الأمنية 19: قدر
_______________________________
بعد ان استيقظت من ذكريات ايرلينا…
شعرت بفراغي قد اصبح اكبر…
لكن لا احس اني قد تعمقت كثيرا بمسار اليأس.
السبيل الذي بقي لي هو امبراطورية 'سفانت'…
امبراطورية سفانت…
الإمبراطورية التي يوجد بحدودها جنس سامي معين…
الالف السامي!
لطالما كانت تقول والدتي ان العرق الوحيد الذي يستطيع منافسة الدرياد في الجمال هو عرق الالف السامي.
لطالما عرف الالف بطبيعتهم المنجذبة للنباتات و الحياة بكل جمائلها عامة…
اذا ماذا لو وقعت عليهم كارثة عظيمة…
كارثة كافية لتدمير غرائز محبي الطبيعة هؤلاء…
لكن هم ليسوا هدفي حاليا.
هدفي الآن هو ان اخرج من هذه القارة اللعينة و اتوجه نحو امبراطورية سفانت في قارة القديس.
فعملي مع سيد البرج لم ينتهي بعد…
من خلال ذكريات رسيل، قد علمت كل ما حصل عندما كنت في النقابة…
و ان امبراطورية سفانت قد تدخلت في هذا…
على ما يبدو ان الامر متعلق بنزاعات داخلية في الكنيسة…
لكن…
أهذا يهمني..؟
حسنا اذا قلت انه لا يهمني فأنني كاذب…
خصوصا بعدما علمت ان فضيلة الجشع هي من اسست الكنيسة.
لكن اكثر ما يغضبني هو ما فعلوه برسيل…
اذا امسكتهم، سأسلخهم و اشفيهم و اسلخهم…
و ليس هذا فقط…
السم، سأسلخهم و اغليهم في السم…
السم سيقوم بتذويب عظامهم لكن سأشفيهم…
لن يشفي غليلي حتى اشعر بيأسهم قد فاق ما يستطيعون تحمله…
الموت سيكون اكثر شيء رحمة قد عرفوه يوما!
اهدأ…
اذا فقدت السيطرة فلن اعلم ابدا ما قد افعله…
اليأس قد يستغل اي ثغرة لاستغلالي…
لكن انا الذي يجب ان استغله كما اريد.
"سـ…يدي…"
تسك، ها قد استيقظت هذه المجنونة.
"ان تتطاولي على ملكك، ما حجم ذنبك الذي تظنين انك اقترفته؟"
علي اية حال سأكمل على ما فعله هذا المزعج و اكمل عنه دور الملك…
قد يكونوا مفيدين اذا استعملت الجنيات بالطريقة الصحيحة.
لكن لحظة…
لماذا اشعر اني نسيت شيء مهم…
شيء خطير لابد ان اعلمه…
انتظر…
انتظر..انتظر..انتظر..انتظر..انتظر..انتظر..!!!
سحقا…!
اين هي ذكرياتي؟
ذكريات الحيوات السابقة…
كلها فقدت؟؟
لا..مهلا…
هل عشت حياة سابقة من قبل؟
نعم فعلت!
لكن ما كانت هذه الحياة السابقة؟
هل كانت سعيدة ام حزينة؟
لا اتذكر!!
لماذا؟
لماذا؟؟؟
لماذا لا اتذكر حيواتي السابقة؟؟؟
منذ متى لم اعد اتذكرها؟
هذه التساؤلات ستفجر رأسي…!
اهدأ…
الفراغ قد اصبح اكبر…
ما باليد حيلة بعد ما حدث…
اليأس…
استطيع ملأ هذا الفراغ بتذوق اليأس…
ليس يأسي انا…
بل يأس الاخرين!
"ا…أنا اعلم اني مذنبة…ارجوك عاقبني يا ملكي!
ا..انا..!"
"اصمتي!"
سحقا…
لقد صرخت بدون ان اشعر…
احس بأنني قد بدأت افقد نفسي…
نفسي..؟
اي نفس؟
نفسي لما كنت بالعالم الاول؟
ام نفسي لما كنت بالعالم العاشر؟
او ربما نفسي في العالم الثاني و العشرين….
اي هذا العالم؟؟
عشت في 21 عالم من قبل…
كل عالم عشت فيه بجسد و شخصية مختلفة…
و ها انا الآن اعيش في عالم لكن بجسدين مختلفين…
درياد و…
اه…انا لا اعلم حتى ما هو عرقي الآن.
مثير للشفقة…!
اعيش و اموت…
اعيش و اموت و اعيش ثم اموت…
كان الموت فرصة من فرصي السابقة…
لكن الآن؟
لم اعد املك الامنية الاخيرة…
حققت اماني اشخاص لا اعلم عنهم شيئا…
في الاخير اصبح لدي فقط امنية سوداء؟
اتقول ان امنيتي التي لطالما كنت ابحث عنها…
اقاتل، اموت، ادافع، اذبح و انتصر…
هي مجرد امنية سوداء؟
ما هي هذه الامنية السوداء؟؟
ان افعل ما اشاء…
ان اعيش في يأس…لا، اتعايش مع اليأس و ألتهمه؟؟
اتبع طريق جهزه لي فخر بصمت؟؟؟
سحقا للفخر…
و سحقا لي انا الذي حققت امنية الفخر!
انتظر…
امنية الفخر؟
الم تكن الامنية الخاصة بالعالم الاول…
ملكوت، حكم، دمار، جبروت و كبرياء؟
هذه هي امنية ذلك الوغد الفخر!
اذا ماذا بشأن الأمنية الثانية؟
سحقا رأسي سينفجر…!!!
"سـ..سيدي؟"
نظرت اليها و هدأت…
غريب…
بالتفكير ان مجنونة مثلها ستجعلني اهدأ…
على كل.
فرضياتي لازلت غير متأكد منها...
و لتأكيدها لابد ان التقي بالفخر الوغد و اجعله يشرح الأمر…
لكن…
لجعل شخص بقوته يسمع لي…
اليأس…!
سأصبح فضيلة و اتحكم في مبدأ اليأس…
ذلك هو اول خطواتي الآن!
……..
قمت بتسوية اموري مع ايرلينا...
حيث قالت ان عرق الجنيات قد تم ابادته و من نجى هم قلة القلة من اقوياء الجنيات...
و سبب ذلك مجهول...
قالت ان المملكة المفقودة قد اتصلت بطريقة ما بهذا العالم و من ثم اختفى الفخر في مكان ما...
استمرت ايرلينا بحكم الجنيات الى ان ظهر سيف كبير جدا...
فبدأ الجنيات بالاقتراب منه و محاولة اكتشاف غموضه...
الى ان اتى اليوم الذي اصبح، كل الجنيات الذين لا يملكون دم الارواح، اصغر بحجم اليد...
الا ايرلينا الوحيدة التي لم تصبح اصغر...
حاولوا فهم السبب لكنهم لم يستطيعوا...
فأجبرتهم ايرلينا على البقاء بعيدا عن السيف الضخم...
ثم في احد الاشهر الفائتة بدأ كل الجنيات بالموت بدون سبب...
و كأن رياح الموت عصفت بهم...
فغادرت ايرلينا المملكة المفقودة للبحث عن الفخر...
لكن بسبب كونها جنية فقد لاحقتها الاعراق السامية بكل مكان...
في محاولة لقتلها او حبسها...
اما عن السبب؟
اظن انه واضح من ذكرياتها.
اخذت كل الاعراق السامية التي كانت تعيش بالمملكة المفقودة نظرة سيئة عن الجنيات...
فتم تسميتهم بأبناء الشياطين...
حتى انهم قد فقدوا حماية الارواح العظيمة.
"كم تبقى من جنية غيرك لازالت حية؟"
حتى لو كان عددهم قليل...
فسيكونون مفيدين لي.
"للأسف قد بقي بضع عشرات فقط"
جيد..!
الآن استطيع البدء بخطتي بدون اي انحرافات!
.........
ارسلت ايرلينا لكي تعود الى المملكة...
ثم غادرت القرية.
لكن بعدها تذكرت شيئا...
تلك العبدة تملك انجذاب عالي جدا للمانا...
ربما قد تكون مفيدة أيضا.
عدت للقرية و ذهبت الى مالك تلك العبدة...
فقمت بقتله و خلصتها من سلاسل العبودية التي تربطها به...
ثم اخذتها معي.
و في طريقنا الى امبراطورية سفانت...
طبيعيا ستأخذ الرحلة وقتا طويلا جدا...
لذلك استغللت ذلك الوقت في تعليم العبدة بعض السحر...
اه...بالنسبة لها ستكون مهارات.
على اية حال، في البداية درستها على كيفية الاحساس بالمانا...
حسنا، انها عبقرية...
استطاعت تعلم مهارة 〔كرة النار〕 خلال 3 ساعات...
العالم حقا ليس بعادل...
اذكر انه استغرقت 5 اشهر لأتقن هذه المهارة فيما سبق...
حقا العالم غير عادل.
استخدمت صلاحيات فضيلة الجشع لرفع قيود الوظيفة عليها...
بحيث ستستطيع تعلم ما تريده مني انا...
و طبعا سأعلمها ما اريده انا افقط.
خلال رحلتنا الى امبراطورية سفانت...
اضطررنا الى استعمال سفينة بحرية للانتقال من القارة التي نحن بها الى القارة الموجودة بها امبراطورية سفانت...
قارة القديس!
لم اشعر بالملل في رحلتنا...
نظرات الخوف و الجهل على العبدة كانت ممتعة.
لكن هل سأبقى اناديها بالعبدة؟
اظن اني سأعطيها اسم بما انني سيدها الآن...
"كاجسا...هذا سيكون اسمك، و اتمنى ان تبقي دوما نقية هكذا...حسنا؟"
"شكرا لك سيدي...لقد اعجبني كثيرا!"
بالطبع ما الذي ستعرفه طفلة صغيرة...
و انا جدي، يجب ان تبقى نقية دوما....
لهذا اعطيتها اسم 'كاجسا'...
الذي يعني النقاء المقدس...
فبعد فقدان الامل، كلما كان الشيء انقى...
كلما كان يأسه اقوى!
_______________________
تأليف: Souhayl TP