الأمنية 16: ضعف
______________________
بعد ان فهمت ما كانت تريده تلك الفتاة الصغيرة...
توجهنا نحو الغابة الصغيرة الموجودة قرب القرية.
ذكرني ذلك المنظر بقريتي.
بمجرد ان دخلنا الى الغابة تغير الجو المحيط بالمكان...
ذلك الجو كان سلبي لكنه كان مناسب لي.
مع تعمقنا في الغابة، بدأ يزداد الجو سلبية...
و بدأ يظهر ضباب رمادي حولنا.
الفتاة الصغيرة كانت تتنفس بصعوبة شديدة بسبب ذلك الجو...
لكن رغم ذلك لم تتوقف، و أكملت ارشادي.
خلال ذلك احسست بالمانا خاصتي تتفاعل مع شيء ما...
لا بل شخص ما!
كانت الفتاة على وشك ان تفقد وعيها فحملتها...
و تقدمت الى الامام بسرعة.
الى ان وصلت الى منتصف الغابة.
في ذلك المكان رأيت عدة حيوانات متجمعة حول شخص ما.
ذلك الشخص كان مجروح بجروح شديدة...
و تلك الحيونات تقوم بحمايته...
منها الطيور، الارانب، الدببة و حتى الفراشات.
فراشات؟؟
هل تلك الفراشات هي التي تفاعلت معها...
ام تلك الفتاة المجروحة؟
اقتربت من تلك الفتاة...
انزلت الفتاة الصغيرة الفاقدة وعيها قرب تلك الحيوانات...
فقامت تلك الحيوانات بفتح الطريق لي.
و...
جميلة...!!
لا لماذا تبدو هذه الفتاة صغيرة، لكنني لا احس بذلك؟
ملابسها كلها ممزقة و كأنه تمت مهاجمتها بعدة سيوف...
و هذه الحروق...
هل كانت سيوف سحرية؟
اقتربت منها اكثر...
و تفحصت كل جراحها...
و اعطيتها القليل من المانا لكي تستطيع الاستيقاظ.
و بعد ان جعلت تلك المانا ملكا لها...
استيقظت...
و نظرت حولي...
"ملكي!...اخـ..يرا وجـ...تك!
ماذا تعني بملكها؟
هل اخطأتني بشخص آخر؟
" يا غبية...من تقولين عنه انه ملكك؟ "
" انت...ملكي...
ارجوك...الجنيات...الجنيات كلهم في خطر...!"
جنيات؟؟
لا هل هي حقا تقول عني اني ملكها؟؟
"يبدو انك لازلت في مشوشة...
انا مغادر، لم آتي هنا لكي العب مع طفلة مثلك."
حملت الطفلة معي و...
" انت...انت تخفي شـ...شكلك الحقيقي..."
كيف علمت هذا؟
" ما هو دليلك؟"
لا اظن ان هناك من يستطيع ان يرى عبر تنكري...
لكن بطريقة ما استطاعت ذلك.
" ملكنا...يملك احساسا...
نستطيع كلنا...الاحساس به...
نحن الجنيات...نترجوا من ملكنا...ان يعود..."
هل مازالت تخرف ام ماذا؟
انا ملك للجنيات؟
حظي التعيس هذا دائما ما يجعلني التقي بأغرب الناس.
لكن...لا اريد ان اتعلق بشخص آخر مجددا.
" أنا لست ملكا لأحد...سأغادر."
غادرت الغابة و انا احمل الطفلة...
عند التفكير في الأمر...
لماذا لازلت احمي هذه الطفلة؟
هل لأنها عبدة فقط؟
لا...
انا ارى صورة لنفسي القديمة بها.
القدر حقا غريب...
لذلك انا لعنت قدري...
و رحبت بيأسي.
أجل...
اليأس في بعض الأحيان يكون جميلا!
........
ارجعت تلك الفتاة الى القرية...
و بسبب الفتاة فقط، لم ادمر تلك القرية.
حسنا جزء من السبب انها تشبه قريتي.
غادرت تلك القرية متوجها نحو مكانا آخر لأنشر يأسي به...
فطرت لعدة ساعات...
وجدت ان الأمر غريب...
مهما طرت بعد ذلك كل ما كان يوجد امامي هو السهول الخضراء فقط...
لذلك نزلت و حاولت اكمال طريقي مشيا.
نفس الشيء قد حدث...
رغم ان الليل قد خيم، الا انني لم ارى امامي شيء آخر غير السهول.
فجلست لأستعيد المانا التي فقدتها...
و انتظرت الى ان اقتربت الشمس من الشروق.
ثم عدت الى القرية التي تركتها ورائي.
فسألت سكان القرية عن امكانية وجود اي مدينة او قرية قريبة من هنا.
فأخبروني ان اقرب قرية من هنا هي غابة الإلف.
لكن غابة الإلف ممنوعة عن الغرباء...
كل من يقترب سيقتل.
وجدت ذلك تحديا جيدا.
فغادرت القرية عبر الاتجاه الذي اشار اليه السكان...
في الاخير كان ذلك بدون فائدة.
مهما طرت لم اصل الى اي مكان...
حتى انني قد مشيت لثلاثة ايام متواصلة و لم المح اي شيء.
في الاخير فكرت في شيء واحد يمكن ان يكون السبب في هذا.
انها تلك الغابة الصغيرة!
عندها عدت الى الغابة.
اضعت اسبوع في لا شيء...
هاااه....
......
اقتربت من الغابة فلاحظت ان الجو السلبي اكثر من قبل بكثير.
و اذا بشخص يخرج من بين الاشجار...
ممتلئ بدماء وردية...
ملابس ممزقة...
و اصابات كثيرة...
تلك الفتاة الغبية!!
"مـــ....لـــ....كـــ.....ي!"
ما هذا بحق الجحيم؟!
_________________________________
الفصل 17 موجود على سيرفرنا discord.gg/s3erRDwsMB
تأليف: Souhayl TP