أحس مسلم نظرة النمر وابتسم على مضض، لقد شعر بالإحراج حتى الوحش يراه قاسيًا

أعاد مسلم النظر للفتاة منزوعة الأطراف الأربعة وشعر أنه كان حقًا قاسيًا ووحشيًا، يمكنه أن يرى الدم يتدفق من محجري عينيها مثل نهر يشق مساره عبر الأرض؛ حتى التعبير عن الألم الذي تعيشه غير ممكن لأنه قطع لسانها..

سمع مسلم أنين الألم الذي يحاول اختراق حنجرتها وتمتم بضيق: "آسف لك أيتها الفتاة لكن عالمنا قاسي لا يمكنني المجازفة بحياتي"

لقد فكر ألف مرة في هذه الدقائق عن السناريوهات المحتملة لترك هذه الفتاة حية، لا ينكر أن هناك سناريوهات جيدة له لكن هناك احتمال بمحاولة قتله، موهبته طاغية ربما في الوقت الحالي لا يضاهيه في مستوى الزراعة سوى لينغ يون من فيلا السيف السماوي

أي طائفة ستقبل موهبة مثل هذه مجهولة الهوية لم يربوه هم ويغسلوا دماغه ليصبح ولائه لطائفتهم فقط، الموهبة تجذب غيرة السماوات!

عاد مسلم من أفكاره وأبعد عينيه عن الفتاة وحاول ضبط دقات قلبه، حاول أن يبرر لنفسه: "هي من بقيت طوال القتال ولم تحاول الذهاب بعيدًا أو حتى التظاهر بالموت، حتى أنها طمعت بالتمسك بفخذي والصعود على كتفي.. لكن هذا لا يبرر قتلها على أي حال كل الناس يبحثون عن مصالحهم، يقول المثل: الطيور تموت بحثًا عن اللحوم، والبشر بحثًا عن الكنوز!"

جادل مسلم نفسه فترة من الزمن لكنه لخص الأمر في سطرٍ واحد في النهاية: هذا لأجل مصلحتي!

فجأة انقض النمر على الفتاة وأنهى عذابها وبدأ بأكلها، نظر مسلم لهذا المشهد وتذكر شيئًا:

"ما أشبه هذا المشهد بالرواية التي قرأتها من قبل، ألم يطعم البطل فتاة صغيرة لدب ليصبح أقوى!"

لا يعرف مسلم لما ذكرياته عن الأرض مشوشة هكذا، لا يتذكر بوضوح سوى قصة هذا العالم!

أنغمس مسلم في ذكرياته القديمة محاولًا تذكر وجوه والديه وعائلته ولكن لا يتذكر شيئًا.. ربما لأنه أبواه ماتا في سنٍ صغير لم يكن له صديق سوى الروايات، حين تذكر الروايات تجعدت حواجبه وقال:

"لما يبدو موقف النمر مع الفتاة مثل قصص لقاء أبطال الروايات بالفتيات الموهوبات؟ أكان يفترض بي إنقاذها ثم تقدمني لطائفتها فأصبح موهبتهم الساحقة؟ لكن هذا العالم حقيقي ولم يعد رواية حياتي حقيقية وموتي أيضًا حقيقي"

شعر مسلم أنه أختار طريق مغاير لما كان يجب أن يسلكه، لكن لم يهتم هدفه النهائي هو البقاء حيًا... إلى الأبد!

نظر مسلم للنمر الذي أنهى على الفتاة بالفعل وأقترب من النمر وسأله:

"أهناك في الغابة وحوش عالم الأرض العميق.. أعني في نفس قوتك؟"

لا يعلم مسلم ما إذا كان النمر يفهم أسماء العوالم العميقة

أومأ النمر مثل دجاجة تنقر الأرض لقد نظر لمسلم عسى أن يتركه فوجد مسلم يبتسم له قائلًا:

"شكرًا لك يا صديقي الصغير"

لم يكمل مسلم جملته إلا وجمجمة النمر مهشمة بالفعل..

كاد النمر ينطق: أنت حقًا الوحش هنا!

أي شخص يضحك بلطف أثناء القتل؟ لم يعلم النمر أن مسلم يفعل ذلك قصدًا لخفض حذر الهدف حتى ينهيه سريعًا، لقد أشفق النمر على حال الوحوش في الغابة لقد حل بهم شيطان!

فكر مسلم قليلًا: ‘كيف يفترض بي نزع نواة هذا الوحش؟‘

لم يجد مسلم بدًا من نشر إحساسه العميق من خلال جسد النمر حتى وجد جزءًا في جسده يحمل طاقة عميقة بكثافة عالية فقام بنزع النواة وهي مشوبة ببقايا لحم النمر ثم نظر لهذه الجثة ببعض الندم:

"هذا وحش عالم الأرض العميق جسده كنز لكني لا أستطيع أخذه معي لا أملك مساحة كافية"

نظر مسلم لخاتم التخزين في يده ببعض التفكير وتذكر شيا تشينغيوي

‘هذه الفتاة موهوبة لكن قصر آسجارد لم يكن يعرف بموهبتها الساحقة في الوقت الذي أخذت فيه الخاتم وإلا سيكون مساحة هذا الخاتم أكبر بالتأكيد‘

قرر مسلم أخذ أنياب النمر وبعض الأجزاء التي لن تؤثر على المساحة حتى يبيعها فهو بحاجة إلى المال حتى لو معه أموال من شيا هونغ يي فإنها ستنفد بالتأكيد

مشى مسلم تاركًا ورائه جثة النمر وآثار المعركة

ــــــــــ طائفة حرق السماء، في غرفة ما..

"إذن تقول أن فريقك تم قتله بواسطة وحش عميق من أرض العشرة آلاف وحش؟"

"مم"

وقف في الغرفة لونغ شان وكان يحكي للشيخ أمامه ما حدث في الرحلة وحاول إدخال بعض الكذب حتى يبرر لنفسه أمام الشيخ لما هرب، الشيخ ليس بهذا الغباء لقد أدرك بعض الأخطاء في كذب الفتى أمامه لكن لا يهم من لا يحاول النجاة بنفسه عند الخطر كما أن موهبة هذا الفتى جيدة حقًا لقد وصل لعالم الروح العميق لكن مازال لونغ شان سيعاقب لأنه تخلى عن رفاقه أثناء القتال

ابتسم لونغ شان داخليًا وحاول أن يظهر الحزن على رفاقه الموتى بأيدي الوحوش وأيضًا حتى لا يكشف للشيخ أمامه أنه لا يهتم بحياة رفاق الطائفة، أي طائفة ستأوي ذئاب بيضاء العيون يضحون برافقهم دون حزن.. ستنتهي هذه الطوائف على أيدي تلاميذها دون تدخل خارجي

حين أشار الشيخ للونغ شان أن يخرج توقف لونغ شان فجأة وتذكر شيئًا:

"أيها الشيخ يبدو أني سمعت قتالًا بين هذا الوحش وخبير ما أثناء الهروب"

حين سمع الشيخ هذه الجملة أصبحت نظرته حادة مرة أخرى وتخلى عن موقفه المهمل

ماذا يعني وجود خبير قادر على محاربة هذا الوحش؟ حسب كلام لونغ شان توقع الشيخ أن هذا الوحش في عالم الروح العميق المرحلة المتأخرة أو عالم الأرض العميق المرحلة الأولية -وإلا فلن يستطيع لونغ شان الهروب- لكنه يقول أن هناك خبير قاتل هذا الوحش

هناك عدة سناريوهات محتملة أحدها أن هذا الخبير هو أحد شيوخ الطوائف الأربعة في الإمبراطورية فلو كان كذلك ما الذي يفعله في محيط أرض طائفة حرق السماء؟ يحتاج هذا الأمر للتحقيق..

ـــــــــــــ في غابة ما، تحت الشلال

جلس يون تشي تحت الشلال كالمعتاد وقد خرجت ياسمين تنظر إليه ببعض التفكير:

‘هذا الفتى موهوب حقًا لقد وصل للعالم الابتدائي العميق المستوى الثاني في هذا الوقت القليل!‘

لقد راعت ياسمين أن هذا عالم فاني لكن عزيمة يون تشي في المخاطرة بحياته للبقاء تحت الشلال لتحفيز جسده ليصبح أقوى قد لمستها بالفعل، تذكرت ياسمين حين غضبت عليه عندما علمت بأسلوب التدريب هذا لكن عزيمة هذا الفتى تستحق النظر حقًا

أطلقت إحساسه العميق حول المنطقة لاكتشاف أي مخاطر لكن السم حد من قدرتها وإلا يستطيع إحساسها تغطية الكوكب بأكمله بالفعل

لقد شعرت بارتداد السم بسبب استعمال قوتها العميقة ورجعت سريعًا للؤلؤة السماء السامة

نظر لها يون تشي باستغراب لكن تجاهلها واستمر في تدريبه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استمتعوا..

أعذروني يا شباب الأيام اللي فاتت أنا مشغول وكذلك اليومين القادمين لكن بما إننا دخلنا في ترتيب أكثر الروايات قراءة ترتيب 11 هجهزلكم مفاجأة لكن مؤجلة لحد ما أخلص من أشغالي

2022/08/30 · 298 مشاهدة · 992 كلمة
نادي الروايات - 2025