توالت الايام منذ زيارة اليزبيث و ها قد مرت ثلاث اسابيع بلمح البصر...
لكنها لم تكن كذلك بالنسبة إلى ارثر فقد كانت هذه الثلاث اسابيع الجحيم بعينه
شعور غريب من الحقد و الكراهية يحترق داخل ارثر و الم فظيع على مر الثلاث
اسابيع يعاني منه ارثر دون توقف...
يحاول إخفاء ألمه اثناء وجوده بالمنزل و ضواحي العشيرة و يحاول التصرف قدر
الإمكان بشكل طبيعي لكن مهما حاول لا يمكنه اخفاء الالم بالكامل ، أثناء مسيرته
بإحدا الزقاقات و هو متوجه إلى التل الخاص بوالدته التقا هو و مارك ، لاحظ مارك وجه ارثر الشاحب نوعا ما فقال « ارثر انت لا تبدوا بخير و جهك شاحب
هل انت مريض؟!! » ابتسم ارثر بلطف و قال « لا انا بخير كل ما في الامر اني لم
أنم بشكل جيد بالايام الماضية! » مارك « عليك الاهتمام بصحتك جيدا و لا تطل
السهر كثيرا! » ارثر « حسنا ، لا عليك ، الان لابد لي من الذهاب اراك لا حقا! »
ودع ارثر مارك و اكمل طريقه و قد وصل إلى التل و جلس تحت الشجرة
الروحية الضخمة التي هي أحدا ذكرياته مع والدته ، جلس و هو يحاول جاهدا
احتواء ألمه لكن دون فائدة و بدأ الالم يزداد تدريجيا و الغريب هذه المرة
إلى جانب ألمه انبعث نبض قوي و غريب داخله و حتى عينه اليسرى تغير
لونها و ومضت باللون القرمزي الدموي للحظة ثم عادة إلى طبيعتها و كان الأمر
كما لو أنه فقد الوعي للحظة و غرق وعيه بالكامل في الظلام اثاء تغير عينه...
شعر ارثر كما لو أن أحدهم حاول تملك جسده و السيطرة عليه! ، حدس ارثر
يخبره أن هذا الأمر لا يبشر بالخير و أن ما حدث قبل لحظات سوف يؤثر عليه
و على عشيرته بشكل سئ في المستقبل.
لذلك لابد له من تعجيل خططه و الرحيل من عشيرة السماء و الذهاب لتحقيق
مبتغاه الحالي (القوى المطلقة) و الحصول على ختم الجوهر الثاني!...
عاد ارثر إلى منزله و توجه إلى غرفته جمع جميع مستلزماته الأساسية و وضعها
داخل سوار التخزين خاصته و ترك ملاحظة على منضدت المكتب و كان مكتوب
فيها كلمة واحد « الوادع! »
رحل ارثر و خرج من اراضي عشيرة السماء و نظر للخلف و قال
« الوداع عشيرة السماء ، لا ادري كم من الوقت سوف اخذ هذه المرة ، لكن الأكيد
لن تكون مدة قصيرة ، لكن عند عودتي سوف اكون الشخص الواقف على قمة
العالم! »
بعد ذلك ومض ارثر مثل البرق و اختفى في الافق...
لا حظ والد ارثر أن ارثر لم يخرج من غرفته لفترة طويلة لذلك قرر الذهاب و
الاطمئنان عليه طرق الباب لكن أحدًا لم يجب فتح توما الباب ليجد الغرفة خالية
لا يوجد بها أحد و قد وجد الملاحظة التي تركها ارثر خلفه المكتوب فيها كلمة
الوداع!...
ذعر توما من ما كان مكتوب في تلك الملاحظة و استدعى أحد الخدم و أمره
بالبحث عن ارثر ، لكن سرعان ما لم يجد له أثر في اي من المناطق المحيطة
ثم ذهب توما و أمر جميع أفراد العشيرة بالبحث عن ارثر و سئلهم أن كانوا
قد رأوه لكن لم يكن أحد قد رأه ثم أجاب مارك و أخبر زعيم العشيرة أنه
قد قابل ارثر بالامس و هو يشعر بالقلق الشديد على صديقه العزيز...
بدأ أفراد العشيرة بحثهم عنه في جميع اراضي عشيرة السماء و حتى المناطق
المحيطة بأراضي العشيرة لكن دون جدوى.
ظن البعض أنه لا يوجد سوا امرين أنه أما أنه قد مات أو أنه
يختبئ في مكان ما يستحيل إيجاده فيه...
استمر بحث عشيرة السماء عن ارثر لمدة عشرة أيام متواصلة لكن دون جدوى
حتى فقدوا الأمل في إيجاده ، شقيقته الصغرى كانت تبكي ظننا منها أنها لن
ترى شقيقها مرة أخرى و والدها حزين لا يدري لماذا يفعل ابنه مثل هذا الامر...
في فترة العشرة أيام التي كان أفراد العشيرة يبحثون فيها عن ارثر ، كان هو
الآخر قد وصل إلى إحدى الأماكن الثلاث المحرمة سهول الجليد الجنوبية حيث
يعتبر مكان محرم على البشر دخوله بسبب عيش إحدى المخلقات الثلاثة العظماء
المركز الثاني بين اقوى الوحوش في القارة عنقاء روح الجليد!.
بعد وصوله وجد كهف مصنوع من الجليد و ما كان يوجد داخله كنز لا يقدر
بثمن بلورات نفس الجليد الغامضة (حيث تعتبر كنز لا يقدر بثمن للذين لديهم
انجذاب لعنصر الجليد فهي تساعد على ارتفاع رتبه كاملة بنسة 100% ، و للذين
لا يملكون انجذاب الجليد فهي تعتبر كنز طبي لا يقدر بثمن حيث تساعد في
شقاء أشد انواع الإصابات لذلك هي كنز لا يقدر بثمن! »
انبهر ارثر بما رأه حيث هذا الكهف مليئ بمئات الاف بلورات نفس الجليد
سبب انبهار ارثر أن بلورة واحدة في العالم الخارجي قد تساوي عشرات أو مئات
الملاين من العمل الذهبية!
على الفور عمم ارثر قوة الجوهر و بدأ امتصاص بلورات نفس الجليد لربما
تشفيه من الالم الذي كان يعنيه طوال الشهر المنصرف ، قام ارثر بإمتصاص
بلورات نفس الجليد و ببطئ و بالتدريج ذلك الالم الفظيع الذي عانا منه بدأ
يختفي و شعر أن جسده قد عاد للحياة اخيرا...
عند الانتهاء أخيرا من عملية الامتصاص كان ألمه قد اختفى أخيرا و كان ارثر
سعيدا جدا بالتخلص من ألمه و شفائه منه رغم عدم معرفته ما سبب هذا
الالم و لا يتذكر أنه قد اصيب عندما كان يتدرب في الجبال المخفية...
وقد صدم ارثر عندما رأه أنه امتص ما يقارب الثلاثين الف بلورة من نفس الجليد
حتى يتعافى بالكامل.
لم تقدم فرحة ارثر طويلا حيث نبض غريب بدأ مرة أخرى بالإنبعاث داخله
و كان كما لو فقد الوعي كما حدث منذ بضعة أيام و عيناه الاثنتان هذه المرة
قد اصبحتا باللون القرمزي و هالة قرمزية ممزوجة بالسواد تحيط به و تنبعث منه
و كانت النظرة التي تعلوا و جهه مرعبا تقشعر لها الابدان لكن الأمر لم يدم
طويلا حيث استمر الأمر للحظات معدودة و عاد بعدها لطبيعته...
لم يلحظ ارثر التغير الذي حصل له بسبب تشتت وعيه...
بعد أن استعاد ارثر رشده اخذ نفسا عميقا...
<تنهد عميق...>
بعد أن تنهد أخذ يفكر « ما كان ذلك الشعور أنه مرعب بحق لماذا اشعر كما لو
اني اغرق في الظلام للحظة ، و ايضا ما بال هذا الشعور المطرب في صدري! »
كما لو أن الكراهية تحترق داخله ، لكنه لم يعر للأمر الكثير من الاهتمام.
الان بعد أن تخلص من الالم الذي كان يعاني منه بإمكانه التحرك بحرية في
الارجاء و البحث عن ما جاء من اجله ، حيث جاء هنا من أجل عنقاء روح الجليد
مالذي يدور في ذهن هذا الشاب.
حيث تعتبر عنقاء الجليد إحدى المخلقات الثلاثة العظيمة و التي هي في المركز
الثاني من بين الوحوش الثلاثة العظيمة و التي تمتاز بإمتلاكها افضل سمات الجليد روح الجليد الذي يطلق عليه أيضا ( الجليد المطلق!! ).
و السبب الرئيسي من مجيئ ارثر إلى هذا المكان هو كي يجعلها ختم
الجوهر الثاني الخاص به فهل سوف ينجح ؟! و يقنع عنقاء روح الجليد ؟!
غادر ارثر الكهف الملئ ببلورات نفس الجليد بعد أن أخذ بضع آلاف منها ثم
انطلق ليبحث عن مبتغاه عنقاء روح الجليد.
بعد الركض لعدة اميال وجد أخيرا مكان وجود عنقاء الجليد داخل كهف جليدي
ضخم و ما كان يوجد داخل الكهف جعل ارثر ينبهر من شدة جماله ،
عنقاء روح الجليد طائر جميل جدا بريش ابيض كريستالي و عيون خضراء كريستالية جميلة مثل اليشم و الهالة الجليدية المحيطة بهذا الطائر تعطيه
الهيئة و الاحترام...
سرعان ما استعاد ارثر رشده بسرعة و قام بتعميم قوة الجوهر خاصته
و قام بتحرير ( الكي ) و من ثم قال « عنقاء الجليد انا مدرك انك لا حظتي
وجودي لذلك اخرجي ثمت ما اريد نقاشه معك! »
طرفة عين عنقاء روح الجليد و قالت « ايها البشري انت اول من يجرؤ على دخول هذه المنطقة منذ ثلاثة آلاف عام مالذي تريده !؟! »
<تنهد...>
هز ارثر رأسه بعد أن تنهد و قال « يا الهي لماذا عليك أن تكوني فخورة جدا ،
على كل حال هلا اتيت الى الخارج لكي استطيع الحديث معك بحرية ، فكل ما
أريده هو أن اتحدث معك ، كما أن ما سوف أقوله من مصلحة كلينا ، ام انك خائفة من الخروج ؟!؟! » كان قد قال اخر جملة بلهجة ساخرة حتى يستفز عنقاء روح الجليد للخروج
غضبت عنقاء روح الجليد و قالت « من! أنا خائفة! لابد انك تحلم ايها البشري
حسنا! سوف اخرج » خرجت عنقاء الجليد من الكهف إلى حيث يوجد ارثر
ثم قالت « اذا مالذي تنوي الحديث عنه ايها البشري!؟! » عندما خرجت
عنقاء روح الجليد من الكهف إلى الخارج حررت من دون قصد منها بعد طاقتها
مما أدى إلى تغير لون السماء إلى اللون الاخضر...
عندما تصل وحوش الجوهر إلى هذا المستوى تستطيع تغير لون السماء بمجرد
تحرير جزء من قوتها!!
ابتسامة صغيرة ظهرت على شفاه ارثر للحظة ثم قال « بالبداية دعيني اعرفك
على نفسي انا ادعى ارثر مادسون سيد جوهر ، و الان سوف ادخل في الموضوع
الرئيسي دون مقدمات! ، عنقاء روح الجليد اريدك ان تكوني ختم الجوهر الثاني
الخاص بي! ، و اول ختم جوهر يمتلك ذكائه الخاص! »
نظرت عنقاء روح الجليد في ارثر بجدية و غضب و قالت
« أنا! ختم جوهرك الثاني ، لابد انك تمازحمي هل تملك أي مؤهلات لقول ذلك
اصلا ، و مالذي سوف استفيده من فعل ذلك هاآ! »
ابتسم ارثر بخفة و قال « لا تتعجلي فأنا لم انهي كلامي بعد ، فكما تعرفين
جسدك قد وصل تقريبا إلى حده و سوف تعيشين على الأكثر لمئة أو مئتي عام
على الأكثر من الأن و عمرك قد تجاوز الخمسمائة الف عام ، وانا املك حل يساعدك على العيش اكثر في حال كنتي جزء مني ، و هذا الحل هو تخطي
جميع الرتب و الوصول إلى الرتبة الأسطورية (رتبة النبلاء) ، و انت تدركين
أنه إذا وصل المرء إلى رتبة النبلاء فإن العيش لملاين أو مليارات السنين لن
يشكل اي مشكله اذا ما رأيك »
نظرت عنقاء الجليد بحدة في ارثر قبل أن يضيف و يقول « أما بالنسبة للمؤهلات فأنا املكها » عنقاء روح الجليد « هو... ، اذا اريني المؤهلات التي
تتحدث عنها! »
ابتسم ارثر و انبعث توهج ذهبي اللون منه و هالة ذهبية كثيفة تنبعث منه و
تحيطه و ظهر أخيرا بعد هذه السنوات من إخفائه ختم جوهر التنين الامبراطور
ختم يحتوي على رمز التنين باللون الذهبي و الممزوج بالفضي ، شكل مهيب
و جميل لأبعد الحدود يسحر كل من يشاهده...
انبهرت عنقاء روح الجليد من الذي رأته ، الشخص الذي كانت تزدريه و تسخر من
كلامه في البداية هو وريث اقوى مخلوق وجد على مر التاريخ التنين الامبراطور
ثم قالت « أأنت! هو وريث الوحش المقدس التنين الامبراطور!! ،
اذا كنت تملك هذه القوة لماذا تردني أن أكون ختم الجوهرك الثاني !؟! »
نظر ارثر في عنقاء روح الجليد بعمق و قال « رغم امتلاكي لختم الجوهر
الأسطوري التنين الامبراطور انا لا اضمن نجاحي ففرصة نجاحي وحيدا لا
تتعدى ال 50% أما إذا حصلت على مساعدتك فرصة نجاحي تتجاوز ال
80% اذا ما رأيك تستحق المحاولة ، بالاضافة إلى اني اريد اخفاء حقيقة
جوهر التنين الامبراطور الخاص بي في الوقت الحالي ، اذا ما رأيك؟ »
نظرت عنقاء روح الجليد بتردد للحظة ، ثم لاحظ ارثر تردد عنقاء روح الجليد
من ثم قال « بإسم ميثاق الجوهر اذا كذبت على عنقاء الجليد فإني سوف اموت
أشد انواع الموت!! » ميثاق الجوهر هي إحدى مميزات طاقة الجوهر بحيث تكون
ميثاق أو عهد بين اثنين و اذا تم اخلاف الميثاق فإنه سوف يكون هناك عقاب
شديد!!
اختفى تردد عنقاء روح الجليد بسماع كلمات ارثر ثم قالت
« حسنا فالنفعل ذلك فأنا لست من النوع المتراجع!! »
ابتسم ارثر و قال « حسنا أخرجي هيئتك الروحية و من ثم اطلقي جوهرك!! »
أخرجت عنقاء الجليد هيئتها الروحية التي كانت عبارة عن فتاة شابة في
تبدوا في الخامسة عشر من العمر جميلة بشكل خارق ذات شعر ابيض جميل
وعيون خضراء كريستالية جميلة جدا و ترتدي ملابس خضراء جميلة و خلفها
ثلاث كرات كريستالة تحيط بها و على رأسها تاج من الجليد باللون الفيروزي
لربما جمالها يقارن مع جمال اليزبيث جميلة الضوء...
ارثر كان منبهرا بشدة من شدة جمال الهيئة الروحية لعنقاء روح الجليد لكن
سرعان ما استعاد هدوئه و رشده بسرعة...
ثم قالت عنقاء روح الجليد « قبل أن اقوم بإطلاق طاقة الجوهر سوف اقوم
بجعلك تندمج مع جوهر دمي بهذا الاندماج مع طاقتي سوف يكون مضمونا
لكن اذا قمنا بدمج جوهري داخلك دون أن تندمج مع جوهر الدم الخاص بي
اشك انك لن تستطيع احتمال قوتي حتى بالرغم من كونك وريث التنين الامبراطور! » أجاب ارثر « حسنا ، لا مشكلة! »
ثم اضافة عنقاء روح الجليد و قالت « لكن سوف احذرك جوهر دمي مميز جدا
و عملية الاندماج معه سوف تكون صعبة جدا و مؤلما بشكل لا يمكن تصوره
و لابد لك من أن تعلم أن جوهر دم الوحوش التي تتعدى الاربعمائة الف عام
تنتج ما يسمى جوهر الدم الغامض و الذي يحمل خصائص خاصة جدا
و يكون الاندماج معه نتيجته في العادة الموت لكن انت مميز فأنت تحمل احد
الأختام الأربعة العظيمة و اقوى واحد بينها لذلك لن تكون هناك مشكلة ، سوا
أنه الالم الناتج عن العملية لا يمكن تصوره! » ارثر « لا مشلكة سوف اتحمل
مهما كان الالم »
و كان يفكر في نفس الوقت في عقله و يقول « عنقاء روح الجليد وحش جوهر
مدهش بالفعل أن حررت جوهر دمها سوف يتحطم جسدها و لن تكون هناك
عودة »
ثم قالت عنقاء روح الجليد « هل انت مستعد سوف نبدأ الان لكن عليك
الاحتمال أو كل ما فعلنا سوف يذهب في مهب الريح و يموت كلانا! »
حررت عنقاء الجليد جوهر دمها الذي خرج على شكل كرة ذات لون ازرق جليدي
ومن ثم بدأت عملية الاندماج
في لحظة بدأ العملية لا يهم مدى استعداد ارثر العقلي فقد كان الم لم يحس به
من قبل في تلك اللحظة كان من الافضل لو أنه خدر جسده كله حتى يخفف ولو
القليل من هذا الالم...
اثناء عملية الاندماج صرخ ارثر و تلوا من الالم لكنه كان يحتمل و يحاول
البقاء و عيًا
« يتبع »
___________________________________________________________________________
ملاحظة: ابتدأ من الاسبوع القادم سوف تتحول الرواية من رواية شهرية الى رواية اسبوعية
وراح ينزل فصل كل اسبوع و بعض الاحيان ممكن ينزل فصلين حسب احداث الرواية
لذلك شباب احتاج دعمكم المعنوي و المادي
عبر التبرع المباشر عبر حسابي في الباتريون و غيرها من الطرق
الرابط :
https://www.patreon.com/my_lite_noval