يقول مازن بصوت بارد لا يحتوي على أي مشاعر: يبدو أنني لن أندم على الإنضمام لكم يا رفاق.


- عادل: كيف لك أن لا تحيي الأميرة *همف*


- مازن: إنها أميرة في العالم الحقيقي وليس هنا، حتى لو إلتقيتها في العالم الحقيقي لن أحييها، فهل ساعدتنا حينما كنا ولازلنا نموت من البرد في الجبال.


أخفضت الأميرة رأسها ووجهها احمر خجلا من نفسها ثم تقول:" أنا هنا مجرد شخص عادي لذا لا أريد أي تبجيل من قبلكم"


- مازن: أتسآل إذا لماذا قمت بإرفاق لقبك (الأميرة) إلى العالم الحقيقي! *هاه*


(تذكير: لقب الأميرة في اللعبة هو "أميرة الجن")


هنا يتدخل ياسين لإيقاف هذه العاصفة الثلجية ويقول:" لا يهمنا العلاقات الخارجية أو ماضي كل شخص أو لقبه.. ما يهمنا هو أن نكون متجانسين ونكون جبلا لبعضنا البعض" (أي أن يعتمدوا على بعضهم البعض بدون تردد)


- مريم: أنا أوافق على كلام ياسين، إذا ماذا الأن..؟


- ياسين: علينا شراء مقر خاص بنا وأن نشتري للمقر جهاز الأمن (هو جهاز سحري عند تشغيله تظهر دائرة تمتد لبضعة أمتار حسب جودته ودوره هو السماح للاعبين بتسجيل الخروج بدون الخوف على فقدان تقدمهم، هو تصغير من مدن الأمان)


- عادل: أو يمكننا شراء مقر بداخل إحدى مدن الأمان..


- ياسين: حسب معلومات ℹ اللعبة فيوجد ألف مدن أمان في العالم وهذه المدن تتغير كل ثلاثة أشهر لذلك شراء مقر بمدينة الأمان لن يفلح.


- مريم: معك حق وبالإضافة لذلك فثمن مقر بمدينة الأمان باهظ جدا.


- عادل: إذا سنشتري مقر وجهاز الأمان معا، لكن الثمن غالي للغاية على الأقل سيتطلب بضعة ألاف من العملات الذهبية.


- مازن: ولهذا الأميرة موجودة معانا *هاه*


- حسناء: معه حق أنا سأتكلف بكل الأمور المادية الخاصة بالفريق.


- عادل: إستحي على نفسك يا مازن تستغل الأميرة في وضح النهار.


- حسناء: لا تقلق أيها الأخ الأكبر إنها مجرد بضعة ألاف فقط.


تنهد ياسين الصعداء وقال:" إذا شكراً مقدماً على مبادرة الأميرة لتحملها لمصاريف الفريق"


- مازن: لماذا الأميرة أصرت على الإنضمام لنا بينما يمكنها تشكيل جيش من اللاعبين بنقودها.


- حسناء: يوجد فرق بين الرفاق والجنود


- مازن: حسنا حسنا أمل أن يكون هذا هو الأمر، وأن لا تكون مؤامرة.


- حسناء: سنشتري المقر في قلب عاصمة الدم المقدس أحد أكثر الأماكن إزدهارا فذلك سيسهل وصول المعلومات السياسية، وسنكون على معرفة بأوضاع العالم الإفتراضي.


- ياسين: المبالغ (الأثمنة) في ذلك المكان مضاعفة بشكل جنوني..


- مازن: لا تقلق ما دامت الأميرة موجودة فنستطيع شراء العاصمة بأكملها..


- عادل: لقيط *همف*.. إذا هيا بنا..


توجه الخماسي نحو بوابة النقل الآني (بوابة تنقل الشخص من مكان إلى آخر في لحظة، لا توجد بوابات بين الممالك ولكن توجد بين مدن كل مملكة على حدى، لأن وجود بوابات بين الممالك سيسهل عمليات الحروب، وللعلم أصحاب قدرة بوابة الإنتقال لا يمكنهم فتح بوابة دون وجود شخص آخر في الطرف الآخر له نفس القدرة فهذه القدرة تعمل كتقنية البلتوت في الهواتف الذكية تماماًض، ومع ذلك توجد حالات شاذة بحيث يكون للشخص قدرة على فتح البوابتين بنفسه وفي العالم بأكمله يوجد ثلاثة أشخاص فقط لديهم هذه الميزة، واحد منهم تحت راية مملكة التنانين والآخر تحت راية إمبراطورية الدم المقدس والثالث مجهول الهوية. وهؤلاء الثلاثة يدعون من قبل الأعداء بناقلي الفتن. ولاستعمال بوابة النقل يجب أن تدفع بضعة عملات ذهبية حسب المسافة عملة ذهبية واحدة لكل كيلومتر واحد.


- ياسين: تبا للحياة، كل شيء بالمال حتى التبول *همف*


دائماً ما تكون بوابات التنقل مزدحمة بشكل جنوني..


- حسناء: لا تصطفوا دعوني أصطحبكم للداخل فهناك توجد بوابة خاصة لكبار الشخصيات رغم أن تكلفتها مضاعفة خمسة مرات على التكلفة العادية إلا أنها تسهل الازدحام الذي سنتأخر بسببه لأربع ساعات على الأقل.


- ياسين: إذا سبق وأن ذهبتي للعاصمة..


- حسناء: أجل حتى أنني استقريت هناك لأسبوعين فالجو هناك شيء مختلف كليا، سمكنك القول أن مصممي اللعبة أبدعوا في تصميم هذه المدينة.


- ياسين: أنا متشوق لذلك إذا..


- حسناء: عفكرة هناك أشياء غريبة جداً بهذا العالم لذا أتمنى أن يعطي فريقنا اهتماماً كبيراً لها.


عادل وياسين يقولون في لهجة واحدة (في نفس الوقت):" وما هي..؟ "


- مريم: أظنني عرفت الموضوع وحسب علمي موضوع مثل هذا لا يجب مناقشته في هذا مكان.


- مازن: بالضبط فهذا أغرب من غريب..؟


- ياسين: لماذا أشعر أنني الوحيد الذي لا يعلم شيء..


- عادل: أضفني في القائمة هههههه..


دخل الفريق إلى غرفة خاصة كان بداخلها بضعة أشخاص فقط يتجهزون للتنقل، بعدها فوراً حان دور تنقل الفريق.. وضعت الأميرة المال أمام العامل ثم توجهوا للدخول عبر البوابة فوراً بعد الدخول خرجوا من البوابة التنقلية في العاصمة، قصد الفريق مكتب البيع لشراء مقر مناسب، فبعد مناقشة بسيطة قرر الفريق شراء طابق كامل في خامس أطول بناية في العاصمة والتي تطل من جهة على بحيرة وغابات كثيفة ومنتزهات عمومية مع بروز الجبال في مرمى العين، ومن جهة أخرى تظهر هذه المدينة العملاقة مع وجود القصر الملكي الضخم المزخرف بشتى الألوان والأنماط الغربية..


مساحة البناية هي ٤٣٠ متر مربع وبالتالي فمساحة طابق كامل هي نفس مساحة البناية.


- عادل: مساحة شاسعة جداً أظننا لا نحتاج لكل هذه المساحة..


- حسناء: في الطابق عشرة غرف مع مطبخ وحمامين.. غرفة لكل واحد منا وغرفة للنقاشات وأخرى للمتعة والتفاعل فيما بيننا بينما أكبر الغرف ستجهز كصالون مغربي من الطراز الرفيع كي تكون غرفة إستقبال الضيوف المهمين، ثم غرفة المكتبة التي سنملأها بالكتب الخاصة بهذا العالم..


- ياسين: والغرفة الأخيرة؟


- حسناء: للعضو الجديد..


- ياسين: أتسآل من يكون أو تكون؟


- حسناء: صدقوني إذا قلت أنه سيكون القلب النابض للفريق فأنا لا أكذب..


- مريم: ما هي ميزته..؟


- حسناء: هل يكفي بأنه جعل المصممين أنفسهم التحرك لإيقاظه؟


- مريم: هل تقصدين أنه كان هدفهم وراء تشويه اللعبة لصورة المغاربة؟


- حسناء: نعم ولا، فالهدف الحقيقي هو تحفيز اللاعبين المغاربة ولكن في نفس الوقت تحفيز وإيقاظ ذاك الوحش.


- عادل: لكن لما عساهم يهتمون لأمر هذا البلد من بين ٢٠٠ دولة؟


- حسناء: حسب توقعي فأحد أهم مبرمجي اللعبة من أصل مغربي.


- مازن: لا أظن بأن خطوتهم هذه ستوقظ ذلك الشخص فلو كان قوي فلن يهتم ببساطة.. وهل أنت متأكدة من وجود كيان مثل هذا أساساً؟ كيف خطرت (جاءت أو ظهرت) في بالك هذه الفكرة؟


- حسناء: لأنه قبل أربع سنوات أتذكر بأن المخابرات المغربية إكتشفت نفس جهاز اللعبة متجه إلى نواحي مدينة شفشاون الجبلية، تم التأكد منه بعناية بأنه ليس ألة إرهابية (مش جهاز بداخله متفجرات أو أسلحة حاجة زي هيك)، بعد الإطمئنان من ذلك تم إرسال الجهاز لصاحبه..


(هذا بعد عام من وصول الخوذة الإلكترونية لأيمن فبعد تطوير الجهاز من خوذة إلى تابوت تم إرساله إلى أيمن من قبل SVW لكن تم مصادرته من قبل الشرطة لبضعة أيام ثم أعيد لساعي البريد بعد التأكد من أنه لا يهدد أمن الدولة)


- مريم: بمعنى أدق فيوجد شخص بدأ اللعبة قبل أربع سنوات!


- حسناء: في ذلك الوقت اعتقدناه مجرد إختراع فاشل بسبب عدم وجود أي إرشادات للإستعمال، حتى مع قدوم خبراء المجال للمحاولة فقد فشلوا.. لذا لم نهتم بذلك كثيراً وأعدنا الجهاز للرسول [ الذي يوصل الطرود وللعلم هذا الشخص من منظمة (SVW)]


( تذكير: منظمة SVW هي منظمة العالم الإفتراضي المماثل)


- ياسين: وكيف سنجد هذا الشخص؟ وبما أنه بدأ اللعبة قبل أربعة أعوام لماذا لم يظهر في قائمة العشرة الأوائل؟


- حسناء: هنا حيث لم أجد جواب لأسئلتي..


- مريم: من الممكن أن يكون الشخص الذي أرسل له الجهاز واحد منهم؟


- حسناء: لا أظن ذلك فلو كان واحد منهم لا داعي لإرسال الجهاز بل سيذهب للمقر.


- ياسين: حسنا لقد قررت مهمتنا الأولى هي إيجاد هذا الشخص وجعله ينضم لنا.


- عادل نحن نتكلم في مكان عام.. ألى تخشون من إنتشار الخبر؟


- حسناء: لا تقلق لقد إستعملت كاتم الصوت السحري الذي يوقف تمدد الصوت خارج فضائنا (مساحتنا).


وفي قرية جبلية بداخل منزل من الزنك حيث تخطو فتاة ذات شعر اسود طويل وعيون لامعة وسواء كسواد الليل مع بشرة حليبية لامعة وجسد رشيق ممتلئ بعض الشيء، تخطو هذه الفتاة نحو ذاك الباب البني فتدق وتقول:" أخي أيمن تعال لتناول وجبتك"


فور ذلك يرتد صوت شبابي قوي من داخل الغرفة:" أنا قادم بعد أن أنهي آخر سؤال من واجبي الجامعي"


بعد بضعة دقائق يخرج شاب ذو شعر فضي وقامة طويلة مع جسد قوي وجذاب يحلم بامتلامه كل رجل، وبشرة أكثر إشراقا ومليئة بالطاقة.. توجه نحو مائدة الطعام فيقول:" الأيام كالسيف فقط مثل اليوم كانت جدتي تجلس في ذاك الكرسي"


- سارة: لا تعبس فهي توفيت اليوم ونحن سنتبعها غداً (يعني الدنيا دوارة ولا هروب من الموت) إذا متى ستخرج من قلعة الجحيم؟


- أيمن: لا تغيظيني فأنت تعلمين أنه لا يمكنني الخروج حتى أنهي بضعة غرف تدريبية أخرى..


- سارة: هاهاهاها إنها سجن الجحيم وليست قلعة، كانت ستكون مذهلة لو كان يمكنك المغادرة متى ما شئت.


- أيمن : هل دخلتي للعبة اليوم؟


- سارة: أجل وقد انضم عضو جديد لفريقي يوجد مكان إضافي لك هل تقبل الإنضمام لنا..


- أيمن: أكيد لا.. في أي مستوى وصلتي؟


- سارة : المستوى ١١


- أيمن: جيد بالتوفيق لك، واحذري من الموت هناك لا أريد فقدان أختي بعد أن فقدت جدتي منذ بضعة شهور.. شكراً لله ثم لك على الوجبة، والأن سادخل لقلعة الجحيم..



(تحية شكر للمعلق والمتفاعل الرهيب Xtgier)


... يتبع







2020/12/17 · 455 مشاهدة · 1445 كلمة
Black_King
نادي الروايات - 2024