في كهف ما
جلس مسلم منهكًا، لقد قاتل الوحوش لعدة أيام وراكم جبل من النوى حتى أنه قتل وحش عالم الأرض العميق أخر
لكن هذا الجهد المبذول جعله يتذكر أمرًا مهمًا هو أن عروقه العميقة لا تشفي الجروح إنما فقط تملأ طاقته العميقة الفارغة عن طريق الاختراق
شعر مسلم بهذه المفارقة أخيرًا بسبب الضغط المستمر هذه الأيام
"على الرغم من أني أقاتل من قبل أن آتي لأرض العشرة آلاف وحش إلا أن القتال هنا أشرس وأشد من السابق!"
تذكر مسلم كم الوحوش التي حاربها ولم يستطع إحصاء عددهم، لقد كانت حربًا شرسة يُذهل لها الرجال
تذكر مسلم أنه حرب بالنواصي والأقدام، كلما انتهى من وحش أتى اثنان ثم أربعة ثم مئة إلى ما لا نهاية!
ثم قابل قرد عالم الأرض العميق.. تألم مسلم من مجرد التذكر لقد حارب معه لأخمص القدمين
تمتم مسلم ببعض الضيق: "لما القرود في هذا العالم شرسة للغاية؟ في الأرض هي حيوانات نباتية.. صحيح هناك قرود في الغابة وهي شرسة أيضًا!"
انغمس مسلم في ذكرياته على الأرض لكنه شعر بمفارقة غريبة ليس بينه وبين نفسه القديمة على الأرض سوى شهرين إلى ثلاثة شهور ومع ذلك لقد ايتعد كثيرًا عن شخصيته الأصلية لقد قتل بشرًا وحارب الوحوش بشجاعة غير معتادة
لقد عزى مسلم هذا في البداية لعروقه العميقة لكن لديه هاجس مختلف، لقد دخل بعمق بالفعل في مياه هذا العالم ولا يمكنه التمسك بنفسه القديمة
"ربما فعلًا الإنسان تحت ظروف معينة تظهر شخصيته الحقيقية، للبقاء يتأقلم الإنسان مع ظروفه الجديدة ويلعب وفقًا للقواعد الجديدة حتى لو خالفت بعض مبادئه الأصلية؛ وأنا إنسان عادي في النهاية"
لقد شعر مسلم ببعض الضيق من هذه الحقائق وهذا الواقع المغاير حتى ذكرياته القديمة أصبحت ضبابية أكثر وأكثر لا يعلم مسلم هل مع مرور الوقت سينغمس في هذا العالم وينسى ‘ذاته‘ القديمة أم لا
ـــــــــــــ قرية لونغ زي
نظر الطبيب شو إيمو أمامه وأخذ يحصي المواد الطبية على الطاولة ثم تفاجئ من فقدان عنصر معين
"أين زهرة نقع المحيط الأزرق؟"
حفز الطبيب عقله متذكرًا ثم تمتم: "تذكرت! لقد استخدمتها قبل قرن الزمن يجري سريعًا لقد نسيت أمرها حقًا"
قام الطبيب واستعد حتى إذا ما جمع أدواته وابتدر الخروج من القرية قابل الفتاة الصغيرة التي أتت سابقًا مع مسلم سابقًا
أول فكرة أتت لذهنه هو تجاهله لكن الفتاة جاءت ناحيته يبدو أنها تقصده فكر قليلًا في أمر ما وذهب إليها مبتسمًا
"أيتها الفتاة الصغيرة ما الذي تفعلينه هنا.. لما أنت على هذه الحالة؟"
نظر إليها الطبيب شو إيمو ثم لاحظ بع الجروح على وجهها وملابسها المتسخة وغير سؤاله
نظرت له الفتاة وهي تقبض الدموع في عينيها وقالت بهلع: "لا شيء، أيها السيد هل يمكنك أن تعالج أمي؟"
نظر لها الطبيب باستغراب ثم ابتسم قليلًا: "لا تخافي، ما الذي حد لأمك؟"
"لا أدري لقد سقطت فجأة على الأرض ولم تستيقظ!"
ضاقت عيون الطبيب وفكر في شيء ثم قال: "أرشديني إلى بيتكم!"
...
بعد الوصول لمنزل الفتاة نظر الطبيب لحالة الأم ثم كشف عليها وقال:
"لا تخافي إنها مريضة فقط وأرهقت نفسها بالعمل مما أدى لهذا"
فهمت الفتاة كلام الطبيب وبكت في خوف: "إنها ترهق نفسها لتطعمني.. أنا السبب!"
نظر لها الطبيب وتنهد: "يا فتاة لا تلومي نفسك كل الأباء يرهقون أنفسهم ليعطوا الأفضل لأبنائهم، المهم أن تجعليها تتناول هذا الدواء في ميعاده"
أخرج الطبيب الإبر ووخز جسد والدة لينغ نيان وغذى جسدها ببعض الطاقة العميقة ليخفف آثار الإرهاق ثم قام ليمشي
ترددت الفتاة قليلًا ثم صاحت على الطبيب: "أيها السيد ألا تعلم أين العم العملاق؟"
لم يلتفت الطبيب وتحدث أثناء الذهاب بعيدًا:
"في مهمة لتغيير مستقبله!"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استمتعوا
عذرًا لكن عندي اختبارات الأيام القادمة ولن استطيع نشر فصول