الأمنية 38: تدريب؟
----------------------
يقول الفيلسوف والكاتب الكبير ألبير كامو "لا تحكم على اختياراتي، إذا لم تكن تعرف أسبابي، ولا تحكم على أسبابي، لأنك لم تعش حياتي".
مقولة لن يفهمها الا الذي يعاني من آثارها.
انا عشت كل حيواتي بالطريقة التي اريد لكن في الوقت ذاته لم أكن كذلك بسبب الأمنية الاجبارية…
تجرعت المآسي وصنعتها، ذقت من مرارة الحياة ومررت باختباراتها…
لكن…
ما هي أمنيتي حقا؟ انا لا دري بتاتا.
الوصول للفضيلة هدفي وليس أمنيتي، تعليم ماريا وكاجسا ما أملك من خبرة رغبتي وليست أمنيتي…
حتى قبل ان اتي الى هذا العالم، رغبتي في الموت كانت مجرد هرب وجبن وليس بأمنيتي.
انا حقا خائف…من أمنيتي السوداء.
……..
"معلمي! الفطور جاهز استيقظ هيا~"
مرت 3 ايام منذ ان بدأنا الإبحار نحو القارة المظلمة.
في ذلك اليوم وجدنا الشخص الذي أرشدوني له الشيوخ التوأم ثم عقدت معه اتفاقية للإبحار بنا الى القارة المظلمة مقابل ضمان حياته طوال فترة ابحارنا من الوحوش الكارثية.
مع اننا واجهنا بعض المشاكل في اقناعه لكن الأمور مرت في سلام، كما يقال 'ما لا يحل بالكلام يحل بالعنف'.
احم..
على كل، اشترت ماريا يخت متوسط الحجم من طابقين، كان اليخت مدعوم بتعويذات سحرية لذلك لن يواجه اي مشاكل في الطقس العنيف.
"معلمي ! اسرع"
"آت.."
في هذه الأيام الثلاث عملت على تقوية صلابة جسدي ببطء بينما اكبح لعنتي..
لذلك أصبح جسدي أقوى بسرعة لكن لعنتي تصبح أقوى أكثر من ذلك بسرعة خيالية.
علي أن أصل الى هناك قبل فوات الأوان، قبل حدوث ما لا أرضى عنه ولا أرغب به.
خرجت من غرفتي الموجودة في الطابق العلوي لأتجهز للفطور…
لأتفاجأ مما رأته عيناه امامي!
"يوم ميلاد سعيد ! معلمي!!"
وجدت مأدبة لا بأس بها في طابق القارب العلوي مجهزة من قبل ماريا و كاجسا، بالإضافة الى كعكة صغيرة مكتوب عليها عمري.
"لم نستطع ان نحتفل بيوم ميلادك من قبل بسبب رحلتنا الصعبة، لذلك هذا هو الوقت المناسب لفعل ذلك!"
15 سنة…لقد مرت كلمح البصر حقا.
"شكرا لكما، لكنني لست من النوع الذي يهتم بهذه الأشياء كثيرا"
ظهرت خيبة أمل بسيطة عليهما فحاولت الترفيه عن ذلك بطريقة ما
" لكن، انها المرة الأولى، الأولى التي احتفل بها بيوم ميلادي بهذه الطريقة و مع من اعتز "
ثم اصبحتا سعيدتان بعد ذلك.
"حسنا معلمي هيا لنأكل، انت ايضا يا سيد بحار"
" لا عليكم مني، علي ان استمر براقبة مسارنا لكي نصل بنجاح"
ثم بدأنا الأكل، شعور لم أشعر به منذ اكثر من ألف سنة…
في هذه الحياة، لازلت اجرب ما لم اجربه في حياتي السابقة ابدا.
……..
مرت 3 أشهر منذ ان ابحرنا نحو القارة المظلمة.
خلال هذا الوقت لم نواجه اي وحوش بحرية تذكر خلاف ما توقعت غير بعض الوحوش الصغيرة من الرتبة S…
لذلك ركزت على تعزيز قوة جسدي بتدريبات بدنية لازلت اتذكرها منذ زمن بعيد.
هذه التقنيات رغم كونها تشبه المهارات في هذا العالم لكنها لا تحتاج الى مانا لاستعمالها لذلك كانت الخيار الصحيح…
خصوصا تحت ضغط نية سيفي الساحقة.
لذلك اخيرا أصبح لدي جسد جيد نوعا ما كما انني تكيفت مع خاصية الطفو خاصتي لذلك اصبحت تحركاتي افضل بكثير من قبل.
لم يتبقى سوى القليل حتى نصل لكن…
عدم ظهور اي وحوش من صنف الكارثة جعلني دائم الحذر خصوصا انني لم اواجه احدهم في هذا العالم من قبل.
حسنا، لنستمر في التـ..
**قعقعة
لم أكمل كلامي حتى وها هم قد أتو.
بدأت السفينة تتمايل يمينا وشمالا من هيجان البحر تحتنا.
فخرجت لكي أستعد للمواجهة.
"معلمي…يبدو انه هنا وحش الكارثة ذاك"
"أجل، أشعر بهالته من هنا انه حقا مختلف عن بقية الوحوش"
بدل تسميته وحش سيكون اسم روح مقدسة أفضل له بسبب هذه الهالة الطاغية.
"ارشدي البحار لمكان آمن و احميه ثم نادي كاجسا"
"حسنا"
غادرت ماريا المرعوبة من ضغط الوحش ثم اتت كاجسا التي عكس ماريا تبدو متحمسة للقتال.
" هل انت مستعدة؟ لا تفعلي اي حركة او تنفذي اي مهارة حتى آمرك بذلك"
"حسنا معلم تيل~"
ها هو آت.
**زئير مدوي و مرعب
خرج الوحش الضخم من تحت بحر رغم انه اظهر رأسه فحسب الى ان طوله يبلغ طول الابراج الضخمة.
اما شكله فهو شبيه برأس السلحفاة لكن جسده الموجود تحت البحر مغاير لذلك.
وكأنه وحش من أساطير الناس المذكورة قديما.
"الآن !"
〔هالة السيف-القطع الأول〕
لوحت كاجسا بسيفها المغمور بهالتها المتميعة نحو الوحش الكارثي…
**صراخ
ثم مات؟
"منذ متى وحوش الكارثة…بهذا الضعف؟"
"ألا يعني هذا يا معلم تيل أنني أقوى فقط؟"
صحيح…
انت قوية..
قوية بطريقة مجنونة!
"سحقا، انا الذي تحمست لقتال كبير ~تنهد"
غادرت سطح السفينة نحو جثة الوحش الطافية فوق البحر واستخرجت جوهره بسيفي.
ثم عدت الى كاجسا واعطيتها الجوهر.
" هذه مكافأتك التي اكتسبتها بجهدك، عليك ان تفتخري بكونك قد قتلت وحش كارثي بتلويح واحد"
" اذا معلم تيل هل انت فخور بي؟ "
"اجل انا كذلك، بالطبع سأكون كذلك أحسنت عملا"
ثم توجهت الى غرفتي.
"واو كاجسا انت قوية جدا لم يضطر معلمنا حتى للتحرك "
" بالطبع فأنا تلميذته الأولى"
……..
عدت لغرفتي متحسرا من القتال السريع الذي حصل امامي ثم جلست متأملا ما بداخل جسدي
'اللعنة تكبر يوما بعد يوم لكنها تحت السيطرة حاليا'
يبدو ان الوقت قد حان لأبدأ تدريب جسدي بالطريقة الصحيحة…
إذا كنت اتذكر بشكل صحيح هناك تقنية جسدية جيد لحالتي الحالية.
لا تحتاج لا لمانا ولا اي ذرة طاقة، فقط ارادة كافية لتحمل ألم التدرب عليها.
〔تقنية الجسد المقدس〕 التي عدلتها بنفسي لتصبح مهارة من قبل.
هذه التقنية مخصصة فقط للإناث لكن اتذكر ذلك الفتى الذي استطاع التدرب عليها بطريقته الخاصة حيث حصل على جسد خاص نوما ما.
لكنني لم أستطع التدرب عليها لذلك حولتها لمهارة.
هذه التقنية تستبدل الاعضاء الداخلية بأخرى أقسى واقوى ثم تستبدل العضلات والجلد ليصبحا بصلابة الميثرل نفسه.
لكن…
بدون الارادة الكافية ستموت قبل ان تتقنها.
لذلك، لنبدأ الآن فإرادتي اقوى من اي كان.
……..
مر شهر…
لكن للأسف لم استطع اتقان هذه التقنية…
انها مؤلمة كالجحيم فهي تتعدى حتى الألم الذي تنتجه لعنة الدرياد…
سحقا.
……..
مر 5 أشهر…
اقتربنا من الوصول الى القارة المظلمة.
خلال هذه الفترة صادفنا ما يقارب الخمس وحوش كارثة في طريقنا…
لكن كلهم تم التعامل معهم من طرف كاجسا.
يبدو انها تصبح اقوى فأقوى بسرعة خارقة كما انها اتقنت نية سيفها تقريبا.
اما بالنسبة لي…
اخيرا اتقنت هذه التقنية الملعونة!
اخذ مني الأمر ارادة تكفي لملئ محيطات والم يكفي لإشباع يأسي لآلاف المرات.
لكن رغم ذلك، لقد أصبح لدي اخيرا جسد خاص لا بأس به كافي للتعامل مع اي هجمات وكافي لتحمل رحلتي اليائسة.
"معلمي! لقد وصلنا!"
اخيرا فلعنتي قد وصلت لحدودها.
"لننزل"
……..
في مكان بعيد اقصى شمال القارة المظلمة.
داخل شجرة يبلغ حجمها الاف الامتار، بالضبط داخل قاعة ضخمة في مركزها.
"صغيرتي، الى متى ستبقين هكذا؟"
"معلمتي؟"
وراء عرش ضخم في اعلى القاعة، كان هناك أحد ينظر من نافذة تطل على الشجرة بأكملها.
"اخبريني، الى متى ستنتظرين عودة شخص ميت؟"
"انه ليس ميتا، انا متأكدة انه ليس كذلك…"
ذلك الشخص كان انثى شابة ذات جمال خلاب، بأذنين طويلتين وشعر أخضر فاتح يبهج الناظر.
اما المتكلم الذي دخل لتوه القاعة كانت عجوز بذات الصفات الا شعرها الفضي.
" العلاقة التي بينكم قد قطعت هذا يعني فقط انه قد مات، فنحن الدرياد لا تنقطع علاقاتنا بشركائنا الا في حالة الموت"
"معلمتي انا متأكدة، انه مميز و قوي لا يوجد من يستطيع قتله"
"اذا ما الذي تفسرين به انقطاع علاقتكم؟"
"هذا…"
نظرت الى العجوز بنظرة حزينة وبدأت دموعها بالسقوط بدون توقف.
" حسنا لا تبكي، اذا كان حقا كما تقولين فهو سيأتي الى هنا يوما ما"
" اجل سأنتظره…دوما…"
……..
في مملكة تقبع في مركز القارة المظلمة.
" سيدي! لقد وصلنا تقرير من حرس الحدود يحذر بوجود شخص بنية سيف ساحقة قد دخل القارة قبل 3 ايام!"
كان هذا جندي دخل توه الى شرفة قلعة ضخمة في مركز المملكة متحدثا الى شخص ذو ضغط عال امامه.
" اذا لقد وصل، قديس السيف!"
"ما هي اوامرك سيدي؟"
"ارسلوا الفرقة الخاصة حالا لتقوم بحد حركته حتى اصل اليه"
" سمعا و طاعة"
ثم غادر الجندي.
" قديس السيف، هذه ستكون بداية انتقامي"
------------------
تأليف: Souhayl TP