن في فترة حرب والحرب لن ترحم الضعفاء ".
للحظة لم يقل اي شخص اي شيء.
عالجة عقولهم الكلام المقال لهم من ما جعلهم منبهرين للحظة الا واحد أجزم أن أستاذه قد ضرب رأسه .
نظر له الان بشك وقال بنبرة هادئة على عكس المعتاد
" أستاذ؟ هل هذا انت حقا ؟"
نظر له لوان بنظرة لطيفة تخفي ورائها سيل من الشتائم .
" رسن ؟ أعتقد بأن المدرسة تحتاج إلى تنظيف .
ما رأيك ؟ ".
وصل له المعنى لذا أسرع في أن يقول بنبرة محترمة
" استاذي العزيز أفضل أن أركز على الدراسة كما قلت للتوا ".
كشر لوان عن أسنانه كذئب
" يبدو بأن الفصل قد اعجبكم ؟ مارئيكم باخذ درس اخ-"
وقبل أن يكمل اختفى أثر الطلاب من ما جعل الفصل يعود لهدوئه المعتاد .
هز راسه على سخافة هؤلاء الأشقياء الذين ما ان نزل اسم الدراسة إلا وقد اختفى أثرهم.
………..