24 - أرض العشرين مليون جمجمة (💀 20M×)


- يسعل الأب بخجل قبل أن يقول:" بني يجب عليك التركيز على دراستك أولاً، بعد أن تأخذ وظيفة أو عمل جيد بعدها يمكنك التفكير في هذه المسائل الحميمية"


- يضحك أيمن بخفة ثم يقول: قلت أريد أطفال وليس زوجة..


تغيرت ملامح الوالدين لتصبح ملامحهم في غضب، ثم تقول الأم:" بني مثل هذه الأمور لا تجوز"


- يضحك أيمن مرة أخرى:" تبا لم أعني ذلك ما أقصده هو أنني أريد جمع مجموعة من الأطفال، لذا أتسآل إن كان أبي يستطيع فتح جمعية للتكفل باليتامى والأطفال المتشردين"


( لما قال أيمن أنه يريد أطفال وليس زوجة اعتقد أهله أنه يريد الذهاب لدار الدعارة)


- الأب: ولماذا هذا..؟


- أيمن: لأن العالم الإفتراضي بداخل اللعبة حقيقي تماماً..


تنهد الأهل معتقدين بأن أيمن يخرف..


- سارة: ما بك يا أخي هل جننت..


-أيمن: أنا في كامل قواي العقلية وإن لم تصدقوا ما قلته فلكم هذا لتشبعوا فضولكم..


يخرج أيمن أجنحة العنقاء خاصته مع كتم هالتها القارسة كي لا يؤذي والديه، لم يسع الأهل سوى فتح أفواههم من شدة الصدمة..


" هل هذا حقيقي، هل أنا أحلم، مستحيل أن يكون هذا ممكناً"


لم يسعهم سوى أن يقول هذه الكلمات، وصل درجة عدم تصديقهم لرش وجوههم بالماء البارد..

فكر أيمن قليلاً ثم قال:" أمي، أبي.. العالم سيتغير، لذا أريد تجنيد وتدريب بعض الأطفال ليصبحوا أشداء.. أما أنتم فما دمتم بهذا العالم فأنتم سالمين حالياً، إذا أردتم السعي وراء القوة فلن أقوفكم ولكن هذا سيجلب مخاطر عالية عليكم، وأنا لا أريد حدوث هذا"


- سارة:" مستحيل أن أخرج من اللعبة سأستمر باللعب حتىّ لو كانت عالم حقيقي.."


- تنهد أيمن وقال: إذا لا يجب أن يعلم أحد أنك أختي كيلا يخطفوكي ويهددوني بسببك..


- الأب: لم أفهم شيء هل يمكن شرح هذا الأمر بالتفصيل؟


أخذ أيمن يشرح عن العوالم ورتبتها وعن الأختام وحتى عن إستغلال الخارجيين لعالم آخر من أجل تقوية سكان الكرة الأرضية..


- الأب: بما أن هذا هو الحال فأريد أن أصبح أقوى.. من أجل حماية أسرتي حين يتم فتح الختم.


فكر أيمن لوهلة وأخذ يراجع خططه..


-أيمن: أهم شيء أن لا يعلم أحد كوني إبنكم، لكن علي أولاً مسح إسمي من القانون المغربي لأنه ضعيف وسيسهل على المخابرات الاستحواذ عليها.. وحسب معلومات التابوت الإلكتروني أنه إذا تدمر هذا الأخير سيفقد المستخدم معلوماته وتطوره، فسيتم مسحها تلقائياً من سيرفر اللعبة.. لذا سأدمر هذا الجهاز..


- الأب: إذا ستتخلى عن الذهاب إلى العالم الإفتراضي؟


- أيمن: كلا فمنذ الأزل هناك أشخاص تمكنوا الخروج من عالمهم المختوم، لذا سأبحث عن طريقة أخرى للخروج.. أه يا أبي فور هذا ستقوم بترك هذا المكان، بل يجب عليك ترك المغرب أصلاً.. ومع ذلك قد يكونوا قادرين على تتبعكم.. أم وجدتها.. لما لا نذهب جميعاً.


- الأم: وماذا عن قضية الأطفال..؟


- أيمن: أنتم ستتكلفون بهذا الأمر بينما أنهي أنا بعض الواجبات في العالم الإفتراضي، وحين ذلك سأبحث عن طرق الخروج من العالم الحجري هذا.. وسنخرج جميعاً من هنا..


- الأب: كيف سنخرج بكل تأكيد سيتم إمساكنا..


- أيمن: لا تقلق أظن أن الخروج يكون برسم أنماط أو مصفوفة معينة لذا لن نضطر إلى الخروج من البيت حتى من أجل التنقل..


- الأب: حسنا هذا سيكون سهل مع الرغم أنني لا زلت لا أصدق بكل هذا فهذا مفاجئ وسريع.. لكنني سأجمع الأطفال فكم تريد منهم..؟


- أيمن: بما أن الأمر سيتطلب تدخل لجنات كثيرة وعدة قوانين وشروط كبيرة وصارمة مع تدخل منظمة حقوق الطفل والهيئة القانونية، فيمكنكم جمع خمسة أطفال وبدون عمل جمعية ولا بطيخ، فقط مثلوا دور الزوجين العقيمين وإجلبوا الأطفال..


ينظر أيمن تجاه سارة ويقول:" أما أنت يا سارة فستتوجهين للمدينة وتجمعين كل الخردة العديمة الفائدة والغريبة، لأن أغلب هذه الأشياء تصبح سحرية وذات قدرات فريدة بوجود جزيئات السحر، أكيد ستشترين هذا من سوق الخردة"


- سارة: ألم تقل أنك قوي.. فلما علينا الإختباء كالسلاحف..


- أيمن: لست خائف على نفسي بل عليكم، فأنا لست حارسكم الشخصي، ولا يوجد شخص قادر على وضعه لحمايتكم بدون أن أقلق.. لذا طلبت الأطفال لأحسن تدريبهم ويكونوا حماة لكم..


يضحك الأب ويقول:" أنت تستهين بنا كثيراً"


- أيمن: وهناك سبب آخر لفعل كل هذا وهو رؤية ميزات النظام الحقيقي الكوني الغير متلاعب فيه من قبل الخارجيين.. فبكل تأكيد أنا لست صاحب id رقم واحد.. وأيضاً بالنسبة للأطفال فأنا مصر على كونهم من عالمنا هذا كي يكون لديهم قدرة الدخول والخروج منه..


في اليوم التالي دخل أيمن للعبة، اجتمع الإثنان مع حضور باسكت بكل تأكيد، ونظر أيمن نحو عادل ثم قال: بما أنك ذئب سأستدعي لك بضعة ذئاب نخبة لربما تتعلم منهم شيء.. في لحظة خرج خمسة ذئاب نخبة في المستوى ثلاث مائة.. مع هالة قارسة تنبعث من أرواحهم..


- أيمن: أتمنى أن تعلموا تابعي جيدا..!


تيبست ملامح الذئاب وقالوا في ذعر:" بكل تأكيد سنعلمه بأحسن الطرق"


قام باسكت بغلق عينه ثم أخذ ينشر جزء صغير من روحه نحو أرض المليون جمجمة بسرعة فائقة، بعد أربع ساعات أخيراً فتح باسكت عينه ولوح بيديه الأربع ناطقاً بكلمة "فتح" لتظهر بوابة شفافة طويلة، فيعبر الثمانية من خلالها.. ليصلوا لأرض جافة قاحلة ذات مساحة كبيرة، كما يمكن للمرء الشعور بهالة دموية متكتلة هنا، مع إبصار بعضاً من العظام التي لم يلتهمها التراب بعد.. من الواضح أن هذه الهالة القاتلة هي سبب كون هذه الأرض جراء..


أخرج أيمن هيكل صغير على شكل بيت ووضعه في مساحة أرضية معتدلة وتمتم بـ" تشغيل" ليظهر بيت ضخم بنفس شكل الهيكل..


- أيمن: هيا لندخل وننتظر وصول الجيش..


في هذه الأثناء وفي إحدى العوالم الرئيسية..


- المستبصر: سيدي تنفيذاً بطلباتك فقد استبصرت مستقبلك، لكن..


- السيد: ما بك خائف تكلم ليس وكأني سأقتلك..


- المستبصر: سوف تقتل يا سيدي على يد ذو الشعر الأبيض..


- عبس السيد وقال: ما هي مواصفاته؟


- المستبصر: هو شخص ذو بينية جسدية رشيقة مع شعر أبيض طويل وأجنحة ثلجية زرقاء..


يحرك السيد سبابته من اليمين إلى اليسار ليشكل نصلاً بالهواء المغوط فيقوم النصل بقطع رقة المستبصر، فيقول السيد:" أنا أعلم هذه المواصفات أريد مواصفات أدق.. أيها الخدم خذوا جثة هذا القذر، وأدخلوا المستبصر التالي.."


في أرض المليون جمجمة اهتزت الأرض بهدير مدوي وأصوات الكائنات العاقلة (الأجناس) وهم يتقدمون في مجموعات ضخمة كان في المقدمة يسير الفرسان وهم يمتطون مختلف الوحوش، وفوقهم يوجد فليق الطيران الذين لديهم قدرة الطيران أو لديهم أجنحة أو حتى مطية طائرة (وحش طائر).. بينما في الوسط توجد عدة مجموعات من المشاة، وأخيراً في الخلف توجد الآلات السحرية مثل المنجانيق السحري وغيرها من الآلات الضخمة التي تخترق المباني والاسوار والدروع السحرية.. تقدم الجيش إلا أن توقف الفرسان فجأة عند لمح المنزل المريب بقلب الأرض الجرداء..


- الجنرال ونيس: حطموه واعبروا دون إضاعة وقت..


في داخل البيت تبسم أيمن قبل أن يقول لأتباعه:" هيهيهيهي لقد وصلت وجبتنا الأولى أخيراً.."


قبل أن يتحرك بضعة فرسان لتحطيم البيت، فتح الباب وخرج صوت شبابي قوي وهو يقول:" تسعة جنرالات، وخمسة ملايين جنود نخبة، وخمسة عشرة ملايين من الجنود العاديين مع خمسة ملايين من الناس المستضعفين المجندين غصباً.. بالإضافة إلى مائتي ألف وحش سحري، وخمسون ألف آلة كاسرة الدروع، وعشرة آلاف منجنيق سحري، ومائة ألف من الأجهزة الغريبة بدون نفع، وفوق كل هذا احضرتم المصفوفيون الخمسة من مملكة الصفصاف (المصفوفيون: هم أشخاص كرسوا حياتهم لتعلم علم المصفوفات).. وفوق كل هذا أحضرتم ملك الشياطين المتنكر كجندي عادي ذو المستوى ثلاث مائة وسبعة وخمسون لضمان الفوز.. "


سخر أحد الفرسان الذين كادوا يحطمون البيت وقال:" هاه.. مجرد عجوز بشعر أبيض، وأنا من توقعت بأن هذا البيت عبارة عن بيت فضاء يختبأ خلفه مئات الآلاف من جنود الدم المقدس"


في هذه اللحظة تغيرت عيون أيمن للون الأحمر، لينما أطلق العنان لنية قتله فور ذلك سقط كل الواقفين والطائرين أرضاً وهم ساجدين وكأنه تم وضع عدة أطنان على جسدهم، كل الجنود الضعفاء الذين تم تجنيدهم غصباً فقدوا الوعي.. أما الجنود العاديين والنخبة لم يستطيعوا رفع رؤوسهم حتى، حتى الجنرالات لم يستطيعوا رفع رؤسهم، هالة أيمن أحدثت تلك الظاهرة الغريبة مجدداً فقد إجتمع البرق وغطى السماء الحمراء بالكمال بينما ملأ هدير الرعد كل سماء هذا العالم وصولاً لقارة الفوضى في الشمال الغربي ولقارة التنانين في الجنوب الشرقي.. كل الناس تفجاؤوا لهذا المشهد وهم في حيرة من أمرهم.. ببساطة مع هذه الهالة تقيدهم فلن يستطيعوا فعل شيئاً إذا هاجمهم أيمن.. في غمضة عين كتم أيمن نية قتله ثم تحول لشعاع برقي وقام بقطع رؤوس كل الجنرالات الخمس، في هذه اللحظة صرخ ملك الشياطين قائلاً:" شغلوا المصفوفــ.." قبل أن ينهي كلماته كان قد أصبح رماداً جراء إحتراقه من نيران أيمن ما عاد جمجمته السوداء المحترقة التي صمدت ولم تتفتت وذلك ليس بسبب قوة الملك بل لأن أيمن أراد ترك الجمجمة العظمية مسالمة.. بسرعة مثيرة للإعجاب قام المصفوفيون بخطّ مصفوفتهم وإحاطتها بأيمن، من الواضح أن أيمن ترك لهم الوقت لفعل هذا وذلك من أجل أن يبرهن للجميع أن قوته لا يمكن تقييدها بمجرد مصفوفة.. تشكلت مساحة دائرية حول أيمن على شكل كرة ثم امتص كل الهواء بداخلها وامتلأت بالماء لإيقاف تنفسه، بينما قامت مجموعة كبيرة من الأشواك الغير مرئية والمسمومة بمحاولة إختراق جسده ليتسرب السم بداخله.. لكن كل الأشواك كسرت، ثم وجه أيمن قبضة عادية ناحية الحاجز لتتحكم الكرية المائية وتتحطم المصفوفة من بعدها لتنتشر أنماط وكلمات غريبة في الهواء ثم تتلاشى، نظر أيمن ناحية عادل وقال:" أظن أنه لن تتاح لك الفرصة للتألق اليوم لكنني أعدك أن تتألق في المرة القادمة لذا تراجع قليلاً لكي أنهي الأمر سريعاً"


يقوم أيمن بنشر نيرانه، تجاه كل الجنود العاديين والنخبة والوحوش والآلات أيضاً ليصبح جميعهم رمادا بينما ظلّ من عظامهم سوى الجماجم، ثم تمتم أيمن:" الأن يمكن تسمية هذه الأرض بأرض العشرين مليون جمجمة"


بعد مجزرته الأولى دخل للداخل، أخذ حماماً منعشا مع تغيير ثيابه الملطخة ببضعة بقع، ثم حمل فنجان قهوة وتوجه للخارج فور خروجه، فور خطوه خارج الباب سجد له الجنود من عامة الشعب الذين أجبروا للحضور رغم ضعف قدراتهم وخبرتهم، فقال أحدهم:" سيدي الموقر لقد إتفق جميعنا على الإنضمام لجيشك ونعدك بأننا سنعمل جاهدين على التطور لنكون عند حسن ظنك، أولئك الذين لم يردوا الإنضمام لك بعضهم رحل سريعاً، والبعض الآخر ظل هنا ليقدموا شكرهم لتعاطفك على حياتهم ثم سيرحلوا"..


ينظر أيمن ناحية عادل ويقول:" هذه أول دفعة لجنودك يا عادل" ثم ينظر أيمن ناحية الجنود ويقول:" عادل تابعي سيكون قائدكم، سأضع لكم برنامج تدريبي صارم لذا تجهزوا لذلك" ثم ينظر ناحية الجنود الذين يريدون الشكر والانصراف وقال:" أما أنتم فأنا أقبل شكركم ويمكنكم العودة لأهاليكم"، تحول أيمن لشعاع برقي سريع واختفى شمالاً ليعود بعد دقيقة ونصف وثيابه منقطة بالدماء فيقول:" لقد تخلصت من بعض ناكري الجميل (الجنود الذين ذهبوا دون قول ولو كلمة شكر لأيمن) ، لم أتوقع أن يقطعوا كل تلك المسافة خلال هذه الفترة القصيرة.. مع أنني لا أحتاج لأي مدح لكن التصرف بكبرياء أمامي والرحيل بهذا الشكل يعد إهانة بمنظوري الشخصي"


في لمح البصر هذا الخبر انتقل كالصاعقة من بلد لآخر من عالم لآخر وصولاً للعوالم الرئيسية أيضاً، وعلى عكس العادة حيث لا تبالي العوالم الرئيسية للأخبار المتدنية فهذه المرة هي بدورها صعقت بهذا الخبر خصوصاً وأن كل هؤلاء الضحايا من طرف شخص واحد.. فالكون لم يشهد مثل هذه المجازر منذ عشرة أعوام على أقل تذكير، رغم ذلك هذا الخبر لم يصدم الجميع فهذا شيء عادي فهم مجرد عشرين مليون ضحية والكون شهد ملايير الضحايا تارة، بل حتى أنه سبق وأن تم تدمير عالم كبير (قبل العالم الرئيسي) بأسره..


من بين هؤلاء العشرين مليون ضحية كان نصف مليون من بينهم لاعبين.. وهذا صدم العالم الأرضي كثيراً فلقد توفي نصف مليون بشري في يوم واحد، كانت هذه أحد أكبر الخسائر البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.. كان هذا اليوم حداداً للكثير من العائلات..


- صاحب القناع الأسود المرسوم فوقه رمز البرق بالأصفر ⚡: أوووه لم أتوقع أن الشخص الذي أنقذت حياته يوماً سيصل إلى هذا القدر من القوة.. أيمن يا أيمن.. أظنه حان وقت دفع الديون؟


... يتبع



🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿


سؤال للمتابعين: هل تتذكرون صاحب القناع ذاك؟ كيف أنقذ أيمن؟


شكراً لكم على الدعم يا أساطير ونلتقي في الفصل القادم إن شاء الله 👏


2020/12/26 · 421 مشاهدة · 1861 كلمة
Black_King
نادي الروايات - 2024