الأمنية 41: ايسير
-----------------
خلافا لشخصية معلمي القذرة، فهو ملك التنانين والتنين الوحيد الموجود في مستوى نصف فضيلة في هذا العالم…
ليس هذا فحسب، باعتبار التنانين عرق سامي فهم بطبيعة الحال يتعلمون المهارات ايضا لذلك معلمي الذي عاش لعدة حقب وألفيات طويلة لن تستطيع تخيل كمية المهارات التي يملك.
شخص بقوته ينزف هكذا فجأة، لا وبل يتضرر ايضا؟؟
ما هي اللعبة التي يجربها علي الآن؟
"وجهك يوحي حقا بعدم تصديقي ايها الشقي العاق…"
"اذا كيف تظنني سأصدق هذا؟"
ملء معلمي الكؤوس الصغيرة بالشاي واجبرني على الجلوس ايضا.
"تنهد…انا بنفسي لا اصدق انني قد هوجمت بهذه الطريقة…
اذا رأى سلفي هذا سيستبرئ مني بدون شك."
"اجل سأفعل لو كنت مكانه بالطبع"
حاولت استفزازه بكلامي لكن خلافا لشخصيته النشيطة فهو يبدو متعب للغاية…
هل حقا…تضرر؟
"ما الذي حدث معك؟ فقط ما الذي رأيته حتى يحدث هذا معك؟ "
" كيف اشرحها…انت كم من مسار تملك؟ "
" لقد اخبرتك بالفعل لكنك لم تصدقني"
" بالطبع لن افعل، الذي رأته عيناي مختلف ومرعب اكثر من ما ذكرت"
ماذا؟؟
"قد لا تصدقني لكن على الأقل هذه المرة استمع لي جيدا بصفتي معلمك"
فقط ما الذي رآه حتى يصبح جادا هكذا؟
" حسنا، سأصدقك"
"جيد…تيلوديس بني، مصيرك مؤلم اكثر من ما تتخيل، وسيأتي اليوم الذي تتجرع فيه نتيجة ما خربته يداك بأقصى و اسوء الطرق الممكنة…"
"هل تمزح معي ايها العجوز! "
" انصت!! لديك من المسارات ما يفوق طاقتك ومسؤوليتك، لكن اذا اتبعت مسارك الخاص لن يتحكم احد في مصيرك بعد الآن…
مسارك عدو لمصيرك ومصيرك عدو مسارك، اتمنى ان تستطيع فهم ما قلته قبل فوات الأوان. "
لسبب ما فهمت جزئيا ما كان يعنيه لكنني لم افهم الباقي خصوصا هذه الاخيرة.
أدرى ان مصيري مأساوي بطريقة مثيرة للشفقة بعد الذي مررت به من أماني مغصوبا على ذاتي بها فوق طاقتي…
لكن…
"ما المسارات التي رأيتها؟ "
" لن أخبرك، اذا تحدثت اكثر من ما قلت فأختفي من الوجود لقد تجاوزت الحد بالفعل بنصحي لك."
فهمت، على ما يبدو انه واقع تحت قانون 'تكلم وستموت' لا يمكنني تخيل شخص يملك هذا النوع من القوة ليفعل هذا بمعلمي غير اولئك الثلاثة…
الجشع، الغضب…والفخر!
لازلت تقطع طرقي بهذه الطريقة ايها الوغد المختل؟
لكن، لا بأس ما دمت قد تحديتك بالفعل لن اتوقف هنا ابدا واتحداك ان تحاول.
مما فهمته من كلام معلمي انني املك بالفعل بطاقة رابحة في جانبي…
لكنني لا أدرى سواء كانت مانا الفوضى او مساري الحقيقي، مسار اليأس…
بذكر مانا الفوضى…
"بما انك قد رأيت كل شيء، فما هو عرقي الحالي؟"
نظر الي معلمي بنظرة امل خائبة وكأنه يقول يا ليتني لم اتخذك تلميذا لي…
"غير معروف"
"ماذا؟"
"عرقك غير معروف بالنسبة لي ايها الشقي!"
"تظنني سأصدقك طوال اليوم؟"
ثم نظر الي بتلك النظرة مجددا..
لولا انه معلمي لكنت صفعته.
" كيف سأعرف عرقك افضل منك انت؟"
"لكنك قد رأيته اليس كذلك؟"
"اغغه…ايها الشقي الا تصدقني؟ لم استطع رؤيته، هو الوحيد الذي لم استطع رؤيته، لذلك لدي سببين لما حصل الاول انك بدون عرق و الثاني انك من عرق يفوقني سموا انا ملك التنانين ⟦التنين السامي⟧، لكن السبب الثاني اكثر تصديقا لأنه لا يوجد شيء لا يملك عرقا في هذا البعد على الأقل. "
" اجل اتفق معك نوعا"
حتى انا لم اقابل ابدا مخلوق بدون عرق ابدا فما بالك بهذا الوحش الذي عاش أكثر مني.
لكن…عرق أسمي…من عرق سامي؟؟
" حسب شكلك اي شخص سيظنك من الجنيات، وهالتك من هالة الدرياد، و المانا المنبعثة منك مانا مقدسة خاصة بالأعراق السامية و لعنتك تبعث حضور التنانين…"
صمت معلمي قليلا ثم نظر الي
"يا لك من مسخ.."
ايها الـ….!!!!!
"بذكر الجنيات و بما انه شكلك الحالي ربما قد اعرف ما هو عرقك"
" حقا؟"
" حسنا…انها قصة طويلة خذ كأس اخر بينما تستمع بحرص ولا تقاطعني…"
ثم بدأ معلمي بالسرد.
منذ زمن طويل، لم يكن للجنيات وجود بل كانوا خيال فقط واساطير صنعها البشر بعد رؤيتهم لعرق الأرواح من حين لآخر بسبب اشكالهم الجاذبة للنظر والروح.
حتى اتى يوم، يوم مأساوي بشع حيث هبط فيه شيطان عتيق الى هذا العالم…
يقال ان ذلك الشيطان قد كان هجينا من البشر والالف النبيل، علاقة محرمة أنتج عنها كارثة حية سموه في ذلك الوقت بـ <شيطان الأبدية>.
عاث ذلك الشيطان العتيق في الارض فسادا، قاتلا وسفاحا في كل دب وهب الى ان بدأ يكتسب وعيه الخاص بالذات وحكمة لا بأس بها فاكتشف معنى التزاوج والحروب.
تزاوج ذلك الشيطان مع اقوى وحش ولد من نسلنا نحن التنانين، ثعلب الجحيم ذو الذيول التسعة وأنجبوا اول جيل للشياطين المعروفة حاليا بالشياطين العتيقة…
واستمر ذلك التزاوج حتى أنتجوا عدد هائل من الشياطين وبدأوا حربا ضد العالم بأكمله.
عندما وصل العالم الى نهايته تقريبا وفقدت الاعراق والشعوب املها في النجاة…
حضر زائر الى هذا العالم.
ذلك الزائر من الضغط الموجود حوله حتى هذا العالم الذي يرفض وجود الفضائل انحنى له وتقبل وجوده بصدر رحب…
وجوده يبث الوقار على كل من حوله لدرجة ان البشر بجلوه غفلة منهم للحظات بسيطة واستيقظوا من وهمهم الزائف بعد تذكر شيطان الأبدية.
قال أحد اسلافي انه إذا تجرأ على قول كونه فضيلة فلن تتجرأ اي فضيلة ثانية على تسمية نفسها بالفضيلة بسبب قوته الهائلة التي ارعبت حتى الفضائل.
عندما قام البشر باستضافته رغم حالة الحرب التي هم فيها، ظهر عرق الارواح الذي كان يدعم بقية الأعراق وهو مخفي من الواجهة، ثم وصلوا لاتفاق بينهم وبين من سمى نفسه بالـ ⟦ايسير⟧.
فعرفت تلك الاتفاقية باسم اتفاقية اتحاد الأعراق، وسميت القارة التي نزل فيها الأيسير بقارة اتحاد الاعراق.
------------------
تأليف: Souhayl TP