الأمنية 23: خوف
___________________________
في البداية فقدت معظم ذكريات حيواتي السابقة، لكن هذا لا يعني انني قد فقدت خبراتي الكثيرة.
واجهت الموت لمرات لا تحصى لدرجة الاعتياد عليه.
لنقل انني لن اجد ما يمكن ان يخيفني ابدا، فأنا لا املك لا احباء لا عائلة، ولا حتى شيء معين اخاف من افقده الى الأبد.
لكن رغم ذلك، ها انا هنا الآن قد حاصرني الخوف لدرجة انني لم اعد استطيع الحراك…
و كل ذلك بسبب نظرة!
و صاحب هذه النظرة يقف امامي الآن و يحدق في بغضب شديد…
اضف الى ان كل هذا داخل حلم لعين!
اريد الموت !!
…….
"يا ¿¿¿، لطالما كنت واثقا بنفسك ان هذه الخطة اللعينة ستتحقق و تعطينا الخلاص الذي نريده.
لماذا بحق الجحيم لازلت بهذا الضعف رغم انه قد مرت مئات السنين؟"
لازلت لا استطع الرد عليه بسبب الخوف…
حاولت عدم النظر في عينيه لكنني لازلت لا استطيع الحراك…
ما فائدة المانا الهائلة اذا لم اتمكن حتى من تجنب الخوف من شخص كهذا؟!
شخص؟
لا اظن ان مجرد شخص فقط…
" هل…انـ..نت…فضـ..فـ..ضيلة؟"
اخيرا استطيع الكلام قليلا!
"ماذا؟ انا فضيلة، لا تقل لي انك لا تتذكرني او سأفجرك رأسك ايها الوغد!"
ايه؟
يفجرني؟
"ألم نتفق انه عندما تحطم حجر البداية فستكون قد اتممت كل شيء؟
لا تخبرني انك لم تنجز اي شيء الى الآن؟ "
حجر البداية…هل يعقل انه ذلك الحجر الاسود..
" اذهب الى الحجيم! "
لقد…
قام بتفجير رأسي حقا…
اللعنة !
…….
فتحت عيناي…
ثم ما رأيته امامي هو…
البحر؟
انا في السفينة؟
لا تقل انني قد مت حقا في ذلك الحلم؟
هل يعقل هذا حقا؟! موتي في ذلك الحلم يعني موتي في الحقيقة!
اذا لقد عدت بالزمن مجددا…
لكن اتذكر انني قد فقدت الامنية الاخيرة…
ولم اعد املك اي مهارات…
اذا هذا يعني ان الأمنية السوداء هي التي اعادتني بالزمن.
لماذا؟
الأمنية السوداء هي أمنيتي انا، اذا مت و انا لم احقق امنيتي فسأرجع بالزمن مجددا؟
اذا ما هي امنيتي بحق الجحيم؟!!
……..
بعد ان تفصحت السفينة…
لقد عدت بالوقت يوما كاملا.
بمعني اننا اقتربنا من الوصول الى الميناء الدولي.
لازلت لا استطيع تصديق انني قد قابلت فضيلة اخرى…
كما انه يعرفني بطريقة ما.
هل قال انني فقدت ذكرياتي؟
حتى لو كنت قد قابلت فضيلة في حيواتي السابقة فلن اتذكر ذلك.
ببساطة، عندما علمت عن الفضائل و انا بكامل ذكرياتي، متأكد من انني لم اقم بأي تصرف غريب حول الموضوع.
اغه سحقا، حتى لو حدث شيء حقا فأنا لن استطيع تذكر اي شيء.
اتذكر القليل فقط حول العالم الأول و العالم الثاني عشر لسبب ما.
اما الباقي فلا اتذكر شيء غير نوع الأمنية التي حصلت عليها في ذلك العالم.
اقسم انني سأفقد عقلي اذا استمر هذا.
لا اعرف حتى لماذا فقدت ذكرياتي.
هااااه…
الأمر متعب حقا، الآن فقط قد عرفت الفرق الهائل الموجود بين نصف فضيلة و فضيلة.
الفضائل هي كيانات لا ينطبق عليها المنطق، لذلك علي ان آخذ حذري هذه المرة.
اعظم معلومة قد اكتسبتها هذه المرة…
لا بل معلومتان!
الأولى هو ذلك الحجر، لا يجب ان اسمح ابدا بكسره.
و الثاني هو ما احسست به تجاه ذلك الفضيلة…
الطاقة التي كانت تنبعث منه لم تكن مانا مقدسة، لا…
لم تكن مانا ابدا.
بل كان يستعمل طاقة غريبة و طاغية.
أتساءل عن فضيلة اي مسار يكون ذلك الشخص.
……
بعد ان وصلنا الى مدينة الصقيع مجددا…
ذهبت مباشرة الى صاحب المحل ذلك و بادلت الحجر بنفس الطريقة من المرة الماضية.
محاولا ان لا يتم كشف رغبتي الشديدة بالحجر.
فلو انكسر مجددا، سأقوم بإعادة نفس السيناريو فقط.
اشتريت حاجيات لكاجسا و لي، اضافة الى مؤونة طعام و ملبس كافية لعدة اشهر لنا نحن الاثنان.
ثم توجنا الى فندق راقي مجددا لكي ننظف انفسنا و جعل كاجسا تأخذ قسطا من الراحة.
و طبعا بعد ان منعتها من استعمال مهارة 〔قراءة الأفكار〕 التي حصلت عليها تلك الليلة مجددا.
تركت كاجسا نائمة في عمق…
و ازلت تنكري لكي اعود لمظهري الحقيقي الأسود.
ظننت انه سينبت بعض الجلد او شيء ما حول ذراعي العظمية السوداء لكن بطبيعة الحال بقيت كما هي…
و نفس الشيء لرجلي.
في تلك الليلة جلست متأملا في تلك الطاقة الغامضة التي امتلكها ذلك الفضيلة.
محاولا ان افهم ولو القليل عن تلك الطاقة.
اذا علمت القليل عنها، الن استطيع التطور قليلا في طريقي نحو ان اصبح فضيلة؟
هذا ما سجلته في رأسي و انا اتأمل في تلك الطاقة.
الغريب في الأمر انه عندما بدأت اكتشف القليل حول تلك الطاقة…
بدأت المانا التي لدي بالنقصان…
تنقص و تنقص، رغم كمية المانا الضخمة التي أملكها الى انها نفذت في بضع دقائق.
فوصلت كمية المانا لدي لمنطقة الخطر، لم يكن امامي خيار سوى التوقف عن التأمل في تلك الطاقة.
"اوه سحقا، كمية المانا التي فقدتها كثيرة، كم سيلزم لكي استرجها كلها؟"
اجل، حتى عدة اسابيع لن تكفي.
آمل ان لا يحدث اي شيء يجبرني على استعمال المانا اليوم على الأقل.
________________
اراكم في الأسبوع القادم!
تأليف: Souhayl TP