"أصل هذه العروق هو [لورد الهرطقة] وهو أحد أقوى الحكًّام في العصر العتيق، وكان آخر من مات منهم وقام باستخلاص كل قوته في ميراث مخفي منتظرًا لوريثه القادم.. "
شرحت ياسمين بهدوء وتابعت: " ..منذ فترة ظهرت أخبار عن موقع ميراثه مما أدى لقيام الجميع بالسعي للحصول على الميراث ليكون الوريث الكامل لقوة [لورد الهرطقة] وكنت ممن ذهب ظنًا مني أن هذه القوة قد تساعدني في الانتقام لأمي وأخي لكن شرط استعمال هذه القطرة هو أن أفقد كل زراعتي العميقة!"
نظرت ياسمين ليون تشي: "لهذا هي غير مفيدة لي لكن أنت على العكس من ذلك هي مناسبة تمامًا فأنت معاق ولن تفقد أي زراعة فلا مشكلة عندك لتصبح وريث قوة [لورد الهرطقة*]"
(أحيانًا يتم ترجمة الاسم بـ "لورد" الشر لكن وفقًا للحبكة الأصلية فهذه الترجمة خاطئة لأن التسمية ناتجة من حدث معين بين لورد الهرطقة ولورد آخر)
نظر يون تشي إليها وقال: "إذًا لما ننتظر أعطني القطرة!"
نظرت ياسمين إليه وضحكت بخبث أثناء وضع قطرة الدم ناحية صدره
شعر يون تشي بالسوء من هذه االضحة ولكنه لم يسألها لأنه.. لقد عرف بالفعل سبب الضحكة
ألم
لقد كان هناك ألم في عروقه كلها جعله يركعه على ركبته
ضحكت ياسمين: "نسيت أن أخبرك أنه سيتم استئصال عروقك القديمة أولًا قبل تثبيت عروق الهرطقة، فلتترجني قليلًا وسوف أساعدك في تخفيف الألم"
يون تشي يشعر أن كل جزء في جسده يتمزق مرارًا وتكرارًا لكنه تمتم بصوت ضعيف:
"لا.. حاجة.. للمساعدة!"
نظرت ياسمين له وقالت ببهجة الانتقام من اختلاسه النظر ‘إليها‘ : "لا أسمعك أتريد مساعدتي؟"
صرخ يون تشي بحزم: "لا! أريد تذكر هذا الألم حتى أتمكن من الارتفاع والانتقام ممن أذلني يومًا.. "
تذكر يون تشي شخص ما في هذه اللحظة وقال بجز أسنانه: " ..لن أرضى بما دون النجوم!"
نظرت ياسمين ليون تشي بشرود وتمتمت: "هذا الرجل..!"
ــــــــــ في الغابة في مكان ما
يمكنك أن ترى عملاقًا مخضبًا في الدماء يمشي بظهرٍ مستقيم
يتحرك مسلم ونظرة باهتة تعلوه كلما تقدمت زراعته زادت عقلية الطاغية وتمكن من جمع شتات قلبه لكن بعد ثلاث أيام من القتال لقد تعب بالفعل ووصل لنقطة الإرهاق التام..
بعدما هزم الذئاب وقع في غيبوبة أيقظته منها وحوش الغابة ليدخل في معركة أخرى وأخرى
من ينظر خلفه سيجد الغابة قد تدمرت!
"حان وقت الراحة"
لقد قرر العودة للقرية وتناول بعض اللحوم وإيجاد طبيب لقد حاول طهي لحوم الوحوش في الغابة لكنه أفسدها
تمتم مسلم بحرج: "لقد كنت جيدًا في الطهي دائمًا ربما طبيعة هذه اللحوم المشبعة بالطاقة العميقة جعلت طريقة الطهي مختلفة؟"
وهنا تمت إضافة مهمة أخرى لمسلم: تعلم أسلوب الطهي في هذا العالم..
أقترب مسلم من القرية ولمحها من الأفق لكنه يشعر أنه نسى شيئًا مهما
دخل مسلم القرية وأتجه ناحية النزل وسمع فجأة كلام من حوله:
"يال الهول هذا الضخم مغطى بالدماء من أخمص قدميه لأعلى رأسه!"
همس صديقه إليه: "أخفض صوتك أتريده أن يسمعك؟"
خاف الرجل وتمتم بصوت هزيل: "يبدو مثل الشيطان الخارج من العالم السفلي"
في الناحية الأخر قال شخص أخر:
"أنظر إلى جروحه لا يوجد في جسدك مقدار شبر إلا فيه جرح!!"
قال صديقه بخوف: "بل أنظر للجرح في صدره إنه غائر في اللحم بشدة، كيف هو حي حتى الآن!"
عرف مسلم ما الذي نساه بعد سماع كلماتهم
تمتم لنفسه: "بعد ثلاثة أيام من الغرق في الدماء تعودت على هيئتي ونسيت الاستحمام!"
لم يكن يريد أن يدخل القرية بهكذا منظر لكن هذا ما حدث بالفعل ولا يمكنه تغييره، مشى مسلم والدم يقطر على الطريق الذي يقطعه أثناء المسير
وبعد عدة مباني دخل مسلم النزل أخيرًا ونظر له الجالسين وارتعدت فرائسهم من منظر هذا الوحش الدموي
"أخرج هذا الرجل من الجحيم للتو؟"
...
تجاهل مسلم الاستماع لنقاشهم وسأل النادل أمامه بصوتٍ مهيب:
"أنت، أين الحمام؟"
ارتجف النادل حين ناداه مسلم مثل الدجاجة الضعيفة وأشار بإصبعه ناحية باب معين حاول فتح فمه والتحدث بأن "هذا هو الحمام" لكن لم تتجمع الحروف على لسانه فهو في عالم المبتدأ المستوى الأول ولم يتحمل الضغط
تركه مسلم ودخل الحمام ببساطة
أخذ النادل نفسه حين غادر مسلم ومشى بسرعة بعيدًا، لم يلاحظ مسلم أن هالته الطاغية أصبحت أشد خلال الأيام التي قضاها في الغابة حتى أن هناك حثيث من التعطش للدم ممزوج في حركاته ونظراته
بعد نصف ساعة
بعدما خرج مسلم من الحمام وقد أستحم وتخلص من الدم وأرتدى حلة بيضاء أبرزت وسامته
وجد أن هناك جروح تحتاج للتنظيف والخياطة، نظر عرضًا وسأل نادل عرضًا والذي تصادف أنه نفس الشخص الذي سأله أول مرة:
"أين هو الطبيب في هذه القرية؟"
انتبه النادل للنداء ونظر ناحية المنادي ليجد أنه الشيطان العملاق من قبل، ارتجف قليلًا وقال:
"يا سيدي هناك طبيب يقطن في الشارع بعد القادم عند المبنى الخامس"
وصف النادل الطريق للطبيب بتفصيل وتحرك مسلم ببساطة على الوصف وفي الطريق رأى فتاة التسع سنوات مرة أخرى مشت بجانبه ولم تتكلم وظن مسلم أن طريقهم تقاطع وسوف تذهب
وصل مسلم للطبيب ودق الباب فسمع صوتًا:
"فلتعد أدراجك أنا في إجازة"
قال مسلم لما تبين أن الطبيب لن يفتح: "سأعوضك عن قطع إجازتك!"
مسلم يعلم أن البشر لا يمكنهم مقاومة المال وقال في قلبه:
‘تموت الطيور بحثًا عن الطعام والبشر بحثًا عن الكنوز!‘
لم يكن هناك رد وقف مسلم لحظات أمام الباب منتظرًا وشعر بشيء يتحرك بجانبه.. إنها تلك الفتاة والعجيب أنها تقلد وقفته وتعابير وجهه
ضحك مسلم من فِعلها ولما أوشك على طردها بعيدًا سمع صوت فتح الباب ونظر ليجد رجل يبدو أنه في الخمسة والأربعين لكن إذا نظرت لعيونه سترى تقلبات الحياة، نظرة تؤكد أن صاحبها عاش قرونًا ورأى كل ما هو ممكن في هذه الحياة ولم يعد هناك ما يفاجئه
وقف الطبيب وظهره معتدل كالرمح، نظر إليه مسلم وفِراسته* أخبرته أن هذا الرجل ليس عاديًا
نظر الطبيب لمسلم قليلًا ثم لمعت عيناه للحظة بإدراك شيء ولكنها عادت لبهوتها مرة أخرى وقال:
"أرحل بعيدًا أيها الفتى لا أهتم بمالك.. "
استدار الطبيب ورجع بيته وقال وهو يغلق الباب: " ..كما أن مداخلك العميقة تثبت أنك تعرف طبيبًا أعجوبة فلتذهب إليه!"
رطم
أُغلق الباب بوجه مسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استمتعوا بالقراءة
(*الفراسة هي فن كان عند العرب من القِدم وهو أن تحدد طباع الشخص وشخصيته من خلال لغة جسده وملامح وجهه)
سأقرأ التعليقات 👀