الأمنية 30: فوضى...
---------------------------------
مرت سنتان…
و أصبح عمري 14 سنة.
سنة واحد فقط و أصبح بالغ في قانون هذا العالم.
حسنا، ليس و كأنه يوجد من يعلم عن عمري الحقيقي، اليس كذلك؟
في السنتان الماضيتان قد حدثت العديد من الاحداث الشيقة لكن اولا لنبدأ من تلك الليلة…
الليلة التي بدأ منها شيء جديد بالنسبة لي.
لا أتذكر اي شيء بعد ان فقدت الامل في تنفيذ انتقامي…
او بالأحرى اصبحت الآن أكثر تحررا لتحقيق ذلك.
فبعد ان ترجاني سيد البرج المزيف لإخراجه من هناك…
لم أتذكر شيء آخر بعد ذلك.
و عندما عدت لوعيي، وجدت نفسى مستلقى على الأرض…
بينما جسدي كله مغطى بالدماء وفتات اللحم و العظام.
لقد كنت غارقا في دمه حرفيا.
علي القول أن ذلك قد فتح عقلي و ذكرني بالأيام العسيرة التي قضيتها في ساحات المعارك في حياتي الأولى…
حيث تمضي حياتك بين التراب و الدم و رائحة المعدن المنتشرة بكل مكان.
في تلك الليلة قد فهمت أخيرا القليل من قوة الفضيلة الخاصة بي.
فضيلة اليأس.
قوة اليأس !
اظن الأمر مشابه لما يسمونه قوة الصداقة؟
حسنا، شيء من هذا القبيل لكن…
اليأس…
ما هو اليأس؟
سألت نفسي ذلك السؤال تحت شروق الشمس البغيض.
فقدان الأمل يعني ان كل شيء حولك قد التهمته الهاوية…
لا كلام و لا مشاعر ستستطيع تدمير ما ستشعر به بعد ذلك…
الخوف سيتغلل عبرك مرارا و تكرارا في دائرة لا نهائية…
عندها فقط ستشعر بالعدمية…
و ستعرف كم يمكن للصمت أن يكون مخيفا و آسرا!!
كل بشري او شخص من عرق آخر لا يهم من يكون…
سيحتاج لجوهر معبر له ومجيب عن سبب عيشه.
كمثال أغلب الأبديين الذين يملكون عمر لا نهائي…
تجدهم يبحثون عن شيء متجاوز لروتينهم اليومي…
و قد يتقبل بعضهم الموت على ان يشعروا بالملل.
اذا لماذا؟
لأن ذلك الملل سيتحول يوما ما ليأس ساحق!
فاليأس ما هو إلا وقود للعدمية.
و العدمية ترى العالم و الكون بأكمله خال من اي مضمون او معنى، عديم القيمة…
بعبارة أخرى، لا شيء.
اجل اليأس يؤدي الى لا شيء.
و وظيفتي كفضيلة هو اكتشاف الشيء في اللا شيء…
عندها فقط سيكون لليأس معنى، و ستتكون فضيلة اليأس ليصبح العالم مكان مثالي.
اجل عالم مثالي!
في نظرك ما سبب الحروب و النزاعات و غيرها التي قد تسبب في فناء كل شيء؟
انه الخوف، الخوف من ذلك اليأس الذي يأدي الى العدمية.
قد يقول البعض ان العدمية هي انكار مطلق لشيء ايجابي فقط و ليس ما أظنه.
اقول لهم ذق طعم اليأس اولا ثم تعال لنتناقش حول العدمية.
فأنا نفسي لا أملك فكرة واضحة عن العدمية سوى انها اعتقاد بأن لا شيء ذو قيمة حيث كل المبادئ التي كونت هذا الكون نفسه عديمة القيمة.
العدمية هي صمت، صمت مخيف يتسلل عبر كل شيء لكن طريق الوصول الواضح اليه هو اليأس.
بما أنني لم أتغدى ما يكفي من اليأس، اذا فأنا لست مستعدا لتقبل مصيري كفضيلة.
لذلك استغرقت الكثير من الوقت لاتخاذ قرار نهائي بخصوص انتقامي و ما عليه فعله.
في الأخير سيبقى ما أريد فعله هو نفسه ما كنت أفعله…
الانتقام اولا، اليأس ثانيا و معرفة الحقيقة أخيرا.
لذلك لقد اعددت وليمة غدا، هذه الوليمة ستكون بداية أسبابي لكي لا أسقط في العدمية قبل اي شخص آخر.
………
اذا كان هناك أمل و يأس…
اذا فهناك رائع و مرعب، مسلي و فظيع، نبيلة و بذيئة ثم خير و شر.
غدا سأجعلهم يعرفون خير ما فعلوه و شر ما أنتجوه…
او ربما عكس ذلك.
"سيدي! ما الذي تفعله هناك فوق؟ "
"تلميذتي الجميلة، ألم آمرك بأن تذهبي خلف كاجسا لتخبريها بأن تعود؟"
سيؤلمني حقا رؤية دموع تلميذتي، فالحق يقال، المشاعر معدية.
لم يمر وقت طويل الى ان اصبحت مؤمنا انها تلميذتي مثلها مثل كاجسا و ان علي حمايتها و تعليمها ما لدي.
ماريا تملك شخصية الحاكم العادل، قاسية مع اعدائها و لطيفة مع اتباعها الموالين لها…
شخصيتها قد ذكرتني يوم كنت مجرد جنرال عادي، مع جنوده و من يثقون به، نحارب من أجل أمنية شخص لا علاقة له بي ولا بهم.
"سيدي، أنا اعلم انك تخفي عني شيء ما، خصوصا بشأن المأدبة التي قررت اعدادها فجأة، فقط أخبرني، ما الذي يخيفك؟"
خوف؟
هل قالت خوف هااه…
"حسنا حسنا، علي أن ألتقي بأولئك النبلاء القذرين اليوم لذا…"
قفزت من الشجرة، مغيرا شكلي الى آخر.
" لنتكلم حول هذا عندما أعود حسنا؟ "
" حسنا يا سيدي…"
غادرت القصر الذي أهدي لنا في الفترة الماضية من قبل أحد النبلاء، دوق فرنسيس الذي يريد أن يساعدني في خطتي كما أنه موالي جدا لتلميذتي الصغيرة.
مقصدي بعد مغادرة القصر كان حدود الإمبراطورية…
حيث يقبع شر هذه الإمبراطورية القذرة.
أعلم كل العلم أنه ليس من حقي ان اقول هذا…
لكن، في عالم كهذا يجب عليك بعض الأحيان أن تتقبل قانون الغاب و تمشي متبعا قوانينه.
الضعف خطأ في عالم كهذا، و في نفس الوقت قد يكون قوة ايضا.
حيث تجد شخص بدون مهارات قتالية، بمهارات لا فائدة منها، بتبع غريزته الإنسانية في حماية من هم اضعف منه، عائلته، اصدقائه و الأشخاص الذي يثق بهم…
لكن لن تجد هذه الغريزة عند شخص قوي أغلب الأحيان، و أنا افضل مثال على ذلك.
الضعف يكون قوة بعض الأحيان لان غريزتهم تلك يمكن ان تجلب لهم عطف بعض الأقوياء…
او علي القول يجلب له شفقة من الأقوياء و أفضل مثال لذلك هم القديسين…
اشخاص ضعفاء نالوا عطف و شفقة احد الفضائل.
في هذا العالم أظن يوجد قديسة الكنيسة فقط…
أظن ذلك.
…….
الوقت يمر بسرعة، ربما سأتأخر على مأدبة الغد فقد حل المساء بالفعل.
"سيادة المعلم، لقد وصلت أخيرا!
هناك مشكلة في الحاجر الذي صنعته سيادتك! "
هل تضرر الحاجز؟
"هل خرجوا من هناك؟"
"سيادتك انهم مخيفين! لم استطع الاقتراب من الحاجز ابدا"
اظن أنني لن أستطيع كبحهم أكثر من ذلك.
لنذهب و نرى ما يحدث.
…….
بعد أن وصلت للحاجز، وجدتهم قد خرجوا من حفرتهم و يقومون بضرب الحاجز برؤوسهم…
لقد تخلوا عن انسانيتهم كليا هؤلاء الكيميرا!
علي ان اقوم بإصلاح الحاجز…
فالوقت لم يحن بعد.
"سيدي احذر!"
"لا تقلق، هو لن يستطيع اذيتي ابد…غرااه!؟"
المانا؟
المانا المقدسة خاصتي اختفت؟
بحق الجحيم!!
هل استطاع قطع الاتصال بيني و بين منبعي بهذه السهولة؟
هذا الكيميرا اللعين!
بدون المانا خاصتي انا مجرد فان بجسد ورقي…
جسدي يتمزق!!
" اررغ..ااااااااااااارررررغهه"
"سـ..سيدي! سامحني لا أريد الموت وااااه"
الوغد قد هرب!!
هااه..هااه…
"أفلتني أيها الوغد!"
'غرااااااااه'
هااه..هااه…كح..كح..
بالتفكير أن.. هااه.. ان قوة الفخر ستنقذني من الموت…
ماكان ذلك؟ قوة المـ.. كح.. كح.. ارغه…
قوة الموت هااه..
الموت و الحياة…هااه..هااه..
يبدو أنني لازلت بعيدا عنك أيها الفخر…
المانا تأبى العودة إلي…
اتصالي بمنبع المانا قد قطع الى الأبد…
يبدو أنه سيكون علي العودة مرة أخرى..هااه..هاه…
لا أريد…
لا أريد الموت!
[تم تحقيق الشرط الأخير!]
إنه مؤلم…يجعلك تعاني…
لا أريد أن أعاني مرة أخرى…
مهما كنت قويا سيبقى الموت دائما يلاحقني.
لا أريد…هااه.. هاه؟
ضوء؟
[الفوضى تبتسم لك، الفوضى اختارت تتبع مسارك]
الفوضى…؟
[لقد حصلت على مانا الفوضى، ستبدأ عملية الاستبدال]
هااه؟
لقد اغمي علي.
-----------------------------
تعليق وحيد يعني لي الكثير!
لمعرفة أي صغيرو وكبيرة عن رواياتي انظموا للسيرفر الخاص بي على ديسكورد، السيرفر عبارة عن نطاق مكون من عوالم الروايتان تستطيع تكون عشيرة او مملكة وتطويرها، التدرب والاختراق بالمستوى، كما انه يمكنك شراء العديد من الأشياء به.
أنظم للنطاق واختر العرق الذي تريده فلن تخسر شيء.
رابط السيرفر: https://discord.gg/Rt45hEwqcC
يوجد فعالية على 50 ألف كريديت في السيرفر لمدة 24 ساعة فقط!
تأليف: Souhayl TP