الأمنية 32: هيجان !
-------------------------
[ستندم على خيارك…أشد الندم…]
حسنا سنرى من سيندم في الأخير.
……….
ذلك الوغد، اظن انني لن اسمع صوته مجددا بعد الآن…
كلامه أزعجني نوعا ما رغم انني فهمت نصفه فقط…
لماذا يتحدثون دوما بطريقة غريبة؟ سيموتون ان لم يفعلوا؟ تشه…
على ذكر ذلك، لقد قال شيء عن مرآة العالم الكبرى…اشعر انني قد سمعت بها في مكان ما.
حسنا، هذا ليس مهم الآن، فاليأس لا ينتظر أحدا.
قبل ذلك…
قمت بالتركيز جيدا في وضعية جلوس مريحة…
أفكر في المهارات التي بدأت بتذكرها شيء فشيء.
كما توقعت…لا أستطيع استخدامها.
نظام القوة الجديد الذي حصلت عليه لا يستمع الى ارادتي وتحكمي…
إذا كيف سأستعمل المهارات بدون طاقة؟
[تم فتح الختم السابع…]
هااه؟
ا..اشعر بالدوار…
[سيتم ايقاف خدماتي لمدة يا عزيزي الصغير~]
صوت امرأة؟
فجأة…صوت امرأة قد دب برأسي…لا بل بداخلي…
لا اعلم اين بالضبط، لكن بمكان ما داخل جسدي قد اتى هذا الصوت.
كما انه من نفس النبرة من تلك المرة…التي تم عضي فيها حتى الموت من قبل الكيميرا…
مانا الفوضى كانت؟
لكن…
لكن !!!!
جسدي…شعور غير مريح…
اريد ابتلاع شيء ما…
اي شيء!
بدأت بالشعور بشيء يتآكل داخلي، وكأنه ثقب أسود يبلعني و يعيدني كما كنت…
اريد…
اريد ابتلاع اليأس!
……..
"سيدي؟ هل انت مستيقظ؟ اين ذهب بحق.."
هوف…
لا..ابتعدي…
ماريا!
"ها انت هنا سيدي؟ ما الذي تفعله على الأرض؟"
لا أستطيع…التحكم بنفسي…
سأقولها…
انا آسف ماريا…
"تلميذتي~ اليوم سيكون موعد موت والدك العزيز~"
سحقا..
ما الذي يحدث معي؟
تارة اجد نفسي اريد ابتلاع اي شيء…
و تارة اريد قتل نفسي بعد تحرر اليأس الذي لطالما كبحته…
هذا مؤلم جدا…
لا أريد الاستمرار في هذا الألم الذي لا يطاق…
مشاعري تتفاعل بطريقة كارثية، وشهواتي تتمنى ما لم اتمناه يوما في حيواتي كاملة.
"سيدي…ماذا قلت…؟"
اوه لا!
لن احتمل الآن ولو حتى رائحة اليأس فما بالك ان تقعي به…
سحقا لم اعد اتحكم بنفسي بعد الآن..
"سيدي…هل تعني ما تقول؟"
هاه؟
هذه ليست الاجابة الذي توقعتها؟؟
كما ان وجهها لا يظهر اي تغيير بالمشاعر…
هل تمثل علي ام ماذا؟
لكن الجيد بالأمر انني لا اشعر بأي يأس قادم منها…
ربما لم تدرك الموقف الذي هي بعد.
"اجل! تلميذتي العزيزة، والدك ذاك سأجعله يمر بما يمر به أقسى البشر في الجحيم، سأسلخه حيا واستمتع بصراخاته التي تطلب النجدة!!"
اشعر بالحرج….!!
ان يخرج هذا الكلام من فمي انا…
اريد الموت…
الموت…
هاه؟
"سيدي…لا تمزح معي في أمر كهذا أرجوك.. هاها"
وجهها الذي بدا غير مصدقا لكلامي جعلني انسى نفسي…
لقد انغمست في تلك اللحظة لسبب لا أعلمه و بسبب شعور لم أمر به من قبل…
الا يزال هناك شعور لم أمر به في كل حيواتي هذه…
في كامل الألف السنة التي قضيتها ضائعا بين الأماني…
هذه أول مرة…اجرب شعورا كهذا!
"فتاتي الصغيرة~ هل تظنينني ضعيفا لهذه الدرجة؟ اسمعي جيدا..معلمك هذا في مستوى حتى اباك لن يحلم بالوصول اليه…تظنين ان اباك القذر هذا سيستطيع السيطرة على مساره؟؟ هذا ان كان يملك مسارا اصلا هاهاهاها…….."
لماذا اثرثر كثيرا…
لكن هذا مريح…
اجل، كان علي ان اجرب هذه الطريقة من قبل…
فحتى الأحمق سيتعلم من اخطاءه.
تنهد…
انا استسلم.
" معلمي! "
انها…تبكي؟
حسنا هذا متوقع…لكن مهلا لحظة…
هل نادتني بمعلمي؟
"أتعلم كم انتظرت هذه اللحظة يا معلم!! لقد كنت بانتظارك بفارغ الصبر…اخيرا ستتحقق امنتي التي لطالما تمنيتها!"
ايه؟
اييه؟
"اجل…اقتله، عذبه، اسلخه، اره الجحيم و اجعل منه عبرة للآخرين!!"
ما الذي..؟؟؟!
"ذلك الوغد الذي لطالما كان يتبع مصلحته يستحق هذا"
" مـ..مهلا، عزيزتي~ انه اباك اليس كذلك؟ عليك ان تبكي وتترجيني ان اسامحه فهذا ليس ما توقعته؟"
نظراتها..!
" معلمي~ لا تمزح ارجوك، ذلك القذر الذي لم يمر يوم و تمنيت موته…انا اطالبك بمسامحته؟ كم انت مسلي يا معلمي~"
تلميذتي…
انها مجنونة!
لقد وجدت اخيرا من سيواكب جنوني!!
" ما الذي…يجعلك تكرهينه لهذه الدرجة؟ "
اقتربت مني و قامت بالإمساك بيدي و بدأت بتحسسها.
النظرات على وجهها تشبه نفس التي لدي امي…
" معلمي~ لقد التقيت برسيل أليس كذلك؟ "
صدمة…
ان تذكر اسمها امامي و بهذه اللحظة بالذات…
المشاعر التي كانت هائجة داخلي قد هدئت…
في حين السعادة تطغى علي من جهة، يطغى علي الغضب من جهة ثانية.
"ما الذي تعنينه بكلامك؟"
"معلمي~ انت حقا شخص جيد~ شكرا لكونك معها في لحظاتها الأخيرة!"
و في لحظة من غضب صرخت على تلميذتي لأول مرة.
"تكلمي! كيف تعرفينها بحق الجحيم؟"
اسمها ما لبث ان يرجع ادراج موطنه في النسيان…
ذكرها امامي بينما اليأس يتآكل بداخلي محررا كامل رغباتي…
جعلني انسى نفسى، ماهيتي و هدفي…
و كونت لليأس ثغرة، استغلها كل الاستغلال لتصطدم بي، تخترقني و تحتويني.
انتهى كل شيء…
من اليوم انا لم اعد تيلوديس، وتيلوديس لم يكن موجودا في هذا الزمان.
ففي الأخير لقد كنت محقا ايها الفخر.
و كنت محقا أنا الآخر.
من اليوم أنا فضيلة اليأس، و لا يوجد يأس في هذا العالم غيري!
"اخبريني!"
"مهلك يا معلمي~ لنجلس اولا فهذه قصة طويلة لأرويها واقفة"
جلسنا نحن الاثنان فوق الطاولة، في حين ارتمت ماريا الى حضني و جلست فيه.
"ما.."
فقاطعت كلامي ببدئها في السرد.
"يقال ان الكنيسة قد وجدت منذ بداية الزمان، حيث انها تأسست على يد اول قديسة في التاريخ القديسة الأولى ثم اختفت بعد ذلك…… "
تابعت ماريا السرد و قامت بذكر بضع اشياء كنت اعلم عنها و البعض الآخر الذي كان غافل عني بحق.
يقال ان القديسة جعلت وراثة القداسة داخل الكنيسة مخصوص لفتيات عَذْرَاوَاتٌ ذواتي موهبة خارقة وشخصيات إنسانية و صادقة.
فيتم اختيار قديسة كل جيل تلقائيا من قبل القديسة الأولى، اما كيف؟ فلا أحد يعلم ذلك غير حجر الصحوة الموجود في الكنيسة المركزية.
حيث ينبئ القديسة الحالية بمكان وجود القديسة القادمة فتذهب لتعمل اتصالا مع القديسة الأولى لمباركة مكان ولادة القديسة القادمة.
كما انه اذا ماتت احدى القديسات سيصبح حجر الصحوة الذي يقال انه ذو لون ذهبي و مشع الى اللون الأسود القاتم و يصبح غير صالح للاستعمال و كل هذا في مدة 111 يوما.
حيث يقول البابا ان حجر الصحوة يعمل حدادا على قدسيته.
"اذا ماذا يحدث اذا ماتت القديسة الحالية قبل ان تحدد مكان وريثتها؟ و ما علاقة ما تقوليه براسيل؟"
"لا يمكن ان يحصل هذا ابدا!"
"ماذا؟ لكن راسيل قد.."
اغهه هذه النظرة لم اتعود عليها بعد
"مـ.. ماذا؟"
"معلمي~ اتركني انهي كلامي"
ظهرت ماريا المجنونة لبعض الوقت ثم اكملت كلامها.
القديسات يعلمن متى سيموتون و كيف سيحدث ذلك ايضا لذلك يخرجن في رحلة للبحث عن القديسة القادمة في حالة كان موتهم قد اقترب و لم يتفاعل حجر الصحوة و يفصح عن الوريثة القادمة ابدا.
'لهذا السبب قالت لي ذلك عندما التقينا…رسيل…'
"معلمي! هل تستمع؟"
"لا، ماذا كنت تقولين؟"
في تلك اللحظة تفاعل اليأس مع ردها لدرجة ان كل مشاعري قد اختفت…
فارغ…
"رسيل…رسيل هي أختي الكبرى!"
اجل انه فارغ.
-------------
الأميرة الرابعة و تلميذة تيلوديس الثانية "ماريا":
تأليف: Souhayl TP