كان منظرًا غريب تحت ضوء الشمس عملاق تجره طفلة من يده ناحية السوق كاد ليكون مشهدًا جميلًا لولا رعب الناس المحيطين وهربهم بعيدًا عن مسلم

نظر لهم مسلم باحتقار لقد خشي أن يؤثر هذا المشهد على بهجة الفتاة الصغيرة، لكن حين ألقى نظرة أخرى وجدها في كامل رونقها لم تتأثر بل سعادتها تتزايد كلما اقتربوا من السوق

"يا عم هذا هو تاجر التفاح!"

صاحت الفتاة وأشارت بإصبعه ناحية أحد التجار

سمع التاجر من يناديه من وراء ظهره ولم يحتج لينظر ليعرف من المنادي لقد أزعجته هذه الفتاة مرارًا حتى الآن، التفت وصرخ:

"أيتها الشقية ألم أقل لكِ ألا تأتـ.. "

التفت التاجر وهو يتكلم لكن لما رأى مسلم أرتجف وتلعثم الكلام في فمه، لقد سمع الشائعات الدائرة في القرية: هناك عملاق دموي يأت للقرية كل مدة مغطى بدماء أعداءه الذين يقتلهم حتى أن هناك من قال أنه رأى مسلم يشرب هذا الدم!

لم يعرف التاجر ماذا يفعل حتى أن رجلاه ارتجفتا حتى لم يستطع الجري

نظر مسلم للتاجر الشبيه بالكتكوت الضعيف وقال ببساطة: "أنت تاجر التفاح؟"

"نـ.. ـعـ.. ـم!"

"إذن بع لهذه الفتاة التفاح الذي تريده"

نظر التاجر ناحية الفتاة برجفة وحاول أن يجبر ابتسامة لكنها كانت ابتسامة قاسية للغاية لكن الفتاة لم تنتبه على أي حال

قال التاجر: "أيتها.. الأميرة.. الصغيرة! ماذا تريـ..ـدين من.. كشكي الصغير!"

لقد شعر بالإنجاز أنه استطاع أن يقول كل هذه الكلمات دفعة واحدة، لم تنتبه له الفتاة وانطلقت تأخذ التفاح الذي تريده

بعدما انتهت تكلم مسلم بنفاد صبر: "هل انتهيتِ؟ أيها التاجر كم سعر ما أخذته الفتاة؟"

مسح التاجر على رأسه بحزن وقال: "لا شيء.. أعتبره هدية مني!"

نخر مسلم ورمى له كريستالات من خاتمه وانطلق مع الفتاة متجاهلًا شكر التاجر وراء ظهره

فكر التاجر بعد ذهاب مسلم بعيدًا: ‘لقد نجوت‘ ثم صر على أسنانه وقال بغضب: "تلك الفتاة..!"

...

نظرت الفتاة ناحية أحد المتاجر وقالت أثناء شد ثياب مسلم: "أيها العم سأعطيك هدية مني لك"

نظر لها مسلم بتعجب لكنها شدته بالفعل ناحية أحد المتاجر

وقف مسلم ناظرًا لهذه الفتاة الصغيرة بتأمل، لكنها كل نظرها كان للملابس المعلقة وتحاول أن ترى أفضلها حتى وقعت عينها على أحدها وقفزت بسعادة

"أيها العم هذا الرداء جميل للغاية فلتأخذه هدية مني!"

أشارت الفتاة أثناء النظر لمسلم

نظر مسلم لرداء ووجهه تمعض قليلًا

‘رداء أبيض؟ أنا لا أحب هذا اللون لكن لا يهم لن أكسر قلبها كما أنها هدية‘

قال مسلم ابتسامة خفيفة: "حسنًا أيها التاجر فلتجلب الرداء"

كان صاحب المتجر يقف جانبًا يتعرق حين رأى مسلم يدخل متجره لكن ماذا يفعل لهذا العملاق

حين سمع نداء مسلم جاء مسرعًا وأنزل الرداء وقدمه لمسلم

نظر مسلم للفتاة قليلًا منتظرًا منها الكلام لكنها لم تتحدث فقال بضحكة:

"أيتها الفتاة فلتعط العم ثمن الثوب"

"لكني لا أملك نقود!"

نظر لها مسلم ثم ضحك من قلبه: "هاهاها إذن كيف ستدفعين ثمن الرداء؟"

قالت الفتاة في خجل: "لقد أردت أعطيتك هدية وأنت لا تريد دفع ثمن الثوب لي؟"

مسلم في فتح رأسها وينظر كيف حال مخها لو كان على الأرض لذهب بها لأقرب مشفى بالفعل لكنه شتت هذه الأفكار ودفع المال للتاجر واستعد للذهاب

فقط حين بدأ التحرك سمع الفتاة تخرج عن صمتها وتقول للتاجر:

"كم تفاحة تعوض ثمن هذا الثوب؟"

توقف مسلم ولم يعد قادرًا على كتم الضحك أكثر من هذا حملها من ظهرها وانطلق ضاحكًا

نظر لهم التاجر بتعجب من هذا الزوج من المجانين

...

خارج القرية يقف مسلم بالفعل وهو يرتدي الثوب الأبيض بالفعل، لقد أصرت عليه الفتاة أن يرتديها

الآن حانت رحلة الحصول على نوى وحوش عالم الأرض العميق

انطلق مسلم والفتاة من خلفه تودعه ثم كأنها تذكرت شيئًا ونادت:

"أيها العم اسمي.. لينغ نيان!"

ابتسم مسلم وابتعد بالفعل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استمتعوا بالقراءة

الفترة اللي فاتت كنت مشغول بالفعل والحمدلله أنهيت أغلب الشغل فهعوض الأيام اللي فاتت دي

لو هناك أي اخطاء لغوية في الفصل فاتركوها في التعليقات وهبقى أعدلها

سأقرأ التعليقات 👀

2022/08/23 · 371 مشاهدة · 605 كلمة
نادي الروايات - 2025