نأسف على التأخير+ قراءة ممتعة.
ظلام دامس احتل المكان. كوابيس عابرة تغطي الأرجاء ، وتجعل من الغرفة مقرا لها ، لتتجول بحرية على شكل أطياف ، وتعبث مع تلك الفتاة النائمة كالملاك. فيخرج من النافذة شعاع خافت يخترق تلك الستائر ويشق طريقه نحو عينا تلك الملاك، ليبدأ مداعبتها بلطف ودفئ ، وماهي إلا ثواني حتى تفتح كايا عينيها لتقابل سقف الغرفة. وتبدأ تلك الأفكار بالتدفق كسيل جار لا يمكنك السيطرة عليه "هل هذا حقيقي ؟"، "هل انتهى كل شيء ؟"، "كيف ستكون الحياة الآن ؟"،"ماذا سيحصل لي ؟" . صوت هادئ يسمع من خلف الباب يوقف تلك الأسئلة المتبعثرة بسؤال واحد فقط"كايا هل استيقظتي ؟".
...........
............
{قبل يوم واحد في* غرفة مديرة الميتم}
•يالها من إمرأة غريبة ؟، كيف تعرفني وتعرف اسم أمي ، وأنا حتى لم أقابلها أبدا ؟,تبدو مثيرة للشبهة... ولكن من جهة اخرى انها امرأة جميلة ومتألقه للغاية.• هذا ماكان يتبادر لذهن كايا وهي تحدق بتلك المرأة مع علامات من الاستغراب والفضول.
-امرأة في العشرينات من عمرها.ذات ملامح جذابة تبرز مدى قوة شخصيتها وشجاعتها.
_اووه.. آسفة لم أعرفك عن نفسي ، أنا سايا يوشيدا أخت شيزوكا وخالتك.
-ينقلب وجه كايا من وجه متحمس يملؤه الفضول إلى وجه بارد خالي من المشاعر ، وتقول بصوت غاضب مليء بالكراهية:
_"كيف تجرؤين... كيف تجرؤين على اظهار نفسك أمامي ؟!."
_كايا، اهدئي قليلا، واستمعي لي..
_"هاا (ابتسامة ساخرة). أستمع لكي!.. لقد تعبت من الاستماع إليكم طوال هذه السنوات ، والآن حان دوري لكي تستمعوا لي ، بعد كل هذا الوقت ، تأتين وتقابلينني بوجه مبتسم وتريدين مني أن أرحب بك بحفاوة ؟!. "
_أنا أتفهم حزنك هذا ، وأدرك حجم ألمك ، أنا آسفة ولكن _ (تقاطع كايا كلام سايا قائلة)
_" لا تعتذري لكايا التي أمامك ، فهي لم تعد تكترث بكم لكن اعتذري لكايا قبل عشر سنوات ، لتلك الفتاة الصغيرة التي كانت تبكي بحرقة في انتظار حضن دافئ يكون ملجأها ويعيد لها أمل الحياة ، لتلك الفتاة التي ظلت ليال وليال وسط دوامة مظلمة مع جلسات من تأنيب الضمير المستمرة ، في أمل أن يتم انقاذها بواسطة يد عطوفة تمسك بها ولا تتركها أبدا. و تقولين أنك تدركين حجم ألمي .. أو تعرفين كم اخترقت سهام التنمر ظهرها الهش، وكم داست على أشواك الكره والاحتقار، حتى جعلت من نفسها شبحا بلا روح له و لا حياة . أنتم السبب في ما أنا عليه الآن ، عدم مبالاتكم هذه جعلتكم وحوش مرتدية أقنعة بشرية ، لكن مايوجد خلف القناع مسخ قذر وحقير ، لهذا اذهبي وعيشي كما عهدت ، لم أطلب منك الالتفات لي والشفقة علي ، فهذا آخر شيء أريد فعله. "
•تستدير "كايا "لتغادر المكتب تخالجها عواطف ممزوجة من الحزن و الغضب ، لتعترض طريقها "سايا "محاولة منعها من الخروج عن طريق فرد ذراعيها مع عزيمة وارادة ثابتة.
_ف-فرصة ... امنحيني فرصة واحدة فقط ، لن أقول ان كلامك محض كذب ، ولن أبرئ نفسي من هذا الذنب. أنا فقط أحاول أن أصحح خطئي ، لقد رأيتك في ذلك اليوم ، مثل وردة ذابلة وسط صحراء قاحلة ، أردت الاقتراب وانقاذ تلك الزهرة ، لكن لم تكن لي الجرأة لمواجهتك ، كنت لا أزال تحت السن القانوني ولم أستطع حمايتك من العائلة ، كنت بلا حول ولا قوة . ولكي استطيع رعايتك كان عليا أن أوفر لك كل ماتحتاجينه. بدأت من نقطة الصفر وبعد كل هذه السنوات أخيرا صار بوسعي مواجهتك و الاقتراب منكي ، لكن أريد أن تعرفي فقط ، في كل خطوة خطوتها وكل غفوة غفوتها لقد كنت تشغلين بالي وتفكيري ولم أنساكي أبدا.
(تنهي سايا كلامها ، بينما يرتجف جسدها ، وتغمض "عيناها" منتظرة الرد على ماقالته ، وفي لحظات الصمت هذه ، تحس سايا بشيء يلف خصرها بشدة ، مع قطرات من الماء المتساقطة على قميصها ، فتجد نفسها محبوسة وسط ذراعي" كايا"التي انهارت من شدة البكاء. )
وأخيرا شعرت "كايا" بالحنان والعطف التي حرمت منه منذ عشر سنوات بينما غفت في حضن خالتها..
وبعد أن تم نقل "كايا" إلى غرفتها ، تم التوقيع على كل الوثائق اللازمة لعملية التبني.
°الوقت الحاضر °
_"تفضلي سيدتي"... تدخل سايا الغرفة كاملة صينية الافطار .
_"هل نمتي جيدا صغيرتي؟ .." جعلت هذه الكلامات البسيطة من قلب كايا بصيص أمل لحياة أفضل لكن لم تجعلها تنسى كسور هذا القلب الذي عانى كل هذه السنين , فصحيح أننا يمكننا اصلاح الصحن المكسور لكن لايمكننا اخفاء شقوق الكسر ولايمكنه أن يصبح أقوى مثلما كان..
_"كلي افطارك ، واستعدي للذهاب ، لقد حان الوقت لتتعرفي عليهم ".
اختتمت"سايا" كلامها بهذه الجملة الغربية وغادرت الغرفة . لتفتح باب آخر من التساؤل في عقل "كايا ". (من هم ؟؟.)
يتبع....
أتمنى أن يعجبكم الفصل (◠‿◕)