الأمنية 42: ايسير 2
-----------------------------
بعد ان وقع الايسير وعرق الارواح اتفاقية اتحاد الاعراق…
بدأت الشكوك تهمش امال الاعراق، خصوصا البشر، شكوك عن سبب قبول الاتفاقية بدون اي فائدة او طمع شخصي من قبل الايسير.
الا عرق الدرياد الذين كانوا فالصفوف الأمامية خلال الحرب.
شخص بمثل جبروته حتى لو اراد نسف كل الاعراق من ذلك العالم فلن يكلفه الامر سوي بضع كلمات…
اذا ما سبب قبوله الاتفاقية؟ زادت الشكوك شيئا فشيئا.
وصل صبر البشر لحده فقرروا ان يسألوه عن السبب حتى لو تسبب فضولهم في انقراضهم.
فكانت اجابته بسيطة
"هاه؟ انا اريد ذلك، هل احتاج لسبب؟"
اذهلتهم بساطة الاجابة، كذلك ثقته بنفسه وكبرياءه الذي لا يتزعزع.
يقال، انه في ذلك الزمن لم يكن يوجد شيء او مستوى اسمه فضيلة…
بل كانت الفضيلة المعروفة حاليا جزءا من مستوى السيادة العظمى.
لكن في تلك اللحظة، بعد ان عرفت باقي الاعراق السبب والجواب الذي اهداه للبشر…
قرروا وضع اسم فضيلة كاسم لمستوى من يمر عبر مرحلة السيادة العظمى ويختتم مساره بالكامل…
تتيما بجبروت ونقاء الايسير الذي سيكون سببا في سلام العالم…
ولقبوه باسم "فضيلة الفخر" اول فضيلة في التاريخ.
……..
'هو مجددا؟ كيف بحق هذا العالم اجد اسمه اينما وطأت رجلاي!! ؟'
"اذا ماذا كان محتوى تلك الاتفاقية؟"
"حسنا، لقد كانت اتفاقية غريبة…"
نصت الاتفاقية على شيئين اساسين.
الاول هو ارتباط الايسير بفرد من عرق الارواح والسماح لهم بحماية مولوده بدمائهم بعد مغادرته للعالم.
اما الشيء الثاني كان مسح وجود شيطان الابدية، وتدمير اغلب جيوش الشياطين مقابل السماح له بأخذ قارة كاملة باسمه.
وبسبب شعوره بالملل قرر تنفيذ الجزئية الثانية من الاتفاقية اولا…
يقال انه قد قضى على شيطان الأبدية خلال خمس دقائق فقط مخلفا وراءه اختفاء قارة كاملة بسبب قوة هجومه…
بينما مسح جيش الشياطين بسبب الطاقة الفائضة الناتجة عن هجومه فقط!
والشياطين المشاة الذين هربوا من الهجوم توجهوا الى القارة المظلمة وعاشوا في ظلام متخفيين عن مخالب الاعراق الاخرى.
"اتعني ان الشياطين العتيقة الموجودة حاليا هم احفاد اولئك المشاة الضعفاء؟؟"
"اجل، لقد كسبوا الثقة الكافية ليسموا انفسهم بذلك بسبب دماء التنين القليلة التي تجري في دمائهم فقط."
بعد ان انتهى من مسح وجود الشياطين، رغما عن صدمة بقية الاعراق من سرعة وهول الذي حدث…
أجرى اخيرا زفافه مع شابة من عرق الارواح.
وثم بعد 50 سنة من الحمل المميت ولد عرق جديد في الكون بأكمله…
[عـرق الجنــيات]
اول مولود للايسير كان توأم من 6 اولاد و 6 فتيات، وكلهم ولدوا بمباركة المانا الطبيعية و مباركة الارواح بينما يجري في دمائهم دماء الارواح المتحكمة في المانا و دم الايسير الذي لا يقهر.
مر الزمن، وبدأت تحدث ظواهر غريبة في الطبيعة مع نمو الجنيات…
حيث بدأت المانا تختفي من العالم، والسبب طبعا كان الجنيات لا غيرهم.
بسبب قوتهم الفطرية العالية انجذبت مانا العالم كلها إليهم وبسبب دماء الايسير الشرسة أصبحوا مثل بالوعات لامتناهية.
بدأت الاعراق تشتكي، ومن حقهم ذلك فالمانا هي اساس كل شيء في هذا العالم، اذا اختفت فانقراضهم قادم لا محالة.
'اختلف، لقد رأيت عوالم عديدة بدون مانا لكنني لا يمكنني انكار انه لا يمكن لعالم معين ان يعيش بدون اي نوع من الطاقة سواء كانت مانا او غيرها.'
فكان الحل بالفعل في يد الايسير، فتح بعد خاص لهم.
"انتظر!!!!"
"ماذا؟"
"هل قلت فتح بعد لهم؟"
" اجل، واتكلم عن البعد الذي يدور في ذهنك"
"هل تمزح معي؟ اذا قلنا ان العالم يتكون من قارات، النطاق يتكون من عدة عوالم اذا فالبعد يتكون من عدة نطاقات حيث ان الكون نفسه مقسم الى 33 بعد فقط!!"
" يبدو ان لديك معلومة خطأ يا ايها الشقي، 33 بعدا هذه فقط التي اكتشفها التاريخ من بدايته الى الآن، في الحقيقة يوجد ربما المئات او حتى الآلاف من الابعاد الغير مستكشفة ولما لا تكون الملايين حتى~"
" انتظر انتظر انتظر!! عقلي سيحترق.
اذا قلنا ان كلامك صحيح اذا فهذا الايسير فتح لهم بعدا غير مستكشف لأبنائه فقط؟؟؟؟ "
" مع انه فتحه فهو لا يتحكم بقوانين الكون ايها الشقي، اتركني اكمل قصتي او حرك مؤخرتك من امامي"
مع انه فتح لهم بعدا، لكن هذا البعد لا يزال غير مستكشف الى الآن.
حيث قام بتأمين عالم واحد فقط ووضع حماية قاسية جدا عليه لم يستطع اي أحد اختراقها الى الآن.
ثم ربط ذلك العالم بهذا العالم ببوابة يعرفها فقط الجنيات واتحاد الاعراق.
علم الايسير بعضا من خبرته الى ابنائه وارسلهم الى العالم الذي سماه بالمملكة وتركهم تحت حماية عرق الارواح.
ثم غادر الايسير هذا العالم مخلفا وراءه انجازات وبصمات تاريخية خيالية لم يسبق ان فعلها غيره.
ثم بدأ من بعده نظام الفضائل، وكل شخص يرتقي لمستوى الفضيلة يطرده هذا العالم فيغادر بهدف البحث عن هذا الايسير الغامض.
"حسنا، حتى انا لدي نفس هدفهم تقريبا.."
"هل ستبحث عنه انت ايضا؟"
"لا بل سأذهب للبحث عن التنين الأب، امنية حياتي ان اراه قبل ان اموت ولو نظرة خاطفة."
"فهمت.."
لديك هدف عظيم يا معلمي، كما أنك اصبحت مختلفا عن نفسك اللامبالية السابقة.
إذا هل تغيرت انا ايضا بعد ان وجدت هدفا لنفسي ام انني لازلت كما كنت؟
لكن…
هدفي…امنيتي…امنيتي السوداء…
ماذا تكون؟
عدت لنفس السؤال مجددا…
" على اية حال، انت تعلم الآن ما هو عرقك، او ربما هو كذلك على الأقل؟"
"ماذا؟؟ اتعني انني انا ايسير ايضا؟؟؟!"
"أتدرى شيئا؟ حتى هذا السقف فوقك لو قصصت عليه نفس القصة لصدق نفسه انه ايسير.
ما مدى صلابة مخك؟"
مستحيل…
مستحيل…!
مستحيل…مستحيل…مستحيل…مستحيل…مستحيل…مستحيل…مستحيل…مستحيل…مستحيل…مستحيل…مستحيل…مستحيل…مستحيل…مستحيل…
مستحيل!!!!
ايسير…جنيات
امنية اجبارية…
خليفة…
قديسة…
مسارات الفضائل المكتملة…
ظهرت ملامح الحقد والغضب الساقط على وجهي لدرجة انني لم أدرى كيف مزقت وجهي بيداي…
احمرت عيناي من الغضب سخطا…
لن اصدق هذا مهما حدث…
"لن اعترف بذلك مهما حدث!!!!!!!!"
"ماذا يجري معك ايها المختل المجنون العاق الذي لا فائدة منه لماذا تمزق وجهك هكذا بحق الـ******"
ثبتني معلمي على الارض بسحر جاذبية عال جدا لدرجة تحطم الصخر الاسود الصلب تحتي، ثم القى علي تعويذة شفاء و نوم اجبارية.
حاول التاج السامي منع الاضرار الإجبارية الخارجية، لكن امام قوة معلمي باتت المحاولة بالفشل.
" سأقـ…تلـ..ك.."
ثم اغمي علي.
……..
بعد 5 اسابيع.
فتحت عيناي لأجد نفسي في سرير غرفة لامعة ضخمة.
اجل متأكد مليار بالمئة ان هذه غرفة معلمي.
لا أحد غيره يحب الذهب والمجوهرات بقدره.
"استيقظت؟"
انتقل معلمي فجأة الى الغرفة بينما يحمل كأس شاي مجددا.
"كم نمت؟"
"قرابة الـ5 اسابيع، لم يكن امامي خيار غير اجبارك على النوم والا اصبح وجهك وجه هيكل عظمي."
"انها المرة الثانية التي افقد فيها السيطرة هكذا، المرة الاول من زمن قريب جدا…"
"اشرح لي ماذا حدث معك بالضبط"
بدأت في توضيح ما حصل معي بالتفصيل الممل.
بعد ان أخبرني ان عرقي ايسير، شعرت بيأس طاغ يلتهم قلبي…
لكن بدى لي هذه المرة ان اليأس الذي سيطر علي كان اقوى من مستوى تحكمي في مسار اليأس…
بل كان مدعوما ايضا من اللعنة السوداء المقيتة داخلي.
لن اكذب إذا قلت ان هذه اول مرة اشعر بسوداوية اليأس القاسية هذه…
لدرجة ان حتى اليأس الذي شعرت به تحت لعنة الدرياد بدى كلعب مبتدئين امام الذي حدث معي في ذلك الوقت…
لم استحمل الأمر لدرجة انني اردت تفجير مركز تجمع المانا وانتحر لكن لحسن الحظ قد فقدت الرابط به.
فبدأت في تمزيق لحم وجهي من شدة غضبي من ضعفي القاتل.
" اذا دخلت لمستوى فضيلة وانا بهذه الحالة احذرك من الآن انكم ستشهدون ولادة شيطان اكثر رعبا من شيطان الأبدية، واقسم بحياتي على هذا."
صمت معلمي لفترة بعد ان سمع ما قلته وهو ينظر الى السقف فقرر التكلم بعد مرور دقائق طويلة من الصمت.
"الا تملك اي حل اخر؟ "
حدقت فيه بجدية قائلا " لدي حل اخير، لكن القرار بين يديك"
" ما هو هذا الحل؟ "
"…اتركني ادخل الى عش التنانين!"
" لن تدخله ولو على جثتي!!"
قضي علي.
---------------
أريد ان أرى تعليقاتكم تحت..
تأليف: Souhayl TP