الأمنية 27: سيادة...!
---------------------------------
بعد ان أنهيت حمامي الذي تم ازعاجه من عدة جهات…
و تجهيز كاجسا لنفسها و الأمتعة أيضا…
غادرنا المكان محلقين نحو العاصمة، بالضبط نحو القصر الإمبراطوري.
واجهنا بعض المشاكل بسبب عدم تحكمي في المانا جيدا…
لكننا وصلنا بحلول الصباح، اي في الوقت المناسب.
دخلنا الى العاصمة و تفاجأنا بازدهارها الكبير…
كل شيء من المباني الى الناس له مظهر راقي.
فقلت في نفسي
'أي شخص سيرى هذه العاصمة سيقول أن هذه الإمبراطورية لا تعاني من أي مجاعة، بل تعيش بسلام كما أنها مزدهرة'
لكن بالطبع أنا لا أستطيع قول هذا…
لقد رأيت بعيني المجاعة التي تعاني منها هذه الإمبراطورية التي سببها النبلاء…
كما أن غضبي ينفجر بمجرد تفكيري في سبب هذه المجاعة.
لذلك تجولنا قليلا في العاصمة…
الى أن وصلنا الى أقصى شمال العاصمة…
و هناك وجدنا حي لا يرثى له، حي الفقراء.
بالرغم من اسمه الى انه حي يسكن به العامة…
لذلك في الأماكن الاخرى بالعاصمة يسكن بها النبلاء.
و هنا تستطيع الاستنتاج ان النبلاء في العاصمة لديهم نفس تصرفات النبلاء الآخرين.
كما أنني أحس بها بشكل طفيف…
المانا السلبية!
أولئك النبلاء الملعونين!
'سيدي…ألم تنسى ما قمت به أيضا في العامة…في إحدى حيواتك السابقة'
ماذا؟
كيف تعرف بأمر حيواتي السابقة؟
'بالطبع لقد رأيت ذكرياتك سيدي'
أتعني أنك تتذكر الآن أشياء أنا نفسي قد نسيتها؟
قلت حياة سابقة هااه…
أجل أنا أشعر أنني قد فعلت الكثير من الأشياء خلال حيواتي السابقة…
الكثير…
لكن هل تعلم شيئا؟ أنا لم أصنع أي كيميرا من قبل!
أنا متأكد من ذلك…
قد أكون قمت بالعديد من الأشياء التي لا تغتفر بسبب الأمنية الإجبارية…
لكن لم أقم بتحويل البشر الى كيميرا!
وليس هذا فقط…
أنا لم أقم بجمع فتيات و نساء العوام…
و أقوم باغتصابهن و تعذيبهم لدرجة أن يطلبوا مني أن أقتلهم و أخلصهم من ذلك الجحيم!
أنا لم أقوم بجمع جثت تلك النساء و جثث العوام الذين يموتون بسبب المجاعات التي أسببها أنا…
و في الأخير أستعملها في تصنيع الكيميرا!
أتعلم ما هو تصنيع الكيميرا؟
'…. لا سيدي…'
لكي تستطيع صنع الكيميرا ستحتاج الى شيء مهم و هو روح نقية تم تعذيبها و تلويتها بالمانا السلبية…
فتقوم بحبسها داخل مجموعة من الجثث لتعطيك في الأخير كيميرا ضعيفة لا تقوى على شيء سوى تنفيذ أوامر صانعها.
قد أقوم بالبحث في السحر الأسود لكنني لن أصل لدرجة استخدامه على بشر لم يفعلوا لي اي شيء مؤذي.
أستطيع استعمال استحضار الأرواح لكنني أرفض استخدامه ما دمت لست بحاجة اليه.
حتى أنا لدي حدود لا أريد تجاوزها…
لكن ربما هذه الإمبراطورية ستسبب في تجاوزي لتلك الحدود.
'سيدي…اسمعني جيدا، مهما حدث في هذا العالم، اقسم أني سأرفرف لك فقط و أعصف بجناحي لكل من يسبب لك الأذى.
الى أن يأتي اليوم الموعود…سأظل بجانبك دوما سيدي'
اليوم الموعود؟
"معلمي، انظر لقد وصلنا"
هذا القصر ضخم…
كما أنه شديد البياض.
يبدو أن الإمبراطور من النوع المتباهي.
"اعذرني سيدي، هل يصادف انك هو المعلم الامبراطوري و هذه هي الأميرة كاجسا؟"
حتى الفارس الموجود في بوابة القصر يعرفني…
" أجل، لقد أتيت للقاء الإمبراطور"
هذا الفارس يملك هالة السيف حوله...
يبدو ان معيار القوة هنا سيكون أعلى مما ظننت.
" لقد كان جلالة الإمبراطور في انتظارك ! ارجوك تفضل معي من هذا الطريق."
وجهنا الفارس بطريق نحو القصر.
ذلك الطريق كان مليئا بفرسان اقوياء يحرسونه...
على ما يبدو انهم يأخذون الحذر الشديد مني.
"أرجوك تفضل، الإمبراطور ينتظرك داخل قاعة العرش"
دخلنا أنا و كاجسا الى قاعة العرش...
ثم بدأت أحس بكمية المانا تزداد مع كل خطوة آخذها...
تلك المانا السلبية.
"أهلا ! أهلا وسهلا بك يا أيها المعلم الإمبراطوري، انه لشرف لي أن اراك مباشرة"
صوته يحمل نبرة نبل ووقار، كلماته متزنة بدون أخطاء، نظرته التي تحمل كمية الهيبة...
اجل انه الإمبراطور!
لا أستطيع التحكم في نفسي، فلحظة الحقيقة قد اقتربت.
لأول مرة اعيش هذا الشعور الغريب.
" لا، بل الشرف لي بلقائك، يا إمبراطور إمبراطورية سفانت"
بانحناءة قليلة أظهرت احترامي القليل له و مع القليل من ضغط المانا المقدسة أظهرت مكانتي له.
فكانت المفاجأة اكبر...
هذا الوغد...!
إنه في مرحلة الألوهية!!
"حسنا حسنا، لطالما أردت لقاءك يا أيها المعلم، فقد سمعت عن قوتك الطاغية فظننت أنك أيضا قد وصلت للسيادة و يبدو أن ظني صحيح"
اذا فهم يسمون الألوهية بالسيادة...
أو ربما أنا مخطئ؟
"لكن أيها المعلم، ألا تظن أنه من غير اللباقة أن تظهر لنا مظهرا مزيف ! "
ماذا؟
استطاع اكتشاف تنكري؟
اذا فهو ليس محارب عادي في مرحلة الألوهية...
هذا الإمبراطور قد بدأ يدرك مسار معين!
"حسنا~ بما انه لا فائدة من الاختباء، لما لا أريك شكلي الحقيقي"
تمنى أن لا أظهر في كوابيسك~
'اغهه...ما ذلك المنظر؟ لديه يد و أرجل عظمية سوداء، كما أن لديه العديدة من الأجنحة على ظهره...ماذا يكون بحق الجحيم؟!'
هووه...
انظر إليه يحاول عدم تغيير تعابيره.
" رغم منظرك المخيف نوعا ما، لا أعلم لماذا لا أستطيع رفع عيني عنك، منظرك جاذب يا أيها المعلم"
حسنا هو مخطئ نوعا ما.
"لا ليس منظري هو الجاذب، بل مساري !"
"مسار؟"
ماذا؟ لا تقل لي انه لا يعرف شيء عن المسار وهو يلمحه بالفعل؟
"أنت تلمح المسار بالفعل، فكيف لا تعرف عنه أي شيء؟ "
" اذا كنت تتحدث عن كيف وصلت للسيادة فبالطبع ذلك كان عن طريق مهارة سرية"
إذا فهو لمح مسار معين بمساعدة مهرة سرية...
حتى لو كانت هذه المهارة السرية يتم ثوراتها عبر اجيال الأباطرة من زمن بعيد...
الا انها غير كافية للوصول الى الألوهية بحد ذاتها.
" انت...أخبرني الحقيقة، تلك المهارة السرية لم تكن الشيء الوحيد، فأنا أعلم جيدا ما يعني الوصول الى السيادة"
ابتسم الإمبراطور بخبث وتغيرت تصرفاته من نبيلة الى وقحة.
"بالطبع انها ليست كافية، فقد كان علي عمل مشروع مع جميع نبلاء الإمبراطورية لكي أصل الى ما وصلت اليه الآن.
مشروع مثير للاهتمام"
قام الإمبراطور من عرشه و نزل إلي.
" اذا أردت معرفة تفاصيل هذا المشروع فذلك بسيط، كل ما عليك فعله هو أن تصبح معلما لأميرتي الصغيرة"
فهمت...
مشروع صغير قال...
بدون أن أعرف ما هو هذا المشروع أستطيع أن أؤكد ان هذا الوغد له يد فيما يفعله النبلاء الآخرين...
بما فيه من صنع الكيميرا الى انتاج المانا السلبية باستمرار...
فهذا الوغد قد استعمل المانا السلبية للوصول الى الألوهية.
كما أنه يجهز جيش من الكيميرا ليفعل شيء ما بهم.
"هذه هي ابنتي الرابعة، هيا عرفي بنفسك"
كما أنه يريد كسبي الى جانبه بجعلي معلما للأميرة.
"تشرفت بمعرفتك سيادة المعلم، أنا الأميرة الرابعة و لازلت بعمر الرابعة عشر، لكن أتمنى بأن تكون أوقاتنا مع بعضنا البعض أوقات جيدة"
هممم...
هذه الأميرة لماذا أشعر أنها مألوفة؟
أليست تشبه رسيل نوعا ما؟؟
لا ربما أتوهم فقط، علي ان نهي الامر بسرعة لأنتقم لرسيل...
اجل ذلك هو سبب توهمي.
لكن الأهم من ذلك، لن أجعل مخططات هذا الوغد تسير كما يخطط.
"للأسف أنت لست موهوبة كفاية لتحصلي على تعليمي يا أميرة~"
تفاجأت الأميرة الرابعة و حزنت.
بينما الإمبراطور أظهر بعض الغضب و الاستفهام.
عقابكم معي لن يكون بسيطا، لنبدأ هذه المأساة ببعض التحلية أولا~!
-------------------------------
لا تنسوا ان تقرؤوا روايتي الأخرى رواية أمير المملكة المقدسة، وبالطبع رواية عودة بشري أيضا!
يوجد فصل آخر جاهز لكنني محتار هل أرفعه مع هذه الدفعة أم أتركه للأسبوع القادم؟
تعليقاتكم هي من ستجعلني أختار~ 0_0
تأليف: Souhayl TP