الأمنية 31: عبد الأمل...

__________________

همم…

فتحت عيناي فوجدت الأشجار العالية تحيط بي…

ضوء الشمس يخترق اوراق الشجر وأفرعها…

وصوت العصافير التي تغرد بدون توقف وكأنها واقعة في سعادة غامرة.

"أغهه…أين أنا؟ كل ما أتذكره هو أنه تمت مهاجمتي و…"

أشعر بشعور غير عادي.

او بالأحرى غير مألوف.

هل عدت بالزمن؟

لكنني لا أتذكر أنني كنت في غابة مثل هذه من قبل…

"…"

إنني عار تماما.

حسنا، لنستكشف هذا المكان.

………

بعد التجول قليلا…

لاحظت ان هذه الغابة المحيطة بي مألوفة نوعا ما.

"أليس هذا هو المكان وضعت به الحاجز؟"

غريب…

لا يمكن لمكان أن يتغير لهذه الدرجة الا إذا مرت عليه مئات السنين…

مستحيل!!

كما أنني لا ارى اثار لأولئك الكيميرا ابدا مهما بحثت…

فقط كم مرت من سنة وأنا في غيبوبة؟؟

لا مهلا…

إذا كان ذلك حقا ما حدث…

سحقا!! تلميذتاي!

جريت مسرعا عبر الأشجار الضخمة باحثا عن مخرج…

اجري وأجري…

الى ان رأيت الضوء.

"المخرج.."

وعندما خرجت من الغابة…

ظهر أمامي منظر طبيعي من السهول الذابلة التي تبرق بلون الخريف الزاهي…

"هل نحن الآن في فصل الخريف؟"

بدأت المشي في الاتجاه الذي أعرفه يؤدي الى العاصمة…

مسرعا بكل جهد أملك.

"هذا الجسد…حقا ضعيف ! "

ثم فجأة...!

وجدت نفسي محلقا في السماء.

"أنا أحلق؟ كيف وأنا لا أستطيع استعمال المانا أبدا؟!"

لم أكثرت للأمر كثيرا ثم أكملت التحليق في طريقي الى العاصمة.

هذا…

لما كل هذه المناظر التي أمامي مألوفة جدا؟

……..

لم تمض سوا دقائق ووجدت نفسي على أعتاب العاصمة بالفعل.

سرعة تحليقي قد تحسنت كثيرا.

لولا جسدي الضعيف لاستطعت التحليق بسرعة أكبر من هذه.

بذكر ذلك…

كيف سأدخل العاصمة؟

أنا عار تماما…

'معـ…'

هم صوت؟

"معلمي !!"

كاجسا؟؟؟

كيف؟؟

ألم تمر مئات السنين؟

كيف لازالت حية حتى الآن...؟

اه…

متى أصبحت بهذا الغباء يا تيلوديس؟

هبطت عند كاجسا…

ثم بمجرد ملامستي للأرض قامت بعناقي لدرجة الخنق.

"معلمي واااه ! فقط أين كنت طوال الوقت!!"

"كم مر على مغادرتي للعاصمة؟"

بمجرد أن سألت سؤالي ظهرت تلميذتي الثانية فجأة أمامي…

هل تعلمت طريقة الانتقال التي أريتها بالفعل!

"لقد مر أسبوعين منذ مغادرتك العاصمة سيدي…"

انها ترتجف…

يبدو انها كانت قلقة على أيضا.

هذا الشعور…

فقط متى كانت آخر مرة شعرت به…

أن يقلق عليك أحد ما…

سيدي العظيم…تلميذك قد اشتاق لك حقا.

سيدي العظيم؟

من يكون؟

" معلم تيل هل انت بخير حقا؟ انا..انا اعلم أنك قوي جدا لكن رغم ذلك…رغم ذلك لا تتركني أرجوك!!

لا تتركني! سأكون فتاة جيدة!! ارجوووك!"

لقد دخلت في نوبة علها مجددا…

في بعض الأحيان أنسى ان كاجسا لازالت طفلة صغيرة.

اقتربت من كاجسا وقمت بعناقها

" لا تقلقي انا بخير، انا لن أتركك أبدا"

ثم قمت بإفقادها الوعي.

" سيدي…هل انت حقا بخير؟ "

" أجل، خذي كاجسا لترتاح سأذهب للبحث عن شيء لأرتديه"

"اه..مهلا، لدي ملابس لك في مخزني"

ملابس نسائية؟

حسنا انها أفضل من أن ادخل المدينة عاريا.

" سيدي…هل انت حقا بخير؟ لا أستطيع الشعور بأي ذرة مانا قادمة منك…"

ارتديت الملابس التي اهدتني ثم قمت بالتربيت على رأسها.

" لقد أخبرتك، انا بخير"

ثم شعرت أخيرا بالاطمئنان وغادرت.

أما أنا توجهت الى مكان قريب من العاصمة…

ذلك المكان الذي يتدرب فيه السحرة المبتدأين فغالبا ما يكون فارغا في هذا الوقت.

لقد حدثت معي العديد من الأحداث الغريبة وعلى أن أصفى ذهني اولا قبل التفكير فيها.

……

بعد ان اشتريت ملابس من العاصمة ذهبت الى ذلك المكان.

يسميه اغلب الناس بساحة المبتدئين، لكنها مجرد سهول كبيرة فارغة تمتد الى مدى العين.

اولا على أن أتأكد ما إذا لازال باستطاعتي التحليق…

بمجرد ان فكرت في ذلك، ارتفع جسدي عن الأرض وطفوت في الهواء.

لا أستعمل اي مانا ولا أشعر بأي قوى خارجية تساعدني…

إذا كيف لازلت أحلق؟

لكن بعد التفكير في الأمر أظن ان ما يحدث معي طفو وليس تحليقا.

أحس وكأن هناك شيء يجعلني أحتقر كوني أمشي على الأرض…

هذا الشعور…اين أحسست به من قبل؟

خوف؟ لا احتقار…

خوف...!!

سحقا انه ذلك الشعور القادم من الفضيلة الذي قتلني!

وليس هذا فقط…

ذلك الحجر…الطاقة الغريبة الآتية منه والطاقة التي استعملها الفضيلة…

انها هي!!

انا أحس بها عندما أطفو!

وانا الذي كنت اقول لماذا أشعر بالألفة عندما كنت متجها الى العاصمة.

مهلا…

ألا يعني هذا أني استعملها؟

إذا لقد أصبحت فضيلة!!

حاولت استعمال، لا بل استحضار تلك القوة الغريبة لكن...

"…"

لا أستطيع التحكم بها…

اللعنة!

فقط ما هي هذه القوة الغريبة؟

كل ما أحاول التواصل معها ترفضني…

أستطيع فهمها هذه القوة، بعد عناء طويل انا أستطيع…

لكن لماذا لا أستطيع التحكم بها؟

الا إذا…

قوة لديها وعي خاص بها؟!

مستحيل!! هذا بالتأكيد مستحيل!

إذا كان هذا صحيح فكل ما تعلمته من حيواتي من خبرات ومعرفة سيتحطم...

قلب مساري سيتحطم!!

اهدئ، صحيح ان القوة الخالصة لا تملك وعي ولا يجب ان تمتلكه...

فبعد كل شيء هي ليست روح او شيء من هذا القبيل...

لكن...إذا كانت هناك قوة خالصة تملك وعيها الخاص...

مجرد التفكير في الأمر سيجعلني ارتجف بدون ارادتي.

الا يعني هذا ان حتى الفضائل التي تتحكم في مساراتها الخاصة لا شيء امام قوة كهذه التي هي أصل كل المسارات!

فسدت هدوئي لمدة من الوقت، الى ان غربت الشمس وظهر القمر الاحمر الكامل.

........

لم أستطع الاستمرار بالتفكير بالأمر، لذلك عدت للقصر.

فكلما فكرت وقعت في خوف لا ارادي...

سيتسبب هذا في استهلاك يأسي فقط، فأنا لا أستطيع فعل ذلك،

فبعد كل شيء هذه اللعنة التي تبتلع اليأس بلا حدود لازالت موجودة حتى بعد ان فقدت الاتصال بمركز طاقتي.

هاااه...

من كثرة الاحداث التي تحدث معي في الآونة الاخيرة فقد تعبت.

أتساءل متى سأمر بإعادة تشكيل الجسد لكيلا اتعب مجددا.

"هممم؟"

ألم أمر بهذا من قبل؟

أعني...الولادة الصفرية ليست سوى مرحلة يمر بها من هم بمستوى محارب أسطوري...

فجسدي ضعيف، ضعيف جدا على أن يسمى جسد نصف فضيلة.

التدريب سيكون بدون فائدة لذلك اظن ان اعادة تشكيل الجسد ستكون مناسبة...

رغم انها مؤلمة.

لكن تدريب...

تدريب!

اشعر بأنني في حالة 'كيف نسيت هذا، وكأنني فقدت ذاكرتي او ما شابه هاهاها'...

لكنني بالفعل فقدت ذكرياتي...

ذكريات اغلب الحيوات التي عشتها.

لا اعلم إذا كانت حركة وضعت بها نفسي غريزيا لكيلا أغرق في يأسي الكامل او شيء كهذا...

لكنني بدأت باستعادة بعض ذكرياتي!

〔النيزك الضوئي〕 〔الجحيم البدائي〕 〔اتحاد السيف والجسد〕 〔الهالة المقدسة〕 〔الشفاء الخارق〕 〔التهام الدماء〕 〔الشراهة〕 〔الحاجز السفلي〕 〔تقنية العشر عوالم〕 〔⬛⬛⬛〕 〔⬛⬛⬛⬛〕 〔⬛⬛⬛⚫⬛⬛〕....

اغهه..

فجأة! انها تعود!!!

"إنها تعوووووووووووود !!!"

يا ترى...هل هذا هو ما يعرف بالأمل؟

إذا كان كذلك...فإنه ليس بالشعور السيء حقا!

"مـ..معلمي! ما الذي حدث؟ لماذا تصرخ!؟"

اه، سحقا... يبدو انني صرخت بدون ان اشعر...

"لا شيء، عودي لنومك فسأحتاجك غدا"

حسنا! لنتفـ...

[فشل...الأمل ليس سوى فشل عظيم]

اغهه.. مجددا؟ ما الذي تريده مني؟

ما الذي تعنيه؟

[واجبك واضح كوضوح النجوم...]

[في كل لحظة ليلا و نهارا، فكر بمسارك و اثبته امام روح هذا العالم المقيت]

[واجبك ان ترى و تقبل مسارك هذا دون تمرد لا طائل منه و ان تعمل ضمن هذه القيود الحادة دون توقف او احتجاج]

[ان فعلت...ستستطيع ان تمشي في طريقك الخاص و تتحداني بصفتك الظل الوحيد في مرآة العالم الكبرى]

هذا الوغد...!

إذا لقد كنت الفخر طوال الوقت!!

كنت تراقبني طوال الوقت ها؟

تريدني ان امشي في طريق اعددته بيدك انت؟

في احلامك!

علي ان اعترف، انا أضعف من اواجه مصيري الخاص...

أضعف من ان اتحكم في مساري الخاص...

لست سوى ضعيف قذر متبجح متنمر لا فائدة منه!

لكن، هذا الضعيف اختار الامساك بمسار الضعفاء، ومواجهة الفخر باليأس يا أيها الوغد!!

شكرا لك! كنت سأسحر بالأمل الغبي وأتناسى ضعفي، لكن بفضلك تذكرت واجبي وانتقامي!

انتقامي أولا، وبعدها سيأتي دورك انت والفضيلة ذو الشعر الابيض.

فأنا شخص يرد الضغائن بالمثل رغم ضعفي الساحق!

_____________________

تأخرت كثيرا أليس كذلك؟ إذا اقرأ الفصل الإضافي او أنظم للنطاق واسأل ببساطة!

نطاق العدم: https://discord.gg/Rt45hEwqcC

تأليف: Souhayl TP

2022/04/17 · 257 مشاهدة · 1210 كلمة
Souhayl TP
نادي الروايات - 2025