الأمنية 35: حزن

------------------

ماريا؟

لا انها ليست هي…

لكن رغم ذلك هي تشبهها بعض الشيء؟

"معلمي!! لقد استيقظت أخيرا !"

ما؟ من هذه الفتاة التي تشبه ماريا و لماذا تناديني بمعلمي بحق الجحيم؟؟

"…من أنتِ؟ "

سألتها بينما اتفحص المكان حولي..

هذا المكان غريب…

لماذا هو فارغ هكذا؟

مهما امتد مدى بصري كل ما المحه هو ارض عشبية بيضاء لا تنتهي…

بينما الوحيد الموجود في هذا المكان هو أنا و هذه الفتاة التي تشبه ماريا.

"ماذا؟ معلمي ماذا يجري بحقك كيف لا تعرفني؟ انها انا نورا! تلميذتك الوحيدة!"

ها؟ الامر يزداد غرابة كل ثانية تمر هنا…

لكن…

لكن لماذا اشعر بهذه الألفة…

هذه الألفة التي أغرقتني في دفئها…؟

غروب الشمس هذا، الشعور الغريب هذا، المكان الغريب هذا و…

الفتاة التي تشبه ماريا هذه…

هل يعقل انها من أحد العوالم التي فقدت ذكرياتي عنها؟

انا الذي استسلمت ليأسي متجاهلا مشاعري و مشاعر غيري…

ان اشعر بهذا الدفء الغريب و كأنني في منزلي..!

اجل منزل!

هذا المكان هو منزلي… و هذه الفتاة هي تلميذتي…

و هذا العالم هو حلمي…!!

هل كان ما فعلته بالإمبراطورية سيء لدرجة ان اهرب من واقعي…

هل استسلامي ليأسي جعلني حشرة ضعيفة الإرادة تهرب من مجرد فناء امبراطورية…

استيقظ من حلمك يا تيلوديس من حلمك الزائف و تقبل الحقيقة!

ما فعلته من قبل في حيواتك اشنع من هذا!

لن اقول ان أفعالي مقبولة لكن لكل شخص اسبابه و اهدافه ثم غاياته…

فبعد كل شيء الغاية تبرر الوسيلة!!

قم من حلمك الزائف و كفاك هربا، لان الطريق نحو الفضيلة ليس بسجادة حمراء براقة و نظيفة بل هي سجادة متسخة بدماء الأعداء و خطاياك.

واجه تلميذتك فأنت قاتل أبيها و وجه تلميذتك فأنت مسارها الوحيد.

لأن مسار اليأس ليس بهذه السهولة و لن يكون كذلك.

قم !

……..

ارغ…

همم…اظن اني استيقظت…

"معلمي استيقظت اخيرا!!"

هممم…انا متأكد اني هذه المرة واعي بالفعل…

ماريا هذه المرة حقيقية، بالإضافة الى الجو المغبر الناتج عن هجومي يثبت ذلك…

لكن لماذا بحق الجحيم ماريا هنا؟؟

"انا حقا شاكرة انك بخير، لقد كنا قلقين انك لن تستيقظ مجددا بسبب ذاك الشيء الذي كان على وجهك"

كنا؟؟؟ كاجسا هنا ايضا!!

"ألم اخبركم ان تغادروا الإمبراطورية؟ لماذا مازلتم هنا؟"

همم مهلا لحظة…

"انتظري…هل قلت كان على وجهي؟"

"اجل معلمي، وجهك كان اسود بالكامل كما لو ان عروقك تكاد تنفجر لكن في لحظة ما عاد وجهك لطبيعته…على ما يبدو ان ذلك الشيء كان منتشر في جميع انحاء جسمك و ليس وجهك فقط؟"

اذا هذا يعني ان اللعنة قد هدأت، كما ان اليأس لم يعد بالمسيطر علي و على وعيي.

لكن الختم على روحي لازال موجودا، كما قال صوت المرأة تلك.

هممم…

"أين كاجسا؟ "

" هناك، انها تتأمل "

تتأمل؟

" ساعديني في الوقوف"

" حسنا معلمي"

اتكأت على كتف ماريا ثم وقفت بصعوبة لان يدي اليسرى ورجلي اليمنى لم تعدا تعملان بسبب ختم الروح.

وبمجرد ان وقفت واعتدلت فكرت في الطفو ثم نجح الأمر.

رغم انني لن أستطيع المشي لكن الطفو فوق الأرض بعدة سنتيمترات سيكفي بالغرض.

" عجيب! كيف فعلتها يا معلمي انا لا أشعر بأي ذرة مانا قادمة منك لكنك لازلت قادر على استخدام مهاراتك"

صوتها…يبدو انها لم تتقبل الأمر بعد، فبعد كل شيء فقد كان أبوها.

"أنا لا أستخدم اي مهارة، او بالأحرى لم يعد بمقدوري ذلك، يمكنك القول ان هذا الطفو هدية تلاعب القدر بي فبعد كل شيء لم اصبح فضيلة لكنني اقوى من أي احد قد وصل للسيادة"

" همم لم افهم ما الذي تعنيه.."

"ستفهمين قريبا، لنتفحص حال كاجسا"

ثم توجهنا نحو كاجسا.

بمجرد ان لمحتها من بعيد لاحظت شيء عجيب يحصل معها…

" انها تخترق! "

كانت تخترق عبر مستوى محارب أسطوري، و ليس هذا فقط بل انها وضعت نفسها في حالة لاوعي حيث تحاول استكشاف سر ما…

"ما الذي حدث لها بحق حتى يحدث معها هذا؟" بصراخ سألت ماريا.

بسبب الجو المغبر بالإضافة الى الحالة العاصفة التي صنعتها كاجسا عبر تأملها كان المكان صاخبا لذلك لم يكن بيدي سوى سؤالها بصوت عالي.

"لقد دخلت في هذه الحالة عندما رأت تلك الظاهرة التي صنعتها يا معلمي! " نفس الشيء بالنسبة لماريا رغم ردها بصوت عال لم اسمعها بوضوح.

لكن…تلك الظاهرة هل تقصد نية السيف خاصتي؟

مهلا…

مهلا

مهلاااااا!!!

ان تخترق لمستوى محارب أسطوري و ليس هذا فحسب بل انها تحاول اكتشاف شيء غامض…

و كل هذا بعد ان رأيت نية سيفي…

" لقد..لقد اكتسبت نية سيف…"

"ماذا! معلمي كاجسا لم تبلغ العشرينات حتى؟!!!"

"بحق البقدونس انا اعلم!!"

كيف يمكن لهذا الشيء اللامنطقي ان…ان يحدث في هذا العاااالم بحق الجحيم!!!

ان تكتسب نية سيف بعد رؤية نية سيف أخرى…

هكر..انها هكرت هذا العالم!

هاه…

لماذا القدر غير عادل هكذا…

انا الذي مررت بالجحيم الأسود لكي ألمح فكرة عن نية سيف…

تأتي هي "العبقرية" و تحصل على نية سيف بهذه السهولة غهااا!

..مجددا…

العالم غير عادل.

……..

بعد ان مرت عدة ساعات…

بدأت العاصفة تهدأ شيئا فشيئا…

و لازلنا ننتظر من كاجسا تنتهي من اختراقها.

و بما ان العاصفة بدأت تهدأ هذا يعني انها اخترقت بنجاح.

لكن لسبب ما اشعر ان نية سيف كاجسا غريبة نوعا ما…

"ماريا…"

"اجل معلمي.."

"أنا لن اعتذر لما فعلته لوالدك و لموطنك.."

"لابأس يا معلمي فهم كانوا يستحقون ذلك… لكن لن اقول انني لم اشعر بشيء تجاه ما حدث.."

"لا بأس ماريا، كوني على يقين أنني سأبقى معك مهما حدث من الآن فصاعدا…

و ايضا..ذلك..لابأس للمرء ان يبكي اذا اشتد عليه الحزن يا ماريا."

" معلمي…همم…

ارغهه…

اااااا أبييي!… اغه أمي… وااااا….ارغه رسيل…انا.. انا آسفة واااااهغ!! "

اتكأت ماريا على كتفي و بكت من أعماق قلبها…

قاذفة بواقي الحزن المؤلم في قلبها…

لتبدأ رحلتها الجديدة بدون عائلة و محملة بمسؤولية امبراطورية بأكملها.

انا اشعر بك جيدا يا ماريا، الفراق حزين والمسؤولية مرعبة جدا…

اجبرتني غايتي على فعل ما فعلته بك لكن رغم ذلك لن أتحسر او أندم مجددا…

فبعد كل شيء مسار اليأس مؤلم و مليء بالأشواك القاتلة…

اما عن غايتي…؟ انا حقا لا أعلم!

فأمنيتي بعد كل شيء أمنية سوداء.

……..

بعد ان هدأت ماريا، بدأت ملامح الاستيقاظ تظهر على وجه كاجسا.

ببطء، اصبحت واعية بمحيطها.

وبمجرد أن لمحت وجودي انا و ماريا…

قامت ثم قفزت بسرعة خارقة نحوي لتعانقني بكل قوتها.

"معلم تيل!!! انا حقا شاكرة أنك بخير وااااا"

يبدو ان قوتها الجسدية قد زادت كثيرا، لوهلة ظننت ان ظهري سيكسر…

"لابأس، لا داعي للبكاء كاجسا، معلمك لن يموت بسهولة أبدا"

حدقت ماريا في كاجسا للحظات ثم قالت باستغراب…

" بالمناسبة معلمي، الا تبدو نية سيف كاجسا واضحة أكثر من اللازم..؟"

انها محقة، لقد لاحظت ذلك من قبل بالفعل.

"ماريا !جيد انك بخير ايضا اختاه!!"

"كاجسا ناوليني ظهرك للحظة"

هممم غريب…

نية سيفها اقوى من سيد سيف يتدرب على سيفه لخمسين سنة متواصلة…

لكن لا يبدو انها تستطيع التحكم بها.

" كاجسا، عندما رأيت نية سيفي، ما اول فكرة قد ظهرت في عقلك؟"

هكذا سأعلم نوعية نية سيفها.

"اممم…لكن معلمي، لم تظهر اي فكرة في رأسي عندها، بل مباشرة شعرت انا المانا خاصتي اهتاجت و جلست أتأمل لتهدئتها"

فهمت..

لا لم أفهم…؟!!

لا مستحيل…

"كاجسا…انت لم تحققي نية السيف بعد؟!!! "

""هااا؟؟؟ ""

---------------

بداية الأرك الرابع، أرك "همسات شيطان"

ثرثرة مهمة (الخريطة اسفل الثرثرة لغير مهتم):

فقط ملاحظة بسيطة، المفروض ان يكون هذا الأرك باسم "البحث عن دموع اليأس" الذي جعلته الحين هو الأرك الخامس و طبعا ممكن اعدل على اسمه قليلا لحتي يناسب الأحداث لكن السبب الذي جعلني اغير ترتيب الأركات..او بالأحرى عدة اسباب منها:

واجهة شكل البطل الذي لاحظتم اول تغيير لها في بوستر الرواية.

الأحداث الشاقة التي كانت السبب في توقفي لعدة اشهر عن نشر الفصول

و طبعا اهم شيء هو تنظيم سير الأحداث من الغموض الى تفسير كل الغموض و جعل الرواية كما أريدها بالضبط.

قد يلاحظ البعض ايضا ضعف وصف عالم "أمنية سوداء" و وصف شخصياته، و طبعا لي أسباب في ذلك منها أسلوب كتابتي الذي احب فيه عدم التعمق في التفاصيل الجانبية و الاضافية، لإضافة نكهة غموض غريبة تجعلك تتساءل "لما بطل روايته يشبه الفتيات نوعا ما؟" "ما هي القوى العظمى في عالم روايته؟" "لماذا تكثر الاحداث الغير المفهومة لدرجة تجعلك متعثر بين الاحداث ولا تفهم اي شيء؟" و غيرها من الأسئلة انتم ادرى بها…

لذلك لا تسألني هذه الأسئلة و اتركها لنفسك فلكل سؤال تملكه الآن ستجد جواب له في أحد الفصول، و اذا لم تجد فكن متأكد انك اهملت اصغر التلميحات في الفصول السابقة.

طبعا السبب الذي جعلني اشرح هذه الأشياء هو النقد السلبي "الغير الأخلاقي" الذي وصلني قبل التوقف و الذي كان أحد أسباب هذا التوقف.

على كل حال اتمنى ان تستمتعوا بالفصول القادمة و تكتشفوا معي "المعلومة الخفية" التي اريد ايصالها لكم في ختام هذه الرواية.

اما الآن، اجبت عن سؤالكم "ماهي مستويات القوة؟" من قبل…

اما الآن هذه اجابة لسؤالكم "ما هو شكل عالم أمنية سوداء؟".

خريطة العالم #22:

عندما يعود الدعم كما كان سأعود للنشر المتسلسل، اما اذا لم يعد فسأنشر فصل كل ما اتفرغ كالعادة.

لا تنسوا ان تمروا على رواياتي الأخرى~

2023/01/17 · 167 مشاهدة · 1403 كلمة
Souhayl TP
نادي الروايات - 2025